مبعوث اوباما للسودان الجنرال غرايشون: حكومتنا الان تدعم محكمة الجنايات الدولية
24 April, 2009
الجنرال إسكوت غرايشون، مبعوث اوباما الشخصى للسودان، كان يعمل طياراً فى سلاح الجو الامريكى ثم عمل فى قاعدة (إنجرليك) الجوية الامريكية فى تركيا، وكان العقل المدبر لعملية الحظر الجوى على جنوب العراق فى اغسطس 1992م. تدرج فى سلاح الجو الامريكى الى ان وصل الى رتبة الجنرال ثم نزل الى المعاش بعدها. عمل فى الحملة الإنتخابية للسناتور باراك اوباما الى ان اعتلى الاخير سدة الحكم فى الولايات المتحدة الامريكية حيث يعد من المقربين له. التقيناه فى العاصمة الامريكية واشنطن وكان لنا معه هذا اللقاء الذى اجريناه معه قبل مغادرته للسودان، ولظروف خارجة عن إرادتنا نقوم بنشره الان.
أجرى الحوار وترجمه للعربية لاجراس الحرية من واشنطن: عبد الفتاح عرمان
* التقيت بسفير السودان لدى واشنطن فى مكتبه بالسفارة السودانية.. ما الذى دار فى ذلك اللقاء؟
لمناقشة بعض القضايا، ولخلق علاقة صداقة مع الجانب السودانى.
-حدثنا عن ماهية تلك القضايا؟
هدفى الاساس من ذلك اللقاء كان الإستماع للجانب السودانى وفهم القضايا خصوصاً في ما يتعلق باتفاقية السلام الشامل وقضايا مستقبلية اخرى من بينها حق تقرير المصير الذى يفصلنا عنه احدى عشر شهراً. وكان هدفى هو فهم القضايا من الجانب السودانى.
*التقيت ايضاً برئيس بعثة حكومة الجنوب فى مكتبه ايضاً.. ما الذى ناقشتموه فى ذلك اللقاء؟
تطرقنا لنفس القضايا التى ناقشناها مع سفير السودان. لخلق علاقة معهم ولبناء صداقة ايضاً لانى اعتقد اذا اردنا ان نصل الى حلول لابد ان تكون قنوات الحوار مفتوحة، ويجب ان يكون هنالك إحترام متبادل وفهم مشترك للقضايا ليس الان فقط و إنما فهم مشترك للوجهة التى نريد ان نصل اليها، و أعتقد بان ضربة البداية كانت اليوم بعد التقيت بالاطراف السودانية.
* الحكومة السودانية طردت اكثر من عشر منظمات إنسانية عاملة فى دارفور.. ما هو رايكم؟
بالطبع، نريد اكبر عدد من المنظمات للمساعدة فى توفير الماء و الغذاء وخدمات طبية لاهل دارفور، و معسكرات النازحين. نتمنى من الحكومة السودانية ان تتراجع عن هذا القرار او سد الفراغ الذى سوف تخلفه هذه المنظمات حتى لا يتضرر الناس فى دارفور لانهم يحتاجون لهذه الخدمات نسبة لانهم يعانون من النزوح وهجروا مساكنهم.
* ماهى الاولوية بالنسبة لكم الان، هل هى تنفيذ إتفاقية السلام الشامل ام حل النزاع فى دارفور؟
رايىء هو بان تنفيذ إتفاقية السلام الشامل و قضية دارفور يمثلان اولوية بالنسبة لنا، و اعتقد بامكاننا خدمة القضيتين فى نفس الوقت حيث لا تعارض بينهما. ومن الواضح بان هنالك بعض القضايا الملحة متعلقة بدارفور، علينا ان نعمل على ان لا يعانى اهل دارفور اكثر مما عانوا ولديهم كلما يحتاجونه لحفظ حياتهم حتى يتقدموا الى الامام. وعندما ننظر للاشياء المهمة فى هذا الجانب فمن الواضح امامنا عمل كبير نود إنجازه فى ما يتعلق بالتعداد السكانى و العملية الإنتخابية المرتقبة قريباً، وهنالك عمل كبير فى هذا الجانب تتعلق بالعملية الإنتخابية المبنية على الارداة الحرة. وهنالك شىء اخر يتعلق بالانتخابات وهو الجانب التشريعى وهنالك بعض القوانين فى إنتظار تعديلها، وفوق ذلك هنالك قضية كبرى وهى الإستفتاء على حق تقرير المصير الذى يترتب عليه تقرير مصير السودان كقطر. وفى هذا الخصوص نريد ان نتاكد من ان نتائج الإستفتاء يمكن التاكد من صحتها و شفافيتها حتى نستطيع تطبيقها.
* ماهو شعورك تجاه امر توقيف الرئيس عمر البشير من قبل محكمة الجنايات الدولية؟
حكومتنا الان تدعم محكمة الجنايات الدولية، وسوف نرى الى اين تتجه الامور. ونشجع الرئيس البشير على التعاون القانونى مع محكمة الجنايات الدولية.
* العلاقات السودانية الامريكية كانت سيئة فى عهد الرئيس السابق جورج بوش.. هل إدراتكم مستعدة لعودة العلاقات لطبيعتها؟
رئيسنا اوباما ظل واضحاً فى هذا الخصوص، و إدارتنا يدها ممدودة للسودان و مستعدين لتحسين العلاقات مع الحكومة السودانية، وسوف نتحدث اليهم فى هذا الشان. ولسنا راغبين فى ان تكون يدنا مقلولة تجاه السودان، ونريد ان نتعلم من الماضى بصورة إيجابية حتى نذهب الى المسقبل بعلاقة افضل مما هى عليه الان.