أمريكا بين انحطاط بايدين وعجز أوباما

 


 

 

زفرات حرى

 

الطيب مصطفى

 

eltayebmstf@yahoo.co.uk

   

عملاً بمقتضى الآية الكريمة (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم...) أجدني مضطراً اليوم لاستخدام السيئ من القول بل باستخدام التعبير القرآني »زنيم« في حق رجل زنيم  يصف امرأة طاهرة هي أم الرئيس الشهيد صدام حسين بالعاهرة انتقاصاً من الرجل الذي مشى نحو الموت مرفوع الجبين في عزٍّ وكبرياء وأقول إنه عندما يهاجم الأنجاسُ الأطهارَ ويرمونهم بدائهم فإن ذلك يعيد سيرة الأنجاس من قوم لوط وهم يهاجمون المؤمنين ويطالبون بنفيهم بحجة أنهم يمارسون »رذيلة« الطهارة (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)!!

  

ذلك ما حدث من نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن عندما وصف خلال مخاطبته جنوده المحتلين إبان زيارته للعراق... وصف الرئيس العراقي شهيد الحج الأكبر صدام حسين بابن العاهرة (Son of a Bitch)... المنحط الزنيم بايدن الذي يعيش معظم شعبه خارج إطار عش الزوجية ويُنجب معظم أطفاله من علاقات جنسية فاجرة بلا عقد زواج شرعي... ذلك الزنيم يصف من عاصمة الخلافة العباسية وعاصمة الرشيد »بغداد« التي تدنِّسها أحذية أولئك الأنذال يصف الشهيد صدام بابن العاهرة... بالله عليكم ألا يمثِّل ذلك عودة وتكرارًا لمقولة أنجاس ذلك الزمان الغابر الذين اعتبروا الطهارة عيباً يستحقُّ مقترفُهُ الطرد والنفي من المدينة؟!

 

 بايدن المستعمِر المحتل لا يرى في كل ما فعلته قواته من فظائع وما ارتكبته من جرائم وفضائح في سجن أبو غريب يهاجم الشهيد الذي وقف كالطود الأشم يدافع عن شرف العراق وعقيدتها ومشى نحو المقصلة حاملاً مصحفه مُزيحاً اللثام من وجهه في عزة وكبرياء وشجاعة قلَّ نظيرها في التاريخ.

  

أين بايدن وبوش من صدام حسين؟! أتذكرون كيف اختفى بوش واختبأ عقب تدمير برجي مركز التجارة الدولي إلى أن وبَّخته والدته؟!

  

ثم يقول بايدن عن صدام »إن صدام يتعذب ويبكي في قبره«!! سبحان الله... هذا النجس يتحدث عن الشهيد صدام هكذا وهو لا يدري أن روح الرجل اليوم ترتع في الجنة إن شاء الله كونه نطق بالشهادتين وأشهد العالم على ذلك فقد أراد الله أن تُسجَّل اللحظات الأخيرة من حياة الشهيد وأن يصورها أعداؤه الذين لم يحترموا حرمة الموت بل ساقهم حقدُهم الأعمى إلى التحرش به بالرغم من أن نطقه بالشهادتين كان ينبغي أن يردعهم عن سلوكهم الهمجي وحقدهم الدفين. لكن متى كان لمن يأتي محمولاً على ظهور الدبابات الأمريكية دين أو حياء؟!

  

ليس صدام من يعذَّب ويبكي وإنما ستبكي أنت أيها الكلب الحقير ورب الكعبة وتُحشر إلى جهنم وبئس المصير.

  

مسكين أوباما فقد تبخَّرت كل أحلامه وذهبت هباءً منثوراً بعد أن اتّضح أن الحرس القديم بل أقرب المقربين منه يقفون حجر عثرة أمام شعار »التغيير« الذي أطلقه.

  

فها هو بايدن نائب أوباما يُجهض كل تحركات أوباما لتحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي من خلال مخاطبته المسلمين من القاهرة وكذلك من تركيا فقد قال بايدن في مقابلة مع قناة أمريكية »إن أمريكا لن تملي على إسرائيل سلوكها حيال طموحات إيران النووية) ثم قال (إن إسرائيل يمكنها أن تقرر بنفسها ما هو في مصلحتها وما تقرر فعله حيال إيران وحيال أي موضوع آخر) مضيفاً أن (إسرائيل دولة ذات سيادة ولا يمكننا أن نملي على دولة ذات سيادة ما بإمكانها فعله أو عدم فعله إذا قررت أن وجودها مهدَّد)!! ولا يحتاج حديث بايدن إلى شرح ففي فهم الرجل الذي يضع عصا غليظة في عجلة التغيير التي يقودها أوباما فإن من حق أية دولة مستقلة ذات سيادة أن تعتدي على الدول الأخرى فبربكم عن أي تغيير يتحدث أوباما وهل يعبِّر نائبُه عن السياسة الأمريكية أم أنه مجرد هذيان لا يؤبه به وكيف لا يؤبه بحديث الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية التي كثيراً ما يعبِّر عنها الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية؟!

  

لقد تمكَّن اليهود المسيطرون على مراكز ومفاصل القرار في أمريكا من كبْح جماح أوباما ومن إجهاض كل شعاراته  فهاهو ينصاع أخيراً لحكومة نتنياهو المتطرفة ويسمح ببناء المستوطنات وتحديداً ببناء »2500« وحدة سكنية في الضفة الغربية ويأتي ذلك بعد أن قدَّم أوباما تعهُّدات بوقف الاستيطان جملةً وتفصيلاً.

  

لا عزاء لأوباما فقد تمخَّض جبل »التغيير« ولم يلد حتى فأراً صغيراً واتّضح الآن أن بايدن هو الأقرب إلى التعبير عن توجُّهات الإدارة الأمريكية الجديدة وإلا لحاسبه أوباما على تصريحاته تلك.

  

الرسالة التي ينبغي للمسلمين أن يفهموها ـ وأنا أولهم ـ ألا ينخدعوا بالشعارات وإنما عليهم ألاّ يصدِّقوا إلا الأفعال أمّا الأقوال فلا!!

  الآن وبعد أن منَّينا أنفسنا بالتغيير تتضح الحقيقة المُرة... حقيقة أن مؤسسة صنع القرار أكثر تعقيداً من أن يتحكَّم فيها فردٌ واحد حتى ولو كان الرئيس خاصةً وأن الرجل من البداية فشل في اختيار من يعبِّرون عن توجُّهاته في مفاصل صنع القرار فضلاً عن أن الرجل نسي أنه قدَّم تعهُّدات كبرى لدولة الكيان الصهيوني إبّان احتدام السباق نحو الرئاسة بل إن الرجل اعتمر »الطاقية« اليهودية ووقف أمام حائط المبكى يذرف العَبَرَات الأمر الذي يجعله أسيراً للقبضة اليهودية الُمحكمة التي تلعب دوراً كبيراً في إدارة المؤسسة الأمريكية الحاكمة. 

 

آراء