البحرين والسعودية.. متعة الكرة!

 


 

 

الفاضل حسن عوض الله         

سطر جديد

 

          أكتب هذا (السطر الجديد) وأنا في قمة الإنتشاء والإشباع الكروي، ليس بسبب مباراة الهلال والمريخ في بطولة الأندية الأفريقية يوم أمس إذ كتبته قبل المباراة، ولكن هذا الإشباع وذاك الإنتشاء يعود لمباراة البحرين والسعودية في ملحق التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010م.

          حرصت على مشاهدة المباراة في أمسية الأربعاء الماضي بعد أن تعادل الفريقان سلبياً في مباراة الذهاب بالمنامة ودخلا مباراة الإياب بالرياض وسط حسابات معقدة، فالفوز أو التعادل الإيجابي لصالح البحرين بينما التعادل السلبي ينقل الفريقين إلى زمن إضافي وركلات ترجيحية، وإنحصرت فرصة السعودية في الفوز أو الوصول إلى الركلات الترجيحية.

          مباراة قمة في المتعة والإثارة والبذل وفنون الكرة الحديثة، وظل مكسب الفوز والتقدم نحو كأس العالم يتأرجح بين الفريقين حتى آخر ثانية من زمن المباراة. بكرت السعودية بإحراز هدف في بداية الشوط الأول وظننا أن الأمر قد حُسم ولكن في آخر دقائق نفس الشوط أدركت البحرين التعادل. وظلت البحرين محافظة على هذا التعادل الذي هو أشبه بالفوز حتى ما قبل نهاية المباراة بدقيقتين حيث باغتتها السعودية بهدف ملعوب جعلنا نوقن بتأهل السعودية وإقصاء البحرين. لكن أبناء البحرين بفنائلهم الحمراء المبللة بعرق البذل أعطونا درساً في عدم اليأس وأستطاعوا إدراك التعادل في الدقيقة 92... تعادل أشهى من الفوز، أقصى السعودية ووضع البحرين على أعتاب جنوب أفريقيا. يا للمتعة ويالروعة الكرة والفوز يتأرجح في كل ثانية من المباراة بين المنامة والرياض!

          لا أدري لماذا عادت بي الذاكرة إلى منتصف الستينات ونحن صبية أيفاع في مدرسة أمدرمان الأميرية الوسطى نتابع أداء فريقنا القومي (يومها كان يسمى الفريق الأهلي السوداني) وهو يخوض نهائيات الدورة العربية بالقاهرة. كانت المباريات نهارية تابعناها عبر راديو (ترانسستور) صغير أخفاه صديقنا محمد عادل تحت ملابسه وهو يجلس في الكنبات الخلفية من الفصل. خاض فريقنا في تلك الدورة مبارياته الأولى ضد منتخبات الخليج وكانت يومها تسمى (بالمشيخات) إذ لم تكن هناك المسميات الحالية مثل دولة الأمارات أو مملكة البحرين أو سلطنة عمان، أما النتائج فكان ينقلها لنا زميلنا من مؤخرة الفصل وكانت كلها لصالح السودان وتتراوح ما بين (15-صفر)، (11- صفر) و (9-صفر)!

          ذاك كان حالنا وحالهم واليوم تبدل الحال، إذ بات في حكم المؤكد أن منتخب أي دولة خليجية قادر على إنزال هزيمة ساحقة بمنتخبنا. كرة القدم لا تُبنى بإجترار أمجاد الريادة أو العراقة أو التفاخر بالتاريخ، لو كانت كذلك لما عجزت إنجلترا وهي من أسس وأخترع كرة القدم عن إستعادة كاس العالم الذي أحرزته مرة واحدة قبل ما يقارب النصف قرن!

 

آراء