بين لام اكول وعودة تيلار وإليو إلى صفوف الحركة

 


 

الطيب مصطفى
12 September, 2009

 

زفرات حرى

 


 

بمثلما طردا  من دون إجراء  أي تحقيق معهما عاد كل من إليو وتيلار إلى صفوف الحركة الشعبية بدون أن يصدر أي بيان يبين أسباب القرار الجديد، ومعلوم أن الرجلين كانا على خلاف مع امين  عام الحركة باقان اموم فقد اطلق تيلار الذي كان مقرباً من الفريق أول سلفاكير رئيس الحركة..اطلق تصريحات أغضبت باقان اموم الذي عجل بالانتقام أما إليو فقد شك في تقرير  لجنة التحقيق جول مصرع قرنق وأدلى بتصريحات مدوية حول الأمر دحض من خلالها كثيراً من الوقائع والبينات التي اعتمدت عليها اللجنة علماً بأنه كان عضواً في لجنة التحقيق لكنه لم يقنتع بما توصلت إليه من نتائج.

ما دعاني لكتابة هذا الخبر أمران هما : تعليق إليو على قرار إعادتهما إلى صفوف الحركة فقد وصف قرار ابعادهما وفصلهما بأنه كان "مجرد مؤامرة" ومعلوم ما رمى إليه الرجل بهذه العبارة ومن يقف وراء تلك المؤامرة التي جاءت في إطار الصراع بين امين عام الحركة ورئيسها في ذلك الوقت وهو صراع ذو خلفيات تمتد إلى ماقبل مؤتمر رومبيك الذي انعقد قبل شهر واحد من توقيع اتفاقية نيفاشا والذي شهد صراعاً رهيباً بين قرنق وسلفاكير لم يخب أواره إلى أن خر قرنق صريعاً في الحادث الشهير ولا احتاج إلى بيان أن باقان اموم هو اكبر أولاد قرنق ووريثه الشرعي في طرح رؤاه الفكرية والسياسية حول مشروع السودان الجديد؟

السبب الثاني لإيرادي هذا الخبر يتمثل في أنه لا يوجد سبب مقنع لإصدار القرار بإعادة الرجلين اللذين فصلا في الأول من ديسمبر 2007م غير "شبح" الخوف من انضمامها إلى د.لام اكول الذي قاد حملة العصيان ضد الحركة الشعبية وكسب كل المتذمرين من الاخفاقات الكبرى والفشل الذريع الذي منيت به الحركة في إدارة الجنوب الذي تفاقمت أوضاعه السياسية  والأمنية إلى الأسوأ وما من يوم يمر إلا وينحدر أكثر في مستنقع الاقتتال القبلي والمجاعة التي لم تسئ إلى سمعته وحده وإنما إلى سمعة السودان جميعه حيث ظلت الفضائيات عبر العالم تكشف عن الأوضاع المتردية التي اضطرت الجياع إلى الاقتتات على أوراق الأشجار ..يحدث ذلك رغم المليارات البترولية التي ذهبت هباء منثوراً واهدرت في مستنقع العدم!!

لقد  شكل د.لام اكول وحزبه الجديد أملاً لأبناء الجنوب الذين خاب ظنهم وتبددت أحلامهم فهل يفلح الرجل فيما فشل فيه غرماؤه  الذين يعضون اليوم اصابع الندم على استعجالهم طرده والتضييق عليه وهل من دليل على ذلك الرعب الذي ينتابهم من الرجل ورغبتهم في التصالح معه أكبر من تعيين زوجته وكيلة لإحدى وزارات حكومة  الجنوب وهم الذين استكثروا عليه وزارة الخارجية بالرغم من أنه الأكثر خبرة وتأهيلاً أكاديمياً بين جميع قياداتهم؟!

 

آراء