الأستاذة/ بدرية سليمان ودنيا الإنقلابات

 


 

سارة عيسى
29 October, 2009

 

      طالعت إعترافات الأستاذة بدرية سليمان حول مشاركتها في إنقلاب الإنقاذ ، ولا أعتقد أن الناس سوف يصفقون لها أو يكتبون إسمها بماء الذهب في بوابة القيادة العامة ، هذه التجربة المريرة جعلت الدكتور الترابي يسأل الله بأن يغفر له ، و هي تجربة أرتبطت في أذهان السودانيين بأحكام الإعدام التي طالت الأبرياء ، وهي تجربة أرتبطت بسياسات الصالح العام التي قطعت أرزاق الناس ، ربما لم تفقد الأستاذة بدرية سليمان شخصاً عزيزاً لديها  في حرب الجنوب ، لكن الأمهات فقدن الأبناء ، فقدن الأزواج ، فقدنا بهجة التكامل الإجتماعي ، إذاً الأستاذة بدرية ترفل في قصرها العاجي وتعتقد أنها بطلة إذا زعمت أنها شاركت في إنقلاب الإنقاذ ، فسيدتنا الفاضلة صبرت عشرين عاماً على سرها الدفين ، ولا زلنا نجهل أسماء القادة العسكريين الذين عملوا تحت إمرتها ، وهل يا ترى شاركت في إغلاق الكباري وإعتقال السياسيين أما انها شاركت بالدعاء في محراب المسجد ليتمكن الرئيس البشير من الوصول للسلطة ، وفي أيام حرب الجنوب لم أرى قائدتنا العظيمة وهي تتقدم بين الصفوف في لواء صيف العبور وهي ترمي الحركة الشعبية بعد أن تردد :

طلقة ..طلقة .. ودانة ودانة

طلق تضرب في مكانا

يلا يا صيف العروس ..حرك الغضب اللي نام ..خلي عازة تجيك عروس ..زاهية زي مسك الختام

إذاً عازة السودانية هي عضوة في المجلس الوطني ، وهي لم تكن مثل عازة التي وصفها المرحوم الملازم وداعة الله في أبياته ، ربما نسمع بعد عقدين من الزمان أن عازة المجلس الوطني شاركت في تحرير كبويتا وقيسان والكرمك ، ولخصوصية المسألة سوف ننتظر عقدين من الزمان حتى نطالع سر الأسرار ، ولا أعرف ما هي الرتبة العسكرية التي تقلدتها الأستاذة بدرية ساعة الإنقلاب ، وكيف كانت تتلقى الأوامر ومعرفة ساعة الصفر والخطة البديلة في حالة فشل الإنقلاب ، هناك الكثير من الغموض الذي يحيط برواية الأستاذة بدرية ، وقد خاطب مهدي صالح عماش أحمد منفذي إنقلاب حزب البعث في العراق ، خاطب عبد الكري قاسم  قائلاً : يا ليت لو  أدركتمونا في أبو غريب قبل ساعتين  كنا فقط فقط خمسة أشخاص مع بندقيتين ، لكن مهدي عماش أعترف لاحقاً أن حزب البعث وصل للسلطة في العراق عن طريق قطار المخابرات الأمريكية ، إذاً ليس كل ما يقوله الإنقلابيين صحيحاً ، وهذا لا يعني تبخيس دور المرأة في الإنقلابات ، فسجاح أدعت النبوة وأمنت بمسيلمة الكذاب وقاتل من خلفها الكثير من الرجال ، لكن ما قالته الأستاذة بدرية ذكرني بقصة حدثت في جامعة الخرطوم ، في أسبوع كلية الهندسة كان هناك ضابط في القوات المسلحة يشرح للطلاب طريقة  تفكيك الالغام ، وكان من بين الحضور طالبة من أخوات نسيبة تتابع حديثه بإهتمام وتحرص على تدوين الملاحظات ، وفجأة سألت الضابط بتحدي بالغ : أشرح لنا طريقة زرع الألغام لأن هذا ما نحتاجه وليس تفكيكها !!! ذُهل كل السامعين بما فيهم الضابط والذي رد عليها بأن عليها دخول القوات المسلحة لتعلم ذلك العمل ، هذه هي نفسه عقلية الأستاذة بدرية سليمان  التي تستقوي الآن بمشاركتها في الإنقلاب لتدعم حظوظها داخل حزب الحكم ، وهي تقاتل الآن من أجل إطالة أظافر جهاز الأمن ويدعمها في ذلك خطيئة الحركة الشعبية الأستاذ غازي سليمان ، من قال أن سجاح كانت بلا رجال ، فإن للأستاذة بدرية سليمان يشدون من أزرها ويروجون لقولها  .

سارة عيسي 

 

sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء