مندور والياً للخرطوم
4 November, 2009
tayseer marawe [tmarawe@gmail.com]
الدكتور الصيدلي محمد مندور المهدي المتخصص في علم الأدوية العلاجي (therapeutics) والسياسي البارز والذي ينشط بشكل ملحوظ في حزب المؤتمر الوطني والذي شغل أمين أمانة العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني وواحد من ثلاثون يمثلون المكتب القيادي الحالي لحزب المؤتمر الوطني والرجل ابن المربي والمعلم والمرشد والرائد المميز في التعليم وأبو الأجيال الأستاذ الراحل مندور المهدي رحمه الله الذي كان أحد العلامات البارزة في ترسيخ كثير من القيم والأسس والنظم في التعليم في السودان وبعض الدول الشقيقة ومنه تعلم الكثيرين من المعلمين الأسس التربوية والتوجيهية والإدارية والالتزام العملي الجاد والمميز.
و محمد وأخوته وأخواتهم مميزون في دماثة أخلاقهم وطيبتهم وحسن معشرهم وتواضعهم الجميل واللافت ومؤهلاتهم العلمية وكذلك أمهم الحاجة فاطمة المرأة المباركة والفاضلة والرحبة والكريمة فنسأل الله أن يبارك في عمرها وعملها.
ومحمد مندور عرفته رجلاً طيبا رحباً متواضعاُ ومبادراً ومهموماً بالآخرين ويساعد الجميع ولا يتواني في خدمة من يحتاجه ومستمعاً جيداً ومتحدثاً مرتباً وكذلك إدارياً مميزاً وجاداً ويحظي باحترام من يعمل معه وهو من الشباب والكوادر الإسلامية النشطة جداً سابقاً والملتزمة والغير حريصة علي تولي المناصب ولكن دائماً ما يقدمه الآخرين لتولي المسئوليات وبالذات الصعب منها ويحوز علي ثقة جميع من يعمل معه ويعرفه وهو حتى الآن يسكن في منزل والده مندور المهدي بحي الخرطوم (2) . وقد عمل في بدايات حكومة الإنقاذ وزيراً ولائياً ببحر الغزال وسنار والخرطوم وعمل مديراً للهيئة العامة للإمدادات الطبية وبعدها تفرغ للعمل التنظيمي بالمؤتمر الوطني والرجل كما عرفت يحظي باحترام وتقدير خاص من رئيس الجمهورية ونائبه وكل قيادي حزبه المؤتمر الوطني وثقتهم وهو من الذين لعبوا دوراً مقدراً في مفاوضات و اتفاقية السلام مع الجنوب كما أنه لعب دوراً كبيراً في كثير من الاتفاقيات والتفاهمات والتي جرت بين المؤتمر الوطني وبقية الأحزاب.
تابعت مؤخراً خبر اختياره نائب لرئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وترشيحه ضمن ثمانية أشخاص للترشح لمنصب والي الخرطوم للانتخابات القادمة عن المؤتمر الوطني وهو و الأستاذ عبد القادر محمد زين ابن منطقة حي الشجرة بالخرطوم و الاثنان من الثمانية المرشحين اللذان لم يكونان ولاة ولايات سابقين أو حاليين وهما يستحقان أن يقدمهما المؤتمر الوطني علي غيرهما لعدة أسباب:
1- كل من المرشحين الدكتور المتعافي والدكتور عبد الرحمن الخضر والأستاذ مجذوب يوسف والأستاذ غلام الدين عثمان , شغلوا منصب والي لأكثر من ولاية واحدة أي لعدد ولايتين مختلفتين وفيهم من حكم لمدة زمنية طويلة وفي كل دول العالم لا يفضل أن تتم تولية الأمر لمدة طويلة أو تكرار الوجوه من قبل الحزب الواحد وفي المنصب الواحد وتعدد الأشخاص في أمر الحكم من مؤشرات الحكم الرشيد والراشد وهو شعار يرفعه رئيس الجمهورية المشير البشير ولا ننسي إيجابية وتداول السلطة بين الأفراد وهي ستحسب إيجابياً للمؤتمر الوطني إذا اتبع هذه القاعدة وقدم غير هولاء الرجال لتولي أمر الخرطوم. فالمتعافي تولي النيل الأبيض لفترة والخرطوم لدورتين متتاليتين ولذا فمن غير الحكيم أن يعود مرة أخري. هذا غير رأي البعض في أدائه ومواقفه وخاصة أبان الأحداث التي أعقبت وفاة الدكتور جون قرنق وفي إخفاقه في احتواء تلك الأحداث بل تأخره في التدخل لمنع الإنفلاتات الأمنية وهذه من الأشياء العالقة في أذهان الكثيرين وخاصة أهل ضحايا تلك الأحداث ؟ أما عبد الرحمن الخضر فقد تولي أمر القضارف والخرطوم ويكفيه ذلك وموضوع خلافه مع كرم الله عباس ليس ببعيد!!! والأستاذ مجذوب يوسف تولي أمر ولاية جنوب كردفان و ولاية النيل الأبيض وأيضاً موضوع خلافه مع وزيره السابق والوزير الحالي للدولة للشئون الإنسانية الدكتور عبد الباقي الجيلاني كان محل حديث وجدل بولاية النيل الأبيض ؟! أما الأستاذ غلام الدين عثمان فتولي ولايتي شمال كردفان ونهر النيل وهو الآن يتولي أمر الصندوق القومي للإسكان بدرجة وزير وهو قد قام بكثير من الخطوات لبداية وتطوير هذا المشروع العملاق لذا يجب عدم الزج به في أمر ولاية مرة أخري وتركه في واجبه الضخم المضطلع به...
لكل ما تقدم فمن المنطقي والسليم استبعاد هولاء الأربعة المرشحين من ولاية الخرطوم وحتى يقنع المؤتمر الوطني الآخرين بأنه حزب عملاق ويضم رجال وحواءه تنجب غير المألوفين هولاء.
2- المرشحان الخامس والسادس المهندس الحاج عطا المنان والأستاذ محمد الحسن الأمين المحامي كل منهما تولي أمر ولاية من قبل , حيث تولي الحاج عطا المنان ولاية جنوب دارفور والتي عمل بها محافظ في السابق وكذلك كان وزير مالية بولاية الخرطوم وهو رئيس مجلس إدارة شركة شريان الشمال وصحيفة أخر لحظة. والأستاذ محمد الحسن الأمين شغل منصب والي شمال كردفان وهو حالياً نائب رئيس البرلمان... لذا يفضل وبمنطق تجديد الدماء وإعطاء الفرصة للغير والتداول للسلطة داخل الحزب الواحد أن يستبعد الرجلان ويتركان للمهام الأخرى ومحمد الحسن الأمين أفضل في البرلمان من الولاية ولماذا لا يرشح نفسه ويسعي لأن يكون رئيساً للبرلمان؟
3- المرشحان الأخيران وهما الدكتور محمد المهدي مندور المهدي والأستاذ عبد القادر محمد زين هما من الشباب الذين خدموا الحركة الإسلامية والإنقاذ والمؤتمر الوطني في كثير من المواقع ولم يتولا أمر وقيادة ولاية من قبل ولذا من المفترض أن يرجح المكتب القيادي للمؤتمر العام ترشيحهما لأن فيهما الجديد والتجديد وإعطاء الفرصة وتطوير القدرات ومنح الثقة لمثل هذين الرجلين ولذا أقترح علي قيادة المؤتمر أن تقدم الرجلين وتعطيهما حق الترشح والترشيح لولاية الخرطوم ولكن المعطيات تقدم محمد مندور علي عبد القادر محمد زين كما نلاحظ في الفقرة4 .
4- الدكتور محمد مندور هو حالياً نائب رئيس المؤتمر لولاية الخرطوم وهذا يقدمه كأفضلية لتولي وقيادة العمل التنفيذي بالخرطوم..... كذلك الدكتور مندور هو عضو المكتب القيادي بالانتخاب الوحيد الموجود ضمن المرشحين الثمانية والذين لا أحد فيهم عضو مكتب قيادي مما يعطيه أفضلية استحقاق ترشيحه من قبل حزبه لولاية الخرطوم... كذلك الدكتور مندور هو أمين العلاقات السياسية للمؤتمر الوطني في لحظات هامة ومفصلية من تاريخ المؤتمر الوطني وأبلي بلاءً حسناً بتقدير حزبه.
من كل ما تقدم تبرز الأهمية والأحقية والعقلانية في اختيارات قيادات المؤتمر الوطني لتمييز هذا المرشح(مندور) عن غيره وإعطائه الثقة بمنحه أن يكون المرشح الوحيد لحزب المؤتمر الوطني لولاية الخرطوم وحتى يطمئن بقية أعضاء هذا الحزب في أمر التداول السلطوي داخل الحزب وليس اقتصاره في أفراد بعينهم يتكررون في المناصب وتولي الأمر. فعلي المؤتمر الوطني أن يأتي بالجديد والجدير لهذه الولاية ومحمد مندور رجل لاتنقصه صفة القيادة والإبداع والصبر والعفة والزهد والخبرة السياسية.