رمتني بداءها (2) … بقلم: مصطفى سري

 


 

مصطفى سري
10 November, 2009

 

نقطة ... وسطر جديد

 

نواصل حديثنا حول المؤتمر الصحافي  لمسؤول المؤتمر الوطني  نافع علي نافع مساء السبت الماضي  – والمفرح ان الشريكين توصلا الى اتفاق بوقف الحملات الاعلامية بينهما في اليوم التالي من ذلك المؤتمر الصحافي الغريب ، لكن ما نكتبه هنا لا علاقة له بذلك الاتفاق لانه يخضهما ونتمنى ان يستمر لفترة اطول – اذ قال ان جيش الجنوب يمارس التعذيب والتنكيل ويثير الفوضى (وكشف عن وجود مضايقات تواجه حزبه خلال ممارسة نشاطه السياسي وتعرض أعضائه للتعذيب والمضايقات والإعتقالات، وأضاف "الحركة الشعبية فوضوية والجيش الشعبي فوضوي ) – صحيفة السوداني – الاحد- 7 – نوفمبر 2009 –اذا كان هذا الحديث منسوباً الى اي قيادي في حزبه يمكن ان نبتلعه ، لكن ان يصدر الحديث من نافع فان ذلك فيه قولان ، وعلى اي معارض سياسي ان يتحسس جسده خاصة الذين بهم سابق معرفة بـ (بيوت الاسباح ) ،ونذكر هنا  ان عالماً جليلاً واستاذاً جامعياً في جامعة الخرطوم كلية الزراعة وهو الدكتور فاروق محمد ابراهيم النور سبق له  ان تقدم بعدة مذكرات الى رئاسة الجمهورية منذ اوائل التسعينات  يشكو فيها ما تعرض له من تعذيب وتنكيل في (بيوت الاشباح ) وطالب بمعاقبة من قاموا بتعذيبه ، وقد ذكر اسماء بعينها ، وكاتب هذه السطور واحد من الذين تعرضوا للتعذيب في بدايات التسعينات في تلك البيوت ليس لمرة واحدة بل اكثر من مرة .

وقلنا في الحلقة الاولى من هذه الزاوية ، انني ادين اي ممارسات خاطئة يقوم بها جهاز الامن في جوبا ضد الخصوم السياسيين ، ولكن المسالة لا تتجزأ بان ندين جوبا  ، او تسييرتظاهرة في الخرطوم ضد جوبا ينظمها ممن سموا انفسهم اللجنة العليا لمناصرة المهندس عبدالمطلب محمد فضل المعتقل في سجون الحركة منذ عامين والذين سيقومون بالخروج في مسيرة الى القصر الجمهوري ، ونكرر  تضامننا الكامل لاي معتقل سياسي في اي مكان ، ومع حق هؤلاء في ان يعبروا عن رايهم ، لكن السؤوال هو : هل سيسمح المؤتمر الوطني وجهاز الامن والشرطة للاخرين الخروج في مسيرة لمطالبة مؤسسة الرئاسة باطلاق سراح معتقلين اخرين في سجون كوبر ودبك وبيوت لا نعلمها تعلمها تلك الاجهزة المختصة  ؟ وهل سيسمح المؤتمر الوطني للذين يشكون لطوب الارض من حملات التنكيل التي تعرضوا  لها من قبل الاجهزة المختصة واخرها التعذيب الذي تعرض له  عدد كبير من  طلاب  وطالبات دارفور وغيرهم خلال خرجوهم في تظاهرة للمطالبة بالغاء الرسوم التي كان الرئيس قد اصدر قراراً سابقاً باعفاء طلاب دارفور في الجامعات من الرسوم الدراسية ؟ وهل يمكن للمؤتمر الوطني افساح المجال للقوى السياسية للتعبير عن رايها دون حجر او مضايقة كما يفعل الانمن خلال  تسميم وتعويق النشاط السياسي لتلك الاحزاب ؟

والمدهش ايضاً ان ما يسمى باللجنة العليا لمناصرة المعتقل عبدالمطلب محمد فضل لم يسمع بها احد ، وظهرت في اليوم التالي للمؤتمر الصحافي الذي عقده المسؤول الكبير في المؤتمر الوطني نافع علي نافع ، وحديثه الضافي حول سجون حكومة الجنوب – مع انه لم يتحدث عن بيوت اشباح هناك في جوبا والتي كانت تسمى قبل اتفاق السلام بالبيت الابيض ومن يدخل ذلك البيت يعتبر في اعداد المفقودين والى الابد – هل هي الصدفة وحدها التي اخرجت المسيرة بعد المؤتمر الصحافي ، ام ان هناك ما يجمعهما ؟ واتمنى الا يوقف اتفاق الشريكين امس حول وقف الحملات الاعلامية بينهما والاتجاه نحو الحوار تلك المسيرة القاصدة التي ستخرج لدفع مذكرة الى النائب الاول حول المعتقل فضل فك الله سجنه ..

ونواصل

  mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]

 

آراء