المؤتمر الوطني مرعوب … بقلم: مصطفى سري مصطفى
8 December, 2009
نقطة ... وسطر جديد
مصطفى سري
المؤتمر الوطني مرعوب
لم اجد ابلغ من هذه العبارة التي دفع بها المحلل السياسي دكتور الطيب زين العابدين في تصريح منسوب اليه في صحيفة (الشرق الاوسط ) وهو يقدم قرأته للتظاهرات التي شهدتها العاصمة والتي كان مقرراً لها ان تكون سلمية لولا رعونة وعنجهية وعجرفة المؤتمر الوطني ، الذي تحول كله الى شرطة تضرب وتعتقل حتى الذين يشاركونها في مقاعد الحكم ، ومعروف ان المؤتمر الذي استولى على السلطة ليلاً قبل عشرين عاماً لا يسعى الى ان يتحول الى حزب يعيش مع اخرين من حقهم التعبير عن رايهم بحرية ومنها بالطبع التظاهرات .
ولعل السؤوال الذي طرحه الدكتور الطيب زين العابدين وهو المعروف بانتماءه الى التيار الاسلامي لكنه يحكم ضميره الوطني بعيداً عن الايدولوجيا ، وتسائل ( ان حزب المؤتمر الوطني دائماً يخرج في مظاهرات حتى دون اخذ اذن من احد ، فلماذا يمنع الاخرين من التظاهر ؟ ) ، في المقابل تجد اخرين انعدم فيهم الضمير يسودون الصحف بالسخف يعتبرون ان تظاهرات الاثنين كانت للفوضى ، بل احد المسؤولين عرف بتنطعه وعنجهيته اخافته التظاهرات السلمية لانه لا يعرف سوى مظاهرات التأييد والحشود المدفوعة الثمن .
وقبل فترة قلنا ان حزب المؤتمر الوطني ضعيف وامس اتضح انه كذلك مرعوب من اي تحرك جماهيري مناوئ له ، واعجبتني عبارة الدكتور الطيب زين العابدين التي قال فيها ان المؤتمر الوطني ضعيف وليس له ثقة في نفسه ، وكان يمكن لحزب نافع علي نافع الا يقود البلاد الى حماقاته ، خاصة انه يتمشدق بالحريات والتحول الديموقراطي ، لكن حزب مثل المؤتمر الوطني لا يعرف سوى قمع مخالفيه ، وزجهم في (بيوت الاشباح ) وزنازين واقبية التعذيب ، كما فعلوا مع الاستاذ ياسر عرمان في خسة واجرامية عند اعتقاله يوم المسيرة السلمية .
لقد انتصرت الجماهير السودانية في ادخال الرعب الى قلوب قادة المؤتمر الوطني الذين ظهروا في الفضائبات وحالة البؤس تسبق وجوههم ، ولم يكن احداً منهم يملك المنطق في الرد على ( لماذا منعت القوى السياسية من الخروج في مسيرة سلمية وان حزب المؤتمر الوطني الذي يتمشدق بان جماهير الشعب السوداني خرجت في مسيرات عفوية رداً على مذكرة المدعي العام موريس لورينو اوكامبو بتوقيف الرئيس عمر البشير ، دون ان يتم لها اذن مسبق من السلطات المختصة ) ، ان المؤتمر الوطني وحده يقود البلاد الى الهاوية بتصرفاته الحمقاء ولانه لا يريد دفع استحقاقات التحول الديموقراطي ، ولانه ايضا حزب شمولي يسعى الى ان يستبدل بنفسه نظاماً شمولياً اخر ، كما قال الدكتور الطيب زين العابدين ، وعلى كتاب المؤتمر الوطني ان ينصحوا حزبهم بدلاً من تحريضه على ممارسة القمع والقتل ، لانهم سيصحون ذات صباح ولن يجدوا له اثراً ، لان المرعوب دائما ما يخاف ( فلق الصباح ) .