القرضاوي يدحض فتاوى اهل السلطان

 


 

مصطفى سري
11 December, 2009

 

نقطة ... وسطر جديد

 

هيئة علماء المؤتمر الوطني صدمها الفتوى التي اصدرها الدكتور يوسف القرضاوي والتي يدحض فيها فتوى البائسين من هيئة تجار الدين في المؤتمر الوطني، وطبعا القرضاوي هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، وقد اكد (ان المسلمين من حقهم التعبير عن مطالبهم المشروعة وابلاغ صناع القرار بحاجتهم بصوت مسموع وبالتالي لهم الحق في ان ينظموا المسيرات والتظاهرات السلمية) ، بل هو شدد على ان هذا الامر يدخل في دائرة الاباحة ولا صحة (لتحريمه ) .

ولن يستطيع القائمون على امر هيئة علماء تجار الدين في المؤتمر الوطني ان يقولوا ان القرضاوي ينتمي الى الحركة الشعبية او الى اي من احزاب الاجماع الوطني ( قوى جوبا )، بل للرجل مواقف سابقة كانت ضد مواقف القوى الديموقراطية السودان ولن ننسى له مواقفه المؤيدة للرئيس الاسبق جعفر نميري الذي اصدر قوانين ما يسمى بالشريعة الاسلامية عندما كان يحتضن الحركة الاسلامية ، وحتى اخر لحظات حكم مايو كان القرضاوي يتواصل مع النميري ،غير الزمن تبدل والمواقف تغيرت ، وربما جاءت صحوة ضمير للرجل ، لكن ماذا عن الذين يفتون تزلفاً للسلطة  ، ونعلم ان هيئة علماء تجار المؤتمر الوطني تعتبر القرضاوي مرجعاً دينياً مهما لها ، وكانت للرجل مساعي لرأب الصدع بين فرقاء  الحركة الاسلامية ابان الانشقاق الشهير ، وظل يهرول بين (المنشية والقصر) ، وبعد ان تأكد له ان الفريقين ليس من مجال الى عودتهما في تيار واحد اوقف وساطته ومساعيه  وعاد ادراجه متحسراً، لكنه احتفظ بمسافة واحد ، حيث هو يرى الا يغضب هذا الفريق او ذاك ، بل ان مواقفه من قضية دارفور لا تختلف عن مواقف الكثير من الدول العربية والاسلامي التي تساند الخرطوم والحكومة السودانية .

والشيخ القرضاوي ليس من واشنطون او باريس حتى لا يوصف بانه يتبع الى دول الاستكبار ، والدول الغربية  ، او اللوبي الصهيوني والتكتل المسيحي ، وله مواقفه من تلك الدول في كثير من خطبه، بل هو مسلم سني المذهب ويعتبر من المتشددين عند اخرين ، له اجتهاداته اختلف الناس حولها او اتفقوا لكن في النهاية هي اجتهاداته ، وله اجران في ذلك ، وفي فتواه التي اوردها موقع (اخبار العالم ) يوم الجمعة ، اباح القرضاوي المسيرات والتظاهرات وحدد مقاصدها مع انها محل خلاف تلك المقاصد لكنه اباح  (المسيرات والتظاهرات، إن كان خروجها لتحقيق مقصد مشروع، كأن تنادي بتحكيم الشريعة، أو بإطلاق سراح المعتقلين بغير تهمة حقيقية، أو بإيقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو بإلغاء حالة الطوارئ التي تعطي للحكَّام سلطات مطلقة، أو بتحقيق مطالب عامة للناس؛ مثل: توفير الخبز أو الزيت أو السكر أو الدواء أو البنزين، أو غير ذلك من الأهداف التي لا شك في شرعيتها؛ فمثل هذا لا يرتاب فقيه في جوازه)   ، وقال (إنَّ صوتَ الفرد قد لا يُسمع، لكنَّ صوت المجموع أقوى من أن يُتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون وكان معهم شخصيات لها وزنها كان صوتهم أكثرَ إسماعًا وأشدَّ تأثيرًا؛ لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قويٌّ بجماعته)  ، والاصل في الاشياء الاباحة .

mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]

 

آراء