تاتي.. يا رشا
17 December, 2009
إنه الهلال قلعة الديمقراطية ساحة النضال.. انه الهلال مستودع الرجال حلبة الابطال.. انه الهلال في السماء بدر يتجلى وفي الأرض نور تدلى.. في الخرطوم سطع واتجلى وفي الريف ضون لمبات الحلة.
ساد الهلال أرض المليون وتمدد واستراح ونشر الحب والسلام بين ارجاء الوطن الفسيح فنام الوطن مطمئن النفس هادئ البال.
شتان بين فرح وفرح؛ فيوم جادت الصدفة على بني الاحمر بنصر بائس لم يسمن من وصافة ولم يغنِ عن طياشة.. حار الفوز المضروب منتهي الصلاحية في الشوارع فلم يحتفي به غير اعلام سالب + خمسة بنات جامعيات وكم طالب.. بأي (نفس) يكون لذاك الفوز اليتيم طعم.. أيفرحون بهدف كلتشي العكسي والبطولة والكأس خطفها بنو هلال كما خطفها قبل اليوم (تاكسي)..!!
أما الفرح عند اهل الفرح فيعني الكثير ويفرح به (ناس كتير) الشمس من صباحها تضحك في اشراق.. الحركة تمضي في انسياب.. الرخاء يعم الاسواق.. المواهي تظهر.. يقل الطلاق.. السلفيات تُصدق.. العلاوات.. الهبات.. يمارس الغبش متعة الانفاق.
حين ينتصر الهلال.. يقدل البدر في كبد السماء.. تغيب النجوم خلف الفضاء.. تنزوي.. تنطوي تمضي في خفاء.. يشتعل بينها والليل جفاء.. يدوسها الظلام بجيوش من سواد صدورها عراة وأرجلها حفاة.
انتصارات الوصيف –على قلتها- لا ترمي بظلالها على الحياة العامة، تأتي صدفة ولا يبقى لها اثر.. ويكفي ان الأسبوع الاحمر الماضي ابرز عناوينه خلافات شريكي الحكم.. مسيرات تمضي وأخرى تنفض.. ربكة في المواصلات.. كثرت بكيات!! تقول الكبد الوبائي فلت من سلطات الجمارك.. وخليها الفضائيات تاني فتحت دفاتر الشُمات.. تقطع الموية من المواسير تنطفي اللمبات.. الهايسات تفوت طارة كلتشي تنعدم المواصلات.. الناس تمشي كداري من الكلاكلة لي شمبات.. الطماطم تتذكر غلاتها.. الحركة تزيد حركاتها.. الحكومة تكثر قراراتها.. المعارضة ما تلحق.. القطر فاتا.. المطرة القضارف ما جاتا.. شوال العيش ماشي على 100×3.. السكر مشى اندس في المخازن ونسى حلاته.. اللحم شم ما خم.. زاهد الهم.. يا ناس ده غلب مريخ ولا القيامة بي ذاتا..!!
بفوز الهلال الناس كل الناس بما فيهم الوصيف.. تلبس نضيف.. تمش المعاينات تظهر النتائج.. يتم التوظيف.
الناس تصلي الصبح حاضر تسأل الله اللطيف.. يذهب الغلاء يرخص الرغيف.. يشبع الصغار.. ينبسط الكبار.. يسمن الضعيف تبرد الواطة ولو الدنيا صيف.
حين ينتصر الهلال تتشطب المباني ترتفع العمارات.. تلتزم المقاولات بالمقاييس والمواصفات.. لا طابق وقع لا فلان مات.
حين ينتصر الهلال يقوم العمال بدري ينضفوا الشوارع (يلقوا مستندات مشتتة).. والموظف لي مكتبه يسارع.. الفعل الماضي يبقى مضارع.. الدولار ينزل بعدما كان طالع.
حين ينتصر الهلال ندى القلعة تغني مجان.. سيف الجامعة يقفل الامتحان.. علي أحمد يلعب مع هيثم في الميدان.. يهدي سادومبا أجمل الالحان.. يطرب المعلم واكرم زعلان.
حين ينتصر الهلال تبقى النغمة سادومبا سا.. سا.. سادومبا.. والموبايلات تكثر والشرائح ترقد واطة زي رقدة اكرم.
تاتي يا رشا.. تاتي.. تذكرت هذه الاغنية التي صالت وجالت (زي سادومبا) يوما ما حين اعدت النظر في صورة اكرم وهو (يحبو) خلف كرة سادومبا التي عانقت الشباك في لهف بائن وشوق حميم.
بحكم الزمالة وبذوق وطيب خلق ترك المعز اخوانه يرقصون ويفرحون وذهب جنوبا في مهمة خاصة لحماية الولد اكرم الذي كانت جيوش الشُمات تنتظره خارج الملعب.
المعز داخل الملعب فالح في حصد الكروت من غير معنى لكنه قادر على حصد الحب من القلوب الزرقاء مثلما هو قادر على فض التجمعات الحمراء من داخل الاستادات.. فيوم الهدف الهدية استطاع المعز ان يقود اخوانه والكأس على السواعد يتلألأ ليطرد الجماهير الحمراء من استاد الخرطوم ولم تهنأ بفوزها.
وفي ليلة الاثنين تفرغ لمهمة انسانية تمثلت في حماية الولد السلّ لسانه وكان الرقيص عنوانه.. لكن رجالات الهلال ابدا ما هانو حين اقسموا جميعا بهزيمة وصيف زمانو.. اما كديابا اريتو حارس التابا.. وبكره بدخل الغابة.
جملة أخيرة
علاء يوسف رد على الذين حاولوا استفزازه واتهامه بمحاولة العودة الى المريخ بقوله إنه لن يعود إلى الوراء..!
هلال العز Alilal [mohamed_msn100@hotmail.com]