مشاهدات في الكويت في اطار تفاعلات القمة الثلاثين لمجلس التعاون

 


 

 

محمد المكي أحمد

modalmakki@hotmail.com

 

زرت الكويت  خلال الفترة من 13 ديسمبر 2009 الى 16 منه،  مرافقا للأمين العام  لمجلس التعاون  الخليجي  السيد عبد الرحمن العطية، و أيضا لتغطية أعمال القمة  الخليجية الثلاثين التي لم تكن مؤتمرا تقليديا مثل مؤتمرات عربية أخرى لا تقدم مشاريع عملية للشعوب بل مشاريع كلامية  الايجابية ،وقد بدت بصمات الكويتيين  واضحة في نتائج القمة .

 

الكويت بلد يتسم  بحيوية سياسية  تبدو في صحافتها وبرلمانها على سييل المثال، وهناك في الكويت قادة كبار وفي مقدمتهم  الأمير صباح الأحمد وهو صاجب خبرة ديبلوماسية وسياسية وحيوية ذهنية وقيادية ، ومن الطبيعي أن تنعكس كل تلك الحيوية  في المناخ الكويتي على أعمال أية قمة خليجية أو غيرها.

 

حدث ذلك التميز  في القمة العربية الاقتصادية  التي احتضنتها الكويت قبل فترة، وشهدت بداية مهمة لمصالحات بين بعض القادة العرب بمبادرة جرئية وشجاعة قادها  خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكسرت حاجز الجليد بين بعض الدول العربية.

 

قمة  قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرينية وسلطنة عمان" تميزت  بأنها قدمت لشعوب دول مجلس التعاون مشاريع عملية  لا كلامية،  وفي صدارتها  تدشين المرحلة الأولى لمشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون.|

 

قادة دول مجلس التعاون دشنوا هذا المشروع من خلال الحاسوب  في مهرجان كويتي وخليجي رائع جرى   داخل  مسرح كبير في ساحة  قصر"بيان"  الأخضر الجميل  الذي يمثل  حديقة خضراء بأشجارها وورودها وبنبض الكويتيين الذين التقيتهم هناك، أوفي "الخيمة" التي شهدت  اجتماعات وزراء الخارجية، أو مع الصحافيين .

 

مشروع الربط الكهربائي سيوفر طاقة  كهربائية  اضافية ومتبادلة  بين الدول  الخليجية الست،  ويشكل ذلك خطوة على طريق توسيع دائرة الاستفادة من الطاقة الكهربائية  مستقبلا  وتحقيق الريادة  في مجال تجارة الكهرباء  التي يتوقع أن تشمل الدول العربية وأوروبا وخاصة عبر البوابة التركية.

اتخذ قادة مجلس التعاون قرارات مهمة في الكويت وشملت قضايا سياسية واقتصادية بينها اعتماد مشروع السكك الحديد الخليجية واتخاذ اجراءات على طريق توحيد العملة الخليجية خلال السنوات المقبلة، ومعلوم  أن  نتائج القمة لم  تعد خبرا جديدا  أ لأنها معلومة ومتداولة منذ أيام في وسائل الاعلام، ولهذا أود في هذا السياق أن أركز على بعض مشاهداتي أثناء انعقاد القمة الخليجية في الكويت.

 

في مسرح قصر بيان حيث دشن قادة دول مجلس التعاون مشروع الربط الكهربائي  غنى أطفال كويتيون من عمق التراث وخاطب القادة  طفل  همام   بكلمات معبرة وحيوية ودعاهم الى أن يحرصوا على تنفيذ مشروع واحد في كل عام لتلبية تطلعات الجيل الجديد.

 

الطفل الكويتي تفاعل معه قادة الخليج لأنه خاطب وجدانهم بلغة شفافة  وتعابير صادقة وجميلة، فبادله القادة التقدير بل تعهدوا  من خلال تفاعلهم معه بتحقيق تطلعاته وهي تطلعات الأجيال الجديدة وتطلعات الانسان الخليجي الذي يأمل في كثير من المكاسب الحياتية  في مجالات عدة.

 

المواطن الخليجي ليس راضيا عن سقف الانجازات التي حققها مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981 على  رغم أن  المجلس حقق الكثير من المكاسب خاصة خلال الفترة الحالية وفي ظل الديناميكية  وروح المبادرة ونهج التجديد و طرائق العمل المتواصل والبذل والعطاء  التي يتمتع بها  ويتميز بها  أيضا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد عبد الرحمن العطية الذي شهدت فترة توليه مسؤوليات الأمانة العامة لمجلس التعاون  ميلاد الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة وخطوات الاتحاد النقدي وتنقل  المواطنية بالبطاقة بين دول المجلس وانجازات عدة.

 

أصدق تعبير  في وصف العطية جاء على لسان نائب ر ئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الدكتور الشيخ محمد الصباح الذي رأى أن فترة تولي العطية لمنصب الأمين العام لمجلس التعاون والتي ستنتهي في مارس 2011 تمثل فترة ذهبية   لمجلس التعاون.

 

وقال ما معناه أي أي أمين جديد لمجلس التعاون  بعد العطية  سيجد رصيد  عطاء كبير للعطية وسيشكل ذلك  تحديا لا يستهان به ، وهذا الرأي يردده كثيرون ممن عرفوا عن قر ب مدى العطاء الوافر الذي حققه القطري  عبد الرحمن العطية   لمجلس خليجي تجاوز الاطار العربي  الى الآفاق العالمية.

 

تتعدد المشاهدات في قمة الكويت الخليج، وبينها تأكيدات وزير الخارجية الكويتي والأمين العام لمجلس التعاون بشأن  طموحات الانسان الخليجي، وفي هذا الاطار قال وزير الخارجية  الكويتي  أن مجلس التعاون يسير ببطء مثل الجمل  لكنه يتحرك بثقة ومن دون أن يسقط  في الرمال.

 

العطية شدد   في حوار شامل  أجريته معه ونشرته صحيفة الحياة اللندنية عشية القمة الخليجية  وردا على انتقادات المواطنين  الخليجي  وطموحاتهم  على أنه   يحترم رؤى المواطنين التي تعبر عن سقف  مرتفع  لطموحاتهم كما تعبر عن تمسكهم بالمجلس .

 

الخليجيون كغيرهم من شعوب العالم يتوقون الى ان ترتاد دولهم آفاقا جديدة من الانجاز  تشمل ميادين المشاركة الشعبية التي تتباين مستوياتها من دولة لأخرى، ولعل التجربة البرلمانية الكويتية تمثل في هذا الاطار مشهدا حضاربا عصريا راقيا يؤكد قدرة انسان الخليج على ارتياد الانجاز  الديمقراطي في مناخ يتسم  بالحرية والايجابية كما يجرى حاليا  في البرلمان الكويتي ، وكما تعبر  الصحافة الكويتية عن نبض الناس  من حلال  حيوية وجرأة في طرح  قضايا البلد والناس.

 

برقية: تحية للكويتيين  قيادة وشعبا وهم يرفعون أعلاما خفاقة  تعزز قيم  الحرية والتجديد في الخليج.

عن صحيفة (الأحداث) 19- 12- 2009

 

آراء