أحاديث نافع .. لتسخين جلد الأحزاب التخين ..!! … بقلم: نصر الدين غطاس
30 March, 2010
صديقي الأكبر (عادل سيد أحمد) صاحب أكثر نواصي الصحف مقروئية ، شهدناه أيام الدراسة إنه يقود أحاديث (أركان النقاش) نحو مناطق هادئة وغير هتافية أو عدائية مستفزة .. كنت (شاهد ملك) علي أحاديثة التي كان يشارك بها في كل منتديات التنظيمات السياسية بلا إستثناء (الإتجاه الإسلامي) و (أنصار السنة) و (الجبهة الديمقراطية) و (البعثيين) و (الناصريين) و (AFP) إذا لم تخني الذاكرة وهم (أنصار الحركة الشعبية) وهي في أوج تمردها وخروجها علي شرعية الدولة السودانية ..!! ، فالرجل (إني لأشهد) أنه ظل محتفظاً بعلاقات ودودة وجيده مع كل هؤلاء .. بلا توتر وبلا مشاحنات ، بل كان ينزع فتيل توتر بين تنظيمين أو أكثر إذا إختلفاء حول مكان يعمل كل تنظيم علي إقامة منشطة فيه .. فللرجل مقبولية عند كل هؤلاء ..!! ، الآن أري أن (عادلاً) يكاد يغادر تلك المحطة التي يحمل أسمة صفتها وهو يدير صحيفة تنشد وسطية بين أحزاب بلادنا وهي تزين صدرها بإستقلالية تتقدم بها بين القراء .. فقد عمد الرجل خلال الفترة الأخيرة بمتابعة أحاديث (دكتور نافع) للإعلام ويعلق عليها ، للدرجة التي جعلتني أذهب بالقول أن لولا (دكتور نافع) لما أستطاع (عادل) أن يكتب عموده اليومي .. ليس دائماً ولكن معظم الوقت ..!! ، ففي عمودة (أنفاس) ظل ياخذ نفسة طويلاً وينفسه من جديد بيد أنه ساخناً في رجل المؤتمر (القوي والحار جداً) ..!! ، فقد ظل (عادل) ينتقد خطابات (الدكتور) بصورة لافته .. علي خلفية إنها غير موفقة لبناء ثقة بين أحزبنا لأنها إستعدائية ومستفزة للآخر .. وهم الأحزاب ..!! ، غير أني أجد نفسي علي الجانب الآخر المناظر لأخي الأكبر (عادل) في تقييمة لأحاديث الرجل الذي ظل يريح بها حتي منسوبي الأحزاب تلك التي يجلدها ويدعوها الي (لحس كوعها) أو (دخول الجمل في سم الخياط) و (الجمل هنا منسب للأحزاب .. غير أني خفت من تنسيبة مباشرة لها) ، (فالدكتور .. نافع) يمتعنا غاية الإمتاع بمثل أحاديثة التي يري فيها (عادل) إنها معززة للتباعد بين أحزابنا وغير مقربة ، ولكن لم يقل (عادل) لم هو لم يوافق (نافع) في دعواة (الساخنة) بحق تلك الاحزاب التي تظاهر لإبقاء بلدنا علي وضعية (الموات) وهو ينشد تأسيس ديمقراطية مبتكرة .. عبرها يتم تمثيل كافة الاطياف السياسية (بميزان ذهب) .. فيتم تجيير عدد مقاعدها بالبرلمان وفق الأصوات التي تحصلت عليها ، أحزابنا يا (عادل) تحتاج فعلاً ل(صياط نافع) هذه .. لعلها تسخن (جلدها) البارد حتي أصبحت معيقة للتطور السياسي علي الرغم من إنها هي المكون والمحفز له ، ولكن ماذا يقول (واقعها) الآن ونحن نشهد تحولاً متفق عليه منذ أكثر من خمسة أعوام خلت ..؟! ، هذه هي أحزابنا التي تري أن يقدم لها (دكتور نافع) خطاباً (ناعماً) لعلها تتقارب .. هذا لن يحدث ..!! ، أي بمعني إنها لن تتقارب فجميعها لديها رأي في جميعها ، ألم تسمع قول (السيد الصادق المهدي) في نقدة لها بتقديمها ل(مرؤوسين) لإنتخابات رئاسة الجمهورية ..؟! ، وهو ملمح يؤكد عدم جديتها في إنجاح العملية الإنتخابية .. صحيح قول الرجل (إن مساعد الياي لن يتحول الي ياي) ..!! ، لم يندمل الجرح الذي سببة الرجل لنظرائة (المرشحين) جراء مقولتة اللازعة تلك حتي خرج بقول آخر أشد قساوة من أحاديث (لحس الكوع) و (عبور الجمل من سم الخياط) ، فقد تحدث الرجل عن (فرضية غير واردة) أنه في حالة فوز (ياسر سعيد عرمان) برئاسة الجمهورية (ودة سيتم طبعاً بعد أن تلحس المعارضة كوعها أو يدخل جميع قادتها عبر سم الخياط) إن حدث ذلك (لا قدر الله) فإن فوضي وفتنة ستقع في شمال السودان ، وحديث الرجل جاء متكئاً علي خلفية (ياسر) الفكرية والمعتقدية لا علي إنتمائة الذي يرتديه عباءة الآن ..!! ، أيهما أشد قساوة وغلظة علي تلك الاحزاب ..؟! ، وبالرغم من ذلك فهي تأتي مرة أخري وتجلس مع (السيد الصادق المهدي) لتتحدث معه عن مخرج ينقذها من (كشف الحال) في حالة قيام الإنتخابات .. وكأن شيئاً لم يكن ..!! ، ألا تري إنها ميتة القلب وفاقدة للإحساس ..؟! ، حالة الاحزاب هذه تذكرني قصة (يرويها رواة القصص والأحاجي) عن مجموعة (الله يكرم القراء) ذهبوا لمعاقرة الخمر (أيام الاحزاب الاولي) فطوقهم آخرون وأوسعوهم ضرباً .. فإستنجدوا بأحدهم تميز بضخامة الجسم وفراعة الطول ، غير أن الرجل كان قد تخدر جسمة بفعل الخمرة فحاولوا إفهامة موقفهم (السئ للغاية) مثل موقف الاحزاب الآن والإنتخابات أمامها ، فقال لهم صاحب الجسم الفارع (أطلقوا لي بصاطين في ضهري دة سخنوهو لي) ، وبعد التسخينة عمل فيهم عصاه وفرقهم شذر مذر ..!! ، فهل ياتري تنجح (بصاطين دكتور نافع) التي ظل (يلهب) بها (ظهر) المعارضة فيحركها تجاه الإنتخابات لتقاوم وتدع خورها وضعفها الذي ظلت تتمثلة ..؟! ، أحاديث (دكتور نافع) هذه أؤأكد لك (أخي عادل) إنها في مصلحة هذه الاحزاب لا في ضررها .. ولكن السؤال المهم هل (ستسخن) جلدها (التخين) ويحرك سكونها إيجاباً ..!!
نصرالدين غطاس
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]