صحيت من النوم فجأة .. فبصرك اليوم حديد ..!! … بقلم: نصر الدين غطاس
23 April, 2010
كثيراً ما تأخذنا الدنيا عن جادة الطريق ، وذلك بإيقاعها السريع الذي لا يسمح لأحدنا من أن ينجز عملاً واحدا بدرجة جيد ، وبين ذلك ينسي أحدنا كثير من الأشياء التي تجزل له عطاءه في هذه الحياة الدنيا ومن أنيكثر من العمل الاصلح ، فكثيراً ما تجلس أنت مع أصدقائك وتتحدثون عن ضرورة التواصي بالخير الغائب كثيراًعن حياتنا .. وضرورة العمل للدار الآخرة التي بدأ إنتقال الناس إليها من غير إنذار .. مرض أوغيره مما ينبئ عن موت قريب ، فقد أضحي موت الفجأه هو السمة الأكثربروزاً وحضوراً .. فوقتها يجد المرء منا مواجهاً لعملة (الشئ الوحيد الذي يتبع أحدنا لقبرة) ، الأستاذ .. (النور معني) التلفزيوني والبرامجي الكبير أرسل لي هذه القصة المؤثرة عبربريدي الألكتروني .. فوجدت فيها مشاركة مفيدة لنا جميعاً ، نتواصي بها في هذه الفانية .. القصة جاءت علي لسان شاب إنتقل لجوار ربه .. غير أنه شاهد كل تفاصيل موته وتصرف من حوله حين إعلان خبر الموت ..
(شفت نور غريب ..!! ، المشكلة أن نور الغرفة كان مغلقاً وكانت الساعة تشير الي الثالثة والنصف فجراً ، طيب ... النور هذا كله من أين يأتي ..؟! ، تفاجأت أكثر لما رأيت يدي نصفها ب(الجدار) أخرجتها بسرعة وانا إرتعد خوفاً جلست أنظر إليها ، ثم أدخلتها مره ثانيه بالجدار.. تدخل ..!! ، سمعت صوت ضحك
جلست التفت لقيت اخوي نايم .. قمت من السرير وانا خايف أردت أن أصحيه .. ولكنه لايرد علي ، ذهبت لغرفة (أمي)أحاول أصحي(والدي) ، أود أن يرد علي أحدهم ولكن لا جدوي .. ذهبت (لأمي) أحاول أصحيها فجأة قامت من النوم ..!! ، هي قامت من النوم بس ماكلمتني كانت تسمي (بسم الله الرحمن الرحيم) وتكررها ..قومت أبوي من النوم قالت له : قوم قوم أود أن أطمئن على الأولاد ..!! ، أبوي جاوبها باستغراب (مو وقته الحين خليني أنام وبكرهـ يصير خير)..!! ، لكن بإصرارها قام من النوم وهو مستغربمن إصرارها .. جلست أنا أصرخ (أمييي .. أبوييي) بس محد يرد .. !!، مسكت ثياب أمي أريدها تسمعني
بس لم تشعر بي ..!! ، وبدوي مشيت وراها لحد ما وصلت غرفة النوم
وشغلو اللمبات .. ماكانت تفرق معاي لأن الدنيا منوره أصلا بس تفاجأت لما شفت شي غرييييييب شفت جسمي ..!! ، أيوه جسمي أنا ، جلست أطالع في (نفسي) لقيتني صرت اثنين ، قلت في نفسي مين هذا .. وكيف هذا يشبهني ..؟! ، جلست (أضرب) في (نفسي) أبغى أصحى من هذا الحلم الكئيب لكن ما صحيت ، أبوي قال: (يالله شفتي انهم نايمين خلينا نمشي) ، لكن أمي ما هديت راحت عند اللي كان نايم مكاني .. قالت :(محمد قووم .. محمد قووم رد علي بس ما يرد)حاولت أكثر من مره ، وفجأة بدأت دمووع أبي تتساقط .. أبي القوي الذي لم أرى في حياتي دموعه رأيتها اليوم ..!! ، بدأ الصراخ يعلو المكان .. صحى أخي من النوم ورد هو بدوره قائلاً : (ايش صاير) ، أمي قالت له وهي تصرخ : (أخووك ماات .. محمد ماات) وهي تبكي بحرقة .. إزداد الصراخ ، رحت لأمي قلتلها:(لا تبكي أنا هنا شوفيني( .. مافي أحد يرد علي : ليييه ..؟! ، جلست أصرخ :( أنا موجووود .. شوفووو ، بس مافي حد بيرررد جلست أصرخ .. يااااارب .. يااااااارب يخلص الحلم اللي أنا فيه ، سمعت صوت يأتي من بعيد وكان يعلو شيء فشيء حتى سمعت قوله تعالى (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد .. لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ) ، فجأة في اثنين مسكوني بس هما مش من البشر خفت .. جلست أصرخ أتركووني أتركووني أنتو مييين ؟؟ وايش تبغو ..؟؟ ، قالوا : (أحنا حراسك لحد القبر) ..!! ، قلت :(أنا ما مت أنا حي .. لييه تودوني القبر .. أتركووني .. أنا أحس و أتكلم و أشوف لسى ما مت) ، ردو علي بإبتسامه قالو : (عجيب أمركم يالبشر تظنون أن الموت نهاية الحياة ولا تدرون أن ماكنتم تعيشون فيه هو حلم قصير ينتهي عندما تموتون) ..؟! ، مازالو يسحبون فيني لحد القبر.. واحنا بالطريق شفت ناس بتبكي ، وناس بتضحك و ناس بتصرخ ، وكل واحد معاه اثنين زيي
سألتهم : ليييه يسوو كيذا ..؟؟ ، قالو : (الناس هذول عارفين مصيرهم منهم من كان على ضلال) ..!! ، قاطعتهم بقولي وانا خائف : (يعني بيروحو النار) ..؟؟ ! ، قالو : (نـعـم) ..!!، وأكملو حديثهم (واللي يضحك هذا رايح الجنة) ، رديت بسرعة : (وأنا رايح فيين) ..؟! ، قالوا : (أنت كنت شويه تمشي صح و شويه تمشي خطأ ، شويه تتوب وترجع اليوم الثاني تعصي ، وماكنت واضح مع نفسك وهتضل كيذا تايه) ، قاطعتهم و أنا خائف : (يعني اييييييييش يعني أنا برووح الناار) ..؟! ، ردو علي :(رحمة الله واسعة و الرحلة طويلة) ، إلتفت وأنا خايف شفت أهلي .. أبوي ، عمي ، أخواني وأقاربي كلهم ، كانو حاملييني بصندوق رحت وأنا أركض نحوهم قلت لهم : (ادعو لي) ..!! ، لكن مافي حد رد علي .. منهم من كان يبكي .. ومنهم من كان حزين ، رحت لأخوي قلت له (إنتبه من الدنيا وفتنها لاتغريييك .. كنت أتمنى لو أنه يسمعني ، شدوني الملكيين لقبري ونوموني فوق الجسد حقي .. شفت أبوي وهو يرمي التراب فوقي ، شفت أخواني وهما يرمون علي التراب ، شفت الناس كلها ترمي التراب فوقي ..!! ، تمنيت لو أني مكانهم في الدنيا كان تبت .. كان صليت الفجر أمس حاضراً .. كان دعييت ربي كل يوم .. كان جددت توبتي كل يوم .. كان بطلت معاصي ..!! ، جلست أصرخ : (يااانااااس انتبهووو لا تغرركم الدنيا ) ..!! ، تمنييت لو حد يسمعني منهم .. فهل سمعت أنت ..؟؟!)
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]