منصور خالد في حوار الساعة: الحلقة الأولي
30 April, 2010
كانت لدينا مصلحة في الاستمرار وإذا أردنا التضحية بعرمان لما سحبناه من الرئاسة
لا توجد انقسامات داخل الحركة .. وياسر حصل على 90% من أصوات الجنوبيين رغم المقاطعة
من أراد أن يقاوم الوطني فليهزمه فكرياً أولاً .. خوض انتخابات الشمال كان مغامرة غير محسوبة
تنفيذ نيفاشا ليس منحة من أحد ولسنا بحاجة لإبرام صفقات مع الوطني
حاورته بجوبا : رفيدة ياسين
rofayda_yassen@yahoo.com
أكد د منصور خالد القيادي البارز بالحركة الشعبية لتحرير السودان وأحد رجالاتها عدم وجود انقسامات داخل الحركة موضحاً أن الحركة سحبت مرشحها للرئاسة ياسر عرمان لعدم وجود فرص للتنافس في انتخابات الشمال ، وقال خالد في حوار أجرته معه الحرة في جوبا أن الحركة لم تضح بعرمان ولا بقطاع الشمال مشيرا إلي أن الحركة كان لديها مصلحة في الاستمرار في سباق الرئاسة في الوقت نفسه اعتبر خوض الحركة لانتخابات الشمال معركة غير محسومة النتائج ،وقال القيادي البارز بالحركة الشعبية أن عرمان لديه تأييد كبير في الجنوب مدللاً علي ذلك بلغت نسبة التصويت لعرمان لأكثر من 90% رغم انسحابه في الوقت نفسه رأى أنه من الممكن أن يجد ياسر تأييداً في الشمال قائلا : " إذا كان المواطن التقليدي في الجنوب قد صوت لياسر وهو شمالي فلا يوجد ما يمنع الشمالي التقليدي من التصويت إليه...وشدد خالد علي أن تحالف جوبا لم ينهار إلا أنه رأى ان التحالف كان فضفاضاً نظرا لاختلاف الرؤى معتبراً القوى السياسية الشمالية المعارضة أردات خوض العملية الانتخابية بذات الروح القديمة وبهدف الصراع علي السلطة مشيرا إلي أن القوي السياسية لم تقدم نفسها كبديل للمؤتمر الوطني ولما يرجوه الناس ، وقال خالد ان الحد من الاتفاق بين قوي جوبا تلخص في إزالة النظام موضحا أن من يريد إسقاط النظام فعليه أن يقدم برامج وبدائل مقنعة للناس....
_هناك تضارب في مواقف وتصريحات الحركة الشعبية تجاه المشاركة في الانتخابات؟
اولا لا اظن ان هنالك تضارباً وانما انها قراءات مختلفة بمعني ان الحركة الشعبية كانت قد قررت خوض المعركة الانتخابية علي كافة المستويات وترشيح ياسر عرمان للرئاسة لم يكن سراً لانه اعلنه سلفاكير في احتفالات اعياد السلام في يامبيو بحضور الرئيس البشير واكد سلفاكير هذا الأمر في اكثر من مناسبة اذن لم يكن في الأمر سر وقدر المكتب السياسي فيما بعد ان الانتخابات حسب تقييم قطاع الشمال ليس بها فرص متكافئة وبالتالي ليس فيها فرص للحركة في الشمال
_اريد توضيحاً اكثر؟
اولاً: الاتهامات تبدأ من التسجيل ومن الخروقات التي حدثت وتم تقديم شكاوي بشأنها للمفوضية لكنها لم تجد رداً شافياً من المفوضية وبالتالي جاء تقييم قطاع الشمال هو انسحاب ياسر عرمان من الرئاسة
_هل جاء هذا القرار حفظاً لماء الوجه بالنسبة للحركة؟
القضية خاصة بخروقات وليست قضية ماء الوجه وانما الأمر متعلق بالاقدام علي مغامرة غير محسوبة النتائج
_ألم تكن الحركة الشعبية على دراية بهذا الأمر قبل ترشيح ياسر للرئاسة؟
القضية ليست بهذه البساطة وانما هي معقدة جداً لانها فيها تقييم لاشياء عديدة اولا فيها تقييم لمسلك المفوضية وفيها تقييم أيضا لتوفر الحرية بالنسبة لكل القوي السياسية المتصارعة والقرار جاء بعد اجتماع لكل قوي تحالف جوبا وفي هذا القرار شكاوي تم رفعها لمؤسسة الرئاسة والرئيس سلفاكير ابدي رأيه فيها وأيد بعض الاتهامات وطلب رسميا أن تجتمع مؤسسة الرئاسة بقوي تحالف جوبا لتتناقش معها في هذا الأمر وهذا الاجتماع لشئ أو لآخر لم يتم وهذا خلق انطباعاً بأن الوضع القائم سيستمر وأنه لا توجد رغبة في تغييره او حتي التحدث مع قوي مؤتمر جوبا في الشكاوي التي رفعتها وبالتالي جاء القرار بتقييم موقف كامل وقد رأت الحركة أن ينسحب مرشحها للرئاسة لكن تبقي الانتخابات في الدوائر الادني ولكن هذا القرار أيضا لم يجد قبولاً من المرشحين أنفسهم في قطاع الشمال فقد اجتمعوا جميعا وقالو ان الاسباب التي جعلت ياسر ينسحب تنطبق عليهم أيضا وبالتالي قرروا عدم خوض الانتخابات
_لكن كانت هناك تصريحات متناقضة من الحركة الشعبية فقد قال سلفاكير أن الحركة لم تقاطع الانتخابات في قطاع الشمال في حين صرح عرمان وباقان ان الحركة تقاطع مما جعل هناك حالة من الضبابية واعتقد البعض ان هناك انقسامات داخل الحركة؟
ليست هنالك انقسامات مطلقا وانما قراءات مختلفة لأن قرار استمرار الحركة في الانتخابات علي كافة المستويات دون المستوي الرئاسي هو قرار المكتب السياسي بالتالي لا يمكن لهذا القرار ان يلغي بدون اجتماع المكتب السياسي ولم يكن هناك وقت لكي ما يجتمع المكتب السياسي ليصدر قراراً بشأن قطاع الشمال لأن كل أعضاء المكتب السياسي كانوا منشغلين في الانتخابات خاصة الموجودين في الجنوب وبالتالي كان توجيه الرئاسة ان الرئيس لا يملك ان يلغي قرار المكتب السياسي دون دعوته لكنه في نفس الوقت اوكل لقطاع الشمال بأن يتخذ قراره بنفسه ولذلك القرار الذي اتخذه قطاع الشمال كان مشروعاً، وليس هناك تناقض في حديث سلفاكير لانه قال ان المكتب السياسي لم يصدر قراراً بالمقاطعة وانما هو اوكل اتخاذ القرار في هذا الشأن لقطاع الشمال كل ما حدث ان الصحف ووسائل الاعلام هم من ساقو الأمر لإظهاره بشكل التناقض.
_تردد أحاديث علي أن ترشيح ياسر هو سيناريو معد منذ البداية في إطار صفقة بين شريكي الحكم؟
كل الاجراءات التي يسميها البعض مقابل هي في الاساس اشياء اقرتها الاتفاقية لذا فهي ليست منحة من أحد والحكومة سواء كانت الحركة موجودة أو غير موجودة فهي ملزمة بتنفيذ الاتفاقية وبالتالي لسنا في حاجة لابرام صفقة مع المؤتمر الوطني
_البعض رأى أن ترشيح ياسر كان قراراً غير موفق من الحركة وأن الحركة الشعبية ضحت به وبقطاع الشمال استعدادا لسيناريو الانفصال؟
اذا صح بان الغرض هو التضحية بياسر عرمان لما كانت الحركة سحبته من سباق الرئاسة وهذه افتراضات ليس لديها معني لانه لو كان استمر ياسر في حملته الانتخابية لكان قد حدث واحد من أمرين الاول ان ينجح وهذا حسب قرائتنا للموقف في الشمال غير محتمل او ان يكون ياسر هو الشخص الثاني واي من النتيجيتين من مصلحة الحركة لانه اذا أصبح ياسر الشخص الثاني سيكون البديل للمؤتمر الوطني في الشمال
_بديلاً لمن وأين؟
وبالتالي الحركة كانت لديها مصلحة في الاستمرار لكن حسب قراءة المكتب السياسي وتقييمه تم اتخاذ هذا القرار حفاظاً علي ياسر وليس تضحية به واذا كان الغرض هو التضحية بياسر لتمكين المؤتمر الوطني للوصول للحكم لما كان صوت الجنوب لهذه الدرجة الكبيرة بأكثر من 90% رغم انسحابه
_هل تتوقع ان يجد ياسر حظاً وقبولاً لدي المواطن السوداني في الشمال؟
نعم ، فإذا كان المواطن التقليدي في الجنوب قد صوت لياسر وهو جنوبي فلا يوجد ما يمنع الشمالي التقليدي من التصويت لياسر
_المؤتمر الوطني رأى أن الحركة سحبت ياسر لانها علي يقين بأن بقاءه في السلطة هو الضامن الوحيد لاتفاق السلام الشامل ما ردك علي ذلك؟
لا يمكن ان يكون هذا رأي الحركة الحركة الشعبية وحتى المواطن العادي نفسه رغم انسحاب ياسر الا انه صوت له، واتفاق السلام تم بين طرفين ومن الضروري ان ينفذ هذان الطرفان هذا الاتفاق لكن الاتفاقية نفسها تحسبت لانه قد تجد قوة أخرى بعد الانتخابات لذلك نصت الاتفاقية علي ان أي حزب يريد أن يخوض الانتخابات لابد أن يعلن التزامه بتنفيذ الاتفاقية
_وما هو الضامن لدى الحركة ان ينفذ أي حزب آخر الاتفاقية وهو غير معنى بها؟
أنها ستكون قد خرقت الدستور لذا من الممكن تسيير اتفاق السلام دون المؤتمر الوطني ولا يملك أي حزب آخر ألا يطبق الاتفاقية لانه سيكون قد أباح للطرف الآخر أن يخرقها أيضا
_كل القوى السياسية بما فيها الحركة الشعبية تتحدث عن عدم نزاهة الانتخابات لماذا لم تقاطع إذن في إطار فكرة تحالف جوبا هذه الانتخابات؟
تجربة تحالف جوبا كان بها جوانب ايجابية بالنسبة لكل قوى المعارضة انها اتاحت فرصة اولا لحراك سياسي وأعطت القوى السياسية مساحة للتعبير عن وجهة نظرها وبالرغم من قلة الفرص التي توفرت للمعارضين لكنهم استطاعوا ان يعبروا عن اشياء لم يستطيعوا ان يعبروا عنها في السابق والصحافة نفسها تحدثت في هذه الاونة بجرأة لم تعهدها من قبل وبالتالي هناك جوانب ايجابية كما كانت بمثابة امتحان للاحزاب التي ظلت بعيدة جدا عن الانتخابات في العشرين سنة الماضية وكانت تجربة جيدة للمستقبل خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ان التداول السلمي للسلطة سيتم بطريقة شرعية وعبر انتخابات .
_لكن المؤتمر الوطني يرى ان تحالف جوبا الآن انهار؟
لا أدري كيف يستطيع أحد أن يقيم انهيار تحالف والتحالفات بطبيعتها ليست أبدية وتحالف جوبا كان فضفاضا وبه قوى كثيرة اوزانها مختلفة وطموحاتها السياسية مختلفة وما يجمع بين القوي السياسية المعارضة هو توسيع قاعدة المشاركة والسعي لايجاد تحول ديمقراطي وهذا سيظل باقياً وما زال هناك ما يجمع قوى تحالف جوبا
_لكن هناك قرارين من قبل تحالف قوي أحدهما كان الاتفاق علي مرشح واحد والآخر كان الاجماع علي المقاطعة؟
أريى أن مواقف تحالف جوبا كان بها تردد كثير وتناقض في بعض الأمور وكان فيها عدم تقدير لقيمة الزمن
_عذرا للمقاطعة لكن وضع تحالف جوبا سقفاً زمنياً لتنفيذ التوصيات التي خرج بها المؤتمر حتي 30 نوفمبر وإلا المقاطعة وانتهت المهلة ولم تنفذ هذه القرارات وفي المقابل انقسمت مواقف القوى السياسية ما بين المشاركة والمقاطعة ..كيف ترى ذلك؟
كان هناك تردد من قبل القوى السياسية المعارضة وكان هناك عدم تقدير للزمن ولم يكن هناك حرص علي اتخاذ القرارات في الوقت المناسب وعلي تنظيم العمل وهذا لم يحدث
_إذن حديثك يذهب بنا إلى الاعتراف بانهيار التحالف؟
انا لا استطيع ان اقول ان التحالف انهيار لكن هذه التحالفات بطبيعتها ظرفية لانها ليست علي رؤية واحدة ودائما إذا كانت هناك توجهات مختلفة يجب ان يصل الناس لاتفاق حد أدني وهذا لم يحدث أيضا
_لكنك قلت أنه لا زال هناك ما يجمع قوى جوبا؟
الحد الأدني لتحالف جوبا تلخص في إزالة النظام وهذا لا يمكن أن يكون هدفاً فالشخص الذي يريد أن يسقط النظام عليه أيضا أن يخرج ببديل مقنع للناس وبرامج
_هل تعني أنه لم يقدم بدائل للشعب السوداني غير المؤتمر الوطني؟
الشعب السوداني يبحث عن بديل ليس بديل أشخاص وانما بديل أنظمة ورؤى وهذا لم يحدث أيضا
_إذن ترى أن كل هذه الأحزاب لا يمكن ان تكون بديلاً للمؤتمر الوطني؟
لا استطيع ان اقول ذلك لكن الاحزاب فيما يبدو أنها جاءت لهذه الانتخابات بنفس الروح التي كانت تخوض بها الانتخابات في الماضي، وروح الصراع السلطة كان أكبر من طرح بديل ورؤية استراتيجية لنظام جديد يقتنع به الناس ويختاروه لأن هذا ما يرجوه الناس.
_هل هذا يجعلنا ان نعتبر المؤتمر الوطني أفضل البدائل؟
لا استطيع ان اقول ذلك لكن الذي عليه ان يهزم المؤتمر الوطني فعليه ان يهزمه فكرياً اولاً
_ولماذا لم تفعل الحركة الشعبية ذلك؟
الحركة لديها أفكار وعرضت طرحها للسودان الجديد وهو لكل السودانيين والحركة اثبتت ان في قاعدتها الاصلية لديها قبول فائق حتي تصور الحركة عندما يكون حزب ينال عبر انتخابات حرة في الجنوب أكثر من 90% فهذه نسبة مذهلة