منصور خالد (الحلقة الثانية): انتخابات الجنوب كانت أكثر شفافية من الشمال
2 May, 2010
لام أكول يطمح أن يكون الرجل الأول في الجنوب ولكن الدكتوراة وحدها لا تصنع قادة...!
أوكامبو لايخدم قضيته ... وتحول من قانوني لسياسي..!
حاورته بجوبا : رفيدة ياسين
rofayda_yassen@yahoo.com
واصل د. منصور خالد القيادي البارز بالحركة الشعبية اتهاماته بحدوث خروقات في العملية الانتخابية في شمال السودان معتبراً أن انتخابات الجنوب كانت أكثر شفافية من الشمال مدللاً علي ذلك بعدم فوز عدد من أهم قادة الحركة الشعبية في الانتخابات في حين لم يسقط أيا من مرشحي المؤتمر الوطني في الولايات الشمالية نافيا استخدام الحركة لسلطاتها في انتخابات الجنوب معتبراً اتهامات لام أكول بهذا الشأن تعود لأنه هزم في عقر داره واصفا أكول بأنه يطمح في أن يكون الرجل الأول في الجنوب الا انه اعتبر ان الدكتوراة وحدها لا تصنع قادة مقللا من فرص أكول في المنافسة أمام سلفاكير،وحول مواقف المراقبين الدوليين قال خالد في الحلقة الثانية في حواره (للحرة) بجوبا أن المراقبين المحليين أنفسهم لم يصلوا كل المناطق متسائلا فكيف يذهب اليها المراقبون الدوليون واعتبر أن الانتخابات بالنسبة لهم مجرد عملية شكلية يحكمون عليها من خلال عينات عشوائية، في الوقت نفسه أكد خالد أنه لم يتم الاتفاق بين الحركة والمؤتمر الوطني علي قبول نتائج الانتخابات موضحا أنه تم الاعتراض علي عدد من المناطق بشأن النتائج ، وفي مفاجأة من العيار الثقيل قال منصور خالد (للحرة) أنه يجب التعامل مع قضية الجنائية بحس وطني معتبرا اوكامبو لا يخدم قضيته لأنه جعل هدفه اثبات التهمة علي البشير مما حوله من قانوني لسياسي مشيرا إلي حل أمثل للتعامل مع قرار الجنائية تحدث عنه في تفاصيل الحوار....
_هل بالفعل تم الاتفاق بين الشريكين علي قبول نتائج الانتخابات؟
النتائج سواء كانت في الشمال الجنوب فقد تم الاعتراض عليها مثلما حدث في النيل الأزرق وولاية الوحدة ولذلك الحديث عن قبول النتائج يجب أن يكن بعد ان يتم اعلان النتائج بالصور الرسمية والقانونية إلي أن تمر الانتخابات بكل المراحل وتعلن النتائج النهائية.
_هل الحركة الشعبية ترى أن انتخابات الشمال مزورة؟
لا أريد أن استخدم تعبير التزوير لكن هناك خروقات وعدم التزام بكثير من القواعد التي أرساها قانون الانتخابات وحتي قرارات المفوضية نفسها تجاه العملية الانتخابية.
_هل تعتبر أن المفوضية غير محايدة مثل بقية القوى السياسية؟
لا نستطيع أن نقول أن المفوضية غير محايدة ولا نريد أن نصدر اتهامات لكن ما نؤكده ان هناك خروقات وشكاوي لم تحسم المفوضية في أمرها
_لكن المفوضية نفسها اعترفت بهذه الخروقات وأكدت معالجتها..؟
لكن بدءا من التسجيل هناك خروقات تمت والمفوضية لم تعارض فيها ولم تعالجها
_كيف تقيم مواقف المراقبين الدوليين تجاه العملية الانتخابية؟
اولا لا أريد أن أكون حكماً علي تقييم المؤسسات الدولية لكن يجب ان نأخذ في الاعتبار ان المراقبين الدوليين ينطلقون من نقطة مختلفة فالبنسبة لهم الانتخابات من الناحية الشكلية تمت وتمت بصورة فيما يبدو أنها عادية وفيها سلاسة وأيضا أنها تمت في جو من الهدوء علي عكس العنف الذي كان متوقعا وبالتالي تقييمهم قد يختلف من تقييم مراقب سوداني ، فبالنسبة للخبراء والمراقبين العملية الانتخابية هي قمة التحول الديمقراطي وإذا لم تتم الاجراءات اللازمة لتحقيق هذا التحول الديمقراطي تكون هناك أشياء أساسية تم خرقها وهذا ما لم يعطه المراقبون أي اعتبار لكن إذا أخذوا الانتخابات من ناحيتها الشكلية فسنعرف ما هو السبب وراء اصرارهم للتقييم الذي قاموا بإعلانه.
_هناك حديث علي أن المراقبين مهددين ومن المتوقع أن يصدروا تقارير مختلفة بعد خروجهم من السودان؟
من الصعب أن يحدث ذلك لأنه سيقدح في مصداقيتهم إذا قاموا بتغيير تقاريرهم التي أعلنوها
_هل المراقبين الدوليين وصلوا لكل المناطق في جنوب السودان؟
رد مقاطعا : أشك فإذا كان المراقبون المحليون لم يصلوا لكل المناطق فكيف يصلها المراقبون الدوليون
_وأين هي المصداقية إذن؟
هؤلاء المراقبون الدوليون يعملون من خلال عينات عشوائية ولا نتوقع منهم النزول إلي أي قرية أو أي موقع انتخابي وبالتالي يأخذوا عينات ويحكموا من خلالها علي العملية برمتها
_ما هو الفرق في رأيك بين الانتخابات في الشمال والجنوب؟
أنا في رأيي أن انتخابات الجنوب كانت أكثر شفافية ، ففي الشمال لا يوجد مسئول واحد سقط في الانتخابات أما في الجنوب فهناك عدد كبير جدا من كبار القادة لم ينجحوا في الانتخابات وأبرزهم "جون لوك" وزير الطاقة رغم انه عضو في المكتب السياسي و"ياي دينق" وزير التعاون الدولي وكان رئيس أركان الجيش مما يؤكد أن السلطة لم تستخدم لإنجاح مرشحين الحركة
_هل هذا يعني أنه لم تحدث أي خروقات في انتخابات الجنوب؟
قد تكون هنالك خروقات في انتخابات الجنوب ورئيس الحركة سلفاكير ميارديت قد أعلن بوضوح بأن هنالك شكاوي صدرت مؤكدا أنه سيقف أمام أي خروقات بكل صرامة وبالفعل تم معاقبة أحد المحاولين للتزوير بالسجن لمدة عامين.
_وما هو ردك علي اتهامات لام أكول بأن الحركة تسيطر علي انتخابات الجنوب وتستخدم سلطاتها وأن صناديق الاقتراع تحت سيطرة الجيش الشعبي؟
هذه اتهامات تصدر من شخص ولا أساس لها من الصحة..
_لكن لام أكول هو المرشح الوحيد المنافس لرئاسة حكومة الجنوب؟
لام أكول شخص مهزوم وإذا رأيتي النتائج ستكتشفي لماذا هو يقول هذا الكلام لأنه هزم في عقر داره وفي مناطق عديدة كان يعتقد أنه لديه فيها نفوذ ومؤيدين
_لام أكول اتهم الحركة أيضا باعتقال مرشحيه والاعتداء عليهم..ما ردك علي ذلك؟
هذا غير صحيح فلماذا يحدث ذلك بالنسبة للام اكول وهو لا يمثل أي خطر أو منافسة للحركة الشعبية.
_هنالك حديث بأن الحركة بدأت التخلص من أولاد قرنق؟
هذا كلام فارغ فعلي رأس أولاد قرنق سلفاكير وهو الآن الرجل الأول في الحركة
_لام أكول قال أيضا بأن الحركة بدأت التخلص من مفكريها واعتبر نفسه واحدا منهم؟
نعم لام أكول كان واحداً من مفكري الحركة لكنه أيضا واحد من أوائل الذين قادوا لانشقاق في الحركة وكان يدعو لانفصال الجنوب والآن يقول ان الجنوب غير قادر علي أن يحكم نفسه وهناك تناقض في مواقف لام أكول لكني لا أريد أن أصدر حكماً شخصياً عليه رغم أنه بارع في إصدار الأحكام الشخصية علي الناس لكني استطيع أن اعتبر تصرفاته تعود لقضية طموح ورغبة في أن يكون هو الرجل الاول في الجنوب بدليل أنه ترشح لهذا المنصب وبالتالي يجب ان يتحمل النتائج لان الوصول إلي هذا الموقع لابد أن يكون عن طريق القوة كما حاول هو في الماضي وفشل أو عن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع وعليه أن يقبل برأي الناس والجماهير
_هل ترى أن أكول منافساً لسلفاكير؟
رد مستنكرا : كيف يكون لام أكول منافسا لسلفاكير..؟ فالدكتوراه وحدها لا يمكن أن تخلق قادة
_في حال اختار الجنوبيين الانفصال وفقاً للاستفتاء في 2011 ماذا سيكون مصير الشماليين فيها؟
الحركة الشعبية ليست دكانا لكي نتحدث عن مصائر الشماليين او الجنوبيين فيها فهنالك أناس انضموا للحركة من دارفور ومن جبال النوبة ومن الشرق وكل هؤلاء انضموا للحركة من أجل هدف اسمه السودان الجديد ، وهذا السودان الجديد لديه مقومات معينة مختلفة عن السودان الذي قاد للحروب ولعدم الاستقرار وبالتالي فهذه القيم لن يمحوها انفصال الجنوب أو وحدته فكل عناصر الحركة تعمل لخلق هذا السودان الجديد لذا لا يعتبر أعضاء الحركة أنفسهم شماليين او جنوبيين وانما يسمون أنفسهم "السودانويون الجدد" ، وهذه الصفة ستظل ثابتة
_وكيف سيستمر ذلك في ظل التركيبة القبلية المعقدة بين الجنوبيين انفسهم فهل سيجد حينها الشماليون مساحة في الحركة؟
لا يوجد شماليين في حكومة جنوب السودان وقرار الانفصال او الوحدة سيكون قرار شعب جنوب السودان، والحديث علي المشكلات القبلية في الجنوب وعلي هيمنة الدينكا حديث غريب لان الدينكا هي أكبر قبيلة موجودة في الجنوب وبالضرورة أن تكون مواقعهم في الجنوب أكثر من غيرهم من القبائل وهذا بطبيعة الحال
_وهل تتوقع أن يختار شعب الجنوب الوحدة في ظل الواقع السياسي الحالي؟
اتفاقية السلام بها نص يغيب كثير جدا علي الناس وهو ان الخيار أمام شعب جنوب السودان ليس خيارا بين الوحدة والانفصال وانما بين استدامة النظام الذي أقامته اتفاقية السلام الشامل أو الانفصال وهذا يعني ان الوحدة تتركز علي تنفيذ الاتفاقية نصا ومعنا وبالتالي اذا لم تنفذ الاتفاقية يكون الذي قاد للانفصال هو عدم تنفيذ الاتفاقية ، واتصور أن هناك أماني بعدم استقرار الجنوب بشكل عام بالنسبة للكثيرين
_بالنسبة للنيل الازرق كانت هنالك اتهامات من قبل المؤتمر الوطني بالتزوير عند اعلان فوز مالك عقار بها؟
عندما شكك المؤتمر الوطني في النتائج تمت اعادة فرز الاصوات والمفوضية نفسها قامت بمراجعة الأمر واعلنت فوز مالك عقار وإذا صح اتهام المؤتمر الوطني بالتزوير في النيل الازرق فعلينا أن نبحث وراء فوز كل مرشحي المؤتمر الوطني في الشمال بلا استثناء
_كيف تقيم تغير السياسة الامريكية تجاه قضايا السودان والخط الذي وصفه البعض بانتهاج سياسة ناعمة مع المؤتمر الوطني؟
لا يوجد تغيير في السياسة الامريكية لانها في النهاية تخدم مصالح أمريكا في أي ظرف من الظروف ويجب الا ننسي ان امريكا هي التي ساعدت في اتمام اتفاق السلام ولعبت دوراً كبيراً في ذلك لكنها لم تصنعه وفي سبيل ذلك أعطت شرعية للمؤتمر الوطني في وقت كانت علاقاته سيئة للغاية مع الخارج ، والسياسية الامريكية منذ مجئ جرايشن المبعوث الامريكي للسودان بدت ناعمة لكن هنالك انقسامات داخل الادارة الامريكية في التعامل مع قضايا السودان..لكني لا أري أن هنالك تغييراً سوي الادارة الامريكية تريد أن يكون هناك شكل من اشكال التواصل مع المؤتمر الوطني بمقدار جزرة تقدمها له في حال تقديمه لأشياء معينة منها الانتخابات والاستفتاء واكمال ما لم يتم تنفيذه من الاتفاقية
_وهل السياسة الامريكية الناعمة مع المؤتمر الوطني أثرت سلباً علي علاقة الحركة الشعبية بأمريكا؟
لا علي الاطلاق
_إذا تطرقنا لقرار المحكمة الجنائية الذي بدأ يطفو علي السطح مجدداً ودعوة اوكامبو لاعتبار السودان دولة غير متعاونة بسبب عدم تسليمها لأحمد هارون وكوشيب للمحكمة ؟
أنا أرى أن أوكامبو لا يخدم قضيته بإصدار مثل هذه الاحكام لأن ذلك يحوله من ممثل اتهام لشخص سياسي لأن يجعل هدفه هو اثبات التهم قبل أن تصدر المحكمة فيها قرار يشكك ذلك في أمانته المهنية ويحوله من شخصية قانونية لشخصية سياسية
_هل هذا يعني أنك ترى أن البشير ليس مجرماً كما اتهمه اوكامبو؟
لا استطيع ان اقول ان البشير مجرم أو لا ..فالقضية أخطر من ذلك لان المهم في هذه الاتهامات ان هذا الرجل يصدر اتهامات بابادة مواطنين سودانيين وبالتالي من واجب أي سوداني أن يحرص علي نفي هذه التهمة عن السلطة السودانية لانها ستتحول حينها لقضية وطنية ومن واجبنا كسودانيين ان نسعي لايجاد طريقة للوصول الي حقيقة في هذا الموضوع لا تركز علي شخص بعينه وانما تركز علي الوسائل المثلى للوصول لهذه الحقيقة
_وكيف سيتم ذلك؟
من الاشياء الايجابية التي تمت هي اللجوء للاتحاد الافريقي وعلينا ان نلتزم بما قررته لجنة الاتحاد الافريقي لمعالجة هذا الامر
_لكن الاتحاد الافريقي أدان قرار الجنائية؟
ليس من حق أي جهة أن تقدح في قرارات الجنائية وانما يجب القدح في تسييس قضية المحكمة ويجب الالتزام بما قرره الاتحاد الافريقي .