الخرطوم .. حداثه في المباني وغياب لأسماء الشوارع !! …. بقلم: نصر الدين غطاس
18 May, 2010
لا أخفي دهشتي وأنا أشاهد التطور الذي ينتظم العاصمة الخرطوم .. فالمعمار بات هو المشهد الاكثر بروزاً بعاصمتنا الخرطوم (دي سي) علي غرار واشنطن (دي سي) ..!! ، لا يوجد أحد لم يلحظ تلك الحركة الكبيرة في البناء .. سواء كان علي المستوي العام ببنايات تملكها الدولة أو أخري يملكها القطاع الخاص التجاري أو علي مستوي بناء منازل خاصة بالأسر .. وربما كانت الأخيرة هذه هي الاكثر بروزاً في قطاع العقار السوداني خلال العقد الأخير ، فقد أصبح الإهتمام بأمر بناء منزل للأسرة كبيراً لدي العاملين والموظفين بالدولة أو بالقطاع الخاص وبصورة كبيرة لم تكن حاضره في أذهان الناس في أوقات سابقة وهم في هذه المرحلة من العمر ، ربما كان من الأساب الداعيه لذلك الإهتمام المحمود بطبيعة الحال هو تعلية هم المواطن بجملة من البرامج السياسية والإقتصادية والإجتماعية حشدت في المواطن مخزون كبير من الطاقة الموجهه صوب بناء الاسرة وخلق صورة لها من الإستقرار .. وذلك لا يتأتي أبداً من غير (منزل) يأوي أفراد الأسرة لها دون ملاحقه أو المطالبة بأجر شهري يرهق دخل الأسرة أو مدخراتها البيضاء لليالي السوداء ..!! ، هذا المشهد يبعث فيك قدر من الراحة كبير لمستوي الهمة هذه التي ألمت بالمواطن السوداني بصورة عامه .. فقد كان في السابق يبقي موظف الدولة يستمتع بكل إمتيازات وظيفته حتي نزوله للمعاش .. فيجد نفسه وهو بين يدي ال6 شهور الحق الشرعي المتبقي له ليمكثها بمنزل عاش فيه وقتاً طويلاً من عمره ، والفتره هذه والمقرره ب(6) شهور تنص عليها (اللائحة) وبعدها عليه إخلاء المسكن الذي فيه ولد أبنائه وترعرعوا وتعلموا ..!! ، والمشكلة هنا ليست مشكلة الدولة التي تريد إنتقال عقارها لشاغل الوظيفة الحالي والمكلف من قبلها بأداء مهام وظيفته .. فهذه طبيعة الحياة وسنتها ، تداول المال والسلطة والجاه .. فإن لم يلتزم بنص اللائحة سيكون مصيره أن يتم إخلاؤه ب(البوليس) وهو الذي كان بالأمس يأمر وينهي وملء السمع والبصر كله ..!! ، في الواقع إن مثل ذلك الوعي والإهتمام بمستقبل الأسرة لم يكن شائعاً في السابق بين العاملين في وظائف الدولة ، فيواجهون بمصير أشبه بالمجهول .. فلا البيت سيبقي تحت الإمره ولا إستحقاق آخر الخدمة يمكنه بناء المنزل ولن يفي (المعاش) بمستحقات الحياة اليومية بجانب إيجار المنزل الشهري للأسرة الكبيرة ..!! ، هذه الهمه الجديدة التي بثت بين العاملين في وسط الوظائف الحكومية وبين الناس عموماً .. هو الذي جعل ذلك التصاعد في حركة العمران بكل مدن السودان عموماً وبعاصمته الخرطوم علي وجه الخصوص ، فهي تعد الآن ظاهرة وليست حالة طارئة ، بل إن أحاديث الناس تجاوزت نقل الأحاديث والشمارات والقطيعة كما كان سائداً بالمجالس للحديث عن سعر الأسمنت والسيخ والطوب وأيهما أفضل .. الأحمر أم البلك ..؟! ، هذا الحديث كان ضرورياً ونحن نود لفت نظر محلياتنا بالخرطوم لمسألة في غاية الاهميه .. ألا وهي تسمية الشوارع التي دخلت للخدمة مؤخراً ولم تكن في السابق موجوده أو يرتادها أصحاب المركبات ، والشوارع التي هي بغير أسماء علي الرغم من أهميتها تركتها المحليات لإجتهادات المواطن بإطلاق الأسماء عليها ، وفي تقديري أن أمر تسمية الشوارع من الاهمية التي يجب أن تلتزم به السلطات دون المواطن ، فشارع مثل الشارع الرابط بين طريقي (مدني) و(الكلاكلات) فتجد له عدد من الأسماء ، ومثل الشارع الجديد الرابط كبري المنشية مع شارع (عبيد ختم) و .. هكذا غيره كثير من الشوارع التي تقف بلا أسماء ..!! ، وتحضرني هنا تسمية الشوارع في (الرياض وجده) السعوديتين وفي (القاهرة) بمصر الشقيقة .. تجد شارع (السودان) وميدان (الخرطوم) وشارع (فلسطين) كما في جده ..!! ، ربما نكون قد نحونا مثل ذلك النحو مؤخراً .. فلدينا مخطط (غزة) السكني .. ولكن بقي لنا أن نأخذ معنا شوارعنا الجديدة مثل تلك التي أشرت لها ، فتسمية الشوارع فيها تسهيل كبير لتكملة (السجل المدني) الذي تعمل أجهزة الدولة لإكماله الآن ، ومن وجه آخر له مدلول حضاري وتنموي ومن وجه ثالث فيه تمتين للعلاقات العامه بيننا والشعوب العربية والإسلامية والافريقية إذا ما قمنا بتسمية شوارعنا علي رمزيات وطنيه لهم أو بأسماء عواصمهم ..!! ، فلماذا لا نطلق علي أكبر تلك الشوارع الغير مسماة .. شارع جنوب الخرطوم بشارع (فلسطين) مثلاً ، والشارع الموازي له من الناحية الجنوبية من تلقاء المنطقة الصناعية الجديدة .. بشارع (أبوجا) ، وأن نسمي الشارع الرابط بين كبري المنشية مع شارع (عبيد ختم) بشارع (القاهرة) ، والصينية القابعة شرق كبري المنشية بدوار (دمشق) .. وهكذا ..!! ، سنكمل الوجه الجميل لعاصمتنا .. وغداً لدينا جملة من الكباري الطائرة .. يمكن تسميتها بالعواصم العربية والأفريقية .. كبري (الدوحة) و(أديس أبابا) و(الجزائر) و(الدار البيضاء) و(بيروت) و(الشارقة) .. نرجو ذلك ..!!
نصرالدين غطاس
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]