بين بنك السودان وسوق مواسير جنوب السودان!! بقلم: الطيب مصطفى

 


 

 

 

زفرات حرى

 

وتتواصل عمليات تدمير السودان الشمالي من تلقاء الجنوب والتي بدأت منذ ما قبل الاستقلال ، قبل اكثر من نصف قرن من الدماء والدموع في مستنقع الوحدة "الجاذبة" ففي كل صباح جديد تطل علينا حجة دامغة جديدة تهر قبيلة النعام هواً وتؤزها أزاً من نومها الهانئ في لهيب الغفلة لعلها تستيقظ وتركن إلى الرأي السديد ، وتخلص شعبها من حممها الجهنمية وتأتي المحنة هذه الأيام من استنزاف هائل بعد ان ارتفع سعر الدولار وبصورة حادة، فأذا كان بمقدور الرجل مطاردة البنوك والصرافات وتجار العملة الخارجين على لوائحه وضوابطه في شوارع الخرطوم وأزقتها فكيف يفعل كع دولة الجنوب المستقلة والتي لا تقع رغم أنف نيفاشا تحت سلطات بنك السودان وماذا يقول المساكين الذين لا يزالون يتوهمون ان جنوب السودان جزء من السودان لا لسبب إلا لأن الجنوب لم يصبح حتى الآن عضوا في منظمة الأمم المتحدة بالرغم من أن ذلك بات قاب قوسين أو أدنى.

تستطيع الحكومة المركزية ان تحاسب وتعاقب وتعتقل متهمي سوق مواسير الفاشر لكنها بالقطع لا تسطيع ان تفعل شئياً في جنوب السودان الذي تحكمه حكومة ذات صلاحيات كاملة ولذلك فإن حرباً جديدة اقتصادية قد اشتعلت ولا يملك الشمال ان يفعل إزاءها شئياً إلا برضاء حكومة الجنوب التي تحصد ثمار توحدها مع الشمال خسائر فادحة في الاقتصاد من خلال تآمرها والدول الأخرى معها فاذا كانت اصابع الاتهام قد اشارت إلى أيد اسرائيلية في أزمة سوق مواسير الفاشر التي تقع تحت السيطره فكيف بربكم تفعل مع دولة الجنوب المستقلى التي لم تتوقف حربها على الشمال منذ نيفاشا ولم تتوقف حرب الجنوب على الشمال منذ اغسطس 1955م اقول ذلك الرغم من اطمئناني بأن بنك السودان سيتجاوز هذه المشكلة كما تجاوز غيرها طوال السنين الماضية .

هل تذكرون قصة شركة شالوم الصهيونية التي فتحت فرعاً لها في جوبا؟ بل واعلنت عن ذلك بكل "قلة حياء" وعلى رؤؤس الأشهاد في الصحافة الجنوبية ..ثم لماذا سكتت أقلام قبيلة النعام عن هذه الواقعة التي كشفت عن مقدار الاختراق الأمني الذي أحدثه الجنوب للشمال بعد نيفاشا ، فقد ثبت الآن أنه لا شئ يحول دون دخول اليهود من خلال الجنوب في شكل أحصنة طروادة التي تجوب شوارعنا من حيث ندري ولا ندري؟؟!!

أقول للواهمين ان الجنوب في حال تمخضت عن استفتاء تقرير المصير وحدة بينة والشمال سيظل محكوماً بالنظام الحالي..ولن يكون مثل الفاشر مثلا جزءا من سلطان الدولة خاضعاً لرئيسها وللمراجع العام لوزارة المالية الاتحادية ولبنك السودان المركزي وغيره من المؤسسات السيادية وبالتالي فان الشمال سيظل مبتلياً بالجنوب المحارب الذي ينهش لحمه ويدك عظمه ويمتص دمه في كل شأن من الشؤون وسيظل كعب اخيل الذي سيشكل خطراً دائماً على امنه واستقراره والذي ستهب علينا منه اعاصير عاد وتنزل علينا منه صواعق ثمود ومالاتصالات عن ذلك ببعيدة فقد كانت اولى محطات الخلاف التي تفجرت رغم انف نيفاشا التي جعلت تنظيم ذلك القطاع الخطير أمراُ اتحادياً كن سرعان ما نكصت الحركة ويممت شطر يوغندا مستخدة رمزها الدولي تماماً كما فعلت مع المناهج السودانية التي ركلتها بقدميها وعملت بالمناهج الكينية واليوغندية وبست أدري سبباً واحداً يدعونا إلى التوحد مع اناس يفضلون دول الجوار علينا ويتآمرون معها لالحاق الأذى بنا ويقدمون مناهجاً ويعشقون نمط حياتها وهويتها ويبغضون ديننا وشريعتنا ويشنونو الحرب الاقتصادية ويؤبيون امريكا وغيرها علينا.

رأيت والله كيف استقبلوا نائي الرئيس من وقع معهم نيفاشا الاستاذ علي عثمان الذي ذهب اليهم مشاركا لهم احتفالهم بتنصيب رئيسهم وكيف خرجوا في مسيرة الايام الماضية التي جاءت تحت شعار "نعم للافنصال" ورأيت كيف حرموا الرئيس البشير الذي نال ثقة الشمال بكل ولاياته بما في ذلك دارفور التي يتوهم متمردو الفصائل المسلحة انهم يعبرون عن شعبها ..كيف حرموا البشير من اصواتهم بالرغم مما ظل يغدقه عليهم من تنمية وخدمات على حساب حصة شعب السودان الشمالي الذي تعاني كثير من ولاياته نقص في الثمرات وضنك العيش فهل بربكم من اشارة قوية او اشارات كافية لاقناع الصم البكم بأهمية وضرورة ان يعلنوا الاستقلال "استقلال الشمال" من داخل البرلمان اكبر من هذه ؟ وهل كان القرار الذي اتخذ باستقلال السودان عن مصر من داخل البرلمان اكثر منطقاً من اليوم..؟!

 

آراء