فليعوضنا الله فيك خيرا يا عواضه
سعيد عبدالله سعيد شاهين
كـــنـدا تـورنتـو
waladasia@hotmail.com
خالتى التى أحبها الله ، وأنا على ثقة من ذلك ، ولا أدعى ، ودليلى ، منذ خروجك من ذلك الملاذ الآمن ، رحم أمك ، بادئة سفر المرور عبر دروب الحياة ، الى الحياة الأبديه . خرجت وبعد بضعة لحظات من عمر الزمن ، كنت تبحثين بأناملك البضه عن ذلك الثدى الذى يسقيك لبن الحياة ، ولم تجديه آثر الرحمن أن يبدأ معك مشوار محبته لك ، وتوشحت رداء اليتم ، وأندادك يتمرغون فى ثنايا ثدى أمهاتهم أمنا .
شببت عن الطوق يحيطك حب الجميع ، ومنهم شقيقتك الوحيده (اما وأبا) تشاركك يتمك ، أمى آسيا والتى هى أيضا أحبها الله ، وآثر والدكم عليه رحمة الله أن يخفف عنكم وطأة اليتم ، فكان نعم الأختيار أما أخرى ، (عرفه) التى عرفت بكل ماهو معروف و
معرف بالخير والمحبة والتحنان ، أنجبت لكما من الأخوات عددا حفظهم الله ورعاهم ،وأغلقت باب الحوش كما كانت تقول الوالده عليها رحمة الله بآخر العنقود سمى عوض تعويضا للصبر الطويل لمقدمه . وفى معيتهم شببتم جميعا ترعاكم بعد عناية الله والدتكم الثانيه (عرفه) فى توزيع عادل لثروة الأمومه وسلطتها .
وشببت عن الطوق ، وإقترنت بالرجل التقى (عباس) عليه الرحمه تتبادلون العبء لرعاية أمانات الله التى بها رزقكم . وبكل الصبر الجميل تحملتم تفلت بعض فلذات الكبد ، وكان الإبتلاء وأنت ترين رفيق الدرب يستعد للسفر الأبدى يلملم فى أغراض سفره بزاد التقوى والذكر الدائم للرحمن الرحيم . كنت نعم المودع فى محطة السفر الأخيره له ، وطويت أحزانك مع (برش) الوداع ، كفكفت الدموع التى آثرت أن تأخذ بعضا من نور البصر وكان هذا من ملامح أزقة الصبر الطويل ، وإزداد العبء مع الأمانات ،وإزداد الإبتلاء ، عندما آثر السمع أن يحجب عنك صخب الحياة ، والسكرى ابا إلا أن ينال شرف الإبتلاء ، وأنت الصبر يمشى على قدمين حتى عجزت الأقدام عن حمله ، وكان البتر آخر الإبتلاءآت تحملتى كل ذلك بجلد يعجز عنه الرجال ، لم تتذمرى ، أو تشكى ضعفك وهوان الدنيا بك إلا بمزيد من الصبر ومناجات الرب إن كان هذا يرضيك فأنا به فرحه .
خالتى عواضه وأنت فى كنف الرحمن ، أستغفره وأتوب اليه ولكن حقيقة أقول أن هناك تزوير حدث فى تاريخ وفاة (آسيا) أمى التى سجل بتاريخ الأول من أبريل عام 2008 وكنت دائما أقول إنها أول كذبة أبريل يصدقها الناس ، ولم يع الناس قولى ، والحقيقة أنها توفيت يوم الأحد 2010/10/3 عندما صدع ملك الموت أن (ياأيتها النفس المطمئنه إرجعى الى ربك راضية مرضيه وأدخلى فى عبادى وأدخلى جنتى ) لحظتها أقررت بأن ولد آسيا فقد أمه ، لأنه كان فيك كل ملمحها وصبرها وبرها وحبها للجميع المنثال من حب الله لكما .
خالتى طبت مرقدا وأمنت مدخلا عند مليك مقتدر ، ومن ضمن الأمانت التى حملتها فى الدنيا أزيدك رهقا وأنت تعلمين دلالى عليكما ، أن تقرئيها السلام منى ، وأن تطمئن أن عملها لم ينقطع لأن إبن (يدعى) الصلاح يدعو لها فى كل صلاة ، وأعاهدك أن تقترنى معها فى دعائى ، اللهم سبحانك لقد أتتك (عواضه) ببصر جف وبصيرة ثره ، بسمع قفل مساربه إلا من وجيب قلب وضجيج لسان لا يفتآن من ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . وبأقدام آثرت أن تنزوى بعيدا لتحملها رحمة الرحمن لمثواها الأخير فى حفظك ورعايتك . اللهم أتتك بحالة ضعفها البشرى لتعوض صبرها الجميل والذى مننته عليها برحمتك ، تعوضها لها شبابا نضرا تمرح به فى جناتك العلا مع من إصطفيتهم من أحبتك ، وأن تبلغها يوم ملكك الأعظم ، وهى آمنة فى قبرها الذى نسألك أن يكون طاقة من طاقاة جنتك . هى وأمى ووالدتيهما ووالدهم وجميع أحبتنا . اللهم أرزقنا صبرا على فراقهم المر ، وألحقنا بهم وأنت راضى عنا غافرا لنا ،ولا نقول إلا ما يرضيك ألا وهو إنا لله وإنا إليه راجعون وصلى وسلم على نبيك الكريم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .