اقتراح مصر للكونفيدرالية لا قيمة له.. ووزير خارجيتها يقرأ كتب القرن الـ 19 انفصال الجنوب سيمزق البلاد ويفقدها ثرواتها ويقود للمجاعة والثورات نفط السودان لـ "الجنوب".. وليس للحكومة إلا أجرة نقله إلى الخارج
نقلا عن الشرق القطرية:
حذر د. حسن عبد الله الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي في السودان من أنه إذا استمر الصراع في غرب السودان فإن إقليم دارفور سينفصل وسيلحقه الإقليم الشرقي وحتى المحس في الشمال سيطالبون بدولة الكوش مؤكداً أن هذا إذا حدث فإن السودان سيتمزق كما تمزقت يوغسلافيا. وقال رئيس حزب المؤتمر الشعبي في حديث خاص للشرق: إن حركة التحرير والعدالة التي يرأسها د. التيجاني السيسي والتي تتفاوض مع الحكومة ليست ذات قاعدة عسكرية ولا تملك جيشا له وجود على الأرض ورئيس الحركة دبلوماسي في الأمم المتحدة يريد أن يعمل إنجازا يحسب له وقال د. الترابي: إنه إذا انفصل الجنوب وضاع البترول ستفرض حكومة الإنقاذ الضرائب وسيجوع السودانيون وإذا جاعوا مع تمزق السودان سيقومون على الحاكم ويموتون في الشوارع.. وأكد أنه إذا قامت ثورة هذه المرة فلن تكون مثل أكتوبر أو الانتفاضة وقال في هذه الأثناء: (يا أخوانا أنا أنذركم لله). وأضاف في حديثه للشرق: إذا حدثت بلبلة في الحكم في الخرطوم فإن دارفور ستنفصل إلى (دارفورات) والجنوب سيأخذ موقف الانفصال والشرق مثله.. وأكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي أن هناك جيشا جاهزا من أبناء النوبة وقال: (والله الآن في كردفان فيه جيش نوبة كامل قالوا لهم اذهبوا للقتال في دارفور قالوا لا نقاتل في دارفور بل نحن نحرس بلدنا وهذا الجيش معه جيش ثان مزود بمئات السيارات العسكرية). ومضى د. الترابي إلى القول: (نحن الآن خجلانين وغير قادرين على قول كمية القوة المسلحة في السودان.. وإذا قامت حرب فإنه حتى وضع الصومال لن نحصل عليه.. لا تظنوا أني غضبان لأنني سجنت، أنا ابن السودان وليس ابن حكومات ولا أحب الحكومات.. وعندما شاركت مع نميري في السلطة في زمان مضى أجبرني هو و(جابني) بالغصب.. أنا لا أحب الوظائف الرسمية وأريد أن أقرأ وأكتب وأسافر وأطوف العالم.. وحتى عندما نسجن نقرأ ونقرأ وعندما نخرج من السجن نتكلم ونتكلم ونكتب ونكتب..). وكان رئيس حزب المؤتمر زار خلال الأيام الماضية ألمانيا وفرنسا وبشأن زيارة هذين البلدين قال: (زرت ألمانيا وفرنسا لنفهم كيف يفكرون في الشأن السوداني ولاحظت أن اهتمام أوروبا بالشأن السوداني ضعيف لكن انتبه مسؤولوها إلى قضية دارفور عبر شعوبهم وإعلامهم الذي نشر صورا للمأساة هناك الأمر الذي حتم على أي وزير خارجية أن يزور دارفور مضغوطا من الشعب. الجنسية من حق الجنوبيين وقال د. الترابي - وفي خطوة مبكرة استباقية للاستفتاء قبل عام: إنه زار الجنوب كحزب مؤتمر شعبي قومي له قواعد في الجنوب حيث التقى كبار الشخصيات السياسية وزار كنائس وتحاور مع ساسة جنوبيين حوارا طويلا غير رسمي تعرف خلاله على المجتمع في الجنوب.. وقال في هذه الأثناء: (تبين لنا أن المد العام يتجه نحو الاستقلال والانفصال وبدأ المد يتصاعد ولا يمكن صده إلى الوراء وقد احتد هذا المد.. وهمنا ألا تتوتر الحدود الطويلة التي تربط بين الشمال والجنوب وربما لن تتوتر). والمعروف أنه من بين المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب التي ربما تعرقل قيام الاستفتاء في وقته هو تحديد الجنسية.. وقال: إننا عندما كنا في الحكم حددنا مدة الإقامة بعشر سنوات بعدها يتم منح الجنسية كما أن إقامة سنة واحدة وبقرار استثنائي من رئيس الجمهورية يمكن الحصول على الجنسية.. وقال: إن أي جنوبي موجود في الشمال من حقه أن يأخذ الجنسية وإذا أراد جواز سفر أيضاً يمكن الحصول عليه لأن هذا وطنه.. وكان من المفروض ألا تكون مسألة الجنسية مشكلة بين الشمال والجنوب لأن القانون يسمح بذلك حتى في حالة قيام أي دولة جديدة. رؤية لمشكلة الحدود وفي حديثه للشرق طرح د. الترابي رؤية ستساهم في حل مشكلة الحدود بين الشمال والجنوب في حالة الانفصال وقال: قلنا لهم في مسألة الحدود بأن يكون هناك عدد من الكيلو مترات مفتوحة وتكون الإقامة فيها مشتركة وأي ثروة طبيعية فيها يتم اقتسامها من حيث التكاليف والأرباح على أن تكون المنطقة الحدودية محايدة تربط الطرفين. وقال: إن مشكلة منطقة أبيي كان من المفروض أن تحل منذ وقت مبكر.. وعلى علاقة بالموضوع استهجن د. الترابي التصريحات التي كان أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير الذي قال للمسيرية: (هذه أرضكم نحن معكم ونقاتل معكم) والمسألة صدر فيها قرار من محكمة دولية.. وقال الترابي إن مثل هذه القضايا لا ينبغي أن يتحدث فيها الرئيس بهذا الشكل وكان من الممكن أن يسند الحديث فيها إلى جهات أخرى لم يسمها الترابي. وزير الإعلام غير جاد وذكر رئيس حزب المؤتمر الشعبي أن مسؤولين غربيين تحدثوا معه حول التصريح الذي كان أدلى به وزير الإعلام السوداني عندما قال إن الجنوبيين الذين سيصوتون لصالح الانفصال سيصبحون مواطنين من دولة أجنبية وليس من حقهم أن يأخذوا ولو حقنة للعلاج.. وقال الترابي: (قلت للغربيين إننا في السودان ليس لدينا وزير إعلام وهذه مجرد وظيفة لأنه لا ينطق باسم وزارة مالية أو خارجية أو أي وزارة أخرى.. هذا الوزير يراقب الصحافة ويسجن العاملين فيها ويطلق سراحهم.. والإذاعة والتلفزيون يتبعان رئاسة الجمهورية وجهاز الأمن.. ولا تأخذوا كلامه مأخذ الجد وكلامه هذا غير مقبول لنا.. وفي الوقت ذاته أعرب الترابي عن ارتياحه لحديث النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميار ديت الذي كان قال فيه إنه في حالة الانفصال سيدافع عن حقوق أي شمالي في الجنوب. وعلق د. الترابي على حديث الناطق الرسمي للحركة الشعبية لجنوب السودان ياسر عرمان عندما قال إنه في حالة الانفصال يطالب الشمال بمشروع وطني مجمع عليه لحل مشكلة أزمة الحكم مع إجراء ترتيبات دستورية جديدة.. إن الحركة كانت مستفيدة من ياسر عرمان ليكون الناطق الرسمي في الدول العربية..وحسب الدستور الذي وضعه الجنوبيون لأنفسهم يجب أن يخرج النواب الجنوبيون من المجلس التشريعي لأنهم يمثلون قبائل في الجنوب ويتجهون إلى الجنوب وباقي المجلس يكون كما هو. لن نتحمل مسؤولية الانفصال وسألت الشرق إن كان هناك توجه لقيام مصالحة بينه وبين حكومة الإنقاذ أو أن هناك اتصالات بهذا الشأن قال: إننا في القضايا القومية نحضر ونشارك كما حدث بالنسبة لمشكلة دارفور.. لكن عندما دعتنا الإنقاذ وقالت تعالوا نعمل سويا للوحدة قلنا لهم: غير معقول أن توقعوا اتفاقية مع الجنوب ولم تدعونا وعندما حصلت خصومات بينكم وانتهت العلاقات أيضاً لم تدعونا.. وعلى الأقل كان الجنوبيون يكلموننا.. والآن (خايفين) يحصل الانفصال وتريدوننا نجيء ونتورط معكم.).. إلا أن د. الترابي أشار إلى أن المشكلة بدأت منذ زمن بعيد لكن آخر مسؤولين حدثت في زمنهم هم الذين سينسب إليهم الانفصال. وأضاف أن هناك تفاهمات بين الإنقاذ والجنوبيين كان من المفروض أن يحاولوا إدراكها لكنهم زادوا الطين بلة.. وعليه نحن حزب قومي لا نريد أن نتحمل مسؤولية الانفصال. حروب جنوبية – جنوبية متوقعة ونفى أن يكون تجمع أحزاب جوبا كان خدعة من الجنوبيين.. وقال في هذا الصدد: يمكن أن يكونوا استفادوا منا في مرحلة معينة.. لكن بالنسبة لنا كان هذا أول تجمع شعبي مع القوى السياسية الجنوبية وكان فيما مضى من اللقاءات الرسمية فقط لا يذهب إلا رئيس الجمهورية أو قائد الجيش أو وزير من الوزراء لكن القوى السياسية لم يكن لها اتصال بالجنوب.. وقال د. الترابي إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم نفسه لم تتحقق الوحدة في داخله لكون أنه لا يضم أي مواطن جنوبي فكيف يدعو إلى الوحدة وتجنب انفصال جنوب السودان؟ ورجح رئيس حزب المؤتمر الشعبي أنه إذا انفصل الجنوب يمكن أن تحدث حروب جنوبية - جنوبية وقال إن الجنوبيين أنفسهم يرون ذلك وقال إنني ضربت لهم أمثلة حتى لا يظنوا أني أقصدهم فقلت لهم: هل رأيتم الأفغان فقد كانوا يقاتلون الروس وعندما خرج الروس لم يكن لديهم برامج غير أن يقاتلوا أنفسهم وقلت لهم - والحديث للدكتور الترابي - أنا أخاف عليكم من الحروب القبلية وتكلم معي الجنوبيون بصراحة في هذا الشأن. اقتراح أبو الغيط لا قيمة له وكان وزير الخارجية المصري السيد أحمد أبو الغيط اقترح تطبيق الكونفيدرالية لحل مشكلة جنوب السودان وتجنب الانقسام وتعليقا على هذا الاقتراح قال الدكتور الترابي: إن هذا الاقتراح لا قيمة له لأنه لا توجد في العالم اليوم علاقات بين دول تسمى بالكونفيدرالية.. هل يقرأ وزير الخارجية المصري كتب القرن التاسع عشر؟. والكونفيدرالية اليوم تستعمل للنقابات في فرنسا.. وعليه فإن الجنوب إذا انفصل من حقه أن يكون له جيشه وله جوازاته وله مقعد في الأمم المتحدة.. والعلاقة بين الدولتين قد تكون حربا أو سوقا مشتركة أو الدخول من دون فيزا كما هو الحال بين السودان ومصر فهل بين السودان ومصر كونفيدرالية؟ وقال إن الخيار حدده الدستور السوداني إما الوحدة أو الانفصال ولا يوجد خيار ثالث. وبشأن ما إذا كان يتوقع حربا بين الشمال والجنوب في حال الانفصال قال رئيس حزب المؤتمر الشعبي: هناك قوة دولية تحرس الجنوب وثانيا الجيش الجنوبي أصبح جيشا نظاميا مسلحا له طائراته ودباباته الأمر الذي يجعل من العسير على الجيش الشمالي أن يقاتل العالم ويقاتل الجنوب.. وما اضطررنا إلى الجلوس معا إلا لأن البنادق تساوت ولابد أن يعترفوا بذلك ولو سحقوهم ما كان هناك مشكلة جنوب. معاملة غير كريمة للجيش وقال د. الترابي: إن الجيش في شمال السودان تمت معاملته معاملة غير كريمة في اتفاقية الجنوب لأنه لم تتم استشارته وأن القوة المشتركة بين الجيشين مصطلح فقط.. كتيبة هنا وأخرى هناك.. ويقال هذا جيش مشترك. وفيما إذا كان الترابي يتوقع أن يتدخل الجيش في الوضع السوداني الجاري الآن قال: لا يوجد أحد يحب أن يستعمل الجيش، أنتم لا تتذكرون الغزو الذي جاء من دارفور فقد قامت الحكومة قبل الغزو بأربعة أيام بجمع السفراء وقالت لهم ستأتي إلينا غزوة من تشاد.. وعندما جاء الغزو هل قابلتهم دبابة؟ وهل تدرون كم دبابة في سلاح المدرعات..هناك أشخاص في السلطة يخافون من خروج الجيش والدبابات. وتساءل الدكتور الترابي: أليس من الغريب أن يأتي غزو إلى العاصمة ولا يجد أي دبابة في انتظاره؟ فهذه الدبابات لو استخدمت لكسرت كل سيارات الغزاة.. ومن وراء الدبابات المدفعية.. ولو تم هذا ما كان سيدخل واحد منهم أم درمان. وفي رده على سؤال عن كيفية معالجة مسألة الخلاف حول نفط الجنوب قال: ليست هناك معالجة والبترول في ولاية الوحدة جنوبي وليس للحكومة إلا أجرة النقل.. قلنا للدكتور الترابي إن حكومة الإنقاذ هي التي استخرجته وليس الجنوبيون.. فرد بقوله: الإنجليز عندما استعمروا السودان عملوا السكة الحديد فهل عندما رجعوا إلى بلادهم أخذوها معهم؟ وحذر الترابي من أنه إذا أساء الشمال معاملة الجنوب عقب الانفصال فيما يتعلق بالبترول فقد تأتي شركة وتبني خطا إلى ميناء ممبسا في كينيا وإذا فقد الشمال البترول سيفقد ثلثي الدخل وستضطر الدولة إلى تغطية الفجوة عن طريق فرض ضرائب حادة وعندما تفرض ضرائب على السيارات – مثلا - معناها ضرائب على وسائل المواصلات.. وقد قامت الحكومة بزيادة الجمارك حتى الخبز فقد زادت سعره.. قلنا له إن الحكومة قالت إنها ستعوض فقد البترول باستخراج الذهب والزراعة فقال الترابي: (أي ذهب.. هذا الذهب الذي يتكلمون عنه يستخرجه الأهالي في شمال كردفان والأبيض وفي القضارف وغيرها وهو شغل شعبي.. الذهب الرسمي الذي كانت تستخرجه الشركات الفرنسية غير موجود.. والزراعة كلها انهارت أنتم لا تعرفون أن مشروع الجزيرة قد انهار ولا تعرفون أن الزراعة في القضارف هي الأخرى قد انهارت وحدث ذات الشيء في مشاريع النيل الأبيض ومشاريع النيل الأزرق وأي مشروع زراعي دخلته الحكومة بأرجلها قد انهار. لا صفقة مع الجنوبيين سألته الشرق إن كان يتوقع قيام صفقة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية.. قال د. الترابي: إن حدوث هذا صعب لأن الحكومة لم تحسب حسابا للجنوب ولم تخطط له والمشكلة فجأة ظهرت ويقولون الحل بعد ترسيم الحدود وترسيم الحدود لم يتم لأن وجود أبيي مشكلة.. وحفرة النحاس مشكلة أخرى لأن هذه المنطقة الأخيرة المفروض أن تذهب إلى الجنوب. قلنا له إن البعض يقول إن الترابي يجب أن يترك السياسة ويصبح مرشدا أو مرجعا فكريا فقال: في نفوسهم أن يقولوا إن الله لا يتدخل معنا في السياسة لكن أنا ما دمت أؤمن بأن الحياة كلها لله لن أتركها إلى أن أموت أو يتوفى الله عقلي لكن قد لا أحتل منصبا ما كنت أريد حتى أن أكون رئيس مجلس وما كنت أريد أن أكون رئيس جمهورية خاصة ونحن عملنا الانقلاب العسكري وكان ممكنا.. لكن أنا ما أحب المناصب الرسمية لأنها تشغلك بشؤون إدارية وحجر أساس واستقبالات ووداعات فلماذا أضيع وقتي، أريد أن أقرأ وأكتب وأسافر. الإنقاذ أخافت مصر من الانفصال وقال رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض: إن الإنقاذ أخافت مصر من قضية الانفصال ولذلك قامت مصر بإرسال الخطوط المصرية مباشرة إلى الجنوب وقامت بتوجيه عرب سات ليصل إلى الجنوب ودول إفريقية أخرى وعملت الجامعة وقدمت 200 مليون دولار منحة وليست قرضا لحكومة الجنوب.. ولكن الترابي قال إن مصر لن تتضرر وضررها يتوقف على موقف الشمال.. فإذا استفز الشمال الجنوب فإن دولة الجنوب ستنحاز إلى دول منبع النيل وحينها سيبدأ الحديث حول إعادة قسمة الماء وإذا تم ذلك فإن مصر ستتعب جدا. هكذا فعلها العسكريون من ناحية أخرى كان رئيس حزب المؤتمر الشعبي يتحدث أثناء حفل غداء في الدوحة ضم عددا من المدعويين من المواطنين والمقيمين متناولا تجربة الحركة الإسلامية في السلطة مشيراً إلى أن الحركة تمكنت من السلطة في السودان بغير تجربة حتى تتعظ منها.. وقال إنه عندما قامت ثورة الإنقاذ في يونيو 1989 كانت هناك خطة موضوعة لستة شهور حتى لا تكتشف الثورة وتحاصر اقتصاديا لكن في الوقت ذاته كانت هناك خطة طويلة المدى أقسم عليها العسكريون الذين قاموا بالانقلاب. وقال الترابي إننا قلنا لهم- العسكريين - هذا ليس حكم الجبهة الإسلامية وليس حكم العسكر ولاحقا سنبسطه لكل الناس ولكل الأحزاب وحددنا كيف تقوم انتخابات صادقة أحسن من الانتخابات البريطانية وأن نقيم مثل ما أقام الصحابة رضوان الله عليهم لجنة انتخابية (لا تحابي عليا ولا تحابي عثمان الغني) ورتبنا حرية الصحافة أولا ثم الأحزاب والانتخابات وحددنا متى يتم تطبيق اللامركزية وكيف نعامل غير المسلمين وكيف نعامل الجيران وكيف نرتبط مع تشاد وإثيوبيا ومع أوغندا وكينيا بسوق مشتركة.. ولكن العرب الذين يجاوروننا من الشمال (يجن جنونهم) إذا قامت في السودان دولة إسلامية والدول الغربية من ورائهم. وأقسم د. الترابي (والله) خططنا كل شيء بعد الانقلاب لكن العسكر لا يعرفون شيئا يسمى التخطيط ولا العهود ولا المكتوبات وكل شيء كان مكتوبا.. لكن كان الأشخاص من الإسلاميين غير العسكريين في حالة اضطراب.. (فالقلب مع علي والسيف مع معاوية). وقال: إن الحركة الإسلامية كانت وضعت خطة للدولة منذ السبعينيات وقال: إننا زرنا الصين ووقفنا على تجاربهم فجاءونا وهم شيوعيون ونحن حزب إسلامي.. لذلك فإن الصين اليوم أكبر متعاون مع السودان سلاحا وتجارة وزرنا مصر والسعودية وأوغندا عقب قيام الثورة وكانوا يظنون أننا نريد أموالا ولكننا نخطط إلى الأمام. وأكد د. الترابي أنه ضد وأد الحرية والتعذيب.. وقال في هذا المنحى: (هذه نقولها علنا في محاضراتنا ولا نقولها اليوم حتى لا يقولوا بعدما فعلوها جاءوا يبكون عليها). وأكد أن الجنوب سينفصل إلا أن الإسلام لن يضار بل سينتشر في المناطق المختلفة وأضاف: الدين الإسلامي سيمتد وستكون هناك رجعة (بعد الطلاق) بين الشمال والجنوب. ونحن في الجنوب لم نبدأ القتال بل بدأنا بالدعوة.. وكنا نقول إن المجاهدين غير العسكريين النظاميين.. فالعسكري النظامي يقتل العدو والمجاهد يكسب العدو ونريد أن نكسب القوة التي تقف وراء العدو.. ولذلك تجد اليوم أكثر الناس المحبوبين في الجنوب هم الذين كانوا مجاهدين. وتحدث الدكتور عن قصة اكتشاف البترول في السودان أثناء حكم الإنقاذ وقال: إننا ذهبنا إلى الصين بشأن التعاون لكن حكومات عربية ذهبت بعدنا وقالت للصينيين إن هؤلاء إرهابيون، في محاولة لمنعهم من التعاون معنا.. ثم ذهبنا إلى ماليزيا وقابلنا وزير المالية السابق أنور إبراهيم وكان نائب رئيس الجمهورية فأمر الشركات الماليزية بالدخول في السودان وحاولت الشركات أن تتملص من المشاركة في السودان لكن قال لهم: اذهبوا إلى السودان وقدموا إليهم 200 أو 300 مليون دولار كقرض على ما ستكسبونه لاحقا وتم ما تم.