لن ننخرط مع المؤتمر الوطني، "ومن جرّب المُجرّب حاقت به الندامة" الوطن فوق الجميع ومطالبين بجمع الشمل الحزبي لأن المُركب على وشك الغرق المؤتمر الوطني يعيش حالة "هستيرية"، وفي النهاية "سيَعضْ" نفسه ويموت
في خطوة مُفاجئة أعلن زعيم حزب الأمة "الإصلاح والتجديد" مبارك الفاضل حل حزبه والاندماج مع حزب الأمة القومي واعتبرها في تعميم صحافي صادر أمس استلهاماً للقيم الأنصارية والإرث التاريخي، ووفاءً للآباء والأجداد، موضحا أن الحديث التاريخي ثمرة مجاهدات لشيوخ وشباب الأنصار وحزب الأمة الذين لم يبخلوا بجهدهم وآرائهم وأفكارهم في سبيل لم الشمل وجمع الصف... "الأحداث" جلست إلى السيد مبارك الفاضل في أعقاب نهاية مؤتمره الصحافي وحاولت كشف الأسرار للوحدة الاندماجية المفاجئة بينه وابن عمه الإمام الصادق المهدي، الفاضل قال عبر هذا الحوار إن وحدة حزب الأمة هدف استراتيجي، وأنهم مطالبين بجمع الشمل الحزبي، باعتبار أن الوطن فوق الجميع، بالتالي فإن وحدة القوى السياسية فوق الذات. حاوره:بهرام عبد المنعم لماذا وحدة حزب الأمة في الوقت الراهن؟ نعم، أوضحنا في مؤتمر صحفي الأسباب، أصلاً نحن اعتبرنا في المؤتمر السادس السنة الماضية في مايو 2009م أن وحدة حزب الأمة هدف استراتيجي، هذا قرار المؤتمر وأتبعنا ذلك بنقاشات وحوارات ذهبنا عبرها إلى وحدة سياسية، ومفاوضات على وحدة تنظيمية وغيرها، لكن الآن مع قرب الاستحقاق لاستفتاء تقرير المصير في الجنوب ومؤشرات لانفصال غير سلس، انفصال فيه مواجهة لا شك مع استمرار الحرب في دارفور، ورفض الحكومة للحوار والتوجه نحو الحلول العسكرية، وتردي الوضع الاقتصادي بصورة مريعة، ومن المتوقع أن يتردى أكثر مع انفصال الجنوب وفقدان البلاد لـ(40%) من دخلها ودخول النظام في مزيد من المواجهات مع أبناء الوطن، رأينا في ظل هذه المُعطيات التأني في الحديث عن أطر تنظيمية ودعوة مؤتمرات، هذه تعتبر درجة من الرفاهية في رأينا، نحن لا نملك انتظارها، لأن البلاد تحترق وحزب الأمة هو أكبر الأحزاب السياسية، ويؤيده أكبر كيان ديني وهو كيان الأنصار، وحزب الأمة يشكل صمام أمان وتوازن في البلد، غياب فعاليته بسبب انقسامه يؤدي إلى تكريس الوضع الحالي، ويزيد المخاطر الموجودة، لذلك رأينا ضرورة اتخاذ هذا القرار، نحن حركة إصلاحية ثورية بالتالي نستطيع أن نتخذ قرارات حاسمة وثورية لمواجهة الموقف، فنحن قلنا إن العقدة الراهنة إذا استغرقنا وقتاً في حلها نقطعها، فقطعناها، وأن ننضم إلى إخواننا مباشرة، ونغير كيمياء السياسة السودانية، لندعو الآخرين لترتيب الأوضاع لمواجهة الوضع الاستثنائي، لأن الحزب السياسي هو آداء لدعوة لبرنامج وللتداول السلمي للسلطة والتنافس وغيره، الآن ليس لدينا تداول سلمي للسلطة، وليس لدينا حريات تسمح بأننا حتى داخل دورنا نُضرب، والبلد في حالة احتراب، بالتالي، مطالبين بجمع الشمل الحزبي، والوطن فوق الجميع، بالتالي وحدة القوى السياسية فوق الذات، بالتالي لا بد لنا من مواجهة هذا الموقف بقرار استثنائي، فتفاهمنا مع إخواننا في قيادة حزب الأمة القومي مع السيد الصادق المهدي لأننا نحن مقدمين على هذه الخطوة وهو رحبّ، نمضي إن شاء الله في ترتيبات نواجه بها الموقف ونوحد بها الصف الوطني كله. ألا تعتقد أن الخطوة جاءت متأخرة بعد أن وقع "الفأس في الرأس"؟ في العمل السياسي لا يوجد شئ متأخر، الخواجات يقولون "أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي" أنا أعتقد أنه ما زالت هناك فرصة، الشعب السوداني شعب مبدع له قدرات هائلة في مواجهة الملمات، الأرضية والعلاقات الشعبية ما بين السودانيين في الشمال والجنوب قوية، يمكن الآن القول أن مؤشر الفراق الحالي هيج المشاعر أكثر، لأن أخوك عندما يكون جالساً معك لن تشعر بأثره، لكن عندما يسافر تشعر بالفرق، فنحن نعتقد بوجود أرضية والقوى السياسية تصرفت بصورة عاقلة، ورفضت الاستقطاب الشمالي الجنوبي، رفضت الاستقطاب على أساس ديني، ورفضت الاستقطاب على أساس عرقي، ودافعت عن حق الجنوب في تقرير المصير، ودافعت عن السلام، بالتالي هي بسطت أرضية حسن نوايا كبيرة جداً، هذه الأرضية هي تحول الآن بيننا والكارثة، بالتالي الأرضية هذه تحتاج إلى تفعيل وأدوات تفعيل، كيان الأنصار بحزب الأمة كيان كبير، محتاج أيضاً إلى تفعيل، الخلاف أقعده، نحن الآن نحتاج لإزالة هذا الخلاف ونستنفر هذه القاعدة العريضة مع بقية القوى السياسية للوصول إلى حلول. وحدتكم جاءت في الساعة الخامسة والعشرين مع انفصال الجنوب ما هو تعليقكم؟ أعتقد أن الجنوب إذا انفصل يمكن أن يتوحد من جديد إذا توفرت شروط الوحدة، كنت في الأيام الماضية بمكتب النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت في جوبا، وقبل أن أقابله كان اصطاف مكتبه يتجاذب معي أطراف الحديث فأكد لي هؤلاء الأشخاص بأن السودان سيعود إلى الوحدة من جديد، هذه هي الروح الموجودة في الجنوب، نحن مطالبين كحركة سياسية توفير الظروف الموضوعية، الدولة المدنية، الديموقراطية، إعادة هيكلة الكيان السوداني، بما يعالج أخطاء الماضي، حل قضية تكريس الدين، تكريس الهوية، وقضية اللا مركزية، والتوزيع العادل للثروة، كلها قضايا تحتاج إلى المواجهة، فإذا واجهناها وأنشأنا أرضية حقيقية لإعادة بناء الكيان السوداني، ليست لدى أي شكوك في وحدة السودان، لكن كيف لنا أن ننزع فتيل الشر القائم الآن الذي جاءت به الحركة الإسلامية ومصرة عليه هذا الإصرار الغريب. هل اندمج السيد مبارك الفاضل بشروط مع ابن عمه السيد الصادق المهدي؟ نحن في الوقت الراهن رفعنا الكتب كلها، واخترنا عدم الحديث عن مناصب أو مواقع أو غيرها، لأننا الآن داخل مركب، وهذه المركب في طريقها إلى الغرق، يعني لو أنا جلست في الشمال أو اليمين، أو في الأمام أو الخلف سأغرق لا محالة، المهم الآن انتشال هذه المركب والذهاب بها إلى الشاطئ، بالوقت كلنا في مركب واحدة وفي طريقها إلى الغرق. كثر يقولون إن السيد مبارك الفاضل لن يُقدم شيئاً دون ثمن ما هو ثمن اندماجكم مع حزب الأمة القومي؟ نحن حركة ثورية إصلاحية، نحن بالنسبة إلينا الوطن قبل الذات، قبل الأحزاب، نحن الآن لدينا مسؤولية تاريخية، ولدينا تراث نستلهمه في الصدر الأول في المهدية كان الخليفة عبد الله على خلاف مع الخليفة شريف والأشراف، وكانوا معتقلين، عندما دخل الغزو في كرري أطلق سراحهم وقاتلوا معه واستشهدوا، لم يقولوا له أن شخصك اعتقلنا ونحن على خلاف معك، نحن نحيد أنفسنا وننضم إلى الطرف الثاني، الواجب الوطني يفرض عليهم القتال، خرجوا من السجن وقاتلوا واستشهدوا في سبيل الوطن، نحن الآن كلنا في وضع مصيري نختلف على ماذا؟ ليس هناك ما نختلف عليه، الوطن يحترق، علينا إيقاف هذا الحريق ليكون لدينا وطن نتنافس عليه، ومواقع نتفاس عليها، إذا كنا لا نملك فرساً، فلماذا نتنارع على السرج؟ هل خطوة الدمج استراتيجية أم تاكتيكية؟ استراتيجية لأن قرارنا في المؤتمر السادس أن تكون وحدة حزب الأمة هدف استراتيجي، وجهت الأجهزة وفوضت للعمل لتحقيقها، الاندماج لم يكن وليد اللحظة، الوضع هذا تحسسناه منذ ثلاثة إلى أربعة سنوات، بعد ما جربنا الحكم مع الإنقاذ ورأينا عدم صدقها في عملية التحول الديموقراطي، رأينا أن الحل يكمن في توحيد الموقف السياسي، وأن القضية التنظيمية مقدور عليها، بالتالي يجب أن نواجه الموقف مع بعضنا البعض، لذلك استجبنا لكل المبادرات قبل أربعة سنوات، حتى ونحن في السلطة، منذ سنة 2003م بدأنا هذا المشروع، لكن الآن مع تطور الأحداث قدرنا أن الانتخابات ستجري بصورة صحيحة يحدث تحول ديموقراطي حقيقي، نستطيع أن ندرك الجنوب بعد الانتخابات بمشروع وطني يؤمن الوحدة، لكن الأحداث تسارعت والمؤتمر الوطني كل الاتفاقية، بالتالي أدخلنا الآن في كارثة انفصال الجنوب، وفي استمرار الحرب في دارفور، وما سيحدث من مواجهات، الآن القوات تطوق كل الحدود مع الجنوب، وقبل يومين مُنعت المواد التموينية من الجنوب، نحن في حالة حرب، الآن الانقاذ في حالة حرب غير معلنة مع الجنوب في وقت لا يوجد خوف من الجنوب ليتغول على الشمال، بالعكس الجنوب يريد حماية نفسه، ويذهب إلى حال سبيله، ولا يريد التمدد شمالاً. لكن حكومة الجنوب لم تعلن عن حالة منع الشمال لدخول المواد التموينية إلى الجنوب؟ نعم حكومة الجنوب لم تعلن عنها، لكن معلوماتنا التي وردت إلينا من التجار والمواطنين أنهم منعوا في الأسواق كالأبيض وغيرها، ونبهوا من الأجهزة بعدم بيع أي ذرة أو مواد غذائية إلى الجنوب. هل الأجهزة التي تتحدث عنها منعت التجار مباشرة من تصدير المواد الغذائية إلى الجنوب؟ نعم المنع حقيقي، وتم تنبيه التجار في أسواق المحاصيل المتاخمة للجنوب. هل تتفق رؤيتك مع رؤية السيد الصادق المهدي فيما يتعلق بالوضع القائم، لأن الصادق أشار إلى خيارات أولها الانضمام إلى المواجهين للنظام أو الاستقالة عن العمل السياسي، أو لعب دور "الحجّاز"؟ نحن في الوقت الراهن لا بد لنا من ترتيب أوضاعنا، يوجد اتفاق في الخطوط كلها، أولها أن هذا النظام يجب أن يذهب، لإبرامه اتفاقيات معنا لم ينفذها، نكص عن هذه الاتفاقيات، الآن بعد بذهاب الجنوب وانتهاء اتفاقية السلام الشامل فإن الشرعية سقطت عنه ، نحن قبلنا شرعيته في إطار هذه الاتفاقيات، لكنه نكص عنها، كان مفروض بنهاية الاتفاقية نكون نحن في وضع جديد، بالتالي تعود الأوضاع إلى الوضع القديم أوضاع 1989م نحن رافضين لها، الوضع الانقلابي هذا، والآن أدعى أن نرفضه، لأن الوضع أصبح متفاقم، حرب في دارفور، المواجهة مع الجنوب، انشطار البلاد، الوضع الاقتصادي المتدهور، لذلك نح نرتب بيتنا من الداخل، خياراتنا هي أن ينتقل المؤتمر الوطني من مربع الشمولية إلى مربع وطني نلتقي فيه عبر مؤتمر دستوري، أو يواجه سلمياً بكل السبل، في نهاية المطاف المؤتمر الوطني هو الذي سُيحدد معركته، نحن تركنا السلاح وأتينا، هو الذي سيحدد نوع المعركة، هو الذي سيختارها وليس نحن، نحن قوة سياسية مُسالمة، إذا رأى مواجهتنا بالسلاح، سنواجهه بذات القوة، المؤتمر الوطني هو الذي سيقرر للقوى السياسية ماذا تفعل، إذا ذهب المؤتمر الوطني في اتجاه السلم ستذهب القوى السياسية في اتجاه السلم، إذا انتهج طريق الحوار والسياسة فستذهب في ذات الاتجاه، لكن إذا ذهب في طريق القمع، ستدفع القوى السياسية عن نفسها. كثر يعتقدون أن السيد مبارك الفاضل يلعب "بولوتيكا" وليس سياسة، وأقدم على خطوة الدمج عندما لوّح ابن عمه الصادق المهدي باعتزال العمل السياسي لتصبح رئيساً لحزب الأمة بشكل كامل؟ حديث السيد الصادق المهدي عن الاعتزال هو وضعه بديل، وهو قال:" أنا في هذه السن أرى بأم عيني أن البلد تتمزق، فأنا لن أستطيع أن أبقى محايداً في ظل هذا الوضع، سأدعوا المؤتمر الوطني ليقوم ببعض الترتيبات، وسأمهله إلى يوم السادس والعشرين من يناير، وسأعقد مؤتمر لحزبي، إذا رفض سأقرر إما أن أصادم هذا الوضع، أو اعتزل السياسة" المفهوم في ذلك أن حزبه إذا قال "لا" ولا يريد أن يذهب في طريق المواجهة هو لن يقبل أن يستمر في هذه الوضع وسيعتزل عند ذلك، وليس الاعتزال مُطلقاً. الطموحات السياسية مشروعة لشخصكم، هل لديك طموح لقيادة حزب الأمة بشكل كامل في الوقت الراهن؟ أعتقد أن المطروح الآن الوضع الراهن، إذا لم يوجد وطن، فلن يكون هناك حزب، الأولوية الآن للوطن. لماذا لا تتسامى القوى السياسية وعلى رأسها حزبكم وتلتحم مع المؤتمر الوطني إلى حين انجلاء الأزمات الراهنة؟ المؤتمر الوطني لم يقدم لنا عرض، المؤتمر الوطني يريد تأييده في مواجهة الآخرين. لكن قدّم لكم عرضاً للمشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة؟ الحكومة التي يتحدث عنها المؤتمر الوطني الآن هي لتكريس سياساته، وهو نفس الوضع القائم الآن، استمرارية لنفس السيناريو، نحن جربناها معه في لعام 2002م – 2004م، جربتها الحركة الشعبية إلى الآن، جربها مني أركو مناوي، هي حكومة يسيطر فيها المؤتمر الوطني على مقاليد الأمور وأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية ويأتي الآخرين فيها وظائف، وسيارات ويتخذ القرارات دون علمهم، الآن هو يريد لنا أن نواجه الجنوب ودارفور الآخرين، نحن لن نقبل ذلك، إذا أراد المؤتمر الوطني أن نواجه له مشاكله، علينا الرجوع إلى الأساسيات التي تجاوزها في نيفاشا، على رأسها إعادة هيكلة الدولة، واستعادة الديموقراطية، ولعمل ذلك الآن مع انشطار الجنوب على المؤتمر الوطني أن يعقد مؤتمر دستوري. لماذا لا تنخرطون في حكومة ذات قاعدة عريضة بشروطكم وليس بشروط المؤتمر الوطني. نحن قدمنا له شروطنا، وطالبناه بعقد مؤتمر دستوري تتمخض عنه حكومة انتقالية، ووضع معاهدة مع الجنوب، ووضع حل لدارفور، وتنظيم انتخابت عامة، خاطبناه بذلك، وقلنا له نريد أن نتفق مع في ذلك، هذا كان موضوع اجتماعنا الأسبوع الماضي. هل هذا يعني خوفكم أن تكونوا "تمومة جرتق" من جديد؟ نعتقد أنه من غير المفيد الدخول مع المؤتمر الوطني في حكومة باستمرار نفس السياسات وذات النهج القديم، ونفس الشمولية والسيطرة على الأجهزة، في الدورة الماضية للأمم المتحدة كان وزير الخارجية دينق ألور موجود، لكنه الدكتور غازي صلاح بما أنه مستشار للرئيس لكنه خاطب الجمعية العامة، ولماذا لا يخاطبها وزير الخارجية؟ لأنه لا يمثل السياسة. في الدورة الحالية كان النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير موجود، لكن خاطبها النائب علي عثمان محمد طه، لأن سلفاكير جنوبي وليس من المؤتمر الوطني، نحن لسنا محللاتية للشولية، نحن لن نتحمل مسؤولية احتراق الوطن، من أجل مقاعد في السُلطة، ونحن نقتل أبناء الوطن الآخرين، ونغطي على سرقة المال العام، وتبديد أموال الدولة في القضايا الأمنية والعسكرية وغيرها، وماذا سنفعل في مكتسبات الشعب السوداني من مجانية العلاج والتعليم ودعم الزراعة؟ المثل السوداني يقول "الأرض جربّت الحجر" لماذا لا تجربون الحكومة ذات القاعدة العريضة، عسى ولعلّ أن يكون المؤتمر قد تغير؟ لا يمكنك أن تجرب المجرب، "من جرب المجرب حاقت به الندامة". هل بلغ بالقوى السياسية الضعف كما يقول المؤتمر الوطني؟ هذا تعبير عن حالة "هستيرية" يعيشها المؤتمر الوطني، عبرّ عنها أحد القادة الجنوبيين قال إن المؤتمر الوطني أصبح مثل "الكلب السعران يريد أن يَعضْ كل من حوله، وفي النهاية سيَعضْ نفسه ويموت"، هذا أبلغ مثل، أن أعتقد أن هذه حالة "هستيرية" مثل الشخص الخائف وهو يسير في الظلام فيكلم نفسه ليطمأنها بأنه غير خائف، فهذا هو حال المؤتمر الوطني، هو في الوقت الراهن يسير ويتكلم بصوت عالي ويتوعد ويشتم ويدعي أن الآخرين لا قيمة لهم، وهو حقيقة خائف من المصير المحتوم نتيجة للزلزال الذي سيحدث بانفصال الجنوب، ونتيجة لتداعيات الأوضاع في دارفور، والمحكمة الجنائية الدولية والتدهور المريع للوضع الاقتصادي، الآن نحن نعيش حالة من التضخم، والركود والغلاء، سوف يكون لديها أثر على الشعب السوداني، مع احتمالات المواجهة مع الجنوب هذه كلها أسباب موضوعية تجعل المؤتمر الوطني في حالة "هستيرية" هو يحاول أن يشجع نفسه، وهو ذاهب في هذا الظلام، ويصف القوى السياسية بعدم القيمة. هذا يذكرني بنكتة شخص متخلف بعثوه إلى الدكان ولتبسيط الموضوع لشخصه وضعوا له قرش في يده اليمني ليشتري به زيت، ووضعوا له قرش ونصف في اليد الثانية ليشتري به فول" وعندما ذهب لشراء الاحتياجات ظل يحدث نفسه "قرش ونصف فول، وقرش زيت، وطفق يُكررها مرات ومرات، "فالتقى به شخص فقال له "ازيك يا محمد" فردّ له بالقول "يا أخي لخبطتنا"، فالمؤتمر الوطني هو حقيقة في نفس مقام هذا الشخص، وغداً عندما تواجهه كارثة سيقول للآخرين، لقد بعثرتم أوراقنا، وهو ذاهب يحدث نفسه هؤلاء ليس لديهم قيمة، وليس عندهم أخلاق. هل المعارضة ستقبل مثل هكذا أوضاع؟ اتخذنا هذه الخطوة الجرئية لأننا نشعر بعدم توازن في الساحة السياسية نتيجة لغياب القوى الكبرى عن الفاعلية بالتالي أخذنا هذه الخطوة لنُعالج هذا الخلل الموجود، ونعتقد أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى خطوات لقوى سياسية أخرى، لا شك ستدفع الاتحاديين على التوحد، ستكون لديها آثارها على الساحة السياسية، ستؤدي إلى إشارات إيجابية، الساحة السياسية تعاني من الانقسامات ومن عدم الفاعلية، لكنها في نفس الوقت لديها الموقف الأخلاقي الأعلى، هي في الموقف الصحيح، فيما يتعلق بالجنوب، علاقاتها ممتدة مع الجنوبيين، محافظة على هذه العلاقة الشعبية ما بين الطرفين في البلاد، ومحافظة على العلاقة مع حركات دارفور، ومع كل فصائل المجتمع، وتتعاطف مع الأذى الذي يصيب المواطنين نتيجة للغلاء والفقر عليها، وهي ترفع راية صحيحة ولكن ينقصها تفعيل هذا الغضب الشعبي وتترجمه إلى ضغوط تجبر المؤتمر الوطني إلى تقديم التنازلات، نحن بما أقدمنا نسعى لتفعيل أكبر قوى في الساحة السياسية "حزب الأمة" لكي يستطيع أن يكون القاطرة التي تقود هذا القطار إلى نهاياته.