محمد البرادعى: نوع جديد من الكاريزما!! … بقلم: الفاضل حسن عوض الله

 


 

 


الكاريزما أو قوة الجذب والتأثير كان النموذج العربى لها يتلخص فى طلاقة الخطابة والأداء المسرحى ولكن السيد محمد البرادعى المدير السابق لهيئة الطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل والمرشح الرئاسى القادم فى مصر غير هذه المفاهيم ، فالرجل رغم إفتقاره للخطابة الطلقة الرنانة التى تأسر الجماهير ، ورغم مافى مفرداته من تقطع وأرتباك لفظى إلا أنه قدم نموذجاً جديداً لكاريزما نفتقدها جميعاً ... كاريزما قوامها الصدق ولا شىء سواه . ولعل الراصد لشخصية البرادعى يجد أن الرجل ظل فى كل ما يدعو له ملتزماً وبصرامة فائقة بكل المعايير التى تحكم رؤيته السياسية ... معايير فى طليعتها الالتزام بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وحتى فى حياته الشخصية وسلوكه اليومى ظل منضبطاً ومتوافقاً مع أماله وأفكاره السياسية على عكس ما ألفناه من الساسة التقليديين الذين يعيشون فصاماً فارقاً بين الفكر والممارسة .
لقد صمد الرجل فى بسالة سياسية نادرة وصبر على أبواق الإعلام الشمولى الشرسة والتى راحت تنبش فى حياته منذ مولده فلم تظفر بنقيصة واحدة ... رجل من أبناء الطبقة الوسطى راض نفسه بالصرامة والشدة ومضى يحفر الصخر بأظفاره حتى وصل لتلك المكانة ، لم يداهن أو ينافق كما يفعل أنصاف المتعلمين وأرباع المثقفين فى عالمنا العربى الذين وضعوا فتات كسبهم الاكاديمى تحت أقدام الطغاة من السلاطين والجنرالات وراحوا يقننون لهم البطش ويزينون الفساد والإفساد . قالوا عنه أنه كان مطية للحكومات الغربية إبان التفتيش النووى على العراق وايران وبالتالى راحوا يروجون لعمالته بينما الحقيقة تقول أنه كان عظمة فى حلق الغرب بسبب صرامته وعناده وصدقه ، ولنا أن نتساءل : لماذا هذا اللهاث المحموم لدمغ الرجل بتلك النقيصة بينما الرؤساء الذين يستميتون فى الدفاع عنهم هم فى أدنى درجات الخزى والاستسلام للغرب ، وفى أبشع ممارسات القهر والإزدراء لشعوبهم ؟ إن تقتيل الشعوب وتكميم أفواهها ومصادرة حرياتها يعد أحط أنواع العمالة وأكثرها وزراً .
إننا فى العالم العربى وفى العالم الثالث نحتاج بشدة الى الأفكار التى يستميت محمد البرادعى فى التبشير بها ، فقد سئمنا كاريزمات الحناجر وسئمنا الثوار الكذبة والجنرالات الفاشيين والامراء الفاسدين ويظل الشوق يقتلنا الى نبرة سياسية قوامها الصدق والحرية والعدالة الإجتماعية .   
fadil awadala [fadilview@yahoo.com]
\\\\\\\\\\\\

 

آراء