منحة الذرة لاثيوبيا: مارأي هيئة علماء السودان في (بوبار) حكومة الجوعى؟!! . بقلم جمال علي حسن

قبل يومين وقبل ان اطالع خبر وصول الدفعة الثانية من منحة الذرة المقدمة من السودان لاثيوبيا هاتفتني زوجتى وانا خارج المنزل طالبة مني ان (اجيب بصل بي الفين) اي بجنيهين فقط ..ولااخفي عليكم انزعاجي من المبلغ إذ قلت في نفسي (هسه معقول في بصل بي الفين الزولة دي نعسانة وللا شنو ..؟) وقررت ان اعدل من عندى قيمة الطلب من جنيهين ربما الى خمسة او ستة جنيهات بحيث يكون الامر معقولا .. وحين وصلت الى الدكان كانت هناك امرأة كبيرة في السن امامي سمعتها تطلب من صاحب الدكان ان يعطيها ملعقة صلصة (بي ميتين) مايسمى (قدر ظروفك) ثم بصل بي (خمسمية) ليكون المتبقي من الجنيه (تلتمية) اشترت بها زيت الطعام ..!!
جنيه واحد تريد هذه الأم السودانية ان توفر به (حلة ملاح) خالية من اللحم طبعا لانها لو لجأت الى الحاوي لن تستطيع ان تجعل داخل هذه الحلة رائحة لحم ..ولكنها حفظها الله ورعاها تستطيع ان (تباصر) هذا الجنيه لتصنع طعامها (بالمرقة) ..!!
 وصابرة على كل شئ لكنهم يدفعون من اموالك سيدتي المواطنة و من اموال الغلبانين ياأمي العزيزة فاتورة توتراتهم النفسية وفاتورة (بوبار دبلوماسي) انتهازي حكومي اسمه معونة الشعب الاثيوبي ..
20 الف طن من الذرة تتبرع بها حكومة الجياع والغلبانين والمرضانين والمجانين والمشردين والمسحوقين في السودان تتبرع بها حكومتهم الميمونة دعما للشعب الاثيوبي ..
اين هيئة علماء المسلمين في السودان ...؟!! سيسألكم الله عن صمتكم إذا كنتم تعلمون ان هذا التبرع كان اولى منه ان تقوم الحكومة بالمزيد من الجهود لترحيل السودانيين المنكوبين في ليبيا..وتبعدهم عن مخاطر رئيس فقد عقله وطفق يقتل الجميع ويحرق كل شئ ..
وفي الوقت الذي تتقاطر شاحنات المعونة السودانية للشعب الاثيوبي كانت قنصلية السودان في بنغازي قد فرضت على اي مواطن سوداني دفع مائة وعشرين دينار نظير ترحيله من الاراضي الليبية الى الحدود المصرية كخطوة اولى لعودته للسودان ..
اليس لهيئة علماء السودان راي في هذه المغالطة الغريبة ..تتبرعون لشعب منكوب نعم الشعب  الاثيوبي يعاني ونسال الله له الرعاية والعناية ولكنكم وفي نفس الوقت تفرضون على مواطنكم المنكوب في ليبيا رسوما مالية اي تذكرة ترحيل ..!!!!
ان خبر استلام الحكومة الاثيوبية الدفعة الثانية من منحة رئاسة الجمهورية في السودان والبالغة 10 ألف طن من الذرة ليصل مجموع ما استلمته 15 ألف طن وتبقي لها 5ألف طن من جملة المنحة البالغة 20 ألف ..هذه الخبر مستفز جدا لمشاعر تلك المرأة التي (تباصر) جنيها واحدا لطعام ابنائها ..ومستفز جدا لكل منكوب سوداني عالق في ليبيا ..ومستفز جدا لمشاعر مواطن عادي جدا يعرف ان حكومة البوبار تلك لاتزال تتلقى معونات انسانية من دول العالم المقتدرة والمانحة في مناطق الازمات والنزوح في السودان..!!!
جمال علي حسن [jamalgo2@gmail.com]