مدير شرطة الولاية والدفاع عن (شرف) الأمن !! … بقلم: نادية عثمان مختار
مفاهيم
Nadiaosman2000@hotmail.com
(فتاة الفيديو) اللقب الذي كان حصرياً على الفتاة المجلودة بأيدي شرطية (همجية) لم تراعي حدود الله ، هذا اللقب لم يعد ( حصرياً ) على تلك الفتاة ولا على غيرها الآن طالما أن أدوات التكنولوجيا موجودة لتكشف في كل يوم ( مصيبة) جديدة يرتدي بعض أبطالها ( الكاكي) وبعضهم ( الملكي) والضحية رجل أو امرأة من بلادي !!
ذات السناريو تكرر وسوف يتكرر، شريط مصور ومعروض في اليوتيوب تتناقله المواقع السودانية بكافة مسمياتها ، وقضية ينفتح ملفها على أوسع نطاق من أعضاء هذه المواقع وكذلك من كتاب الرأي في بعض الصحف السيارة ومن ثم تتشعب المسألة ويصل الشريط المصور الى الفضائيات العربية والعالمية !
ونذرف الدموع ونهرق المداد ونكتب وندين ونشجب وووو الخ !!
ثم بعد كل ذلك تأتي الجهة (المتهمة ) شرطية كانت أو أمنية أو أي جهة حكومية وببطء يشبه بطء الرؤساء في الإعلان عن التغييرات والإصلاحات إلى أن تنقلب عليهم شعوبهم وتخلعهم غصباً !!
بذات هذا التباطؤ وبعدما يأخذ الحدث كامل دورة غضب الناس يخرج علينا المسؤول لينفي بكل بساطة وقائع الجريمة ويلغي حدوثها من أساسه ومن ثم يبرر ويسرد وقائع جديدة تُبرئ من أعتبرهم الناس جناة من وأقع شريط حي وفتاة من لحم ودم تقول بكل وضوح إنها أغتصبت !
وماذا بعد الأعتراف الصريح يا سادة آو ليس هو (سيد الأدلة) كما يقول القانون ؟!!
فتاة بكامل عقلها وأهليتها خرجت للعالم لتقول أن جهة أمنية ما إغتصبتها وعضد قولها هذا بعض الأوراق التي خرجت للعلن ومنها أورنيك (8) الذي تم نشره في موقع (سودانيز أون لاين) ليؤكد حدوث فعل الإغتصاب دون أدني شك !
وبعد كل هذا وبعد مضي أيام وأيام جرت فيها مياه ورياح للغضب من تحت جسور الظلم الذي إستشعره كل من رأى الشريط وتفاعل مع الفتاة الضحية المغتصبة بأيدي أمنية حسب قولها هاهو مدير شرطة الولاية الفريق محمد الحافظ عطية يخرج لتوه من صمت (مريب) لينفي أغتصاب الفتاة ( صفية) !!
وما الذي جعل سيادته يصمت كل هذه الفترة حتى أصبحت القضية عالمية ( عديل) ليخرج الآن منافحاً بالقانون عن ( شرف) العسكرية ؛ وتصوير الأمر وكأن فتاة تبلغ من العمر حوالي الخامسة والعشرين إستطاعت أن ( تدنس) وتفتري على ( طهارة وبراءة) أفراد الأمن الثلاثة الذين أدعت الفتاة أغتصابهم لها ؛ وقد جاء على لسان الفريق قوله ((أن صفية حضرت للقسم الشرقي تطلب فتح بلاغ في يوم (أربعاء) وأدعت أنه تم إغتصابها))!!
ثم يواصل سيادته بحسب تصريحات صحفية وبعدما ألمح أن الفتاة المغتصبة جاءت تفتح بلاغها بعد مرور ثلاثة أيام على إغتصابها وذلك في قول سيادته ((وكان يوم الأحد ،أي حضرت بعد ثلاثة أيام من الإغتصاب حسب مزاعمها))!
وأضاف سيادة الفريق بأن ((التقرير الطبي لواقعة صفية أكد عدم وجود أي آثار للإغتصاب خلال الفترة التي ذكرتها))!
وأتهم الفتاة (صراحة) بأنها حاولت إستغلال بعض المواقع لتشويه صورة الأجهزة الأمنية))!!
وهنا أرفع حاجب الدهشة عالياً وأتساءل ماهو (الثأر) الذي بين الفتاة ( صفية) والأجهزة الأمنية لتضحي بأغلي ماتمتلكه الفتاة وتشهر بسمعتها وسمعة أسرتها وتدعي كذباً الإغتصاب ؟!
وما الذي سوف تجنيه من إستغلال المواقع لتشويه صورة (الاجهزة الأمنية) ؟!
يا لآ الهول !!
تلك الفتاة التي ظهرت للمرة الأولى من وراء (ستار) أرادت به ستر أسمها لإعتبارات مجتمعية يعملها الجميع ، قد تم إستفزازها فكشفت عن وجهها وإسمها لتثبت للعالم (مصداقيتها) فاذا كانت الشرطة متمثلة في أعلى مسئولييها تقول بغير ذلك ؛ فأسمح لي يا سعادة الفريق أنتم الذين تتلاعبون بنا وليست الفتاة (صفية) أو غيرها ، نعم .. تتلاعبون بأعصابنا كنساء وفتيات وأمهات يخشين على أنفسهن وبناتهن وأخواتهن من ذات مصير الفتاة ( صفية) في وطن تنتهك حرمته وتغتصب نسائه !!
لا يهمني ما ستسفر عنه تحقيقاتكم يا سعادة الفريق وحتى لو خرجتم بأدلتكم لتعلنوا للملأ أن الفتاة (صفية) كاذبة فهل تنتظرون أن يصدقكم الجميع بعد أن صدقوا الفتاة في وقت خرجت فيه بوجهها للعالم وأختفيتم أنتم عن قول الحقيقة أيا كانت وتطمين قلوب النساء في أمنهن وأمانهن ؟!!
ورغم قول النيابة حول أنها ستكشف في الأيام المقبلة النقاب عن كل تفاصيل وتداعيات إغتصاب الفتاة (صفية ) إلا أن (سيف ) الأحساس بالخوف والظلم والألم من أجل الفتاة ومن أجل وطننا قد سبق (عزل) تحقيقات الشرطة التي سكتت دهرا ثم جاءت لتقول لكل من تعاطف وذرف دموعاً حارة و حقيقية من قلبه على صوت نشيج بكاء (صفية) الحار هيا جففوا دموعكم وسنثبت لكم أن الفتاة كاذبة !!
عفواً سعادة الفريق .. الفتاة (صفية) التي كشفت وجهها لتقول بملء الفم أنها مغتصبة أحق بتصديقها من ( نيابة) جاءت متاخرة جدا لتنفي ذلك الإغتصاب !
و
كان الله في عون البلد !!
(( نقلاً عن صحيفة أجراس الحرية ))