دارفورنيكا لوحة تثير الجدل في أمستردام وكوبنهاجن
إذاعة هولندا العالمية
تثير لوحة فنية عن مأساة دارفور ضجة كبير في الأوساط الفنية والقانونية في أمستردام وكوبنهاجن . http://www.heartmus.dk/ . الفنانة التي رسمت اللوحة تتعرض لغرامة مالية تبلغ خمسة آلاف يورو يوميا بسبب إصرارها على عرض اللوحة في معرض في كوبنهاجن بالرغم من حكم قضائي أصدره قاض هولندي بمنع عرض اللوحة.
استوحيت الرسامة اسم اللوحة "دارفورنيكا" وأسلوبها من لوحة بابلو بيكاسو الشهيرة جيرنيكا التي تصور مآسي الحرب الأهلية في اسبانيا عقب قصف مدينة جرنيكا الاسبانية عام 1937.
رسمت اللوحة الرسامة الدنمركية ناديا بليسنر التي تدرس في أكاديمية الفنون الهولندية في أمستردام، وهي تعرض طفلا أسود البشرة في سياق تشكيلي يشبه سياق جرنيكا، مع كلب صغير من فصيلة شيواوا الذي يفضله أغنياء أوربا، وحقيبة يد تشبه حقائب اليد النسوية الفاخرة "اودرا" التي تنتجها شركة لويس فاوتون الشهيرة.
وكانت شركة لويس فاوتون قد تقدمت بشكوى للقضاء قالت فيها إن حقيبة اليد التي يحملها الطفل الدارفوري يشبه حقائبها تماما، مما يعتبر انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية الخاصة بالشركة. وقد حكمت محكمة في لاهاي لصالح شركة الأزياء والحقائب، ومنعت الفنانة من عرض لوحتها حتى على موقعها في الانترنت.
رفضت الفنانة الدنمركية تنفيذ أمر المحكمة وواصلت عرض لوحتها على الانترنت مما يجعلها مدينة ب 300 الف يورو لشركة لويس فاوتون حتى الآن. وقرر متحف هارت الدنمركي دعم الفنانة بعرض اللوحة في صالتها.
الاهتمام بدارفور
حاولت الرسامة إثارة الاهتمام للصراع في دارفور في لوحتها، لأنها ترى هذه المأساة الإنسانية لا تحصل على ما تستحق من اهتمام:
"أمل أن أفتح نقاشا وحوارا عاما حول الكيفية التي تعمل بها أجهزة الإعلام، وكيف يمكنها أن تفسح كل هذه المساحة والوقت لحياة النجوم والمشاهير وتتناسى الاهتمام بما يحدث في دارفور مثلا".
لذلك رسمت قبل عامين طفلا أسود البشرة من دارفور يحمل كلبا من فصيلة شيواوا وحقيبة يد مثل الممثلة الأمريكية الشهيرة باريس هيلتون.
"ترمز حقيبة اليد بالتأكيد للوضع الاجتماعي، لكنني غير معنية بشركة لويس فاوتون على الإطلاق. استخدمت الحقيبة لأظهر هذا الطفل بمظهر المشاهير إلي حد ما". وقد طبعت اللوحة على قمصان تي شيرت تبيعها على الانترنت لتذهب عوائدها لدارفور.
احتجت الشركة بأن صورة لأحدى منتجاتها قد استخدمت لجذب الانتباه لموضوع لايخصها وبدون إذن منها، إضافة لخلق ارتباط ضار وغير حقيقي بين الشركة وما يحدث في دارفور. وقد عملت الشركة على منع استخدام الصورة منذ ذلك الوقت.
بعد ذلك قررت الفنانة رسم لوحة أخرى يكون محورها الطفل الدارفوري نفسه مع رموز أخرى للمشاهير وعالم الموضة مثل حقائب شانيل وهيرمس على النمط الفني للوحة جرونيكا الشهير لبيكاسو.
واعتبر الكثيرون أن استخدام صورة لمنتج تجاري في عمل فني يندرج في إطار الحرية الفنية للرسامين والمبدعين. ويعبر يانس فان دن بريك محامي الفنانة ناديا بليسنر عن استغرابه لهذا الحكم القضائي الذي لم يضع اعتبارا لحرية الفن والفنانين:
"أعتقد أن شركة لويس فاوتون تلحق أضرارا واضحة بالشركات الأخرى التي تمتلك حقوق ملكية فكرية. إنها تسيء استخدام قاعدة قانونية وضعت لحماية منتجي الأحذية والملابس الجاهزة من التقليد التجاري الواسع."
لكن الأمر هنا لا يتعلق بالتقليد التجاري والإرباح، بل بعمل فني إبداعي يتضمن نقدا اجتماعيا:
"انه عمل يتعلق بزماننا هذا الذي يعتبر فيه النجوم والمشاهير وما يلبسونه أهم من الحرب في دارفور. ويجب ان تتمتع ناديا بالحرية التي تمكنها من استخدام حقيبة يد من صنع فاوتون بنفس الطريقة التي يستخدم بها اندي فراهول كامبل وكوكولا آلاف المرات في أعماله الفنية كرموز لهذا العصر".
لهذا قررت ناديا ومحاميها اللجوء مجددا للقضاء لإلغاء الحظر على نشر لوحة دارفورينكا باعتبارها قضية رأي عام وحرية تعبير، وستنظر المحكمة في طلبهما في الثلاثين من هذا الشهر .
http://www.rnw.nl/arabic/article/333092