ام تي ان… العصابة داخل الشبكة !!. (1)

 


 

عادل الباز
23 June, 2011

 



هل الفقراء إلا نحن والطيرُ
نصوغُ لحبةٍ لحنا
ويأكلُ لحمَنا الغير
نغيب فتضرِبُ الدنيا سُردقها
كأن مغيبنا عرس!!
الكتيابي
في منتصف الليل والصحيفة على أبواب المطبعة  رن جرس الهاتف ليخبرني مدير التحرير أن  شركة  (ام تي ان) أرسلت خطابا عاجلا (سري وشخصي) لرئيس التحرير!! «اللهم اجعله خير». يبدو أن مدير التحرير اعتقد أن (ام تي ان) قد قررت أن تدعم حرب (الأحداث) ضد الفساد في الاتصالات فأرسلت شيكا  معتبرا بليلٍ (شخصي وسري). لرئيس التحرير!!. فقلت لمدير التحرير افتح الخطاب واقرأ ما فيه فليس بيني وبين (ام تي ان) ماهو شخصي ولا سري!! فقرأ..
التاريخ : 21/6/2011م
الأستاذ : عادل الباز – رئيس تحرير جريدة الأحداث – المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
الموضوع : إعلانات شركة ام تي ان (السودان) في جريدة الأحداث
بالإشارة للموضوع أعلاه ، نود أن نحيطكم علما بأننا في شركة ام تي ان (السودان) تابعنا في الفترة الأخيرة تصعيد حملتكم الجائرة والتي تستهدف شخص رئيس مجلس إدارة الشركة والذي هو مكان فخر واحترام شركة ام تي ان والعاملين بها ، وقد كان له الفضل من بعد الله في تأسيس الشركة بالسودان ونشهد له بالمواقف المهمة في نجاح الشركة التي أسهمت بما لا تخطئه العين في تطور قطاع الاتصالات بالبلاد بصفة خاصة والمساهمة الكبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بصفة عامة حتى صارت من أكبر الشركات في السودان .
ومع احترامنا لحرية الرأي فإن موقفكم هذا يجعلنا مضطرين لإيقاف التعامل عبر صحيفة الأحداث اعتبارا من تاريخه
وشكرا
عبد الله الفاضل علي
سكرتير مجلس الإدارة.
بدءاً أود أن أعلن احترمي وتقديري لشركة (ام تي ان) ولموظفيها والذين أبدوا تعاطفا وتعاضدا مع هذه الصحيفة في حربها على الفساد بقطاع الاتصالات سرا.. وأرجو أن يكون واضحا أنني أفرق بين الشركة وممارسات رئيس مجلس إدارتها في قطاع الاتصالات. لم يحدث أن استهدفت (ام تي ان) وليس من سبب الآن يجعلني أسارع بعدائها بسبب أنها حجبت عني إعلاناتها فالرزق على الله ولكن الفاسدين يعتقدون أن الرزق بناصية إعلاناتهم!!.(ام تي ان) شركة محل تقديرنا أما ممارسات رئيس مجلس إدارتها فهي موضع حربنا!!.
لنبدأ بملاحظتين شكليتين... الذين أصدروا  الخطاب أعلاه كانوا في عجلة من أمرهم... فلماذا يا ترى خطاب قرابة منتصف الليل (للأحداث) ما الداعي لهذه العجلة؟، لم تكن هنالك برمجة عاجلة  للإعلانات ليلغوها فكان بإمكانهم أن يبعثوا بالخطاب في الصباح الباكر للصحيفة.. كنت أعرف بعبارة أستاذنا دكتور التجانى عبد القادر أن (الفاسدون لا ينامون) ولكن لأول مرة أعرف أنهم يقضون ليلهم في كتابة الخطابات الفارغة!!. كان يمكن إخطار وكيلهم بإيقاف التعامل معنا ولا يتكلفون سوى مكالمة فليس من عاداتنا أن نسأل لماذا أوقفت هذه الشركة أو غيرها تعاملها معنا وقد فعلتها من قبل سوداتل دون أن تكلف نفسها عناء خطاب رث كخطاب  سكرتير مجلس إدارة  ام تي ان!!.
خطاب بلا تروسية لم يصدر عن إدارة الشركة التنفيذية إنما عن سكرتير مجلس الإدارة الذي يفترض ألا تكون له علاقة بأعمال الشركة التنفيذية الصغيرة... ولكنه عبد المأمور فالسيد رئيسه لا يستطيع أن ينام تلك الليلة بعد خطابنا للسيد الرئيس دون أن يأتوا له برأس الأحداث!!. شركة محترمة كـ (ام تي ان) لا يمكن أن تصدر مثل هذه الخطابات ولكنها العصابة في عجلتها الدائمة للأفعال الشريرة بإمكانها أن تهزأ بمكانة الشركة وتعبث بها كما يحلو لها، كما سترون قريبا.
نأتي إلى مضمون الخطاب... وصف السكرتير حملتنا ضد رئيسه أنها (جائرة) لماذا هي جائرة يا سعادتك، هل اتهمنا سيادته بفعل لم يقترفه؟. ماذا قلنا عنه؟ أليس هو رئيس مجلس إدارة (ام تي ان) وهو في ذات الوقت شريك سوداتل (لاري كوم)؟. أليس هو من يشارك سوداتل في شركتها إكسبرسو وشريكها في انترسيليور في نيجيريا؟. لم نتحدث عن عمولات رئيسه ولا عن سودابل ولا الزوايا والقائمة تطول سنعرض لها في حينها, تحدثنا فقط عن شراكاته الممتدة مع سوداتل الشركة التي تنافس (ام تي ان) في السوق ويرأس مجلس إدارتها صديقه الحميم!! يجري تناغم وتنسيق  تحتاني مذهل بين رئيسي شركتين متنافستين... تبدع العصابة في نسج علاقات مريبة!!. أين الحملة الجائرة إذن؟  إلا أن يكون السيد السكرتير يعتقد أن مجرد كشف الحقائق وفضح الفساد هو فعل جائر!!.
أما قوله إن رئيس مجلس إدارة الشركة هو مصدر فخر للشركة والعاملين بها فأضحكني وسأكتفي في هذا المقال بالقول (إني أشك) وسأوضح في مقالات لاحقة سبب شكي في أن يكون السيد رئيس مجلس الإدارة بأفعاله تلك مصدر فخر لعاقل، وليس لدي شك في أن العاملين الأكْفاء في (ام تي ان) عقلاء ونزيهون ومحترمون بما يكفي لإصدار أحكام صحيحة.
يبدو أن السكرتير دائما تخونه العبارات فبدلا عن كلمة (تطوير) لو أنه استخدم (تخريب)  لكان أقرب إلى الحقيقة. فرئيسه مارس تخريبا قاتلا في قطاع الاتصالات، انظر للتخليط الذي يمارسه في شركتين تعملان في الاتصالات خالطا مصالحه  بمصالحهما وهو من ثم يجلس على سدة هرم الهيئة القومية للاتصالات.. كيف يا ترى يكون ذلك تطويرا للقطاع... مصالح متضاربة في ثلاثة أجهزة ومؤسسات يفترض أن تحكم القطاع بالعدل!!. يبدو أن السيد السكرتير وافد جديد على هذا القطاع ولا يتعدى «شغله» كتابة الخطابات الركيكة في الليالي المظلمة، فلو عرف كيف بدأت (ام تى ان) وتاريخها منذ شاهر عبد الحق حتى اللحظة لعرف التخريب الذي تمارسه عصابة الاتصالات بهذا القطاع. دعك من السكرتير، يبدو أنه رجل طيب يعتاش من فتات العصابة ويهرف بما لا يعرف!!. نلتقي بإذن الله السبت المقبل في الحلقة الثانية.

 

آراء