غوبلز… رئيساً لهيئة تحرير صحف الخرطوم!!!
عادل الباز
7 July, 2011
7 July, 2011
«لقد دقّتْ ساعة الرجال ذوي التصميم الكامل والأفعال التي لا نقص فيها، فمهما يكن الوضع صعباً، يمكن الوصول إليه إذا جرت تعبئة القوى كلها».
جوزيف غوبلز- وزير الدعاية النازي.
تأمل مقولة غوبلز أعلاه واقرأ ما يكتبون.... ما أكثر (الغوبلزيين) هذه الأيام!! دعوة مفتوحة أقدّمها لأُمراء الحرب من الصحفيين وكُتّاب الرأي الذين امتشقوا أسلحة صدئة لمحاربة طواحين الهواء ... أدعوهم بعد انهيار مفاوضات أديس للالتحاق بكتيبة الصحفيين المتوجهة لجنوب كردفان وبعدها للنيل الأزرق. عليهم منذ الآن (بلبس خمسة) إلا كانت دعواتهم للناس بلا مصداقية، فأي كلمة لا يصدقها عمل لا يؤبه لها!!. لقد كان غوبلز مبدئياً رغم أفكاره الكارثية.. لقد كان مؤمناً برسالته.. فحين قال له هتلر إن الموت أفضل من القبض عليك بواسطة الروس؛ تناول السم هو وزوجته وأبناؤه الستة. كان غوبلز مؤمناً بكل ما يقوله الفوهرر!!.
مما عجبت له أن (الأمراء) ما نظروا لاتفاق أديس إلا من ثقب صراعات المؤتمر الوطني؛ وطفقوا يزايدون بين الطرفين هذا صقر وذاك حمامة، ومن هو الذي هو في الحروب نعامة.!! ومضى بعضهم يستعدي الرئيس على هؤلاء القادة (المنبطحين) أو الذين (انبطحوا) فجأة بعد طول جهاد في دروب الحركة الإسلامية. هؤلاء المنبطحون (الأغبياء والسذج والخونة) هم أنفسهم قادة الدولة، وهم الذين رُفعت لهم الأكف بالتحايا والدعوات، وتم التهليل والتكبير لانتصاراتهم.
انقسم المؤتمر الوطني عند (الأمراء) إلى فسطاطين فسطاط من (النيفاشيين المنبطحين) وفساط آخر يقف فيه الرئيس وبعض قادة الوطني وقيادات الجيش!! لو أنهم نظروا للاتفاق بعيداً عن ثقب الوطني لرأوا شيئاً مخلتفاً، ولكنهم مشغولون لأسباب شتى، باستعار الصراع داخل الوطني من جهة، ومن جهة ثانية لإنفاذ أجندتهم الخاصة بقرع طبول الحرب.
المؤتمر الوطني تحفظاته على الاتفاق شكلية تتعلق بفصل المسار السياسي عن الأمني، وبفصل ما يلي الحزب عن ما يلي الدولة... وهذا السؤال للمتحفظين متى انفكّ الحزب عن الدولة و»إشمعنى في دي»!!. التيم المفاوض من الوطني، للحركة؛ هو ذات التيم الذي ظل يمثل الدولة والحزب منذ مشاكوس، مروراً بنيفاشا وأبوجا وإلى أديس أبابا... لماذا الآن هم ليسوا بمفاوضين مفوّضين؟. التحاق نافع أخيراً بالوفد المتفاوض مع الحركة ماهو إلا تدعيم قبيل نهاية الجولة؛ ليعطي الاتفاق وزناً أكبر لا أكثر ولا أقل. هبْ أن المؤتمر الوطني (دقس) كما قال صديقنا محمد عبد القادر أمس الأول (آخر المنضمين لكتيبة الأمراء) فمالنا نحن والمؤتمر الوطني؛ فليحسم المؤتمر الوطني صراعاته ودقساته بداخله... ترك حمائمه أو تنبطح صقوره ما لنا نحن؟. ماهو الضرر الذي سببه أو سيسببه اتفاق أديس للوطن لا الوطني؟ يهمني أن الاتفاق قد توصل إلى ضرورة حسم قضية السلاح في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق سلمياً تحت إرادة الدولة والجيش السوداني؛ وهذا نصر للوطن. الاتفاق أعطى الحركة الشعبية حق استمرارها كحزب في الشمال مبدءاً...وهذا حق إنساني وديموقراطي. أما الكيفية التي سيتم بها ذلك فمتروكة للتفاصيل التي لم يمنحوها فرصة لتكتمل.سيجد الأمراء أنفسهم قريبا في العراء، فلا يوهمن أحد نفسه بأن مسار أديس قد انتهى
فالذين يراهنون على نسف الاتفاق يراهنون على الأوهام لا على حقائق السياسة ولم ينظروا لموازين القوى والأوضاع المعقدة التى ترزح تحتها البلاد حاليا. قريبا سيعود المتفاوضون لطاولة التفاوض لأنه لامخرج غيرها.
لايملك أمراء الحرب وبعض قيادات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني خيارا آخر سوى التفاوض والمساومة السياسية فمهما بلغت كلفتهما فلا يمكن مقارنتهما بنهر من الدماء والجنون يتدفق من أعالى جبال النوبة عابرا لسهول النيل الأزرق مكتسبا لونا قميئا فائضا بالجثث والضحايا قبل أن يصل لمقرن النيلين حيث ثكنات (الأمراء) فيعلمون ساعتئذ أن الحرب التى أولها منشيتات حمراء ليست نزهة... فما كسب أحد من الحرب شيئا وسيخسرون ... ولكن للأسف سنخسر جميعا وطنا كان فى أحلامنا غير!!