ضد التعصب ومع أغاني وأغاني !!
رأي صريح
ygasim@yahoo.com
*ما عارفين نبدأ من وين ولا وين، لكن استفزنا كما استفز غيرنا التعدي الغريب ورمي الاتهامات جزافا علي برنامج أغاني وأغاني ومحاصرة قناة النيل الازرق بفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان، كل ذلك كوم والتجني علي مقدم البرنامج الاستاذ السر قدور كوم تاني، التجني وصل درجة وصفه بالزنديق في احدي خطب المساجد كما نقلت ذلك وكالات انباء عربية شهيرة نقلا عن الصحافة السودانية.
*لسنا بصدد الدخول في جدل بيزنطي مع من يصرون علي فرض تعصبهم ومزاجهم الخاص علي عامة الناس ولكننا نسأل كما يسأل كل الشارع السوداني .. هل التعدي علي القيم الدينية يكمن في ضحكة السر قدور ام فيما يعانيه المواطن من صعوبة العيش الكريم والحصول علي ابسط مقومات الحياة ؟
*من العجائب أن نسمع كل يوم فتوي جديدة ضد السر قدور وبرنامجه ولا نسمع من هؤلاء مجرد اعتراض علي البنوك ذات النشاط الربوي الصريح والمستتر أو رأيهم في وصول سعر جوال السكر اكثر من 200 ألف جنيه أو مناصرة المواطن في بحثه عن جرعة ماء أو انتظام التيار الكهربائي الذي يدفع المواطن فاتورته ( سمبهار ).
*والاغرب من كل ذلك ان المطالبين برأس السر قدور لا يعلمون ان أرباح برنامجه يتم صرفها علي البرامج الدينية في قناة النيل الازرق، هذه هي الحقيقة التي يستحي المسئولون في القناة توضيحها.
*وعندما تجبر قناة النيل الازرق علي تغيير موعد بث البرنامج يعني ذلك تكبدها خسائر كبيرة في الأرباح ومواجهتها عجز مالي في تسيير برامجها الأخري ومن بينها البرامج الدينية التي يطالب بها السادة المصلحين الاجتماعيين.
*لنترك كل ذلك جانبا ونسأل من جديد .. ماذا جد في الأمر هذا العام وبرنامج أغاني وأغاني ظل مستمرا لسنوات طويلة في موعده المعتاد بين صلاتي المغرب والعشاء .. وهل كان البرنامج سببا في عدم ذهاب أحد من الناس للمسجد ..ألم تكن مساجد السودان وبيوته تعج بالمصلين قبل السر قدور وقبل حكومة الانقاذ والحكومات التي سبقتها ؟
*ان ما حدث يدعو للدهشة والعجب، فالحرب التي تعرض لها البرنامج لا تفسير لها غير حرص فئة من الناس على تشويه كل ما هو ناجح، والنجاح الذي نقصده ليس فقط في نسبة المشاهدة العالية داخل وخارج السودان وأنما للشهرة التي جلبها البرنامج لقناة النيل الازرق وهي شهرة ساعدت حتي البرامج الدينية والخطاب الحكومي في الوصول لعقل وقلب المشاهد في وقت فشلت فيه القناة الحكومية القومية في أداء هذا الدور.
*وفوق هذا وذاك شهدنا وتابعنا اعتراف أعلي مسئول في الدولة بالدور الذي يقوم به برنامج أغاني وأغاني، فعندما يستقبل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير اسرة البرنامج كما حدث العام الماضي فهذا يعني ان البرامج حجز لنفسه مكانا حتي في قلب السيد رئيس الجمهورية رغم كل الهموم التي تشغله وهي لا تقارن بهموم السادة الائمة والدعاة، وما يثير الغيظ ان الموعد الذي رفضه اصحاب الصوت العالي هو نفس الموعد الذي تعرض فيه قنوات أخري حكومية وشبه حكومية برامج مشابهة تتسابق لاقتسام كعكة المشاهدة مع برنامج السر قدور، فلماذا الخيار والفقوس والتشطر فقط علي السر قدور وغض الطرف عن تلك القنوات؟
*سؤال اخير لدعاة التعصب .. كيف حكمتم على برنامج أغاني وأغاني وعلي ضحكة مقدمه حتي جاز لكم هذا الرأي المجحف والظالم، مع العلم ان كنتم تشاهدون البرنامج تصبحون كمن ينهي عن فعل ويأتي بمثله .. وهي مصيبة وان جاءت فتاويكم بغير علم بما يقدمه البرنامج فالمصيبة أكبر ؟
أراء في كلمات
* تابعت قبل يومين في قناة الشروق الامين العام لمجلس الدعوة بولاية الخرطوم الدكتور صلاح الدين عوض محمد ادريس وهو يتحدث عن أسباب تحفظهم علي برنامج السر قدور.
*من جملة ما ذكره ان أغاني الحقيبة لا تناسب الشهر الكريم لأنها قيلت في النساء وقصص تلك الأغاني معروفة.
*بكل بساطة قال أمين الدعوة هذا الكلام دون أن يوضح لنا تلك القصص التي يعرفها هو.
*بعد نجاح الحملة الظالمة وتثبيت موعد برنامج أغاني وأغاني قبل منتصف الليل بقليل، لدينا ملاحظة مهمة فاتت علي دعاة التعصب.
*وبنفس منطق الاعتراض علي عرض البرنامج قبل صلاة التراويح ننبه الي ان الموعد الجديد يقترب من التزامن مع بداية صلاة التهجد في العشر الأواخر.
*عليه نقترح تثبيت البرنامج في الساعة 11 في ثلثي العشرين الأوائل والبحث عن موعد آخر في العشر الأواخر حتي لا يساء للسر قدور أكثر من ذلك.
*والفرصة نقدمها للقراء للتقدم باقتراحاتهم لاختيار موعد مناسب لعرض البرنامج شريطة أن يكون بعد صلاة التروايح بوقت طويل وقبل صلاة التهجد بفترة أطول.
*علي السادة القراء الكرام مراعاة فروق الوقت.