الخبرة فرقت كتير مع الهلال !

 


 

ياسر قاسم
15 August, 2011

 

رأي صريح
ygasim@yahoo.com


*حقق الهلال المطلوب ووصل للنقطة السابعة ووضع قدمه اليمني في الدور نصف النهائي لدوري أبطال افريقيا بعد سيناريو مخيف وصل فيه القطن الكاميروني أولا لمرمي المعز محجوب بعد دقائق معدودة من بداية المباراة في موقف أصاب جماهير الهلال بالاحباط، ولكن كان للاعبي الهلال كلمتهم فقلبوا النتيجة رأسا علي عقب في موقف يندر حدوثه لفرقنا السودانية في مواجهاتها الخارجية.
*كل فرقنا ظلت تعاني من صدمة الموقف عندما يُسجل في مرماها أولا، لدرجة انها تستسلم وترفع الراية البيضاء مباشرة، والهلال نفسه واجه معاناة كبيرة في الماضي في كسر الحاجز النفسي لهذه الظاهرة، ولكن في مباراة القطن اختلف الوضع كثيرا وأظهر لاعبو الهلال تماسكا غير معهودا لدرجة انهم كانوا أكثر هدوءً وتركيزا من ضيوفهم المتقدمين في النتيجة، ولعل الاختلاف هذه المرة يعود لخبرة لاعبي الهلال، والخبرة التي نعنيها لا تقاس بأعمار اللاعبين أو مشاركاتهم المحلية أو الخارجية المتقطعة، بل هي خبرة اللعب لسنوات طويلة في دوري المجموعات.
*واذا نظرنا لتشكيلة الهلال في أي مباراة حاليا نجد عمودها الفقري مكون من عناصر عركتها المواقف الصعبة لسنوات متصلة فمشوار 6 سنوات متتالية في دوري المجموعات بين البطولتين، دوري الأبطال والكونفدرالية من شأنه أن يصنع لاعبا بمواصفات خاصة يستطيع استغلال خبرته متي ما تتطلب الأمر، والموقف الذي تعرض له الهلال أمس الأول، ما كان باستطاعة الفريق تجاوزه لولا وجود لاعبين تشبعوا بخبرات لم تتوفر لمنافسيهم، فالفريق الكاميروني رغم خسارة المباراة ظهر بمستوي لافت وأثبت انه يستحق أكثر من النقطة التي حصل عليها في 3 مباريات، ولكن فارق الخبرات أثر سلبا علي تعامل لاعبيه مع سيناريو المباراة، وما أدل علي ذلك غير توترهم غير المبرر في وقت كانوا فيه متقدمين بهدف أخمد حماس الجماهير وجعل الهلال كأنما يلعب خارج قواعده، وقلة الخبرة التي ظهر بها الفريق الكاميروني تجسدت في نيل أحد لاعبيه بطاقة صفراء في لعبة أبعد ما تكون عن الخطورة ثم جاء نفس اللاعب بعد دقائق معدودة ليعرقل سادومبا داخل الصندوق فخرج مطرودا بالبطاقة الثانية وكلف فريقه هدف تعادل في الوقت المناسب للهلال.
*قلة خبرة الفريق الكاميروني لا تعني بأي حال سهولة قلب الهلال للنتيجة، ولكن استغلال لاعبي الهلال لخبراتهم المتراكمة كانت العنصر المؤثر، والناظر لتشكيلة الهلال يلحظ وجود عدد كبير من اللاعبين خاض الواحد منهم أكثر من 30 مباراة في دوري المجموعات وهو رقم لا يصل اليه معظم لاعبي الفرق المشاركة في دوري المجموعات هذا العام.
*بمنطق فارق الخبرات ربما يكون الهلال أوفر حظا في تحقيق اللقب الافريقي هذا العام، ولكن العقبة الكبيرة التي ستواجهه تتمثل في صعوبة المجموعة الثانية التي جعلت فريق مثل الأهلي المصري ينتظر هدايا الآخرين للمحافظة علي حظوظ تأهله،  فالوداد المغربي والترجي التونسي اللذان شاهدنا مباراتهما الأخيرة لا يمكن المرور منهما الا بمعجزة من معجزات كرة القدم، والأهم من ذلك ان نظام الدور نصف النهائي يختلف عن نظام دوري المجموعات والشواهد تذكرنا بأن تعثر الهلال الدائم في محطة نصف النهائي يكمن في نظام الذهاب والاياب، ففي 2007 خرج الهلال أمام النجم الساحلي بفارق الأهداف وتكرر نفس السيناريو في 2009 أمام مازيمبي الكنغولي.

أراء في كلمات
*تعادل الوداد والترجي قلص الفارق بينهما وبين الأهلي المصري الي نقطة واحدة ولكن الترجي يتميز عنهما بخوضه مباراة واحدة في ملعبه فيما لعب الأهلي والوداد مباراتين من ثلاث.
*حتي مولودية الجزائر صاحب النقطة الوحيدة استعاد حظوظه في التأهل بفضل هذا التعادل لأن فوزه في المباراة القادمة علي الأهلي في الجزائر يساويه في النقاط مع الأهلي.
*وعلي عكس وضع المجموعة الثانية فأن مجموعة الهلال اتضحت معالمها مالم تحدث أسوأ الاحتمالات، لأن الوصول لسبعة نقاط من 3 مباريات وضع الهلال وانيمبا قريبين جدا من التأهل.
*حتي ان خسر الهلال مباراته القادمة في الكاميرون لن تقل فرصه في التأهل.
*مشكلة الهلال الكبري الآن، ليست في تأهله، بل في من يواجهه في نصف النهائي.

 

آراء