المال وحده لا يصنع مجدا وربما يحصد فشلاً !

 


 

ياسر قاسم
18 August, 2011

 

رأي صريح

ygasim@yahoo.com

*من الطبيعي أن ينتزع فريق بحجم برشلونة الاسباني الاعجاب ويسحر متابعي كرة القدم في كل العالم بفنه الكروي الرفيع ورصيد بطولاته عاما بعد الآخر، ولكن من غير الطبيعي وربما المحير استمرار اخفاق فريق ريال مدريد الذي صرف عليه رئيسه بيريز صرف من لا يخشي الفقر، من يتمعن في الفريقين ويدقق في معلوماته يلحظ الفارق الكبير بين ما يدفعه ريال مدريد كل عام لتصحيح أوضاعه وتقوية فريقه وما يدفعه برشلونة، المقارنة النسبية هنا نحيلها الي الأرقام التي لا تكذب فالريال صرف علي الموسم الماضي 450 مليون يورو وزاد الرقم هذا العام ليصل الي نصف مليار يورو، فيما صرف برشلونة علي الموسم قبل الماضي 355 مليون يورو وأرتفع الرقم هذا العام ليصل الي 405 مليون يورو، كل ذلك ليس مهما فالناديان قادران علي تعويض أكثر مما يدفعاه كل عام من خلال منطومة ربحية نادرا ما تسجل عجزا، فالعائدات من البث التلفزيوني والتسويق والدعاية والاعلانات وهلم جرا تكفي وتزيد، ولكن يبقي الفيصل فيما يحققه الفريقان داخل الملعب، هنا ظهر الفارق الكبير بين نادٍ يدفع فقط ويظن رئيسه انه قادر علي جعله النادي الأول في العالم، هذا الرجل هو بيريز الذي قلما يجد من ينافسه اذا فكر في التعاقد مع أي لاعب، وبين نادٍ يدفع ويعرف تحقيق ما يريده.
*في الموسم قبل الماضي حصل برشلونة علي 6 ألقاب تنوعت بين بطولات اسبانيا وبطولات أوروبا وبطولة العالم ولم ينقص هذا الاعجاز الا قليلا العام الماضي، وبالأمس القريب استهل برشلونة موسمه بأول الألقاب علي حساب ريال مدريد نفسه، طبعا المقارنة تبدو معدومة داخل المستطيل الأخضر وعلي منصات التتويج بينه وبين الريال رغم كل ما يصرفه الأخير.
*الفارق في الطريقة التي يدار بها الناديين يتجسد في اسلوب التعاقدات مع النجوم من لاعبين ومدربين، فرئيس الريال بيريز المنبهر بالمدرب الداهية مورينيو تصور ان احضار مورينيو يكفيه لاعتلاء منصات التتويج وايقاف سيطرة برشلونة علي الألقاب وهو يجهل ان مورينيو الذي حقق ما لم يحققه غيره في السنوات الأخيرة ليس باستطاعته فعل شيء يذكر طالما المال وحده هو الحاكم في النادي، فالمال وحده لا يسوي شيء في غياب الفكر وغياب القرار المناسب في الوقت المناسب، المشكلة ليست في مورينيو ولا في أي مدرب يأتي به بيريز بقدر ما هي مشكلة رئيس منح نفسه الحق لفعل كل شيء.
*لن نرمي الكلام علي عواهنه، فالطريقة التي اختار بها برشلونة مدربه الحالي غوارديولا تعبر عن فوارق التفكير في ادارة الناديين، ففي الوقت الذي أشفق معجبي ( البارسا ) علي حال فريقهم بعد رحيل الهولندي ريكارد كانت هناك ادارة يقودها الرئيس لابورتا تعي مسئولياتها، لم تذهب هذه الادارة وراء الأسماء الكبيرة لاختيار واحدا منهم لتدريب الفريق، بل لم تتردد في نقل المهمة الصعبة لشخص مغمور بمعيار تجربته في عالم التدريب، فغوارديولا الذي تولي تدريب برشلونة عام 2009 لم تحفل سيرته الذاتية في عالم التدريب الا بقيادته فريق الرديف الي الدرجة الثالثة ورغم ذلك رأت فيه ادارة النادي ما لا يعرفه عنه كل العالم، هنا يكمن الفرق وتتجسد العبقرية الادارية.
*وغوارديولا الذي جاء لبرشلونة مدربا مغمورا لم يكثر التبريرات وهو مواجه بمسئوليات جسام أقلها المحافظة علي ما حققه سلفه ريكارد، عمل غارديولا في صمت فحقق في أول موسم كل البطولات التي شارك فيها فريقه ( 6 ألقاب ) وزاد عليها بأربعة ألقاب في الموسم التالي وها هو يضع بصمته الآن في أول نهائي في الموسم الحالي.
أراء في كلمات
*11 لقبا في عامين فقط حققهما برشلونة تحت قيادة لاعب معتزل أكثر منه مدربا، وأي ألقاب هي .. 3 دوريات ولقبين في دوري أبطال أوروبا وكأس اسبانيا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي و3 ألقاب في السوبر الأسباني.
*بقدر ما يذكر غوارديولا في هذه الانجازات بقدر ما تذكر منظومة النادي الكتالوني، فما لم تكن هناك ادارة تخطط وتنفذ ليس بأستطاعة أمهر مدربي العالم تحقيق تلك الانجازات.
*في كل يوم يثبت برشلونة صعوبة الوصول اليه، فحتي وهو متعادل مع غريمه الريال قبل دقيقتين كان أنصار وعجبي النادي واثقين من حسم اللقب.
*وبالفعل في لمحة بصر سجل الداهية ميسي أروع الأهداف بهجمة أشبه بلعبة ( الاتاري ).

 

آراء