عرمان: أكبر حزب مسلح هو حزب البشير.. ويجب تجريده من سلاحه

 


 

 

الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال قال إن إعلان الخرطوم وقف إطلاق النار في جنوب كردفان مجرد دعاية

الشرق الاوسط:
كشف الأمين العام للحركة الشعبية، ياسر عرمان، عن قمة رئاسية تجمع قادة الحركة الشعبية والحركات المسلحة في دارفور في إطار التحضيرات للعمل المشترك بينها، وقال إن حركته ستعلن موقفها النهائي من مسألة تغيير نظام الحكم في الخرطوم، متهما «المؤتمر الوطني» بأنه دفع البلاد إلى الحرب التي تدور في جنوب كردفان وتسعى لخوضه في النيل الأزرق، مشددا على أن أكبر حزب مسلح في السودان هو حزب المؤتمر الوطني، داعيا إلى تجريده من السلاح وبناء قوات مسلحة محايدة ومهنية، واصفا إعلان الرئيس السوداني عمر البشير وقف إطلاق النار في جنوب كردفان بأنها دعاية مجانية في وسائل الإعلام. وأضاف أن الحرب فرضت على الحركة في جنوب كردفان في يونيو (حزيران) الماضي، وقال إن الحركة الشعبية في تاريخها كانت تحارب وتتفاوض ولكنها تدعو للسلام في الأصل.

وحمل عرمان في حوار مع «الشرق الأوسط» على حزب البشير الحروب التي شهدها السودان طوال الـ22 عاما الماضية، وقال «هو حزب الحروب وتاريخه مليء بالحروب التي يفرخها ويصدرها في أقاليم السودان المختلفة»، معتبرا التغيير الذي حدث في ليبيا سيؤثر على السودان، واصفا الثورات العربية بالمسلسلات التلفزيونية لأنها تبث الثورة مباشرة إلى المتابعين، نافيا بشدة أنه قام بزيارة إلى دولة إسرائيل على خلفية اتهام «المؤتمر الوطني» له بذلك، ودعا عرمان المملكة العربية السعودية ودول الخليج للمساهمة في بناء دولة جنوب السودان الوليدة والاستثمار فيها. وفي ما يلي نص الحوار.

* اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي مع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية في شمال السودان لم يحدث اختراقا لحل الأزمة بينكم، هل تعتقد أن الوساطة فشلت في إحياء اتفاق أديس أبابا الذي وقعتموه أوائل يوليو (تموز) الماضي؟

- طبعا، مبادرة الرئيس ميليس زيناوي جادة وجاءت في الوقت الصحيح، لكنها اصطدمت بتعنت الخرطوم وهي تعيش في أزمة عميقة وإفلاس سياسي، وأقوى مؤشرات الإفلاس السياسي أن الرئيس البشير لا يستطيع مع حاكم إقليم كامل داخل السودان إلا عبر رئيس وزراء دولة أخرى وجارة، وهذا مؤشر على أزمة الحكم.

الأمر الآخر أن «المؤتمر الوطني» يقول إنه لا يعترف بالحركة الشعبية، وهي حركة لديها حاكم منتخب (رئيس الحركة مالك عقار والي النيل الأزرق) ولديها أعضاء في البرلمان القومي وفي الولايات، وحتى الانتخابات التي جرت في جنوب كردفان خاضتها الحركة الشعبية باسمها، هذا يوضح الازدواجية والتناقض، والأمر الثالث أن البشير ذكر في الاجتماع الثلاثي أن المكتب القيادي لـ«المؤتمر الوطني» هو الذي ألغى الاتفاق الإطاري، ولكن المعلوم أن البشير نفسه هو الذي قام بذلك وليس المكتب القيادي إن وجد، والبشير هو وحده الذي يقود وحده ويقرر في شؤون «المؤتمر الوطني»، كما أن البشير يقول إنه لا يعترف بالحركة الشعبية ولا بوجودها، ولكن الحركة الشعبية هي الحزب الوحيد الذي يقابله البشير مع رؤساء بلدان دول الجوار، هل هناك اعتراف أكثر من هذا على نفوذ وقوة الحركة الشعبية، والحديث الذي ورد لكل المجتمع الدولي أن البشير يريد حفظ ماء الوجه إذا التقى رئيس الحركة الشعبية وأنه سيعود مرة أخرى للتباحث عبر الاتفاق الإطاري وعن طريق وساطة رئيس الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي، ولكن اتضح أن ذلك حديث غير صحيح، وأن «المؤتمر الوطني» يريد الحرب وهو فاشل فيها وليس لديه حل سياسي، وهذا مأزق تاريخي لـ«المؤتمر الوطني» بأنه ليس قادرا على الحرب كما أنه ليس قادرا على السلام، والنظام يعيش حالة من العجز والشلل التام ولا توجد به مؤسسات، بل هو يعتمد على أمزجة أفراد في أن يقرروا في أكبر شؤون السودان.

القضية الرئيسية التي طرحها المشير البشير أن الحركة الشعبية حركة مسلحة، ولكن عندما وقع معنا اتفاقية السلام الشامل في عام 2005، جعل الحركة الشعبية حركة مسلحة، نحن نحتاج إلى ترتيبات أمنية جديدة، وهو لا يريد الجلوس، في الاتفاق الإطاري اعترفنا جميعا بوجود جيش واحد، لكن الذي لم يقله البشير هو أن «المؤتمر الوطني» أكبر حزب مسلح في السودان، ويجب تجريده من سلاحه، ويجب بناء جيش وطني جديد بنزع السلاح من كل القوى السياسية، وأن يصبح السلاح في يد قوة وطنية مهنية محايدة، ويجب قطع العلاقة بين «المؤتمر الوطني» والقوات المسلحة التي يجب أن تبنى من جديد كمؤسسة وطنية بعيدة عن حزب المؤتمر الوطني قام بتدميرها ومزق السودان نفسه ويريد تمزيق ما تبقى منه.

* ما الذي طرحه لكم زيناوي في ذلك اللقاء ولماذا وجد الرفض من البشير؟

- كما ذكرت لك أن البشير و«المؤتمر الوطني» خلقا صورة بأنه إذا حضر مالك عقار يبطل كل خلاف، وحضر مالك ولم يأت الماء ولم يكن هناك تيمم من أجل السلام، المؤتمر الوطني عاجز وليس لديه حلول سياسية، وكل ما لديه إعلان للعلاقات العامة والدعاية، مثل إعلانه وقف إطلاق النار الذي أتى بعد أقل من (24) ساعة، وإذا كان جادا لطرح هذا الإعلان للرئيس ميليس زيناوي ومالك عقار.

* لكن هناك حديثا بأن الرئيس الجنوب الأفريقي السابق رئيس الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي لا يملك من القدرة للضغط على الخرطوم، هل انتم أيضا لديكم ذات الإحساس؟

- لا، الرئيس مبيكي لا يملك عصا سحرية وخلفه المجتمع الإقليمي والدولي، وهو مكلف من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي باسم أفريقيا وليس باسمه الشخصي، ولذلك المجتمع الدولي بدأ يتحرك ولكنه ليس بالقدر المطلوب والسرعة، ولكن ما يحدث من تطهير عرقي وإبادة جماعية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في النهاية سيؤدي إلى تحرك المجتمع الدولي وقبل ذلك سيؤدي إلى تحرك المجتمع السوداني.

* ولماذا رفضتم إعلان الرئيس البشير لوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين في جنوب كردفان؟

- لم يطرح علينا إعلان وقف إطلاق النار، وما أعلن دعاية مجانية في وسائل الإعلام، لأنه في أقل من (24) ساعة كان رئيس الحركة الشعبية مالك عقار مع المشير البشير ولم يعرض عليه وقف إطلاق نار، وهذا مجرد دعاية واستعداد، ونحن لدينا معلومات أن هناك قوات متحركة من مناطق في وسط السودان تريد أن تأتي عبر طرق نعلمها لتصل إلى منطقة كاودا في جنوب كردفان، وهذا مجرد هدنة حتى نهاية رمضان وعيد الفطر المبارك لإعادة تنظيم القوات، وتوجد خطط تم إعدادها للهجوم على النيل الأزرق ونحن نعلم بها، وهذه الخطط ستفشل كما فشلت سابقاتها.

* هل هذا يعني أن السودان مقبل على حرب شاملة في الفترة القليلة المقبلة؟

- الحرب في يد «المؤتمر الوطني»، وكل الحروب شنها هذا الحزب على الجنوب في الفترة الماضية، وعلى دارفور، وشرق السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق، و«المؤتمر الوطني» حزب لتفريخ وتصدير الحروب، هو حزب للحروب وتاريخه كله مليئة بالحروب لم يمر عام واحد دون الحروب التي نقلها إلى كل ولايات السودان، وبدلا من أن تعد الولايات التي دخلت الحروب عليك أن تحصي الولايات التي لم تدخل الحروب وستجد أنها هي الأقل، حتى ولاية الخرطوم جاءتها زيارات في أم درمان وغيرها (هجوم حركة العدل والمساواة في مايو/ أيار) من عام 2008 على أم درمان، إذن الحرب انتقلت إلى كل الولايات، و«المؤتمر الوطني» يريد أن يغطي على ما ارتكبه من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في جنوب كردفان.

وهناك تناقض، ففي الوقت الذي أعلن فيه البشير وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين رفض ما هو أقل برفضه إرسال الطعام وأراد أن يستخدمه كسلاح، فكيف لا يسمح بإدخال الطعام وفي نفس الوقت يريد أن يوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، والاتفاق الإطاري الذي وقعناه كان سيؤدي إلى وقف إطلاق النار، والنقطة المهمة هي أن وفد القوات المسلحة أثناء المحادثات التي جرت في أديس أبابا طلب السماح له بالذهاب إلى الخرطوم لمدة (48) ساعة لمقابلة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وكان ذلك في الثامن والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي، ليأتوا بوفد لعملية وقف إطلاق النار، وحتى الآن ولأكثر من شهر لم يأت هذا الوفد، وهم لا يريدون وقفا لإطلاق النار أصلا.

* هل ستستأنفون التفاوض مع «المؤتمر الوطني» أم سيتوقف عند هذا الحد؟

- نحن في الحركة الشعبية، تعلمنا بتجربتنا الطويلة والمدرسة التي أسسها الدكتور جون قرنق، أن نحارب ونتفاوض، ليس لدينا خلط، وفي الأصل برنامجنا هو للسلام، متى ما وجدنا السلام وأدركنا قبلناه.

* وهل هذا إعلان حرب من قبلكم؟

- الحرب أعلنت علينا ونحن في حالة دفاع في جنوب كردفان وراياتنا هناك لم تنكس وسترتفع، وكل ما هاجمنا «المؤتمر الوطني» كلما هزمناه، لأنه حزب البغي والعدوان

* لكن «المؤتمر الوطني» يتهمكم بأنكم تقفون مواقف متعنتة وتسعون للاستيلاء على الحكم، ما هو ردكم؟

- نحن لم نكتب رسالة باسم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفريق عصمت عبد الرحمن بتجريد ونزع سلاح الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، لم نحاول نزع سلاح الجيش الشعبي بأنفسنا في جنوب كردفان، ونحن لم نتسبب في تمرد الفرقة (14) التابعة للقوات المسلحة المتمركزة في كادوقلي بجنوب كردفان، ونحن لم نقم بعمليات القتل الجماعي والمقابر الجماعية ولم نجر محاكمات جزافية لأبناء النوبة في القوات المسلحة، وأيضا لم نقل إننا لن نعترف بـ«المؤتمر الوطني»، بل هو الذي يقول إنه لا يعترف بالحركة الشعبية، إذن «المؤتمر الوطني» هو في موقف المعتدي وعلى طول الخط هو المعتدي الأكبر في السياسة السودانية، لا يوجد حزب اعتدى على الأفراد والجماعات في تاريخ السياسة السودانية مثل حزب المؤتمر الوطني، بل هو اعتدى على نفسه باعتدائه على الحركة الإسلامية وعلى مؤسس الحزب نفسه الدكتور حسن الترابي، وعلى رئيس جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله قوش، كما أن «المؤتمر الوطني» اعتدى على القوات المسلحة وعلى المثقفين، وهذا الحزب يعتدي شمالا ويمينا حتى كتب عند الله معتديا.

* قبل شهر أعلنتم أنكم ستتخذون موقفا نهائيا من مسألة تغيير النظام، لكن حتى الآن ووفق المدة التي تم إعلانها من قبلكم لم نر موقفا جديدا، هل هناك تغيير في المواقف؟

- هذا سؤال مهم، بالفعل نحن أعلنا ذلك، لكن لدينا حوارات واتصالات مختلفة، لقد اجتمعت أربع منظمات وهي حركة تحرير السودان بشقيها، والعدل والمساواة والحركة الشعبية، قبل يومين عقدنا اجتماع حضره رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، ونائب رئيس حركة تحرير السودان منصور عبد القادر منصور ممثلا لحركة العدل والمساواة ونائب رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز آدم الحلو وشخصي، ونحن نعمل تحضير للاجتماع الرئاسي وفي نفس الوقت نجري اتصالات داخل الحركة الشعبية ولدينا ظروف وتعقيدات في عقد اجتماع لقيادة الحركة الشعبية نتيجة للحرب في جنوب كردفان، ولكن سنستخدم وسائل أخرى لمعرفة آراء أعضاء قيادة الحركة، ومع ذلك آخر اجتماع لقيادة الحركة كان قد فوض رئيسها ونائبها وأمينها العام لمخاطبة الوضع المستعجل، سنتأخر قليلا لإعلان رأينا النهائي، ومن ضمن الأسباب التي أدت إلى تأخير إعلان موقفنا النهائي المجهودات التي قادها رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي وأيضا المجهودات التي يقودها المجتمع الدولي، ونحن لسنا في عجلة من أمرنا ولكن في نهاية الأمر، على الجميع أن يثق أننا على موقفنا ولن يمضي وقت طويل وإلا أعلنا قرارا نهائيا ينتظره الشعب السوداني، ونحن لا نريد أن نستبق أشياء كثيرة لأننا أعطينا «المؤتمر الوطني» فرصة كاملة، لكنه هو الذي يدفع البلاد بكاملها نحو الحرب.

* كيف تنظر إلى موازين القوى في السودان هل هي في صالح الرئيس البشير أم في صالحكم؟

- موازين القوى ليست في صالح «المؤتمر الوطني»، لأنه يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة لا تحتاج إلى دليل أو حديث، ويكفي المظاهرات الشجاعة التي خرجت في أحياء العباسية والعرضة وأم بدة في أم درمان، الأمر الآخر أن السودان يعاني من حرب مشتعلة منذ عشر سنوات في دارفور، والآن حرب في جنوب كردفان، ويعاني من المحكمة الجنائية التي تطلب حتى رئيس الجمهورية عمر البشير، وهو أصبح عبئا على النظام، والخرطوم تعاني في العلاقات بين الشمال والجنوب، وأكبر فشل بالسودان انفصال الجنوب، وهو في محيط هادر من الثورات العربية بدءا بالجيران الأقربين، مصر وليبيا، وسيصاب وسوف تنتقل إليه عدوى الثورات، لا سيما أن الشعب السوداني هو الأكثر تجربة في ستينات وثمانينات القرن الماضي، ولذلك «المؤتمر الوطني» ما هو خلفه لن يصبح أمامه، فقد حكم لمدة (22) عاما وكانت أمامه فرصة ليقود التغيير ولكن الآن سيتم تغييره مهما فعل.

* على ذكر الثورات العربية آخرها تغيير نظام القذافي.. ما هو تأثير ذلك على السودان؟

- هناك تأثير كبير، الثورات الآن أصبحت مسلسلات تلفزيونية، وهي ليست الثورة الفرنسية التي سمعت بها أفريقيا بعد أعوام كثيرة، بل هي ثورات تنقل حية ومباشرة، البث المباشر من ميدان التحرير في القاهرة إلى بنغازي، ومحمد البوعزيزي هذا البطل التاريخي والذي عبر إلى أكثر من بلد، هذا عصر البوعزيزي، وعصر الجماهير والتغيير واحترام الحريات، بل هو عصر الحريات والطعام والسلام، ولا مفر من ذلك وشرعية الحزب الواحد سقطت وإلى إلى الأبد ولن تفيد، والمؤتمر الوطني سقط مع سقط الحزب الواحد.

* فاتكم الربيع العربي بالثورات التي شهدتها بلدان عربية كثيرة، هل تنتظرون الشتاء؟

- نحن في السودان ليس لدينا ربيع، بلادنا فيها صيف، ولذلك نحن قادمون على الصيف السوداني، والشمس مصدر للطاقة وللحيوية والصحة وتقضي على كثير من الجراثيم، ولدينا جراثيم سنقضي عليها في الصيف المقبل.

* وعلى أي نمط تنشدون التغيير على النمط المصري والتونسي أم الليبي؟

- على النمط السوداني، فالسودان يستفيد من تجارب الآخرين لكن لا يقلدها، ليست بالصورة واللصق، والشعب السوداني قديم لديه (7) آلاف عام من التاريخ، ولدينا مشروع كبير وطويل، ونحن سنوحد الجنوب والشمال على أسس جديدة، وجيلنا هذا يجب أن يسلم الراية إلى الأجيال الأخرى باتحاد سوداني جديد بين دولتين مستقلتين واتحاد كونفيدرالي مع كل دول الجوار، وكتلة اقتصادية وسياسية تصارع في عالم اليوم، نحن من دعاة العلاقات الاستراتيجية في أفريقيا كلها، وأيضا من دعاة العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي وأفريقيا، والأفارقة والعرب هم على هامش الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية، لدينا طموح لعودة جديدة للأفارقة والعرب والثورات العربية الآن تؤسس لعصر جديد سيشمل أفريقيا والعالم العربي، وجنوب السودان سيصبح معبر التواصل للشمال في أفريقيا، وشمال السودان سيصبح معبر التواصل للجنوب في الشرق الأوسط والعالم العربي.

* هناك اتهامات مستمرة من «المؤتمر الوطني» بأنك زرت إسرائيل، ما حقيقة الأمر؟

- نحن لم نذهب إلى إسرائيل ولن نذهب إليها، وليس لدينا شيء نبحث عنه هناك، بل لدينا دعوة رسمية من مصر، و«المؤتمر الوطني» يخاف من مصر أكثر من إسرائيل لأنه لم يحاول اغتيال مسؤولين إسرائيليين مطلقا، و«المؤتمر الوطني» يخاف من عملنا السياسي في الشمال، ومن قبل حاول أن يخوض حملة فبركة أكاذيبه ضد الدكتور جون قرنق، بأنه داعية للأفريقانية وإلغاء الهوية العربية والإسلامية، وحاول أن يقدم طلاء كاذبا لرؤية السودان الجديد ظنا منه يمكنه أن يعزل الدكتور جون قرنق من شمال السودان، ولكن استقبال الشعب السوداني في الساحة الخضراء رد ردا صاعقا وقويا على «المؤتمر الوطني» بأن دعايته لن تفيد، والشعب السوداني أذكى من ذلك ويعلم من نحن إلى أي قيم نستند وماذا نريد، ونحن سنذهب إلى الخرطوم ولن نذهب إلى إسرائيل، لأنه ليس هناك شيء نحتاجه منها، بل نحن التقينا كل رؤساء دول الجوار وتباحثنا معهم وهم جيراننا الأقربون، ولقد دخلنا هذا الفيلم من قبل ولدينا تجربة طويلة، و«المؤتمر الوطني» الآن في حالة انحدار، ولن يصعد مطلقا مهما فعل، ومحاولته تشويه صورة الآخرين تزيد من تشويه صورته ومزيد من الأكاذيب والفبركة والأفضل له أن يبحث عن جوهر القضايا.

* القوى السياسية في شمال السودان لم نسمع عنها ما يساند تحركاتكم خاصة التحالفات التي تعقدونها مع حركات دارفور، هل أصبحت عاجزة؟

- القوى السياسية تعاني من العجز في وجه من الوجوه، لكن واحدة من أسبابه هي سياسات النظام وفرق تسد واستخدام الأموال والتضليل والإعلام والكذب والخداع والفبركة، ومعلوم أن القوى السياسية السودانية قديمة ومجربة وستخرج من هذه الوهدة إلى مربع جديد، ولن نغمط مطلقا من النهوض، وليس من الضروري أن يأتي نهوض الشعب السوداني من المؤسسات الحزبية والسياسية، بل لعلك تعلم أن نهوض شعوب مصر وتونس وليبيا آت من خارج المؤسسات السياسية، وشباب السودان عملنا معهم، وهناك قوى فاعلة من النساء والشباب وهي تتقدم الصفوف الآن وسيلحق بها الجميع.

* لكن كان لديكم تحالف مع هذه القوى السياسية في ما يعرف بتحالف جوبا، هل ثمة خلافات بينكم في الوقت الراهن في تقدير الموقف السياسي؟

- طبعا، يوجد تباين، لكن لا يوجد خلاف، نعم هناك تباين في وجهات النظر، ولدينا عمل مشترك مع حركات دارفور، وسنطوره مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والنساء والطلاب، وسيكون هناك عمل بمختلف الأشكال والأدوات والأساليب، كل يبذل مجهوده بالأدوات والآليات التي يملكها، والهدف النهائي هو حريات، سلام وطعام.

 

آراء