السفير كمال حسن على فى حوار بمركز الأهرام حول الوضع السوداني الراهن والعلاقات المصرية السودانية:

 


 

 

ما يحدث من توترات وا معارك امر مخطط له مسبقا من الحركة الشعبية

مهلة الاتفاق حول قضايا النفط تنتهى فى اكتوبر المقبل

اتفقنا بشكل كامل مع الميرغنى وبنسبة 80% مع الصادق المهدى

استبدلنا 10 الاف من جنود اليونيمس ب 4200 جندى اثيوبى

المعابر مع مصر ستنفتح الطريق من الخرطوم الى الاسكندرية

الاستثمارات المصرية فى السودان بلغت 6 مليار دولار



القاهرة – اميرة عبدالحليم
أكد السفير السودانى فى مصر كمال الدين حسن على ان العلاقات المصرية السودانية تشهد انطلاقة جديدة فى الوقت الحالى وان هناك تفاؤلا كبيرا بمستقبل هذه العلاقة. كما تناول الاوضاع الراهنة فى السودان وقال انها تتشكل انطلاقا من انفصال الجنوب الذى سيؤثر بدوره على المستقبل السودانى، وقد جاء ذلك فى الحوار الذى اداره هانى رسلان بوحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الاهرام للدراسات .

وقد كشف السفير السودانى على انه كان يوجد تيارين داخل الحكومة السودانية احدهما يرى ضرورة حسم وانهاء كل القضايا العالقة بين الشمال والجنوب مثل الحدود والترتيبات الامنية وقضايا البترول وغيرها قبل الوصول الى موعد الاستفتاء على حق تقرير المصير، فى حين كان هنالك تيار آخر يرى ضرورة ان يكون هناك اكبر قدر من المرونة تشجيعا للوحدة، وان رأى هذا التيار هو الذى انتصر ، غير ان الاحداث الحالية توضح ان هذا الراى لم يكن صائبا، لان الحركة الشعبية تحاول ان تستغل هذه القضيا بنية مبيته لاثارة القلاقل وعدم الاستقرار فى الشمال، وان هذا ظهر فى احداث ابيى والاعتداء على القوات المسلحة السودانية لمحاولة تغيير الاوضاع فى المنطقة، كما ظهر ايضا فى رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات فى جنوب كردفان والتباطوء فى الالتزام بالترتيبات الامنية فى المنطقتين، مما ادى لاندلاع القتال بتخطيط من الحركة الشعبية، وشدد على ان موقف الحكومة السودانية قائم على اساس انه لا يمكن القبول بوجود جيشين فى دولة واحدة وان الترتيبات الخاصة باتفاقية السلام الشامل قد وصلت الى منتهاها بانفصال الجنوب .

القوات الاثيوبية
حول القوات الاثيوبية فى ابيى  قال السفير السودانى ان الجنوب كان يضغط من اجل ابقاء قوات اليونميس التابعة للامم المتحدة التى انتهت مهمتها فى 9 يوليو ، ولكن الحكومة السودانية اصرت على خروج القوات الاممية وان نستعيض عن العشرة الاف جدنى اممى بعضهم تابعون لبلدان لا نثق فيها ، بعدد 4200 جندى من دولة واحدة هى اثيوبيا وهى دولة صديقة نثق فيها . واتفقنا على ان تكون هناك منطقة عازلة حجمها 10 كيلومترات بين الطرفين . 

النفط والاوضاع الاقتصادية

وبالنسبة لللغط الدائر حول اسعر مرور نفط الجنوب عبر الشمال، قال كمال حسن على ان الرئيس البشير اوضح هذه النقطة فى آخر حواراته، وانه كان هناك اتفاق لتعويض السودانى فى مرحلة انتقالية قدرها 4 سنوات، لان السودان انفق الكثير على انتاج هذا النفط وصادم الغرب من اجل استخراجه وضخه ، وانه لو كانت هناك شكرات تعمل فى هذه الحقول لا يستطيع احد ان يقول لها عليك الخروج هكذا دون تعويض ولذلك فالسعر المحدد لنقل النفط عبر الشمال قد تم تقديره على هذا الاساس ، وان هذا التوافق كان على اساس ان تكون هناك علاقة بين دولتين متعاونتين . وكشف السفير على ان هناك مهلة حتى  شهر اكتوبر للوصول الى اتفاق، واذا لم يحدث الاتفاق فالحكومة السودانية لديها خياراتها ووسائلهاالخاصة.
وفى السياق نفسه أشار كمال حسن على الى ان ثروات السودان كافية لنهضته عبر خطة ثلاثية ، وان السودان به 200 مليون فدان بعد الانفصال لا يزرع منها سوى 40 مليون فدان ، وان التعدين الاهلى ( وليس الشركات ) الى مليار دولار فى ستة شهور .وان هناك خططا وترتيبات محددة للوصول بمستوى انتاج النفط فى الشمال الى مليون برميل يوميا ، واشار الى ان السودان قد اكتفى من انتاج الاسمنت محليا وسوف يتجه للتصدير وكذلك فى السكر . 

وفى اجابة على سؤال حول ايقاف التجارة وانتقال السلع الى الجنوب، قال السفير السودانى ان هذا كان اجراء طبيعيا ومنطقيا، فلا يمكن ترك السلع التى يستوردها السودان بالعملة الصعبة لكى تذهب الى دولة الجنوب هكذا مجانا، دون ضوابط ، وقال ان هذه المشكلة فى طريقها الى الحل حيث تم الاتفاق على عشرة معابر بين البلدين  حسب الترتيبات الدولية .

الوفاق الداخلى

حول الوفاق الداخلى قال السفير السودانى أن الحكومة الحالية جاءت عبر انتخابات مراقبة من العالم كله ، ولكن هذا لم يمنع الحوار مع القوى والاحزاب والرموز السياسية السودانية لتشكيل حكومة جديدة والوصول إلى توافق وطنى، مما أدى الى تاخر اعلان الحكومة الجديدة حتى الان، واشار الى انه تم التوافق مع السيد الميرغنى على جميع النقاط ولم يتبق سوى الاتفاق على عدد المقاعد، وان التوافق مع الامام الصادق قد تم بنسبة 80% وانه سواء التحقت هذه القوى بالحكومة او لم تلتحق فهناك اتفاق واسع على الاسس والسياسات .  وحول واجب الحكومة فى بذل جهد اكبر من اجل الوفاق قال كمال حسن على أن الحكومة نفذت طلبات مبالغ فيها لمدة شهور ليس تفضلا منها ولكن من اجل الوفاق ، ولكن هناك احلام لسقوط النظام على وقع الربيع العربى . وهناك اشياء كثيرة تحدد ان الثورة عندما تقوم لن تقوم الا بشروط لان الثورات لم تقم بقيادة الاحزاب .

العلاقة مع مصر

قال السفير السودانى أن هناك قدر كبير من التفاؤل بانطلاقة فى العلاقات بين الدولتين ، وان العلاقات لم تكن سيئة ولكن كان هناك قدر من التشكك بين الطرفين، وكان هناك عدد من القضايا المسكوت عنها، والآن هناك روح جديدة وارادة جديدة لتحقيق الطموحات . وقال ان الزيارات المتبادلة مؤشر هام لتطور العلاقة، وقال على سبيل المثال استطعنا ان نحل مشكلة تعليم السودانيين فى مصر فى وقت وجيز مع وزير التعليم وهى مشكلة ظلت قائمة لفترة طويلة . وأشار إلى أن الحركة التجاريه بين البلدين وصلت إلى 600 مليون دولار، وان حجم الاستثمارات المصرية فى السودان أكثر من 6 مليار دولار متواجدة فى كل القطاعات ، والقضية الاهم الآن هى تأمين الغذاء للشعبين من خلال مشروع القمح وقد تم انشاء مزرعة من 100 فدان لاستزراع البذور المناسبة والمستهدف هو زراعة حوالى مليون و200 الف فدان ستم تحديدها قريبا عبر لجان مشتركة، وفى الاسبوع الماضى تم توقيع المشروع الاستراتيجى لإنتاج اللحوم ، وتحديد 30 ألف فدان فى ولاية النيل الأبيض لإنتاج وتصنيع اللحوم مناصفة بين البلدين  وهناك ثلاث شركات تقدمت للتنفيذ. وأشار انه لاول مرة تنساب اللحوم من السودان إلى مصر فى الوقت الحالى بدون عوائق. وقال ان تصدير اللحوم الى مصر لا علاقة بارتفاع اسعار اللحوم داخل السودان وان هذه من عمل التجار حيث ان سعر اللحوم فى السودان اعلى من سعر اللحوم السودانية التى تباع فى مصر، ومن يصدرون الى مصر لا يخسرون .

المعابر الحدودية مع مصر
قال السفير ان هناك لجان من عشرة جهات مثل الجيش والشرطة والجمارك والحجر الزراعى زالحجر الصحى .. الخ ستقوم بتحديد وفتح معبرين عند ارقين وقسطل  احدهما على طريق الساحل الغربى الذى اكتمل ولم يتبق فيه سوى 27 كليومتلر والثانى على الطريق الغربى الذى بيقيت فيه 144 كم على الجانب المصرى سيتم رصفها ايضا ، وذلك لتسهيل التجارة بين مصر والسودان وبين السودان ودول اخرى فى المنطقة، ولاول مرة سوف تستطيع الشاحنات المصرية الوصول الى الخرطوم والشاحنات السودانية يمكنها ان تصل الى الاسكندرية .
وقد شارك فى الحوار عدد كبير من ممثلى القوى السياسية والاعلاميين والمهتمين بالشأن السودانى فى مصر كان على راسهم عبدالحميد بركات وكيل حزب العمل الذى اكد على مواقف حزبه الثابته تجاه السودان، بينما اكد احمد عبدالحفيظ المحامى نائب الامين العام للحزب الناصرى على ضرورة التكيز على الرؤى الاستراتيجية وحمايتها عبر الدعم السياسى الذى من الممكن ان يؤدى الى توسيع  مساحة المصالح المشتركة بين الشعبين، وعبدالمنعم الشاذلى سفير مصر السابق فى السودان الذى طالب بتوسيع وسائل الربط عبر السكك الحديدية والنقل البحرى وان هذا هو القاطرة الحقيقية للتواصل، وأشار الدكتور زكى البحيرى الى دور الانجليز فى الفصل بين الجنوب والشمال مما ادى الى الانفصال فى نهاية المطاف، وانه لابد من الانتباه لمواجهة المخططات الخارجية. كما شارك فى الحواراسماء الحسينى وصباح موسى وعدد كبير من الاعلاميين والمهتمين بالشأن السودانى مختلف الاصدرات الصحفية.

 

آراء