لكمة كشفت عن ضعف الاتحاد العام !!
رأي صريح
*ألهتنا فجائية الموقف ودرجة اثارته العالية وجرأة الجاني الذي ارتكب حماقة لم يسبقه عليها أحد، عن النظر للحال البائس الذي وصل اليه الاتحاد السوداني لكرة القدم، فما حدث لا يمكن اختزاله في حادثة لكمة خطافية تعرض لها حكم مباراة الهلال والترجي بين الشوطين، أو اختزاله في من هو الجاني .. هل هو البرير أم متطوع في ثوب الدوبلير ؟، القصة أكبر بكثير، هي قصة اتحاد فقد هيبته وأدمن مسك العصا من النصف والسير تحت ( الحيطة ) حينما يتطلب الموقف الصدام مع الهلال أو المريخ حتي وان كان الناديان علي خطأ، في هذه الحادثة بالتحديد، لم يحوجنا الاتحاد العام علي اثبات ضعفه وهوان مواقفه، فكل السودان تلجمه الدهشة الآن، ليس من تعرض الحكم الجزائري للكمة خطافية، بل من صمت كبار المسئولين في الاتحاد العام الذين تجنبوا حتي التعليق علي الحادثة التي كانوا من شهودها العيان، كان من المخجل أن نقرأ في حيثيات وتفاصيل حادثة الاعتداء ان رئيس الاتحاد العام الدكتور معتصم جعفر اعتذر للحكم وترجاه في استئناف المباراة وظل معه حتي وقت متأخر من الليل ثم عاوده في اليوم التالي في الفندق حتي ساعة مغادرته مطار الخرطوم، ولا نقرأ له مجرد تعليق، ناهيك عن اصدار قرار فوري وحاسم يحفظ به ماء وجه السودان.
*كان محزنا للغاية ومؤسفا جدا أن نجد بعض المسئولين الكبار في الاتحاد العام يحرصون علي اخفاء الحقيقة وهم شهود عيان علي واقعة حدثت أمام أعينهم، بل وصل الأمر بأحدهم حدا جعله يراهن علي اقناع الناس بقصة ملفقة من خياله.
*ضعف الاتحاد الذي نتحدث عنه، أثبته قرار السيد اسامة ونسي رئيس مجلس الشباب والرياضة بولاية الخرطوم الذي اضطر لتشكيل لجنة لتقصي الحقيقة، مثل هذا القرار كان معنيُ به الاتحاد السوداني، لا سيما واللكمة حدثت في مباراة دولية هو المسئول عنها أمام الاتحاد الافريقي لكرة القدم قبل أن يكون مسئولا أمام الرأي العام داخل وخارج السودان، وما فعله الوزير الولائي ونسي يذكرنا بما حدث العام الماضي حينما أضطر الوزير الاتحادي حاج ماجد سوار لتشكيل لجنة تحقيق نتيجة لما حدث في مباراتي القمة في ختام الدوري الممتاز ونهائي كأس السودان، رأينا جميعا كيف وقف الاتحاد العام يتفرج علي مهازل الاساءات بمكبرات الصوت واللافتات في المدرجات قبل أن ينقذه الوزير حاج ماجد بقرار لجنة التحقيق التي لم تفعل شيئا غير تخدير الناس بقرارات آتية.
*ان سلبية الاتحاد العام وخوف قادته من الاصطدام بالهلال والمريخ، سوف يوصلنا الي أسوأ مما نراه حاليا، يكفي ان الحيثيات التي تلت حادثة الاعتداء سببها صمت الاتحاد العام واختيار قادته العزلة كأنما الأمر لا يعنيهم، لولا هذا الخوف لما سمح مجلس ادارة نادي الهلال لنفسه استباق الأحداث باصدار بيان ينفي فيه اعتداء رئيسه علي الحكم في وقت تم فيه تكوين لجنة لتقصي الحقيقة.
*واضح جدا ان قادة الاتحاد العام مثلهم مثل الكثيرين من اداريي هذا الزمان، لا تثيرهم سمعة الكيان الذي يديروه بقدر ما تثور ثورتهم حينما تتهدد مناصبهم، قبل أيام قليلة تابعنا ردة الفعل الغاضبة من رئيس الاتحاد ضد أعضاء مجلسه أصحاب المذكرة الشهيرة الذين طالبوا باعمال المؤسسية والشفافية، جن جنون رئيس الاتحاد بعدما عرف بتفاصيل تلك المذكرة في الصحف ووصل به الحال لمطالبة الأعضاء بالصرف علي المنتخب ان كانوا يريدون المؤسسية والشفافية.
*تخيلوا .. مثل هذه المذكرة تثير الحنق لدي رئيس الاتحاد وتجعله يهدد ويتوعد زملائه بالويل والثبور، وحادثة مثل التي وقعت أمامه في مباراة الهلال والترجي ويشهد عليها موظفين يعملون تحت أمرته لا تحركه ساكنا.
أراء في كلمات
*معلوم للكافة، ان رئيس الاتحاد العام لا يتمني عودة خصمه السابق صلاح ادريس لرئاسة نادي الهلال، ولكن هذا لا يبرر له سلبيته في التعامل مع واقعة اللكمة.
*أليس من العيب الا يحرص الاتحاد علي اصدار بيان، حتي لو كان عبارة عن اعتذار للحكم الجزائري، ناهيك أن يكون عدد لا يستهان به من رجال الاتحاد شهود عيان علي الحادثة.
*مثل هذه الحادثة من الصعب ان لم يكن الاستحالة، مداراتها بأي سيناريو طالما هناك قرار محتمل صدوره من الاتحاد الافريقي.
*لم يكن مطلوبا من الاتحاد العام الدخول في عداء مع رئيس نادي الهلال، بقدر ما مطلوب منه توضيح الحقيقة.
*قرأنا أمس عن اتجاه وزاري بتكوين لجنة تحقيقة مع من اعترف علي نفسه بالاعتداء علي الحكم بعدما اتضح انه يتبوأ منصبا قياديا في اتحاد كرة السلة.
*بالتأكيد ستكون الاقالة أقل عقوبة تصدر ضد هذا الشخص ان كان هو المعتدي أو سعي لانقاذ الجاني الحقيقي.
*كنا نريد الحديث عن انتخابات المريخ المرتقبة وما يعرض فيها حاليا من ( ضحك علي العقول )، ولكن حادثة اللكمة فرضت نفسها.