مبعوث اوباما للسودان: “لا لربيع العرب”

 


 

 




برنستون لايمان: لا اسقاط النظام، لا تغيير النظام، اصلاح النظام"

واشنطن: محمد علي صالح: الشرق الاوسط":

مقابلة:
س: رحبت الحكومة الامريكية بربيع العرب الذي اطاح بحكومات دكتاتورية في دول عربية، ولاجراء انتخابات حرة ونزيهة في هذه الدول، فهل تدعو لانتقال ربيع العرب الى السودان؟
ج: ليس هذا جزءا من اجندتنا في السودان. بصراحة، لا نريد اسقاط النظام، ولا تغيير النظام. نريد اصلاح النظام باجراءات دستورية ديمقراطية.
س: اليس البشير حاكما عسكريا دكتاتوريا؟
ج: نحن لا نتعامل مع البشير مباشرة. خاصة بسبب اتهامات المحكمة الجنائية الدولية له بخرق حقوق الانسان وجرائم الحرب والابادة في دارفور.
س: كيف تتعاملون مع حكومة البشير، وليس مع البشير؟
ج: موقفنا واضح من اتهامات المحكمة الجنائية الدولية. لكن، نحن نركز الأن على الاستقرار في كل من السودان وجنوب السودان. وعلى تاسيس علاقات ودية بينهما بعد سنوات الحروب الطويلة.
س: قالت الحركة الشعبية الشمالية (المعارضة) انها تتوقع مساعدات اميركا لاسقاط نظام البشير، مثلما ساعدتها في موضوع جنوب السودان؟
ج: كما قلت، ليست في مصلحتنا اسقاط النظام في السودان وزيادة المشاكل. تكفينا المشاكل الحالية. مصلحتنا هي تطوير النظام ديمقراطيا. نعم، ساعدناهم في الماضي بما فيه مصلحتنا. ومصلحتنا الآن هي استقرار في السودان وفي جنوب السودان.
س: قالوا انهم يريدون نقل ربيع العرب الى السودان؟
ج: نريد الحرية والديمقراطية في السودان، ولكن ليسا بالضرورة عن طريق "ربيع العرب."
س: ما هو رأيكم في الجبهة الثورية السودانية التي تريد اسقاط حكومة البشير بالقوة (اتفاقية كاودا، في ولاية جنوب كردفان، في الشهر الماضي، بين منظمات دارفورية والحركة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان النيل الازرق)؟
ج: حكومة الولايات المتحدة تعارض العمل العسكري ضد حكومة السودان. وتراه اثارة لمزيد من الحروب والمشاكل. وتراه يهدد كيان ووحدة السودان. ويمكن ان ينتقل الى الجنوب، ويهدد كيانه ووحدته. لهذا، نحن حريصون على وحدة السودان (الشمالي). وندعو كل الاطراف الى العمل لتحقيق ذلك سلميا.
س: هل ضغتم على هذه المنظمات؟
ج: نحن لا نضغط عليهم، ولكن نحاول اقناعهم. وقلنا لهم ان عليهم تقديم برامج سياسية لاصلاح السودان بواسطة طرق دستورية وديمقراطية. وقلنا لهم ان عبارات مثل "اسقاط النظام بالقوة" و "الجنوب الجديد في الشمال" لا تساعد. وسألناهم: كيف تتوقعون من حكومة الخرطوم التفاوض معكم وانتم تريدون اسقاطها بالقوة؟
س: هناك اخبار بان حكومة الجنوب تساعد هذه الحركات؟
ج: في الشهر الماضي، حسب طلب الرئيس اوباما، سافرنا، دينيس ماكدونوا، نائب مستشار الرئيس للامن الوطني، وانا الى الخرطوم وجوبا. في الخرطوم، ابلغناهم قلقنا لاستمرار القتال في جنوب كردفان والنيل الازرق. وفي جوبا، ابلغانهم بضرورة احترام سيادة السودان، بما في ذلك إنهاء الدعم للحركة الشعبية في الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
س: ماذا حدث في "ورشة دافور" التي عقدت مؤخرا في واشنطن، وكانت مقفولة للصحافيين؟
ج: نعم، كانت المداولات مقفولة، ولكنى اقدر على اقول بانها كانت ناجحة. ونحن كنا نريد معرفة أراء كل الاطراف بعد اتفاقية الدوحة (في الشهر الماضي، التي تبنتها قطر). واهم ملاحظة بالنسبة لنا هي ان الاختلافات بين الحركات الدارفورية، التي مع الحكومة والتي في المعارضة، كانت اقل مما هي عليه في الماضي. لم تكن مثل الخلافات الحادة في مؤتمر ابوشا (في نيجريا سنة 2004).
س: قالت اخبار انكم تريدون السيطرة على حل مشكلة دارفور، بعيدا عن جهود قطر؟
ج: ليس هذا صحيحا. نحن رحبنا باتفاقية الدوحة، واشدنا بدور قطر، ومستعدون للتعاون مع قطر. لكن، نحن قلنا مرات كثيرة أن اهم شئ في مثل الاتفاقيات هو ليس التوقيع عليها، والاحتفال بها، ولكن تنفيذها.
س: ما هي الخطوة التالية لحل مشكلة دارفور، بعد اتفاقية الدوحة.
ج: نحن قلنا لحكومة السودان الا تقفل الباب امام الحركات التي رفضت اتفاقية الدوحة. وقلنا لهذه الحركات ان تركز على الحل السياسي، وليس العسكري.
س: متى سيرفع اسم السودان من قائمة الارهاب؟
ج: كل شئ يعتمد على سياسات حكومة البشير.
س: البشير قال انكم تحركون مرمي الكرة بعيدا كلما اقترب هو منه؟
ج: العكس هو الصحيح. كلما اقتربنا من حل المشاكل، حتى ننظر في امكانية رفع اسم السودان من قائمة الارهاب، يخلق البشير مشكلة اخرى. مشكلة الجنوب، ثم مشكلة دارفور، والان مشكلتي جنوب كردفان والنيل الازرق.
س: الأن، ماذا تريدون من البشير ان يفعل لرفع اسم السودان من قائمة الارهاب؟
ج: وقف الحرب في النيل الازورق وفي جنوب كردفان، والتفاوض مع المعارضين هناك، وفتح الباب امام المساعدات الانسانية. نعم، انا قلت اننا نعارض العمل العسكري من جانب المعارضة، لكن، في الجانب الآخر، على حكومة البشير ان تحرص على حل المشاكل سلميا.
س: اذا انتهت مشاكل دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، هل سيلغي الكونقرس العقوبات التي فرضها على السودان؟
ج: الموضوع فيه بعض التعقيدات. بالنسبة لرفع اسم السودان من قائمة الارهاب، يقدر الرئيس، بناء على توصية من وزيرة الخارجية، ان يفعل ذلك. لكن، اغلبية العقوبات على السودان كانت قرارات اصدرها الكونغرس بسبب مشكلة دارفور. ولن يرفعها غير الكونقرس.
س: هل هناك امل في ان يفعل الكونقرس ذلك؟
ج: اجتمعت مؤخرا مع اعضاء في الكونقرس، وقالوا انه لا يوجد امل ما دامت هناك مشاكل في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان.
س: اول من امس في اديس ابابا، انسحب وفد جنوب السودان من المفاوضات مع السودان بسبب اغلاق السودان انابيب النفط التي تنقل بترول الجنوب، عبر الشمال، الى ميناء بورتسودان في البحر الاحمر؟
ج: لست متأكدا من ذلك. هناك اخبار قالت ان هذا هو ما حدث، واخبار قالت عكس ذلك. اغلقت او لم تغلق، على الجانبان ان يعرفا ان اغلاق الانابيب وهي مليئة بالنفط سوف يصيبها باضرار كبيرة.
على اي حال، اعتقد ان مفاوضات اديس ابابا فيها اشياء ايجابية كثيرة.
س: مثل ماذا؟
ج: لاول مرة، قدم الجانبان اقتراحات محددة وواضحة لحل مشكلة النفط. اقترح جنوب السودان دفع خمسة مليارات دولار خلال الثلاث سنوات القادمة، منها مليارين نقدا، وثلاثة مليارات لصالح الديون الخارجية المشتركة للجانبين. واقترح السودان سبعة مليارات. طبعا، هناك اختلاف واضح. لكن، مجرد ان تقدم اقتراحات واضحة ومحددة يعتبر تقدما في نظرنا.
س: اول من امس، انضم اعضاء من حزب الامة ومن الحزب الاتحادي الديمقراطي الى حكومة البشير، وصار كل من ابن الصادق المهدي وابن محمد عثمان الميرغني مساعدا للرئيس البشير؟
ج: نحن رحبنا بهذه التطورات في نطاق ما رحبنا به سابقا، وفي نطاق ما قلته لك سابقا، باننا نريد تحولا ديمقراطيا دستوريا في السودان.
--------------------------------

 

آراء