د. إجلال رأفت: دولة جنوب السودان دولة مستقلة ، وهي حرة في تحديد علاقاتها الدولية

 


 

 


خلال ندوة باتحاد الأطباء العرب بالقاهرة:

السفير كمال، يصف زيارة الرئيس سلفا لإسرائيل برأس جبل الجليد

أكدت الدكتورة إجلال رأفت : أن دولة جنوب السودان دولة مستقلة ، مما يعني أنها حرة في تحديد علاقاتها الدولية، وأن علاقات مصر مع الدول الإفريقية لابد من أن تقوم علي التعاون وتبادل المصالح، وأضافت: أن الصراع العربي الإسرائيلي قضية محورية لمصر، ونحن دائما نصدر قضايانا داخل علاقاتنا بالدول الإفريقية،
القاهرة، متابعة:أحمد مالك
أكدت الدكتورة إجلال رأفت : أن دولة جنوب السودان دولة مستقلة ، مما يعني أنها حرة في تحديد علاقاتها الدولية، وأن علاقات مصر مع الدول الإفريقية لابد من أن تقوم علي التعاون وتبادل المصالح، وأضافت: أن الصراع العربي الإسرائيلي قضية محورية لمصر، ونحن دائما نصدر قضايانا داخل علاقاتنا بالدول الإفريقية، وكثيرا ما أصبح الأمر عقبة في سبيل هذه العلاقات، مثال لذلك تعطل علاقات الدول العربية  بدولة إرتريا، عندما استغلت  ولم تنضم للجامعة العربية،ولا نريد أن يتكرر ذلك مع دولة جنوب السودان، ومن هذا يزور الرئيس سلفا كير إسرائيل أو لا يزور.
وبررت رأفت ،زيارة رئيس دولة السودان الجنوبي، سلفا كير ميارديت، لإسرائيل خلال الأيام المنصرمة، بقضايا حيوية لدولة جنوب السودان وشعبه منها اللاجئين، وطبيعية إقامة علاقات  بين دولة الجنوب وإسرائيل، ورأت أن هذه الزيارة لا يجب أن تثير أي مشكلة في العلاقات العربية مع دولة الجنوب ولا يجب الإشارة إليها.

كما رأت رأفت، أهمية إعادة النظر في علاقات مصر، كدولة إسلامية، مع أفريقيا، من منظور اشمل وفى الإطار العام،بالاهتمام بما تفعله إسرائيل في أفريقيا، وليس فقط إسرائيل، بل كل الدول الأخرى ذات التوجه، ومنها إيران، التي تنفق الأموال والمساعدات في الإفريقية، وحققت علاقات كبيرة بالقارة، خاصة دول حوض النيل، التي تهم مصر بصفة خاصة.وبالتالي يجب مراقبة اى دولة تهدد قضايانا في أفريقيا.
وأوصت رأفت، بضرورة جدية العمل في إطار العلاقات المصرية الإفريقية، والتعاون والمزيد من فهم الثقافات الإفريقية، والتخطيط  الاستراتيجي بعيد المدى، وقالت بان ذلك هو الواجب الذي يقوم  به الآخرون ولا نقوم به.
جاء ذلك خلال ندوة باتحاد الأطباء العرب بالقاهرة اليوم 26 ديسمبر2011 ، بعنوان زيارة الرئيس سلفاكير للكيان الصهيوني والآثار المترتبة عليها في المنطقة.

وقد عبر السفير سمير حسنى، عن جامعة الدول العربية، فى كلمته،عن قلقه إزاء موقف دولة جنوب السودان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالامتناع عن التصويت على قرار حق تقرير مصير الدولة الفلسطينية، الذي صوت عليه بواشنطن في 9 ديسمبر الحالي.وقال بان المتوقع كان العكس، خاصة وان الدول العربية صوتت لحق تقرير مصير دولة جنوب السودان.
وأهاب حسنى، بدولتي السودان، العمل معا من اجل ربط مصالحهما وحل مشاكلهما، وقال بأن الجامعة العربية تضع كل ما تملك من أجل أن يتم تنفيذ المشروعات الرابطة بين البلدين، لأن غير ذلك يبشر بصراع ليس في مصلحة الاثنين ولا العرب والأفارقة.
ونوه لجهود التنمية المتواصلة للجامعة بالجنوب، التي كان من آخرها تقديم 10 مستشفيات مجهزة لدولة الجنوب، بالإضافة لوجود بعثة دبلوماسية وحث الاستثمارات العربية علي التوجه لجنوب السودان. وأشار حسنى إلى أن العلاقات الوطيدة والتعاون العربي الإفريقي هو المخرج من وجود صراع عربي أفريقي.

كما تحدث دكتور خيري عمر، عن مصطلح السيادة ومفاهيمه المتباينة في السياسة، ومما تعبر عنه العلاقات الخارجية وكيف تنعكس التوجهات على العلاقات الثنائية، وعن مرور مصر بمرحلة إعادة البناء حاليا وكيف  سيؤثر ذلك على سياسات الأمن القومي، كما رأى أنه في العلاقات مع أفريقيا، لابد من معالجة معضلة المدخل الثقافي( وضرب مثالا بسياسات الجلابة) الأمور التي رأى أنها بالغة التأثير.وقال أنها أشياء يجب أن تؤطر بشكل جديد في السياسات وإقامة العلاقات التي يجب أن  تبنى على الاحترام المتبادل.

وأعلن السفير السوداني بمصر، كمال حسن على، موافقته على استقلالية دولة جنوب السودان وسيادتها، إلا انه عبر عن سعادته بزيارة رئيسها لإسرائيل، التي وصفها بأنها كشفت المستور، وقال: بينت الزيارة ما كنا ندركه عن علاقات الحركة الشعبية بالصهيونية العالمية، منذ خمسينات القرن الماضي، وما كان يعاتبنا عليه أصدقاؤنا حين نتناوله بأنه الشماعة التي نعلق عليها أخطاؤنا، وأضاف: بأن ما ظهر الآن ما هو إلا رأس جبل الجليد،وليس كامل العلاقة، ودور اللوبي الأمريكي في توجيه السياسة بجنوب السودان وفى دارفور، لمصلحة إسرائيل.

أما ممثل دولة جنوب السوداني مصر، فارمينا مكويت، فقد رد على السفير حسنى، بشأن موقف دولة الجنوب من قرار الأمم المتحدة حول فلسطين، بأن دولة جنوب السودان  ليس لديها سفراء بعد، وتحدث عن العلاقات التي لا تنفصم في السودان بين العرب والأفارقة، منذ القدم، وقال بأن السفير كمال، وأمثاله هم بقايا تلك العلاقات، رغم عدم برهم بأخوالهم الأفارقة، وعاب على سفير دولة سودان  الشمال، محاولة وضع الجنوب في موقف العداء مع العرب، لضرب دولة الجنوب الوليدة ، وقال بأن روح التسامح هي التي تجلب المشاكل للأفارقة، وان هذه الندوة لو كانت تحت عنوان آخر لاعتبرها تدخلا في الشئون الداخلية لدولة جنوب السودان ولما حضرها.
كما تحدث عن علاقات سابقة للدولة السودانية بإسرائيل مثل صفقة الفلاشا، وإمداد رئيس الأمن السوداني صلاح غوش، الأمريكان بملف تنظيم القاعدة،وتساءل مكويت، عن من هو الأقوى علاقة بأمريكا وإسرائيل؟ وقال بان دولة جنوب السودان لا تستقبل توجيها من احد بل تنجز سياساتها بيد أبناءها وهم يعرفون مصالحهم،كما ناشد فارمينو ، تدخلا عربيا لفض التوتر حاليا بين شمال وجنوب السودان، وقال لا تقلقوا، علاقاتنا مع العرب طيبة.

كما تحدثت الإعلامية أسماء الحسيني، عن مبررات لزيارة الرئيس سلفا لدولة إسرائيل، منها استخدام ذلك كورقة ضغط وبيان علاقات قوى، عدم وجود وجود قوى لمصر في هذه العلاقات حاليا، وإهمالها للاجئين السودانيين ممن ذهبوا لإسرائيل، لانشغالها بالشأن الداخلي ، وطالبت الحسيني ، العالم العربي بتيني رؤية ومفاهيم جديدة في التعاطي مع جنوب السودان، وقالت أن كل شياطين الدنيا ستتواجد بجنوب السودان فعلينا العمل.

فيما قال الدكتور جمال عبد السلام، بان العرب لو لم يحتضنوا جنوب السودان فسيذهب لإسرائيل، وأدان النظام المصري السابق لتفريطه في مصالح مصر بإفريقيا، وليس وزارة الخارجية المصرية حيث قال بأنها  لم تكن ألا منفذ لسياسات ذاك النظام.

 

آراء