القيادي بحركة العدل والمساواة احمد حسين: اغتيال دكتور خليل إبراهيم لم يحدث في شمال كردفان أو في معركة بين الطرفين كما صرحت حكومة الخرطوم
رئيس التحرير: طارق الجزولي
17 January, 2012
17 January, 2012
التقت صحيفة (سودانية) في العاصمة البريطانية لندن بالأستاذ/ احمد حسين ادم مستشار رئيس حركة العدل والمساواة للشؤون الخارجية واحد ابرز قادتها السياسيين، وطرحنا عليه عدداً من الأسئلة حول مكان وكيفية اغتيال الدكتور خليل إبراهيم ومدى تأثير هذه الحادثة على مستقبل الحركة، فخرجنا بهذه الإفادات.
حوار: نجم الدين كرم الله
كان هناك تضارب واضح وتباين في تصريحات المسئولين الحكوميين السودانيين، بين تصريحات المتحدث باسم الجيش السوداني وتصريحات وزير الإعلام عقب مقتل دكتور خليل ما هو السيناريو الدقيق لعملية اغتياله؟
عندما قتل دكتور خليل كان معه مجموعة من رجاله على رأسهم الأخ سليمان صندل القائد العام لقوات الحركة، وهؤلاء عندما يتحدثون فهم يعنون ما يقولون.
ولكن لا أريد أن أخوض في تفاصيل الاغتيال الآن، فمنذ أن وصل الدكتور خليل من ليبيا مظفراً بعد عملية "قفزة الصحراء" كان حذراً جداً في استخدام الهواتف، كان يضع تحوطات كبيرة ، لشعوره بان هناك مؤامرة ما من بعض الجهات الإقليمية والدولية.
والذي حدث هو انه وفي يوم الجمعة في تمام الساعة الثالثة صباحاً جاءت طائرة لا تتبع لطيرن نظام الخرطوم أو الطيران الحكومي، لان مقاتلينا يعرفون الطيران الحكومي تماماً، وقامت الطائرة بإطلاق ثلاثة صواريخ بدقة شديدة في مكان تواجد دكتور خليل إبراهيم وأعوانه، وكانت العملية بدقة متناهية، ما أدى إلى استشهاد دكتور خليل وشخص آخر كما جرح شخص ثالث وجميعهم من القادة العظام. والدكتور خليل إبراهيم لم يعيش وبعد إطلاق القذائف أكثر من ثلاثة دقائق، وفي الحين أتى إليه سكرتيره الخاص واحد حراسه ووجدوه يوحد الله سبحانه وتعالى ويرفع سبابته ويتشهد قائلاً: "لا إله إلا الله محمد الرسول الله".
بما أن هذا النزاع لم يبدأ اليوم ، فقد بدا منذ العام 2003م، فان مقاتلينا تعاملوا مع الطيران الحكومي لفترات طويلة ويعرفونه جيدا، ولم يحدث قط أن تمت ضربة جوية بتلك الدقة، وهذا يعزز أن العملية لم تتم بواسطة الحكومة السودانية ولكن بالطبع هي المستفيد الأول منها، وهي التي اتفقت مع جهات خارجية قامت بتنفيذ العملية.
هذا يعني أن اغتيال الدكتور خليل إبراهيم لم يقع في معركة دارت بين الطرفين كما صرح بعض المسئولين الحكوميين؟
لا ، لم يكن اغتياله في معركة، ولم تكن هناك معركة بين الطرفين أصلا في ذلك الوقت.
ذكرت أن جهات خارجية إقليمية شاركت في عملية اغتياله هل يمكننا معرفة تلك الجهات بالتحديد؟
نحن نعرف تلك الجهات، ولكننا ولأسباب عديدة لا نريد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع الآن، فنحن نعرف بالتحديد دولة أو دولتين، ولكن مازلنا نجري تحقيقات داخلية وخارجية، لذا لا نريد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع الآن. لان تلك العملية هي جريمة سياسية دولية، وان دكتور خليل إبراهيم قائد لحركة معروفة، وفي نزاع معروف ومعترف به دوليا، وفي قضية عادلة كل العالم يتعرف بعدالتها ، فكونه يقتل أو يصفى بهذه الطريقة فهذا حسب القانون الدولي و الاختصاص الدولي الجنائي جريمة. وحسب معلوماتنا فان نظام الخرطوم لم يعلم بعملية الاغتيال إلا بعد مرور 13 ساعة من تنفيذها، وقد اتصل بنظام الخرطوم رئيس دولة معينة واخبرهم بذلك. وبهذا يمكننا تفسير الارتباك والتناقض في تصريحات المسئولين السودانيين في الخرطوم فهم ذكروا انه اغتيل في اشتباك، ولكن لم يكن هناك إي اشتباك أصلا، كما قالوا أن الاغتيال تم في شمال كردفان، إلا انه لم يكن في هذا المكان على الإطلاق، وقادة الحركة يعرفون تماما مكان الاغتيال بدقة ولكن أعفيني من ذكره.
وهذه الحادثة تمثل سابقة خطيرة في الممارسة السياسية السودانية وهي جريمة الاغتيال السياسي، لذا نلاحظ أن النظام السوداني عزل تماما لان الشعب السوداني كله أدان هذه الحادثة . فهذا النظام سيسجل في التاريخ بأنه ارتكب الإبادة الجماعية وعمق الممارسات الشاذة في السياسة السودانية وهي ممارسة الاغتيال السياسي، وبالتالي في كل الظروف والمقاييس لا ينبقي أن يستمر هذا النظام ثانية واحدة في حكم الشعب السوداني. و الفائدة الوحيدة لهذه الحادثة هي توحيد الشعب السوداني في إزالة هذا النظام.
بعد مقتل الدكتور خليل إبراهيم، تولى الدكتور الطاهر الفكي وبصورة مؤقتة قيادة الحركة ليتم خلال 60 يوما اختيار قائد جديد للحركة، فهناك تخوف لدى المراقبين، بان عملية اختيار شخصية مشابهة للدكتور خليل والتي تجمع ما بين الكاريزمية السياسية والعسكرية والمفاوض العنيد، قد يتسبب في نشوب خلاف داخل الحركة، فهل لتلك مخاوف ما يبررها؟ وهل هناك إجماع ما في الحركة على شخصية معينة؟
أود هنا أن اطمئن جماهير الشعب السوداني وأصدقاء الحركة في السودان العريض والذين اثبتوا حبهم الكبير للدكتور خليل إبراهيم وقيادة الحركة، بان حركتنا حركة مؤسسات وحركة منضبطة . صحيح أن فقدان دكتور خليل في تلك الظروف الحرجة من تاريخ السودان يمثل فقد كبير ليس للحركة فحسب وإنما للشعب السوداني ، ولكن اوكد هنا وبدون إي مزايدة، أن هذه المسالة وضعت تحدي جديد وعمقت إرادة كل المنتسبين للحركة، و القيادة السياسية والقيادة الميدانية.
إن حركة العدل والمساواة ستظل وستتواصل قوية ومنظمة، وستظل محكمة بزمام المبادرة في الساحة السياسية والميدانية. فهناك العديد من القيادات الأكفاء داخل الحركة ، ولكنني لا أريد التحدث عن واحد بعينه، لكن الحركة ستنتهج منهج القيادة الجماعية في إطار عملها وإطار تصديها للمقاومة ولتحقيق تطلعات وأمال الشعب السوداني، وان الأمور ستسير بصورة سلسلة حسب النظام الأساسي للحركة ، والحركة ستختار من سيخلف الدكتور خليل في خلال ستين يوما، ولا أظن أن هناك إي نزاع، وليس هناك إي تنافس بل بالعكس الجميع يشعرون بالمسئولية التاريخية والوطنية. والآن التحدي الأكبر أمامنا أن نواصل تصدينا لهذا النظام وتحقيق تطلعات الشعب السوداني بإزالته وهذه مسئولية تاريخية على عاتق كل إنسان ، وكل أفراد حركة العدل والمساواة يشعرون بها الآن.
فهناك توحد كامل وتعمق في الوحدة مابين أعضاء الحركة الموجودين بالداخل والخارج وان حركة العدل والمساواة ليست فقط دكتور خليل وإنما هي قضية. فالذين قاموا باغتياله أغبياء في حقيقية الأمر إذا ظنوا أن اغتياله سيكون نهاية الحركة، وهم بذلك يربطون القضية بشخص واحد، وتوقعوا أن حركة العدل والمساواة سينفرط عقدها وتتفتت ولكن بالعكس سترد الحركة عليهم بأقوى وأكثر من ما كانوا يتصورون وستكون وحدتها أكثر من ما هي عليه الآن وستظل متماسكة أكثر. و لدينا أصدقاء كثر داخل السودان العريض وقفوا وسيقفون معنا بقوة ونحن نقدر هذه الجهود. والحقيقية أن هناك تخوف كبير داخل القيادة السودانية في الخرطوم، لوجود حراك رهيب جداً وسط الشارع السوداني وفي الجيش وفي كل المجالات باعتبار أن مقتل دكتور خليل أوصل الأمور إلى مرحلة من الصعب بعدها التنبؤ بنتائج المستقبل، لذلك نراهم مرتبكين في تصريحاتهم ولا يدرون كيف سترد الحركة.
ربما هدفت حكومة الخرطوم من اغتيال دكتور خليل إبراهيم إخضاع القادة الجدد للحركة وإجبارهم للانضمام لمنبر الدوحة الذي رفضته الحركة مؤخراً. وأنت كواحد من المفاوضين الرئيسيين للحركة في منبر الدوحة، هل ترى أن الحركة ستستمر في الرفض وستعاود المقاومة أم ستوافق على أطروحة الدوحة؟
حركة العدل والمساواة، صحابة قضية أساسية، وان ردود الفعل لاستشهاد دكتور خليل إبراهيم عمت جميع معسكرات اللاجئين والنازحين و يعتريهم الآن غضب شديد وعبروا عن ذلك في احتجاجات كبيرة، لأدركهم أن حركة العدل والمساواة متمسكة بقضاياهم.
وبالعكس تماماَ، الآن حركة العدل والمساواة بعيدة أكثر من إي وقت مضى عن الحلول الظالمة. وان اتفاق الدوحة هو اتفاق ظالم وحل ظالم، وحركة العدل والمساواة لا يمكنها أن تتفاوض مع القتلة، ومن اغتالوا زعيمها وقتلوا أكثر من 400 ألف من أبناء الشعب السوداني. إن اغتيال دكتور خليل إبراهيم زاد حركة العدل والمساواة تمسكا بمبادئها. والذين ينتظرون أن تستسلم الحركة سينتظرون طويلا جداً، إلا إذا قام النظام باختراع لبعض الأشخاص الجدد، ولكن هذه الحركة التي اعرفها وأتشرف بالانتماء إليها وأشارك في قيادتها لا يمكن أن تذهب وتبيع قضيتها بأي حال من الأحوال.
إن نظام البشير وسياسته العنصرية هي المسئولة عن انفصال الجنوب ومسئول عن الإبادة في دارفور، وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق وانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة في جميع بقاع السودان ومنها الموجودة في أقصى شمال السودان وضد كل الناس، ومسئولة عن الفقر وعن الفساد والوضع الاقتصادي المزري والمتردي الذي يعيشه المواطن السوداني اليوم. هذا النظام لا يمكن أن يرفع بل يجب أن يذهب إلى مذبلة التاريخ ولا يمكن أن يستمر في حكم السودان. إن حركة العدل والمساواة مع شركائها في "الجبهة الثورية السودانية" ومع القوى السياسية الجادة تعمل وستعمل بقوة لإسقاط هذا النظام، وبجهد كبير جداً وهذا الجهد مستمر وبشائره بدأت تلوح في الأفق، وفرص تغيير النظام اليوم أصبحت اكبر من ما كان عليه أمس، لان الشعب السوداني اليوم إذا كان متوحداً في شيء فهو متوحد من اجل إسقاط هذا النظام الظالم.
يتخوف المراقبين من إمكانية انفصال إقليم دارفور عن السودان إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن. فما هو موقف الحركة من ذلك وهل تلك التكهنات لها ما يبررها؟
إن الذي يجب أن ينفصل عن السودان هو هذا النظام ، ولكن فعلاً إذا استمر هذا النظام وفشلنا في إسقاطه سيؤدي ذلك إلى تقسيم ما تبقى من السودان، فهم يريدون فرض هوية واحدة، ودين واحد وثقافة واحدة وهذا يعتبر في حد ذاته بمثابة إعلان للحرب، لان السودان بلد متنوع وعرف عبر تاريخ أنه بلد تسامح، فلا يمكن أن يحكم بهذه الطريقة "الطالبانية" المستمرة الآن والتي حكم بها عمر البشير. فإذا استمر عمر البشير حتماً سيتفكك السودان، خاصة وان الوضع الاقتصادي في السودان وصل إلى مرحلة خطيرة جداً، وقد يصل إلى مراحل اخطر من ذلك، و حتى لا تذهب دارفور أو يذهب أي إقليم آخر يجب أن يذهب عمر البشير باعتباره العقبة الرئيسية أمام السلام في السودان وأمام الديمقراطية وهذا النظام يود أن يحكم حتى لو ظل حكمه في دائرة القصر الجمهوري فقط. فبدلاً من أن تنفصل دارفور فيجب أن ينفصل نظام البشير وهذه هي إستراتيجيتنا.
ما الأثر الذي تركه مقتل دكتور خليل إبراهيم وردود أفعال السودانيين في نفوسكم، ؟
لا شك أن استشهاد دكتور خليل إبراهيم محمد، اقل ما يمكن أن يوصف به "التوسونامي السوداني"، وهو حدث مدوي وله ما بعده، باعتبار أن دكتور خليل لم يكن شخصية عادية ، فقد ترك اثر كبيرا جداً في الساحة السياسة السودانية في الآونة الأخيرة. وبالنسبة لي شخصياً اعتبره كأخ اكبر وصديق حميم، وصراحةً لم يتعامل معي بأسلوب الأمر والنهي في العمل. ربما اختلفنا أحيانا ولكن في إطار المؤسسة وفي إطار العمل. دكتور خليل إبراهيم كان من القادة القلائل الذين لا يخشون الشخصيات القوية داخل حركتهم، فكان لا يخشى الرأي الآخر داخل حركته، ومن الشخصيات السياسية النادرة جدا فهو لا يعطي الأمر بصورة مباشرة، و يعمل بمبدأ التفويض، كان يعطي الآخرين فرصتهم في العمل، و الثقة والمبادرة في إطار الملفات أو المهام أو القضايا الموكلة لهم.
ماذا تقول حول ردود أفعال الشعب السوداني بعد مقتله؟
أنا فخور ، وممنون جداً أن أكون واحد من أبناء الشعب السوداني، هذا الشعب شعب عظيم ، ولقد مرت ملاحم عديدة في تاريخه أثبتت جميعها معدنه الأصيل التواق للحرية و العدالة و العزة والكرامة. موقف الشعب السوداني كان موقف عظيم، عمق انتمائنا له و لهذا الوطن. وأقول أن استشهاد دكتور خليل من الأحداث التي وحدت قوى الشعب السوداني بمختلف انتماءاتهم السياسية و العرقية، و بمختلف أقاليمهم ، وعمق الانتماء القومي وكسر الحواجز السياسية والفكرية والعرقية والإقليمية. صحيح كان استشهاده من الأحداث المحزنة، ولكن يمكن اعتباره أيضا من الإحداث المفرحة أتاح فرصة تاريخية لوحدة الشعب السوداني وقواه الحية وفي نفس الوقت ذاد من أوار الثورة من جديد وأعطى أمل جديد للقوة السياسية بأن تتوحد في إطار تغيير هذا النظام وفي إطار إيجاد نظام ديمقراطي حقيقي حر. أود هنا أن اشكر جميع القوى السياسية السودانية والذين تعاطفوا معنا وساندونا ولكن أرى قوة مواقف أخواننا في اليسار عامة
وأدعو للتمسك بالمبادئ التي استشهد من اجلها دكتور خليل إبراهيم وجميع مطالب الشعب السوداني وأشواقه للحرية والعدالة والعيش الكريم، وبقضية الشعب السوداني في إطارها القومي ومنذ الآن لن نتحدث عن دارفور فقط وأثمن ردود فعل أهلنا في الشمال وارى أنها نزعت الكرت العنصري تماماً وعزلت النظام، والأيام قادمة ستثبت وفائنا له ، ونعلن عن تمسكنا بمشروع وطني جديد فيه الحرية والديمقراطية العادلة والعيش كريم لأبناء الشعب السوداني قاطبة.
تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً التحذيرات التي أطلقها بعض قادة الحركة يحذرون فيها سكان العاصمة الخرطوم بهجوم وشيك على العاصمة الخرطوم وان عليهم أن يخلوا العاصمة فوراً في حالة أي إعلان من جانب الحركة، ألا ترون بان مثل تلك التصريحات قد تكون لها ردود أفعال سلبية على الحركة بسبب أنها تزعزع طمأنينة المواطنين ؟ وما مدى صحة تلك التصريحات؟
إن الشعب السوداني وخاصة أهلنا في العاصمة، يعرفون جيداً حركة العدل والمساواة ويعرفون بأنها حركة جاءت من اجل الشعب وهي ليست من اجل إخافته وترويعه بأي حال من الأحوال ، وتشهد على ذلك عملية أم درمان التي قادها الشهيد الدكتور خليل إبراهيم حين قررنا أن نتخلى عن المعركة ونفقدها ولا نقوم بحرق العاصمة على الرغم من مقدرتنا على ذلك باعتراف الرئيس البشير بنفسه بان حركة العدل والمساواة كانت تمتلك من الأسلحة لحرق الخرطوم، ولكنه لم يسأل نفسه لماذا تخلت الحركة عن تلك الخطوة. لم نفعل ذلك لان أهل العاصمة هم أهلنا وشعبنا ، هم منا ونحن منهم ، وأنا الآن وباسم حركة العدل والمساواة أود أن أعلن لأهلنا في العاصمة وغير العاصمة بأنه لن يصيبهم أي مكروه من أي فرد أو عضو في حركة العدل والمساواة، ونحن لن ولم نتخذ أي إجراء أو أي تدبير أو أي مبادرة قد تعرضهم للخطر. فحركة العدل والمساواة دائماً تتفحص وتتحقق من كل التدابير التي تقوم بها ومدى تأثيرها على المواطنين، وترجح دائماً مصلحة المواطن حتى لو خسرت أي معركة لان مصلحة المواطن هي الأهم بالنسبة لنا. وأنا الآن أوكد مرة أخرى بأنه لن يصيب المواطنين أي مكروه من جانب حركة العدل والمساواة.
ما هو رأيكم في مشاركة بعض أبناء قادة الأحزاب السياسية التقليدية في الحكومة الجديدة في الخرطوم و تأثير ذلك على اتصالاتكم مع تلك الأحزاب؟
نحن نتابع الحراك السياسي داخل السودان، ومواقف القوى السياسية بشان المشاركة في الحكومة الجديدة. وأنا هنا أود أن احيي جماهير الحزب الديمقراطي ، وجماهير حزب الأمة، وهم أصدقائنا ونحن على اتصال وثيق بكثير من القيادات الشبابية في هذين الحزبين، وفي الحقيقة هؤلاء الناس وهذه الجماهير وهذه القوة الشبابية داخل تلك الأحزاب أثبتت وطنيتها وأثبتت أنها جزء من تيار التغيير الديمقراطي العريض، كما أثبتت أنها جزء من الحراك الثوري الذي يرمي إلى تغيير نظام الإنقاذ، وبالتالي رفضت أن تنساق. وحتى تلك المشاركات التي تمت هي مشاركات مرفوضة ومعزولة تماماً من جانب جماهير تلك الأحزاب.
فنحن لا نربط تلك المشاركات بالجماهير الحرة، فأبناء الصادق المهدي والميرغني أصبحوا الآن معزولين من جانب هذه الجماهير، ونحن نحذرهم المشاركة فيما نعتبره جريمة جنائية، لان هناك اقتصاص جنائي دولي، ووجودهم داخل هذا النظام ومشاركتهم مع عمر البشير سيضعون أنفسهم كشركاء في المسئولية الجنائية الدولية المترتبة على الإبادات الجماعية حتى الآن، في جبال النوبة، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في جميع مناطق السودان المختلفة . ولكننا نحيي مرة أخرى جماهير تلك الأحزاب وهي ترفض هؤلاء الأفراد، وهذه المشاركة ليست من اجل السودان وإنما هي من اجل مصالح شخصية بحتة، فنحن نقول لهم محذرين : اخرجوا من هذه الحكومة قبل فوات الأوان.