صاحب (الصارم المسلول): الكودة وعصام أحمد البشير يمثلون الإسلام الأمريكي في السودان
أحمد مالك: الفتنة الدينية خليط من مؤامرات الشعبي وقطاع الشمال
كتاب (الصارم المسلول) عرض على الصادق المهدي وأوصى بطباعته وقال لولا هذا الكتاب لما اكتسحنا انتخابات دارفور
سياسة (التمكين) هي الجابت الفساد، وبعض قادة الحكومة يعملون مع الترابي سراً
الفساد أصبح جزءا من النظام والالية لاتكفي لمحاربته
الشيوعي السوداني (مدغمس)
الحصانات تجعل من بعض المسؤولين في الدولة آلهة وفراعنة
أحمد مالك رجل تعرفه مواقفه وصراحته القوية ومناصبه الرفيعة.. فهو رئيس اتحاد قوى المسلمين (أقم)، وهوالقيادي البارز بجبهة الدستور الإسلامية حديثة التكوين والتي طفت على واجهة الأحداث بعد دفعها بمسودة جديدة لدستور السودان كنيت بـ(الدستور الإسلامي) في أعقاب انفصال جنوب السودان. ونال أحمد مالك شهرة واسعة النطاق تنزلت عليه بعد إصداره كتاب (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول) الذي أثار عاصفة من الجدل في فواتح ثمانينات القرن الماضي وإلى يومنا هذا يُحدث الكثير من ردود الأفعال.. (الأحداث) جلست اليه وقلبت معه ما تمور به الساحة السودانية من خلافات هنا وهناك بين المذاهب الإسلامية والصوفية والسلفية على نحو خاص بالإضافة الى دعاوى التكفير التي تفجرت وطالت مرجعيات دينية بارزة آخرها الصادق المهدي إمام الأنصار.. وتالياً تفاصيل المقابلة:
"""""""""""""""""""""""""""""""
أجراه: خالد فتحي - يوسف الجلال - الهادي الأمين - تصوير: إبراهيم حسين
""""""""""""""
- نبدأ بما تمور به الساحة من صراع شرس وقع بين الصوفية وأنصار السنة منذ شهر وتواصل حتى المولد، ما تعليقكم عليه؟
حقيقة الصراع قديم متجدد لكنه أخذ منحى عنيفاً في الفترة الأخيرة.
- لماذا؟
أنا بفتكر أن المسألة برمتها فتنة دينية مدبرة وما ظهر منها وضح تماماً أنه يتم بفعل فاعل.
- كيف تتم بفعل فاعل؟
البلاد اليوم في أشد الحاجة للتآلف والتعاضد ووحدة التيارات الإسلامية من أهل القبلة وأهل السنة وكل الشعب السوداني ففي هذه اللحظات تأتي هذه المشكلة هذا يعني أن هناك من يقف خلفها.
- من تقصد بالتحديد؟
الحرب بين المسلمين ككل والصهيونية العالمية تشتد بصورة قوية والسودان جزء رئيسي من هذا المحور لأنه يلعب دوراً مهماً فلا يمكن للعدو إذن أن يترك السودان في حاله.
لا بد من استغلال الأجواء لتمرير الأجندة التخريبية ومحاولة البحث عن بؤر التوتر لإحداث شرخ داخل المجتمع السوداني باللعب بعدد من الكروت العرقية والدينية والمذهبية والجهوية ومحاولة النفوذ عبرها لضرب وحدة السودانيين. في تقديري هذا ما يحدث بالضبط هذه الأيام فهي أحداث مدبرة بليل لخلخلة النسيج الاجتماعي بين الأحزاب والجماعات الإسلامية في أعقاب الوحدة التي حدثت بين الجماعات الإسلامية الطرق الصوفية وطائفتي الأنصار والختمية في جبهة الدستور الإسلامي مؤخرا.
- يواصل دون أن ينتظر مقاطعتنا
والله لو كان الشيخ الخلوق العلامة محمد سيد حاج رحمه الله موجوداً لما حدث ما حدث فالرجل عرف بدماثة الأخلاق والخطاب الدعوي الحكيم والأسلوب اللطيف فهو كان يتحدث دائماً في المولد وكان الصوفية يرحبون ويستقبلون كلامه بكل أريحية وترحاب ولا نرى ضيقاً منهم في حديث وندوات الشيخ محمد سيد، فقده كان فقداً للساحة الإسلامية ككل وكان لها أثر بالغ في الإخاء والترابط فمؤكد أن هذه الفتنة تمت بفعل فاعل.
- مقاطعة هذا الفاعل داخلي أم خارجي؟
أفتكر أن الفاعل خارجي لكن له أذرع داخلية الآن للأسف نيفاشا أفرزت جماعات كثيرة في الداخل، جزء منها له علاقة بالجماعات الإسلامية وبعضها مخترق، مما سهَّل من مهمة الغواصات للتحرك، مستفيدة من مساحات الحريات الموجودة بالبلاد فهل تصدق أن بعض منظمات المجتمع المدني تتلقى أمولاً طائلة من العدو الخارجي لتقوم بزعزعة الأمن والاستقرار في هذه البلاد، فهناك نسبة نمو بنسبة 7,1% وهناك استقرار سياسي وهناك توحد بين منظمومات المجتمع، فاتفاقية نيفاشا اللعينة أفرزت واقعاً يهدف للزعزعة.. مثلاً ما يقوم به قطاع الشمال بالحركة الشعبية ومؤامرات المؤتمر الشعبي، من الواضح أن الفاعل خارجي لكنه يستعين بأعوانه بالداخل.
- وما هو دليلك على ما قلت؟
التحرك المدمر للمؤتمر الشعبي.. فهؤلاء تسببوا في حروب قبلية وعقائدية فهم عنصريون ومتعصبون لجنس معين ولا شك أن الماسونية والصهيونية العالمية تعمل على إثارة النعرات العنصرية ومشاكل الأقليات والإثنيات واللعب على تناقضاتها لإرباك الساحة.
- طيب كيف تقيم ما حدث؟
بالتأكيد ما وقع من أحداث في تقديري لا يعبّر عن أنصار السنة التي أعرفها وأعرف دعاتها وقياداتها وكذلك لا يعبّر عن الصوفية فأنا على علاقة وثيقة بهما.. الطرفان بريئان من ذلك والتاريخ يشهد على حسن العلاقة لكن هناك فتنة تدبر فالذي حرق الأضرحة عمله وفعله لا يشبه السودانيين ناهيك عن إسلاميين، فأنصار السنة لهم موقف من القباب لكن طيلة وجودهم في السودان لم يعتدوا على ضريح واحد ولم نسمع أن واحداً من (أنصار السنة) تهجم على صوفي وضربه.
- معنى ذلك أنك تؤمن بنظرية المؤامرة؟
نظرية المؤامرة التي تطلقها الصهيونية العالمية يريدون أن نعيشها في الوهم والخيال لا الواقع لكن نحن نعيش نظرية المؤامرة حقيقة نراها بأعيينا ونسمعها بآذاننا هي تمشي بيننا.. أنا لا أتحدث عن مجرد تنبوات أنا أعبر بصدق عما يحدث، ليس هناك نظرية مؤامرة هناك مؤامرة حقيقية.
- يقال إن الحكومة تغض الطرف عن تعدي السلفيين على الصوفية حتى إن وثبة العيلفون كانت من أجل التنبيه لدور تلعبه الحكومة لصالح أنصار السنة؟
أنا أعتقد أن الحكومة فيها ما يكفيها.. لا الحكومة متهمة ولا أنصار السنة متهمين ولا الصوفية كذلك الدولة نفسها لديها مشاكل وتتعرض لتحديات لا يمكن للإنسان أن يخرب بيته، ما أعرفه أن الحكومة الآن تصلح بين الأطراف المتخاصمة وتسعى بينهم من أجل الوفاق فما يجري هو تهديد للأمن الاجتماعي وتهديد للأمن السياسي وهو أمر الحكومة معنية به أكثر من غيرها فكيف نقول أنها وراء ذلك؟ فهل يعمل الإنسان ضد نفسه فهي المستهدف الأول، الآن هناك مشاكل لا حصر لها لا يمكن أن تكون بغير فاعل... هناك من يدبر ويحيك المؤمرات فمثلاً قطع البترول كيف تفسره؟ لماذا يتم الاتفاق بين الشركاء ويكاد يتم التوقيع لكن بهاتف فقط من الخارج توقف كل ذلك لم يتم التوقيع بين حكومة الشمال والجنوب والسبب العدو.. هناك حرب اقتصادية واجتماعية وسياسية هناك النعرات العنصرية والجهوية فلا بد أن ينتبه الناس لذلك هناك أموال تتدفق لدعم هؤلاء هل تعلم أن هناك أمولاً ضخمة لتهديد أمن السودان، أنا أعمل في وزارة التعاون الدولي وأعرف ذلك تماماً الموساد موجودة بالبلاد وهذا لم يعد سراً، فالنظام الاجتماعي مهدد الآن.
- لو كان المجتمع قوياً لما تأثر بمنظمات ناشئة, وهذ يعني أن الخلل هو من الداخل وليس من الخارج؟
أنا أتفق مع أن الأرضية هشة وأن هناك فشلاً من قبل الحكومة لا ننكر ذلك فاتقاقية نيفاشا الملعونة هي السبب، وعدونا بالأمن والسلام والوحدة فلم نحصل لا على سلام ولا على وحدة ولا استقرار.. هذه خدعة انظر إنهم يريدون الآن فصل دارفور وفصل النيل الأزرق وجبال النوبة.. هناك خلخلة بسبب نيفاشا قالوا إنهم سيدفعوا في أوسلو (1) وأوسلو (2) 9 مليار سددوا منها 9 مليون فقط وكلها ذهبت لغير صالح السودان لم تصرف في مشروعات التنمية بل في مشاريع الزعزعة.
- لكن الدستور الإسلامي يحتاج لبيئة مناسبة كذلك الدستور يحتاج لإجماع وهناك تفرق ومواجهات؟
صحيح الشريعة تحتاج لكل ذلك وما وجدناه في جبهة الدستور الإسلامي فيه الكثير من وحدة المسلمين وجدنا أن هناك اتفاقاً وحاجة ماسة للدستور الإسلامي من كل الجماعات.. هناك إجماع لكن ذلك لا يعني عدم وجود الاختراقات والشريعة نفسها جاءت للحد من هذه الاختراقات فمسألة التكفير هذه الأيام هي من الألاعيب التي أخرجت لإلهاء الناس وصرفهم عن القضايا الكبرى. العالم يشهد ربيعاً عربياً وتحرراً ونحن نشهد انفصال الجنوب وذهاب البترول، ونشهد حرباً في دارفور والنيل الأرزق وجنوب كردفان، في هذا الظرف تطل علينا قضية التكفير.. يا أخي في السودان ظاهرة التكفير محدودة للغاية وغير مؤثرة إطلاقاً فالرابطة الشرعية ردت فقط على الصادق المهدي الذي يرى أن ذلك اجتهادا، وهم يرون أن هذه القضايا أصولية وليست اجتهادية مثل الميراث والحجاب وصلاة المرأة وغيرها.. كل طرف له حججه وأدلته وأسانيده لكن في تقديري موافق الصادق المهدي غريبة وضعيفة.
- لكن هل يكفي قول الصادق المهدي لأن يوصف بالكفر؟
لا لا فمثلاً الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول لصحابي إنك امرؤ فيك جاهلية لصفاته وليس له هو شخصياً وحتى الصحابة كانوا يقولون هذا القول كفراً ولكنهم لم يكفروا فاعله أو من يقول به.... ثم المسألة في نهايتها كما فهمنا، قضية رأي... فما الذي جعل هناك إثارة وهيجاناً في الموضوع؟ لا أدري؟ لماذا ننحو بالقضية لصراع طائفي؟.
- لأن التكفير أصبح منهجية أليس صحيحا؟
هنالك تكفيري واحد هو (------) وأراه يصرح كثيراً في الصحف، هذا التكفيري يكفِّر حتى ناس الرابطة الشرعية بل كل المجتمع بما فيه الدولة والأحزاب والجماعات.... هذه فئة محدودة في المجتمع السوداني لكن الجماعات الإسلامية في السودان متسامحة وليست متطرفة ولا تنتهج التكفير... أما التكفير الذي يدور في الساحة السياسية هو تكفير سياسي قاله الصادق المهدي وقاله الترابي الذي كفر الاتحاديين.
- متى كفر الترابي الاتحاديين؟
عندما وقعوا اتفاقية الميرغني – قرنق لكن بعد ذلك شاركوا في الحكومة.. كلهم مارسوه لكن التكفير العقيدي غير موجود هناك لغو.. لكن هناك تكفير يجب ألا يُلام الناس حوله مثل تكفير محمود محمد طه فالعلماء ناقشوه, وعملت له محكمة وتمت استتابته وبالتالي أعدم. مثلاً تكفير الحركة الشعبية لأنها علمانية مسيحية وحركة عنصرية بغيضة تسعى بالفتن بين الناس وكذلك تكفير الترابي فالعلماء أجمعوا على كفره وزندقته. والترابي كافر ومرتد بل ويبيح الردة والانتقال من دين لدين ويقول لا بأس في ذلك هذا الرجل ينكر البعث والقيامة ولا يعترف بالحور العين ولا بالبعث والنشور.
- أنت كنت من أتباع الترابي فهل طوال الفترة السابقة كنتم تنقادون لرجل كافر, هذا كلام غريب؟
لا لم يقدنا.. سنة 1979م أنا كنت طالباً بالجامعة وكنت اتجاهاً إسلامياً وبمجرد ما عرفت انحرافه عن الدين تركته ولم أستمر معه... وواجهته في المنابر لأن لديه كتاباً سماه تجديد أصول الدين.. ما في إنسان عاقل يدعي بأنه يريد تجديد أصول الدين الإسلامي.. كيف يجدد.. ماذا فضّل بعد ذلك في الدين؟ فأصل الشيء هو أساسه وركنه والمنشأ الرئيسي فهو يريد نسف وهدم الأصول كلها فلا يبقى أي إسلام، ويصبح الدين يجدد كالثوب الخلق كما يدعي هو يريد التغيير واستبدال الدين بدين آخر!! هل يجدد القرآن؟ هل تجدد السنة الحديث النبوي؟ هل يجدد القياس والإجماع، كيف يتم ذلك؟ هذه أصول الدين.. هناك كليات شرعية لأصول الدين في الجامعات. الرجل بمجرد مناداته بتجديد أصول الفقه الإسلامي قُمت عليه وهاجمته بلا هوادة ولم أقف حتى هذه اللحظة لكن في عام 1981م وقع في يدي شريط كاسيت سمعته يسب فيه الأنبياء سباً صريحاً يقول فيه إن الرسول (ص) يكذب وإن يونس شرد وإن الصحابة ليسوا عدولاً وأقيمت عليهم الحدود. والترابي يطعن في صحيح البخاري ومسلم ويطعن في كل الكتب الصحاح فحينما وجدت أن الترابي أبعد النجعة ولا يؤمن بأي جزئية في الدين أصدرت كتاب (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول). هذا الكتاب طبع 3 مرات طبعة كانت في مصر وكل علماء الأزهر الشريف قرأوا هذا الكتاب وراجعوه واقتنعوا بكفر الترابي ووجدوا أنه لا سبيل غير تكفيره نتيجة لأقواله الكفرية وبالفعل الكتاب أجازه الأزهر الشريف بوجود 12 من علمائه وقالوا إن هذا الكتاب مهم للغاية للأسف وفي ذلك الوقت كان من الصعب علي نشر وتوزيع هذا الكتاب (سلمنا نسخة منه) لأن الترابي كان في الحكم ولا يسمح بالكتاب الذي دخل سرا.
- كيف دخل سرا؟
والله عندما أحضرته معي من القاهرة في (كراتين) فطريقة دخوله للسودان كان عبر صحبة راكب في المطار وواحد من الإخوان المسلمين بالجمارك ساعدني في إدخال الكتاب كان يضحك عندما اطلع على الكتاب (وشال الكراتين) وأخرجها ونجا الكتاب من رقابة جمارك مطار الخرطوم.
- ثم ماذا؟
بعدها وزعناه في المساجد بصورة شخصية لم يكن يسمح بتوزيعه ووضعه في المكتبات العامة.
- متى كان ذلك؟
تقريبا في النصف الثاني من الثمانينات الكتاب صدر لكن الطبعة هذه كانت الثالثة من نوعها فقد سبق وأن طبع مرتين وطبعناه في مطبعة أحد شيوخ الإخوان المسلمين وهو الشيخ عيسى مكي أزرق وكانت في مدرسة من مدارس الإخوان المسلمين وتبناه الاخوان لكنهم تعرضوا لضغوط شديدة من قبل الترابي بل وهددوا بالقتل والتصفية.
- من هددهم بالقتل؟
الترابي وأتباعه، فالإخوان لم يكونوا مستعدين للدخول في معركة مباشرة مع أنصار الترابي كان هناك تقريظ وتقديم من شيخ صادق عبد الله والدكتور الحبر يوسف نورالدائم وثالث هو الدكتور محمود عبد الله برات، فتقديم شيخ صادق والدكتور الحبر تم سحبهما من فاتحة الكتاب لكن برات كان مستعداً لخوض المعركة لنهايتها.. لكن دكتور الحبر نورالدائم سئل من قبل وأكد أن المكتب التنفيذي اطلع على الكتاب وأقره (بس الحاجة الوحيدة التي ليس لهم بها علم) هي عنوان الكتاب. وقال صحيح الترابي شتم الرسول ففي رحلة خاصة بالإخوان المسلمين أكد الدكتور الحبر أن الترابي فعلاً شتم الرسول (ص) لأن هناك أخواناً كانوا يشنون علي حملة بسبب هذا الكتاب.
- وما هو الدافع وراء الحملة؟
بعضهم كان متعاطفاً مع الترابي وأنني أدخلت الإخوان في معركة لكن الكتاب لم يطبع إلا بعد أن قرأه شيخ صادق وصحح عباراته ثم قام الدكتور الحبر نورالدائم بتصحيح على تصحيح الشيخ صادق بالقلم الأحمر ثم صدر الكتاب بعد ذلك... لكن تبعات الكتاب تحملتها أنا والدكتور محمود عبد الله برات... والكتاب تبناه الأنصار ووزعوه في المعركة الانتخابية وأحد قادة حزب الأمة أكد أن الكتاب عرض على الصادق المهدي وأوصى بطباعته وقال لولا هذا الكتاب لما اكتسحنا انتخابات دارفور نتيجة للتركيز الذي قامت به الجبهة في الغرب بعد دفع أموال طائلة بعد أن أخذوا عهد من الأنصار هناك.
- هذه شبيهة بقوله في الانتخابات الماضية" أُكلُوا توركم وأدوا زولكم" أليس كذلك؟
صحيح لكن هم تعاملوا مع القضية من ناحية سياسية ونحن نتعامل معها على أساس عقدي، يعني ليست لدينا مشكلة مع الدكتور الترابي إلا في معتقداته وأفكاره لكن هم مشكلتهم سياسية فالمعركة فكرية، ونحن ندافع عن العقيدة والدين لكن السياسيين يستخدمون التكفير في الصراع السياسي.. فالرابطة الشرعية قالت إنها ليست لديها مشكلة مع الصادق المهدي، مشكلتها في الدين ويجب على الصادق ألا يضيق صدره من الرأي الآخر، وأنا أعتبر أن الصادق المهدي خرج من طوره حتى أيام كان حاكماً لم يكن متسلطاًَ لكنه ضاع في الحوار الفكري، أما الفتنة أساسها الترابي وليس الصادق المهدي فالترابي راكب في المخطط الغربي وليست له وطنية بينما الصادق المهدي رجل وطني والترابي هو أستاذ الصادق في هذه المسائل غير أن الصادق المهدي الوطنةي (عندو) واضحة وأكثر مصداقية من الترابي، فالصادق المهدي أول من نبه لقضية الصوملة والأفغنة واللبننة، والترابي ليست له وطنية.. ثم انظر لمن أصلحت بينهما هي هالة عبد الحليم شيوعية مثلها مثل الخاتم عدلان وحق هؤلاء ليسوا كفاراً هم قالوا عن أنفسهم أنهم ليسوا مسلمين لماذا نخلهم ونتبرع لهم بالإسلام وهم رفضوا نؤسلمهم بالقوة لماذا؟؟ هو قال لا يؤمن بالله.
- لكن الإسلام وسط يا شيخ أحمد؟
مثل وسطية عصام البشير ويوسف الكودة.. هذه إسلام أمريكي من قال أنا غير مسلم لا نكفره (إيه الحلاوة دي) هناك ناس ليبراليين أكثر من الليبراليين أنفسهم، المنهج الأمريكي يريدون إدخاله في الإسلام هذا لن يحدث.
- هل الكودة وعصام البشير يمثلون الإسلام الأمريكي؟
قطع شك هل هم أعطوك فرصة لكي تصنفهم تصنيفاً آخر؟ هم أنفسهم يحملون نفس الأفكار الغربية وأن المرأة مثل الرجل والمرتد فكرياً لا يتم استتابته لكن الأسوأ من يوسف وعصام البشير هو الترابي يريد تمييع الدين (النصراني والمسلم واليهودي)، كلهم مؤمنون.. هذه أفكار الصادق المهدي والترابي والكودة وعصام البشير.. يقولون ذلك على استحياء كلهم (ماشين) في الدين الأمريكي و(غرقانين فيه).. هؤلاء عقيدتهم مفهومة، عصام البشير عمل وسطية في الكويت لكن البرلمان الكويتي قام بطرده وجائزة الملك الأردني عبد الله بن الحسين هي (أيقونة) ماسونية لماذا لأنه طرح طرحاً يشكك المسلمين في دينهم لأن الوسطية ببساطة ليست دينا... أصلاً نحن كمسلمين وسطيين وحينما تأتي وتقول إن داخل الدين في وسطية هذا يعني انك صنفت الناس لوسطيين آخرين ليسوا كذلك، هذا تفريق بين المسلمين.
- لكن بهذه الصورة أنت تنزع حقهم في الاجتهاد؟
يا أخي هذه قضايا لا يوجد فيها اجتهاد، الله تعالى أنزل قرآناً من فوق 7 سموات والقرآن نزل في قضايا أصول الدين وهذا ليس فيه اجتهاد، لا اجتهاد مع النص يعني الكفار يدخلون النار أنت تأتي وتقول الكفار يدخلون الجنة كيف يستقيم هذا؟ الآيات الصريحة القطعية الدلالة والأحاديث قطعية الدلالة لا يوجد فيها اجتهاد.
- مقاطعة أنت هنا تغلق باب الاجتهاد إذن؟
الاجتهاد موجود وكلنا ندعو له لكن هناك فرق بين الاجتهاد والتجني والافتئات على الله تعالى.. العلماء الآن يجتهدون في النوازل وليس في النصوص وأصل الدين، هذا لا يمكن حتى الحركة الإسلامية تؤمن بذلك والطرق الصوفية والسلفيين والإخوان المسلمين متفقون وكلهم من أهل السنة والجماعة لكن الترابي قال إنه ضد السنيين وضد الصوفيين وضد الاخوان المسلمين يعني أنه ضد السودان كله هذا ما قاله قي حوار الجريدة، وقال إن الشعب السوداني الذي يتابع صراع الرابطة الشرعية مع الصادق المهدي مسكين والله (مسكين إنت).
- لكن الأولى بالتكفير الشيوعيين أم الحكومة التي سمحت لهم بالنشاط وصدقت لهم بالحزب الذي يقول لا إله والحياة مادة؟
الحكومة لم تدع أنها شغالة بالشريعة لكنه أولئك يتحدثون عن الحريات ونهج مسلميه، هنالك اختلاف سياسي بين الدكتور الترابي والمؤتمر الوطني جزء من الحكومة لا زال مع الترابي مثل أمين حسن عمر لكن هناك من يختلفون مع الترابي عقدياً وفكرياً مثل الرئيس البشير. الترابي يريد الغنائم والسلطة والثروة، لا زلت أتهم بعض قادة الحكومة بأنهم مع الترابي سراً ويخدعون الحكومة لكن لا أشك انه على سبيل المثال (لبابة الفضل) التي كانت مع المؤتمر الشعبي ولبابة الفضل كانت جمهورية مع ناس محمود محمد طه وقالت: "لو الترابي قالي لي أكفري بكفر.." بالله عليكم يا ناس الرابطة الشرعية من أولى بالتكفير لبابة الفضل أم الصادق المهدي؟
- طيب من أولى بالتكفير؟
قطعاً لبابة الفضل أولى بالتكفير من الصادق المهدي وأولى بالتكفير من هالة عبد الحليم على الأقل، لبابة الفضل شغالة مع العدل والمساواة وعلى اتصال بخليل إبراهيم لماذا يتم إغلاق ألوان ولا يتم اعتقال لبابة الفضل؟.
الحكومة أخطأت حينما أوقفت ألوان كان يجب عليها القبض على لبابة الفضل ومحاكمتها وليس حسين خوجلي... دي ما حرية رأي هذه خيانة للدين والوطن.. يجب محاكمة لبابة بتهمة الخيانة العظمى ومحاكمتها.
لماذا يكون المجتمع السوداني مستباحا؟ خليل إبراهيم قتل الناس وهو يعمل مع إسرائيل ويدمر البلاد فكيف نسمح لهم بهذه الحرية من أجل الخراب؟ هؤلاء لا أستبعد إطلاقاً أنهم وراء كل مصيبة.. من استدعى القوات الدولية ومن أحضر المنظمات الاجنبية؟ إنه الترابي من هو صاحب نظرية الحكم الاتحادي التي فرقت السودان وفصله الآن؟ إنه الترابي. من يريد التبرؤ من نيفاشا عليه ضرب الطابور الخامس من العملاء والمندسين في صفوف الحكومة.
- مندسين كيف؟
مثلاً الدكتور قطبي المهدي أكد أن هناك ماسونيين موجودين في هذه البلاد طيب لماذا لا يتم ضربهم لماذا تقف الحكومة مكتوفة الأيدي حيال ذلك؟ والأمن يعرف ذلك، طيب لماذا يدعهم؟ لا تحدثنا عن الشريعة والموساد موجودين... أين هي السيادة؟ لماذا يقولون إنه لا يوجد قانون لمحاكمة التجسس؟ دي بلد وين لا نحاكم من يتخابرون؟ هذه هي الدغمسة التي عناها الرئيس البشير... الخيانة العظمى جزاؤها الموت يضربوا بالرصاص.. يجب على الحكومة قتل الترابي رمياً بالرصاص ومعه كل الخونة.. لا مجاملة في العقيدة ولا في الوطن وسيادته لو هم خايفين عليهم إحضاري كشاهد ومستعد أن أُثبت عمالة الترابي ولبابة الفضل. الترابي ليس مرتداً فحسب بل خائن لدينه ووطنه وللاقتصاد بالقصة بتاعة الشركات الكندية وغيرها، سياسة التمكين هذه هي التي (جابت الفساد) هو ذاتو منزله بالمنشية من أين له هذا؟ أين اشتغل؟ عمل وين؟ لماذا لا نسأله هذا السؤال؟.
- أنت فقط تتهم الترابي؟
طبعا ما حدث بالبلاد سببه الترابي والله لو انتصر الترابي على البشير في معركتهم في العام 1999م لكانت البلاد اليوم كومة رماد.
-لكن الرجل غادر السلطة وهو منذ 12 سنة معارضا؟
فات السلطة لكن تلامذته موجودين، كذلك هو يعمل من الخارج يحاول تدمير البلاد.. هو يسئ حتى للرأي العام قال إن الرأي العام ضال يفترض يقبض عليه لكن الحكومة تقبض عليه ثم تطلق سراحه.. أؤكد لك أن من حرق ضريح الطرق الصوفية هم ناس الشعبي.
- ألا ترى أن الأفضل هو الجلوس مع شيخ حسن قبل تكفيره؟
يا أخي أنا لم أكفر الترابي.. العلماء هم من كفروا الرجل، علماء السعودية واليمن والخليج وغيرهم.. كلهم قالوا بكفره ومنهم الامين الحاج رئيس الرابطة الشرعية وهو من أعلم فقهاء السودان والدكتور جعفر شيخ أدريس قال أمام الدنيا إن الترابي كافر ليس لأنه أنكر حد الردة بل أباح الردة ومن يبيح الردة أخطر من يقول بالردة فلا مجال لإدخاله الإسلام فالإباحة لا سبيل لأي إنسان في الدنيا يقول الترابي ليس بكافر، يا أخي الترابي يقول الإنسان أصله قرد ويؤمن بنظرية داروين الكفرية حتى الغرب تخلى عنها.
ما قاله الصادق المهدي عن الحجاب وجواز محاذاة النساء بالرجال في الصلاة هل هو مدعاة للاستتابة والتكفير؟
افتكر السيد الصادق المهدي قد انتهت المعركة الفكرية معه استنادا على حديث عبد المحمود أبّو, وهو بمثابة اعتذار وتراجع عمّا ذكره سابقا, فالرجل انسحب من المعركة وقال إن حديثه قاله لكي يراجعوه من قبل العلماء، فلماذا تتمسك الرابطة الشرعية بخوض المعركة طالما أن الرجل قد أعلن انسحابه؟!, كما أن الاستتابة تتم في المحكمة الشرعية, والأهم من ذلك أن حديثه ليس عقائديا، فالمهدي غير محتاج لمحكمة, لأنه واضح جدا أن المسألة ناتجة عن عدم فهم في الدين؛ لأنه ليس متخصصا في مجال الفتوى والاجتهاد, وهو قال إنه يقلب في الآراء, لكن لا بد من اعتذار صريح من المهدي (عشان نوقف المسألة دي), وأصلا الصادق المهدي مهموم بوحدة السودان وسلامة أراضيه.
لكن المهدي شدد أنه على الرابطة الشرعية الاعتذار أو مقاضاتها بل إنه أضاف قولا آخرا بأن "المرأة لم تخلق من ضلع آدم"؟
يا أخي ما قاله حول خلق المرأة هذه كلمة كفرية, وأي طالب ابتدائي تسأله يرد قائلا (هذه معلومة من الدين بالضرورة), حيث خلقت حواء من ضلع آدم, لكن "دي ما براها المهدي قال كلام كفري كتير لكنه لا يثبت على الكلام الذي يقوله".
في هذه الحالة يستتاب أم تقام عليه الحجة أم كيف تكون مواجهته؟
أنا افتكر أن النقاش وصل لنهايته لأنه قد انسحب, ولو قدم لمحكمة "قدام المحكمة ما ح يحاكم بالردة", لأن طبيعة المحكمة أن أي متهم يتراجع عن أقواله يكون براءة, لكن بالصورة التي يقولها بانه يغلب في الآراء وأن الأمر ليس عقائديا بالنسبة له والقضية قضية حوار, وخلاص الموضوع انتهي, فالمسألة هذه الزامه بعدم تكرارها كنغمة مشروخة كل مرة وكفى الله المؤمنين القتال؛ لأنه يعلم تماما أن البلد لا تحتمل الخلافات وهو رجل وحدوي يدعو لتماسك الوطن.
انتم تقومون باهدار الدم والتكفير والاستتابة في مواجهة البعض وتسكتون عن القضايا الكبرى كالفقر والقروض الربوية والرشوة والمحسوبية والفساد لماذا؟
هذه التجاوزات نحن أكثر من نتحدث عنها خاصة الفقر والفساد. فالمنابر تتحدث والضجيج الذي حدث حول قضية الفقر سيؤتي أكله قريبا, لكن هذه القضايا ليست عقائدية.. مثلا الربا علي سبيل المثال حاربناه لدرجة بعيدة, كلنا تناولناه في المنابر مثل ما ظل يردده الشيخ عبد الحي يوسف والشيخ محمد عبدالكريم وبقية العلماء موقفهم قوي, لكن العلماء ليست لهم آلية للتغيير غير اللسان (نغير المنكر بلساننا فقط), انا أشهد أن الدعاة لم يسكتوا, "والله لولا التيار الإسلامي الذي حاول كشف الفساد في أجهزة الدولة وتحدث فيها العلماء ما كانت الحكومة اهتزت".
في رأيك الآلية التي كونت مؤخرا لمحاربة الفساد كافية لمحاربته؟
لا.. الآلية ليست كافية.. والفساد قبل أن تُكوّن له آلية (شوف) السبب الذي جعل الناس يفسدون, خذ الحصانة مثلا وزير العدل قال إن هناك 25% من الشعب السوداني لديهم حصانات, فأنا قلت إن مثل هذه الحصانات تجعل من بعض المسؤولين في الدولة آلهة وفراعنة فوق القانون, ولا يسألون ويصعب أن تصل إليهم يد العدالة, فالحصانة مخالفة للدين والشرع والنظام الديمقراطي, ومخالفة حتي لحقوق الانسان وللفطرة السليمة, لأن فيها تمييز للناس وتزيل مبدأ العدالة والمساواة كليا. لذا الآلية ليست كافية ولابد من تغيير هيكلي في أجهزة الدولة, ولابد من (غربلة) من هم في الحكومة, ولابد من المحاسبة والرقابة الحقيقية والتعامل مع قضية الفساد بكل حزم وحسم ومن غير ذلك لا يوجد حل.
معنى حديثك أن الفساد ممنهج؟
ليس ممنهجا فحسب, بل الفساد أصبح اليوم جزءا من النظام.. ولا يمكن لرئيس الجمهورية مثلا تعيين جيش من الوزراء والمستشارين ووزراء دولة, في ظل ميزانية ضعيفة, ومفترض أن يكون في البداية (15) وزيرا، (شوية) زادها الى (20) وزيرا, وبعدها الوزراء أصبحوا لا يعدوا, وهذا فساد والآن الوزراء أكثر من 70 ويتم تعيين وزراء لاعتبارات قبلية وجهوية. هذا نوع من أنواع الفساد. خذ مثلا أسامة عبد الله هذا دمجوا له ثلاث وزارات وقام في النهاية أعفوا ليهو وزير الري المهندس كمال علي محمد, وهو من أعلم السودانيين في مجال المياه والري في افريقيا, (كيف يشيلوهو عشان خاطر اسامة عبد الله؟!), خذ مثلا تعويض المتضررين, فالرئيس البشير يصدر قرارا بتعويض ناس الخيار المحلي للمناصرين وأسامة عبد الله يضرب بقرار الرئيس عرض الحائط!, وهذا فساد نحن مقتنعون الرئيس البشير رئيسنا لكن هو خلق لينا معاهو رؤساء (تانيين).. وسد مروي انجاز كبير لكن امبراطورية أسامة عبد الله قتلت انجاز السد, هناك قتل تم لمواطنين في أمري، وبدل ما يكون سد مروي يخلق نسيجا اجتماعيا أصبح اليوم أزمة وحوّل السد لأكبر مشكلة عند الحكومة المناصير معتصمين أكثر من (3) شهور والرئيس يصدر قراراته لرد الحقوق يجيء واحد يقول (لا) طيب الحاكم البلد دي منو؟, أنا مثلا راضٍ بالبشير لكن ليس لدي استعداد للتعامل مع هذا الفرعون, فرعون صغير مشكلته يجيب مشاكل أكبر من الانجازات التي يعملها طيب الفائدة شنو؟
لكن كمال علي محمد استبعدوه لكبر السن وليس من أجل أسامة عبد الله؟
لا لا حسب علمي أن وزارة الري هي الوزارة رقم واحد في الانجاز, فلماذا (يشيلوهو) ويخلوا الوزراء الفاشلين؟!, العالم كلو مقتنع بقدرات وكفاءة الوزير كمال علي محمد, والرجل لم يكن ينام بل كان يسهر لكي يعمل. وهو رجل نزيه وبعيد عن الأضواء ولم نسمع في تاريخه بمشاكل أو فساد في الوزارة, لكن واضح أن المسألة من أجل (مكاوشة) أسامة عبد الله على ثلاث وزارات المياه والري والكهرباء زائدا السدود.. فكيف يبعدون رجلا عالما مثل كمال علي محمد و"يجيبوا زول ما عندو علاقة لا بالكهرباء ولا المياه ولا السدود", وليست له مؤهلات ولا حتى تجربة وهو (شغال شغل أمني), فانت لو عايز تحارب فساد لا تحاربه بتكوين آلية؛ لأن الآلية تساعد و(تقصقص) وبدأت تقصقص الآن, لكنها ليست الحل الوحيد لمكافحة الفساد. والمستتر بدأ يخرج للعلن وإخراجها حتى لوسائل الاعلام هذا يزيد الاحتقانات, لكنها لا تزيل الفساد... الفساد يجب إزالته بهيكلة الدولة وأجهزتها بتغيير القوانين مثل قانون جهاز الأمن مثلا, وأنا بتفق مع الدكتور الترابي في (الحتيتة دي بس) قال "نشوف صابون وموية.. القصة عايزة صنفرة ونظافة وتطهير وغسيل".. لابد من تغيير جذري هيكلي.. شوف الهيئات الكثيرة التابعة للحكومة وتم حلها مؤخرا بقرار من الرئيس.. انظر هناك شركات وهمية ورمادية ومؤسسات هذه مدمرة للاقتصاد وترفع الأسعار وتحتكر السلع الاستراتيجية وتزيد من الغلاء والبلاء.. (وهسة عايزين نعرف الشركات والمؤسسات التي قام الرئيس بحلها هل فعلا تم حلها تماما), نحن نريد أن نعرف بالضبط ماذا يحدث والشعب السوداني كذلك؟
نعود لموضع الحصانات انت قلت انها تخلق امبراطوريات وفراعنة لكن دستور الجبهة التي كونتموها أعطت حصانة للرئيس ولأعضاء مجلس الشوري ألا ترى أن هذا تناقضا واضحا؟
لا هذه حصانة إجرائية, الحاصل كالآتي: كل الجماعات الإسلامية اتفقت على عدم وجود حصانات؛ لأن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وغيره من الحكام المسلمين ضربوا أروع الأمثلة في القصاص ونزاهة الحكم وتحقيق العدالة, يعني الصحابة طبقوا عقوبة مغلظة علي من تقول الآن إنهم (سياديون), لأن الاسلام لا يعرف السيادة إلا لله.
تعني أنكم ناقشتم مسألة الحصانات؟
بالتأكيد، هذا كله تمت مناقشته من قبل العلماء, لكن بدا واضحا أثناء النقاش حاجتنا للاستثناء بخصوص الرئيس, وهي حصانة إجرائية في حقه, وأعضاء مجلس الشورى أو البرلمان منحوا ايضا حصانات لكي يقولوا ما يشاءون دون خوف أو وجل, يعني المسألة عملية لضمان أن يشتغل الرئيس, و(إلا كل يوم الرئيس حا يقيف قدّام المحاكم), لكن واضح هناك فصل بين السلطات, والدستور الإسلامي أيضا جاء لتغيير الواقع الحالي واصلاحه ومراجعة للواقع الموجود بموجب الدستور, وهذا كله اجتهاد لكن كل الحضور كان متفقا أن الحصانات أمر غير موجود في الشريعة والتنفيذيون ليست لهم حصانة.
حتى الوزراء ليست لهم حصانة في مقترحكم الدستور؟
"ما في وزير عندو حصانة.. طوالي يحاسب بصورة سريعة وناجزة", لا أحد فوق القانون, والقانون سيعمل علي إعادة هيكلة المؤسسات خاصة قانون جهاز الأمن وألا يعتقل أحد قبل أو أن يتم التحفظ عليه أو إطلاق يد البعض لاغلاق الصحف, والقبض علي المواطنين لمجرد الاشتباه أو الشك, وأنا أتساءل لماذا تصادر الصحف، (وانت عايز الحصانة ليه؟), الزول الجاري وراء الحصانة معناها خايف من حاجة ويريد أن يحصل علي الحصانة حتي لا تصله يد العدالة.. (لماذا تتجسس)؟.. في دستورنا لا يجوز التجسس ولا يجوز الاعتقال التحفظي إلا بقانون, لا بد من تعديل قانون الأمن، وكذلك الشرطة كلها يجب أن تطالها يد التغيير وثورة الاصلاح, فالفساد لابد من محاربته بالتغيير الهيكلي لإزالة الفساد بصورة منهجية لأنه فساد ممنهج.
ألا تعتبر ذلك إنقلابا على الأوضاع الحالية؟
لا "ما ح نعمل انقلاب".. في النهاية الطرح "حقنا القصد منه اصلاح الدين".. والعقيدة هي التي جمعت علماء الجماعات الإسلامية لتنادي بالتصحيح والاصلاح والثورة علي الباطل لا الانقلاب.. نحن ليست لدينا قضية بالسياسة, نحن أجندتنا دينية هدفها الاصلاح, لكن في النهاية نحن بنعبر عن الشعب السوداني لكي تحكمه الشريعة.
كيف تعبرون عن الشعب, من أعطاكم هذا التفويض؟
رد بدهشة.. أعطانا له الشعب السوداني والجماعات الإسلامية دخلت كل منزل وحارة وحي.. كل المكونات الإسلامية ممثلة في جبهة الدستور الإسلامي, والعلماء مكلفون من ربهم سبحانه وتعالى بالدعوة الي الله والاصلاح, والعلماء تبرعوا من تلقاء أنفسهم وجردوا أنفسهم لهذه المهمة مجانا, فقضية الشريعة دي بتحل مشاكل البلد دي كلها(الشريعة الحقيقية ما المدغمسة).
طيب ما هي آليتكم لتطبيق واجازة الدستور ؟
أذكر أن الأخ كمال رزق في الاجتماع سأل الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد وقال ليهو (يا شيخنا الضمان شنو الجماعة ديل يقبلوا الدستور دا؟ وهل الجبهة بتتحل؟), فرد شيخ صادق أن (التنفيذ أهم وسنتابع وسنراجع ولن نقف عند حدود وضع الدستور فقط)... بعد دا ح يتعبوا مع الله تعب لو ما طبقوه.. كيف يرفضوا شريعة ربنا حا يمشوا وين؟.. والتيار الإسلامي بالبلاد تيار قوي وجارف وفعال لن يقف عند حدود الموافقة علي الدستور أو قبوله.. سنصعد الموضوع لآخر درجة والآن التيارات الإسلامية هي التي تقود زمام المبادرة في مصر وليبيا وتونس خليك من السودان. وأنصار السنة وحدهم لديهم (2000) مسجد والاحترام الاساسي هو للعلماء... الجماعات الدينية هي التي تحرك الشارع, لكن انظر للترابي قال انه ضد الطائفية ويقصد الانصار والختمية.. يا أخي الانصار والختمية ليسوا طوائف هذه جماعات دينية، أما الطوائف فهي (زي الدروز في لبنان وديل كفار وزي الشيعة وديل كفار).
لماذا تخرج دائما من صلب الموضوع وتهاجم الترابي؟
لأنه يثير الفتن ويفرق بين الجماعات, ومن حقي أيضا أن أتساءل من الذي أتى بالخليفي من قبل لكي يقتل شيخ أبوزيد, ويقتل بن لادن.. والخليفي كانت له قائمة طويلة تضمن اغتيال عدد من الشخصيات مثل شيخ صادق عبد الله عبد الماجد. مالكم كيف تحكمون!
شيخ أبوزيد قال هناك من يريد الخروج للشارع في حالة رفض الحكومة لمشروع الدستور الإسلامي من صاحب هذا المقترح؟
الجماعات الإسلامية متفقة علي الحدود الدنيا, وبالفعل في مجموعات قالت القصة "دي ما نافعة" يجب البحث عن بدائل وخيارات جديدة, "لأن الحكومة ما ح تستجيب" وما في طريقة إلا الشارع والمقاومة, لكن القيادة ممثلة في الشيخ أبوزيد وشيخ صادق قالوا لا, ولابد من حمل الناس على حسن الظن, ولابد من الصبر قليلا عليهم وعدم التعجل.. (لو هسة مرقت الشارع واسقطت النظام البديل شنو؟ "ح يجي الترابي ويجوا الغربيين عشان يحكمونا" والمنظمات الاجنبية والامريكان والكفار لأن الجماعات العنصرية هي المسلحة التي ستحكم البلد).
هذه استراتيجية المؤتمر الوطني هو يعرف ذلك تماما ؟
لا لا ليس المؤتمر الوطني.. لكن الواقع بقول كذا كان قالها الوطني أو غيره هذا هو الواقع, نحن مثلا زاهدون في المناصب والسلطة ولا نريد الحكومة, نحن نريد الاصلاح والدعاة يريدون فقط التغيير ومن يحكم ليس مهمتنا . (لا يمكن تقول أنا ضد الحكومة وتمرق الشاع أها البديل شنو؟), عشان كدا نحن وضعنا برنامج الخطوة الأولى, أما الخطوة الثانية فهي التوعية بالحقوق والوحدة ولم الشمل وأن يدار حوار, نحن لدينا معركة دستور في عهد الترابي, وكان الدستور يأتي من فوق (التوالي, التوالي والناس تتغالط شنو التوالي لغاية ما الجنوب انفصل)!, لكن الآن الدستور يأتي من تحت، من القواعد من الشعب ومن العلماء.
لكن هناك غير المسلمين ليس هناك نقاء ديني حاليا في البلاد أين حقوق غير المسلمين في دستوركم المقترح؟
كل ما سألتم عنه موجود في الدستور الذي حفظ لأولئك حقوقهم كافة, انظر الى الأقباط في مصر دخلوا في قوائم الاخوان المسلمين, الآن 97% من الشعب السوداني من(اتباع المذهب السني).
وأقول لكم بصدق مسألة مراعاة أهل الكتاب وغير المسلمين الموجودة في الدستور هنا غير موجود إطلاقا في أي مسودة قانونية, "يعني نحنا نضرب مثل بعمر بن الخطاب في العدالة كحديث منابر فقط وبدون حركة عملية عمر بن الخطاب براه ليه عمر البشير مالوا" ؟ لازم يعمل بالذي طبقه عمر بن الخطاب المطلوب العدالة لا نريد استغلال السلطة مافي إصلاح وعدالة ومساواة أكثر مما هو موجود في الدين .
أين بقية التيارات الاخري من مشروع الدستور ؟
الجميع كانوا ممثلين الطرق الصوفية، بدءا بالانصار والختمية مثلها (حسن أبوسبيب)، وهناك الشيخ علاء الدين أبوزيد رئيس جمعية الامام مالك وهي الوعاء التنظيمي الأم للصوفية هناك 96 سجادة ممثلة في جبهة الدستور المؤتمر الشعبي "ذاتو قالوا نصلوا" مثلا كان لابد من الاتصال بعد الله حسن أحمد "قالوا الزول دي مستقيم وسني ما زي الترابي".. لكن المؤتمر الشعبي طابور خامس يعلمون مع الشيوعيين والعلمانيين وأحزاب اليسار .
هل قمتم بالاتصال بعبد الله حسن أحمد ؟
تم تكليف واحد للاتصال به في تقديري مجرد وجود جبهة الدستور الإسلامي بشكلها الحالي تمنع الفتنة ومن دخلوا وتورطوا في الفتنة الدينية بعيدون عن الجبهة الإسلامية للدستور لو محمد سيد حاج كان حيّا لما حدث ما حدث في المولد؛ لأنه رجل محبوب ومقبول من قبل الصوفية من لهم أسلوب فظ وغليظ هم من يتسببون في نفخ النار.
الدستور هل وصل لكل قيادات الدولة ؟
وصل وتم الاتصال بالبعض وكثيرون استلموا مسودة الدستور وانطباعاتهم جيدة للغاية؟
رسميا هل تلقيتم موافقة ؟
رسميا لا الأمر لا زال في طور الاتصالات الفردية مثلا قابلنا الدكتور قطبي المهدي، وأشاد بالدستور، وكذلك الدكتور عبد الرحمن نورالدين، وهو أحد الرموز النزيهة "يعني الشي الماشي هسة ما راضيهو ديل نعتبرهم معانا ساعين للاصلاح" وكذلك الحبر يوسف نورالدائم وأحمد إبراهيم الطاهر والبروفسير إبراهيم أحمد عمر طبعا نحن لا نتعامل معه كمؤتمر وطني؛ لأننا لا نريد ادخال السياسة في هذا الأمر؛ لأن القضية ليست حزبية هؤلاء الممارسات السيئة في الحكومة لا يريدونها وأيضا هناك الطلاب والمرأة كلهم موافقون على ذلك.
كيف تقدمون دستورا إسلاميا للحكومة وهي تتقارب مع أمريكا وتطبع مع الغرب، فكيف يستقيم الامر حتى أن بعض قيادات الحكومة بدأوا يسخرون حتي من الشعارات الإسلامية القديمة؟
"ديل ناس أمين حسن عمر", هؤلاء تلاميذ الترابي الموجودين في الحكومة نحن ما "عايزين نلعب بوليتكا السياسة فيها اللولوة نحن ناس دين ومن يدعو للدين ربنا بوفقوا نحن عارفين الحكومة دي فيها عملاء هذا معروف قطبي المهدي قال في موساد !! طيب ليه ما قبضوهم"؟ في "ناس عندهم جوازات دبلوماسية غربية امريكية واوربية يتفاوضوا باسم السودان هو زول امريكي يفاوض الامريكان يعني أمريكا تفاوض في رعاياها وموظفيها وحملة جوازاتها ومن يخالفهم بهرشوهو زي أمين حسن عمر وسيد الخطيب".
وغازي صلاح الدين ماذا ترى فيه ؟
لا غازي ما معاهم الدكتور غازي رجل وطني غيور ما معاهم.. الكلام ليس على اطلاقه.
لكن قطبي المهدي يحمل جوازا كنديا ما رأيك ؟
لا قطبي أيضا ليس منهم قطبي المهدي صريح وواضح ومتمسك بقناعته، ويحارب الباطل بضرواة، ناس المؤتمر الشعبي حاولوا يشوهوا سمعتوا بقصة الدولارت والعملات الأجنبية في بيتوا، يا أخي الناس دي كلها عندها عملات، هو قطبي براهو طيب الناس الساكنين في المنشية ديل لقوا القروش دي وين؟ كانوا شغالين شنو؟ خليهم يورونا جابوا الدولارات والمليارات دي من وين؟ الترابي دا بنى عمارتو من وين؟ نحن نسأل دعه يجيب ويري الشعب السوداني هو من أتى بالشركات الكندية (بتاعة) البترول للسودان، يعني 150 مليون كثيرة على قطبي.. في ناس داسين القروش الحرامية ديل لقوا القروش وين هم ما شغالين غير شغل الفتن في ناس في الحكومة كبار يحرضوا ضد قطبي وهم لديهم أموال مجنبنها بالخارج وزراء وسفراء حتي في القصر الجمهوري يدوا منها الناس عشان يعملوا الفتن.
لم تجب عن سؤالنا انتم تقدمون الدستور الإسلامي للحكومة وهي في حالة غزل دائم مع امريكا والغرب كيف يستقيم هذا؟
لا لا.. أبدا.. الموضوع ليس هكذا القصة هنا قصة مغالبة دعنا من الحكومة في طرح استراتيجي الآن من كل الجماعات الإسلامية التي أجمعت علي التواضع والتراضي على دستور إسلامي يحكم فينا شريعة الله، وهذا هو المهم يجب أن تتوحد فكريا لازم يكون في برنامج وتطرحوا للناس ونخلق راي عام كل العالم يعرف أن أهل السودان يريدون الشريعة نحن لانريد الخروج للشارع ونقول (لا إله إلا الله) والشرطة تضربنا بالسلاح لا لا زي حافظ الأسد الكافر، دا الشيوعيين يمكن يعملوا كدا لكن نحن نفتكر أن الرئيس البشير رجل مسلم وود بلد ونحن بنطيعوا ونطلب منه تطبيق الشريعة، الحكومة مسلمة لكن لديها أخطاء فادحة وكبيرة، ونحن يجب أن نوضح الخطأ ليقوموا يتصحيحه ونكلم الناس وتكون في قوة وحدة وترابط ووحدة قضية نحن ما عايزين نسقط الحكومة وبعدين نفتش للدين ما نلقاهو دي كلام فارغ انتو ذاتكم الصحفيين نحن قلنا لا بد من حريات صحفية، البشير قال "عايزين شريعة نحنا نوديه لغاية الباب ما عايزين نتغشي زي ما غشانا الترابي شريعة شريعة في النهاية جاب لينا دستور غريب ما فيهو دين نحن أولا عايزين دين ودستور إسلامي نقدموا للحكومة وهي قالت الدستور الفات مدغمسة".
هل سلمتم الشيوعيين نسخا من الدستور المقترح؟
لا لم نعطهم؛ لأننا لانتفق معهم على الاطلاق ولماذا نعطيهم الدستور هؤلاء علمانيون وضد الشريعة هؤلاء يجب أن يقروا فقط بالدستور، وسوف يجدون فيه كل شيء الحريات والضمان والدولة الصحيحة وكل المبادئ التي يدعون اليها.
لكن هذه وصاية علي الآخرين؟
والله شوف ما في وصاية المسألة بسيطة الآن السودانيون يحجوا ويصلوا ويتزوجوا ويعملوا بشرع الله يعني مجرد ما نتكلم عن الدستور الإسلامي تقولوا وصاية لماذا الاعتراض هل الله ظالم؟ الشيوعيون أحسن يكونوا معنا ويركبوا في السفينة ونحن ندعوهم هم مدغمسين يقولوا شيوعيين ومسلمين كيف يعني؟ صلاة شنو شيوعي يصلي كيف؟ قالوا نقد بقرأ قرآن وتفسير بن كثير دا أمر محير هو نفسه ما عارف روحو شنو... إما مسلم وإما شيوعي... إما الجنة وإما حطب النار ديل منافقين مذبذبين لا إلي هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
يا اخواني الشيوعي السوداني مدغمس.
لماذا لم تعطوهم طالما أن الدستور يحترم حرياتهم؟
في تقديري أن الدستور سيتم تنوير كل الناس به نحن حريصون على دعوة الجميع. فالمسألة كما اسلفت لا زالت في طور التنظيم سيكون هناك مؤتمر جامع سندعو له كل السودانيين، هذا الدستور سيكون ملكا للجميع لكل السودانيين لن نعزل أحدا الوضع السابق لن يكون كما هو والمحسوبية والتمكين والتقسيم العرقي كل ذلك سينتهي بهذا الدستور، وأدعو العلمانيين للحاق بهذا؛ لأنه سيكون لصالحهم.