زين… تقيم عرساً ثانياً للزين!! . . بقلم: عادل الباز
عادل الباز
14 February, 2012
14 February, 2012
13/2/2012م
بالأمس كنا بفندق كورال لحضور المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة المنظمة لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي برعاية شركة زين بمناسبة الدورة الثانية للجائزة. ثلاث علامات مهمة استوقفتني في المؤتمر. من خلال الاستعراض الذي قدمه السادة أعضاء مجلس الأمناء والقائمون على الجائزة فإن الخرطوم موعودة بحضور زاهٍ لكبار الكتاب العرب منهم سعيد الكفراوي وعبد الرحمن الربيعي وليلى عثمان وشيرين أبو النجا وغيرهم. أعجبني بصفة خاصة أن يكون الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج بين الحضور. لقد شكل واسيني حضورا مميزا في ساحة الرواية العربية منذ أقدم على مغامرته الأولي البوابة الزرقاء (وقائع من أوجاع رجل) في ثمانينيات القرن الماضي مرورا (بذاكرة الماء) و(كتاب الأمير) الذي نشرته اليونسكو في مشروعها العملاق (كتاب في جريدة) ثم راويته الأخيرة (أنثى السراب) التي استمتع بقرءاتها هذه الأيام. سرني أيضا أن يكون الروائي السعودي عبده خال ضيفا على المناسبة . تعرفت على عبده خال في روايته الأخيرة والبديعة (ترمي بشرر) التي فازت بالبوكر قبل عامين. و تعرفت عليه (في مدن تأكل العشب) و(الأيام لا تخبئ أحدا) و(فسوق) وغيرها. عبده خال أديب سعودي كبير يحب السودان والسودانيين.
العلامة الثانية المميزة للدورة الثانية هي الأوراق، إن شئت من عناوينها. الموضوعات التي اقترحتها الأوراق بها من الجدة ما يدعونا ننتظرها بشغف، فعناوين الأوراق تشي بأن أفكارا جيدة ستطرح من خلالها، فلأول مرة نخرج من أزقة العناوين التي ماتت بحثا لفضاء أكثر إبداعا. مقدمو الأوراق على درجة من الجدارة الأدبية والعلمية مما يجعلنا نتفاءل بحصاد معرفي ممتاز.
العلامة الثالثة هي اختيار أستاذ لأجيال من السودانيين وهو الدكتور عزالدين الأمين (ضيف شرف) لهذه الدورة . للأسف كثير من السودانيين لا يعرفون عطاء الدكتور الأدبي والفني. هذه الالتفاتة من شأنها أن تضع الأستاذ في دائرة الضوء فتضيء جانبا من إسهاماته في المجال الأدبي ونظريته حول «الأدب المتجدد». للأسف فإن كل ما قرناه له هو شذرات متفرقة في مجلة الثقافة السودانية ومجلة الخرطوم. لقد أدهشني الدكتور عبد الله حمدنا الله حين قال إن الدكتور عز الدين الأمين هو أول من أطلق مسمى شعر التفعيله. يستحق الدكتور أن يزين هذه الدورة التي تتشرف به.
ختاما ما أرجو أن أقوله أيها السادة القراء إنني ساعتزل السياسة لمدة ثلاثة أيام هي أيام الدورة، سنتابع فيها فعاليات الدورة ولنحتفي بالأدباء والمبدعين الذين سيشرفون بلادنا منذ الغد، فمرحبا بهم. الآن أصبحت فعالية ثقافية سودانية ذات قيمة وديمومة... علينا أن نخجل ونشكر زين. ألا رحم الله الطيب صالح زين حياتنا حيا وميتا!!.
استقالة الدابي..... الأصم!!
أسعد خبر تلقيته ليلة أول أمس هو استقالة الدابي!!. ارتحت نفسيا ونمت نوما عميقا. لطالما أقلق الدابي نومي ونوم السودانيين جميعا وجعلنا نشعر بالخجل من أنفسنا!!. كان الدابي ينام بفندقه بوسط دمشق ولا يرى القتل والدماء في شوارع حمص وحماة ثم يطلق تصريحاته ليؤكد أن كل شيء هادئ في الميدان الغربي!!. لم يكن الدابي يرى إلا ما يرى الأسد وعصبته. كان الشعب السوري يقصف ويقتل ويمثل به وتقارير الدابي الميتة لا ترى القتل وهو يتصاعد وتتحدث ببجاحة عن خفضه!!. في أثناء عمل لجنة الدابي قتل أكثر من ألف ثائر في سوريا ولكن الدابي لا يرى ولا يسمع!! تمتلئ الفضائيات بجثث القتلى وصيحات المعذبين والمقهورين، والدابي لا يسمع ولايرى.!! يا ترى من رشح الدابي لهذه المهمة التي أشانت سمعتنا في العالمين!! هل سمعتنا تحتاج لمزيد من التشويه؟. من هو العبقري الذي رشح الدابي لمهمته تلك؟. لماذا وافق السودان أصلا على قبول مهمة الدابي.؟. لطخ الدابي سمعتنا ومرمطنا وجعلنا نطأطئ رؤوسنا بعد أن رفعناها حين كنا نساند ثوار الربيع في العالم العربي. حين بدأ المراقبون يستقيلون من لجنة الدابي ظل الدابي يرسل الإدانات للمستقيلين حتى استقال نصف أعضاء اللجنة، لأن لا أحد بإمكانه أن يكون شاهدا على المذابح إلا الدابي!!.
يبدو أن الحكومة عاد إليها قليل من العقل حين استجابت لوفد المعارضة السورية الذي زار البلاد مؤخرا مطالبا بسحب الدابي من اللجنة. فلم يحقق الدابي شيئا سوى تشويه سمعتها وسمعة الشعب السوداني من ورائها. أفضل قرار اتخذته الجامعة العربية أمس هو قبول استقالة الدابي، لقد أراحتنا من هم ثقيل جثم على صدورنا ليالي طوالا. كان في نيتي دعوة الشعب السوداني أن يسمي الجمعة القادمة (جمعة الدابي) ويخرج للشوارع تعبيرا عن معارضته لرئاسة الدابي للجنة، ولكن الله ستر واستقال الدابي قبل الجمعة. يبدو لي أن هذه هي المهمة الأخيرة للجنرال الدابي، عليه أن يكثر من الاستغفار ويرتاح ويريحنا!!.
عادل الباز