(السوداني) مع دكتور نافع علي نافع في أسئلة الساعة (1-2) لماذا صمت .. ولحس الكوع وأشياء أخر!!
حوار: ضياء الدين بلال
diaabilalr@gmail.com
لم أكن أتوقع أن تجد رغبتي المتكررة في حوار مع الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني الاستجابة، فالرجل قليل الإطلالة عبر الحوارات الصحفية فهو يكتفي بالتصريحات المختصرة والتي عادة ما تحدث دوياً في الساحة السياسية.. في الفترة الأخيرة لم ترصد الصحف تصريحات لدكتور نافع ومضت التفسيرات والتحليلات في اتجاهات مختلفة.. جاءت الموافقة على الحوار وتم الترتيب له بمكتب الدكتور بالقصر الجمهوري.
كان دكتور نافع طوال الساعة والنصف بشوشاً وودوداً في الحوار يستمع للأسئلة الساخنة والاتهامات المباشرة بهدوء ويجيب بطريقته الأكثر مباشرة ووضوحا، لا يلتف ولا يراوغ!!
صمت نافع عن الكلام لمدة شهر كامل؟
الحقيقة إنني لم أصمت عن قصد لكن يمكن أن يكون هنالك عدد من الأسباب من بينها زيارات خارجية لعدد من الدول، بجانب زيارات داخلية لعدد من الولايات، ولكن السبب الرئيس الذي كنت أقابل فيه وسائل الإعلام أنني كنت أذهب كل ثلاثاء لاجتماع قطاع التنظيم، وفي التعديلات الأخيرة للحزب تم اختيار شخص آخر، وبت لا أذهب كثيراً، ولكن بأمانة وصدق شديد لم يكن هنالك سبب لا شخصي ولا سياسي للامتناع عن الكلام.
ألا يوجد قرار حزبي ألزمك بعدم الحديث في هذه الفترة؟ -بنصف ابتسامة-
قال: (في حزب بيتخذ قرار ذي دة في زول، وفي نفس الوقت يخليه نائب رئيس الحزب)!!
يقال أن ما ظهر من احتجاجات وتحركات رد فعل مباشر للخطاب العدائي المستفز من قبل قيادات المؤتمر الوطني؟ أين هو التحرك حتى يقال أنه تم بسبب كذا، لم يحدث تحرك أصلا يمكن ان ينسب لجهة أو شخص، المنطق والشاهد يقولان ان الاحتجاجات التي تمت بعد زيادة الاسعار شيئ اقل بكثير جداً بقدر ماكان متوقعاً حتى لو لم تكن هنالك معارضة، لكن الذي حدث ان الشرح الكثيف من الحكومة لضرورات التغييرات والبديل لها هو الذي قاد لتفهم الشعب لتلك القرارات، الذي حدث لم يكن احتجاجا بالمعنى ولم تظهر فيه قوى سياسية كبيرة، وحتى الذي حدث هو محاولات محدودة من المعارضة مع قليل من الشباب -الذين يسهل تحريكهم- وهي محدودة جدا وبائرة جداً، المحاولة الوحيدة كانت هي الخروج من المساجد ولم تجد المعارضة في أكثر من خمسة الاف من المساجد بالخرطوم سوى مسجد
(ودنوباوي) بإعتبار ان له صلة بحزب الامة القومي وكذلك مسجد السيد علي الميرغني بحكم ان هنالك جناحا معروفا داخل الاتحادي معروف بمواقفه ضد المشاركة في الحكومة، وفي الحالتين التيار الفاعل في حزب الامة رفض استغلال المسجد للمظاهرات ولخط التغيير الذي تقوده المعارضة، فقرار الاحزاب بمحاولة اسقاط الحكومة وخططها لتحريك الشارع معروف حتى من قبل اقرار الزيادات، ومعروف من محاولات (الفيسبوك) وليس هنالك جديد، وأنا أفتكر انه حديث الذي تعوذه الحيلة والذي يحاول أن يقول أن شذاذ الآفاق معني بها الشعب السوداني يريد ان يحرف الوصف، شذاذ الآفاق معني بهم هؤلاء الذين لايدركون أن الشعب السوداني لايؤيدهم، فشذاذ الآفاق معني بها بصورة مباشرة قيادات المعارضة الذين لايؤمنوا بان الشعب السوداني له رأي فيهم وجربهم من قبل.
أما (لحس الكوع) لايدرك معناه بعض هؤلاء الذين لايعرفون معنى هذا الحديث وأن المقصود تأكيد الاستحالة، فالمعارضة لن تستطيع اسقاط النظام لأنو ليس لها آليات وليس لها قبول وليست لها وسائل.
خطابك مستفز ومحرض للآخرين دكتور نافع؟
أحب أن يكون خطابي واضحا، أما أن أقول رايي كما أود أن يفهم تماما الآخر أو أن أصمت، أنا لا اقوم بـ(المس على الوبر)
-ضحك-
ثم قال: وهذه لايعرف معناها سوى الأبالة، ولكني لا أتحدث عن الاشخاص كثيرا ولا أبادر حتى الاحزاب بالحديث لكن نحن في مشروع نعتقد أنه مشروع فكري ونهضوي وبعث امة لايمكن أن نترك بغاث الطير أن ينتصروا عليه.
لكن مصطلحاتك وتعابيرك هذه كانت سبباً في الاحتجاجات الاخيرة؟
-صمت-
ثم قال: مثلاً (لحس الكوع) قلته في دارفور قبل عدد من السنين لماذا لم يكن يومها سبباً في ان يغضب اهل السودان لو لم يكن انهم يدركوا انني اقصد بهم اعداء السودان من الخارج.
=الجزء الثاني=
(لحس الكوع.. هل هاجم المتظاهرون منزله؟!!)
دكتور نافع أين كنت يوم جمعة لحس الكوع؟
لا أذكر تماماً، أعتقد كنت موجودا في الخرطوم، وصليت في ذات المسجد ولم أر أحدا من المعارضة يحاول ان يلحس كوعه!!
(.......)
هل فعلاً تعرض منزلك لهجوم من قبل متظاهرين؟ أولاً إن جاز لي، لو تتذكر أن منطقة بري كانت بها ازمة مياه حادة وطلع عدد من المظاهرات، وأنا أذكر مرة جاءت مجموعة من الشباب محدودة جداً في شارع المعرض ووقفوا قبالة بيتنا ولكن تصدى لهم مجموعة منهم،وانا لابد أن اشكر الذين تحدثوا مع بعضهم ان هذا لايجوز ولا يوجد هنالك سبب لما يفعلون.
كيف تقيم علاقتك بأهل الحي؟
الحمد لله طيبة جداً، والحي به عدد من المساجد دائماً ما التقي بالمصلين، وفيه عدد من اللجان الخيرية وانا لدي بها صلة، والذين يسكنون بري يعرفون ذلك.
بيتك بيت سوداني عادي يعني مافي إجراءات تأمينية مشددة حوله؟ طبعاً في طاقم حراسة عادي جداً، حتى هم يسمحون للكثيرين بالدخول إذا كنت موجوداً.
بعض القوى السياسية تقول أن نافع هو السبب في عدم تقاربهم مع المؤتمر الوطني؟ ضحك
قال: يمكن أن أقول أن هذا له بابين، باب أول إذا كان هنالك مايربطهم مع المؤتمر الوطني وعجزوا ان يوصلوا كل هذا لقيادة المؤتمر الوطني بسبب ما أقوله أنا فهذا يعاب عليهم كثيراً وهم ليسوا بهذا الحال، وأنا اعتقد ان الذي يباعد بينهم والمؤتمر الوطني كثير جدا واصيل وليس علاقات افراد، وإذا ظنوا ان الوطني يمكن ان يرهن علاقاته مع القوى السياسية لمصلحة الوطن والدين والفكرة على راي شخص واحد فهذا تقدير خاسر.
=الجزء الثالث=
هل يفكر الترابي في انقلاب؟!!
الترابي قال مرة عنك (نافع قلبه أبيض) كيف وقعت عليك هذه المقولة؟ أشكره علي قوله هذا وأظنه صادق فيه، وأتمنى ان أكون كذلك ليس في قلبي حقد على آخر.
هل تقابل الترابي؟
ما قاعد أمشي ليه، لكن لو التقينا في اية مناسبة لا اتردد في تحيته حتى وان لم يراني وأذهب له واحييه.
منذ المفاصلة لم تكن هنالك مناقشة بينك ود. الترابي؟ بعد أيام المفاصلة الاولى دارت بيننا مناقشات كم مرة، مرة في منزله وفي مواقع أخرى ولكنها كانت في الايام الاولى للمفاصلة.
لكن قريبا لم تلتقوا؟
لا.
هل تعتقد ان الترابي حريص على اسقاط النظام بكل مايستطيع؟
-بحسم-
نعم.
هل يمتلك أدوات وآليات يمكن أن تهدد بقاء النظام؟ أعتقد لاتوجد له آليات كهذه، ويمكن أقول ان المؤتمر الشعبي (خليني ما أقول الترابي حتى نكون أكثر عدلا في حق المؤسسات) ليست له آليات تجعله يسقط المؤتمر الوطني، إذا كان يعول على تحريك الشارع، أما في باب عضويته فهي ضعيفة جداً، وخاصة في القطاع الطلابي والفئوي التي تقود العمل، بجانب ان الكثير من قواعد الشعبي غير مقتنعة بذهاب النظام وغير مقتنعين بأن البديل يمكن أن يكون استمرارا للمشروع الاسلامي، ويعتقدون أن المتحمسين لاسقاط النظام لهم صلات بحركات التمرد.
من خلال معرفتكم بالترابي هل يمكن ان يستجيب الى خيارات غير مدنية في مقاومة النظام باللجوء الى عمل فني عسكري؟ إذا تيسر له ذلك لن يتردد وقد حاولها من قبل، ونحن لماذا نقول هذا كافتراض، فالشعبي حاول من قبل من داخله ببعض المسلحين بالتعاون مع الخارج وفشل، فهو اذا توفرت له فرص النجاح لن يتوانى.
الحديث عن وحدة الاسلاميين به نوع من الغموض، هل هناك مساع حقيقية للوحدة بينكم والشعبي؟ في كثير من المحاولات، ولكن اذا اعتبرنا ان قضية الوحدة بين الحزبين قضية مركزية (قيادية) لم يكن هنالك في يوم من الايام عمل كبير يمكن ان يحسب في هذا الاتجاه، كانت في فترات متباعدة جداً تنشط بعض الوساطات لم تكن متحركة من قرار حزبي، لم تثمر، وتأكدت القناعة بأن ليس هنالك من مجال لتوحيد الحزبين هذا على المستوى المؤسسي، لكن في كل مرة تتحرك اشواق الاسلاميين ولا ارى في ذلك عيباً.
هل تتوقع أن القدر يمكن أن يوحد بينكم يوما ما؟ والله هذا في علم الغيب.
أقصد بمعطيات السياسة؟
أنا اتوقع ان تتم وحدة كبيرة جدا في قاعدة الحركة الاسلامية السابقة في اطار المؤتمر الوطني بخروج جل الشعبي والانضمام للوطني في سبيل المحافظة على هذا النظام والمشروع القائم الآن حتى ولو تحفظ البعض، لابد من المحافظة عليه واصلاحه.
هل يمكن ان يأتي يوم يكون فيه نافع في تنظيم واحد مع الترابي وكمال عمر؟
(لا أتوقع ذلك، لذلك تحدثت عن القواعد، ولا اتوقع حتى اندماج أو تحالف ساكت كحزبين في الظروف الراهنة الآن في المدى القريب).
لكن هذه القواعد بدأت تنتج بعض الظواهر قد تمثل عنصر ضغط عليكم؟ أنا شخصياً لست مشفقا لذلك، ليس من باب تطمين النفس ولكن من خلال معلومات كثيرة بهؤلاء المجاهدين، وأكثر مايميز المجاهدين أن جميعهم صادقون وليست لديهم مآرب ذاتية ولايبحثون عن المناصب وتحركهم اشواق التجويد وربما متأثرين كثير بالراي العام عن قضايا الفساد ومتى ماتم معهم الحوار وتم ماتبينت لهم حقيقة التحديات والمفارقة بين المثال والواقع، وأنا أقول أن مثل هذه الاشواق يطمع فيها البعض لإستغلالها، وهذا طبيعي، ولكن هذا التجرد والصدق يقودهم مباشرة للوقوف بل والى مواجهة الذي يريد الاستفادة من التحرك الى شأن ذاتي.
تجارب التاريخ تمنح العبر، وهذه التجربة قريبة لتجربة الخوارج في التاريخ الاسلامي (الاعتراض على الخلاف القائم بين علي ومعاوية) وتكوين جسم مضاد وهناك ظواهر تاريخية تشعر بالقلق إتجاه نمو هذه الظواهر وتحولها لعنصر ضغط داخل المعادلة السياسية؟ الفرد في بعض الاحيان قد يشطح مثل ذلك، ويقول اذا حدث هذا في عهد السلف لماذا لايحدث الان وقد يكون هذا استنتاجا نظريا معقولا، لكن انا من واقع التجربة والمعايشة لا ارى مايبرر هذا الخوف من حركة الشباب الذين يودون المحافظة على المشروع، وأنا اقول لك يمكن ان يبلغوا قمة القلق ولكن عندما يهدد المشروع يهبون دون استئذان من اي شخص كما حدث في هجليج، والكثير من هؤلاء الشباب الذين سموا بأصحاب (مذكرة الالف أخ) كانوا في اوائل المتحركين لمواجهة العدوان الجنوبي.
هل تلاشى أثر تلك المذكرات؟
ليست هنالك الآن مذكرة مطلوب الرد عليها، لكن تظل هذه المذكرات وما اشارت له محل نظر وتقدير واهتمام، والحديث عن التواصل مع هؤلاء الشباب ومعالجة بعض السلبيات في مسيرة الحكم.
الحوار مع قطاع الشمال محاولة لإعادة إنتاج نيفاشا مرة أخرى ؟ الحديث عن نيفاشا 2 وتكرار التجربة في الحوار مع قطاع الشمال حول المنطقتين خوف ليس له مبرر، مشكلة الجنوب لاتشبه أي مشكلة في أي جزء من السودان الشمالي، الجنوب حقيقة التمرد بدأ فيه قبل الاستقلال، لأسباب عدة من بينها قانون المناطق المقفولة، والجنوب لم يكن أصلاً في يوم من الأيام جزءاً حقيقياً من السودان بكامل الانتماء، نسبة للحروب التي شهدها والحواجز الكثيرة التي وضعها الاستعمار، فقد كان يسعى لأن يكون الجنوب جزءاً من شرق إفريقيا قبل أن يكون جزءاً من السودان ، لذا مهما كانت الإشكالات فإنها داخل الدولة الواحدة ولن يستطيع أي مشروع أوفكرة تحويلها إلى نيفاشا 2.
التفاوض الذي يجري في أديس هو بمثابة اعتراف ضمني بخطأ الحكومة بإلغاء اتفاق (نافع عقار) ؟ من المنطق النظر إلى أي قرار في الظرف الذي تم فيه، والذي يربط بين رفض الاتفاق الإطاري مع الحركة الشعبية في ذلك الوقت والآن، إن القرارين صدرا من مؤسسة الحزب من المكتب القيادي، إذاً مادام أن القرار مؤسسي ومهما كانت مؤثرات الظرف على هذه الحيثيات أنا أفتكر إن هذا المنهج مقبول جداً وليس من حرج، أن يتخذ المكتب القيادي قراراً في وقت ما بما بدا له من منطق ومبررات، ومن حق أي مؤسسة أن تراجع قراراتها وقت ما تأكد لها وجود ضرورة في ذلك.
لكن هنالك فواتير باهظة كان يمكن تلافيها عبر ذلك الاتفاق حرب ولاجئين وتدخل دولي..أنتم تتخذون القرارات الصحيحة في الوقت الخطأ ؟ وكأنك تريد أن تقول أنكم تتخذون القرارات تحت الضغوط، لكن ليس من المنطق وليس من المقبول أن نقول إن السياسة لا تتأثر بالمناخ الدولي والإقليمي، وأنا أفتكر أن استجابة السياسة أحياناً للظرف الراهن شيء مهم، وأنا أود أن أؤكد -وأنا جزء من الذين يشاركون في صنع القرار- نحن لم نتخذ قراراً إطلاقاً دون أن تتوفر له قناعة عندنا، ولو لم تكن هنالك قناعة بضرورة التفاوض حول قضايا النيل الأزرق وجنوب كردفان لنصل لاتفاق سياسي لما كان قد اتخذ المكتب القيادي قراره تحت تأثير قرار مجلس الأمن الدولي أو غيره.
الواضح للجميع أن قرار مجلس الأمن هو الأساس في قبولكم الحوار مع قطاع الشمال؟ بالتأكيد ليس هو الأساس، لدينا قناعة بضرورة الحوار السياسي مهما كانت الإشكالات المتعلقة بذلك، لأن القضية السياسية لن تنتهي إلا باتفاق سياسي، حتى ولو كان اتفاق (إذعان)، وأنا أذكرك بأن التناول الإعلامي والسياسي لقرار المكتب القيادي برفضه للاتفاق الإطاري كان يشير بوضوح إلى أن هنالك تياراً كبيراً وسط السياسيين يقول إن الحوار ضرورة لابد منها، الرجوع إلى الحوار حول قضية المنطقتين في هذا الظرف منطقي جداً ، على الرغم من أن حركة التمرد ضعيفة جداً في النيل الأزرق وجنوب كردفان لكن الوصول إلى اتفاق سياسي.. ينهي الحرب ويحقق السلام.
ذات الجهات التي قامت بنسف اتفاق (نافع-عقار) هي الآن تنشط لنسف الحوار بين (كمال عبيد وعرمان) ؟ قطعاً بعض المنابر التي عارضت الاتفاق الإطاري هي تعارض بذات الشدة الحوار الذي يدور الآن، لكن هذا الحوار لن يتوقف بالرأي العام وبأثر هذه المنابر، وهو الآن محصن بموافقة المكتب القيادي ، وكل القوى السياسية الأخرى بجانب أبناء المنطقتين، ولذلك أنا أعتقد أن هذا الحوار لن ينسف بضغوط من بعض المنابر التي نأمل أن تتضح لها الرؤية بأن الخير كله في الاتفاق السياسي.
هل يستطيع كمال عبيد أن يأتي بما لم يأتِ به نافع من قبل ؟ أنا أفتكر أن نافع لم يأتِ بشيءٍ من عنده وكمال عبيد لن يأتي بشيءٍ من عنده، ، لأن الرأي رأي مؤسسة وليس رأي شخص.
البعض وصف عبيد بأنه (متشدد ومتزمت) بعض الشيء، هل كان في اختيار عبيد إيصال رسالة لأطراف أخرى؟ كلنا لنا آراء شخصية، ولكن الذي يقود وفد الحكومة هو يحمل رأي الجميع ويعبر عنه بالكيفية التي تحقق السلام، وأنا لا أخشى من وصف البعض لكمال بأنه متشدد ومتزمت.
هل يمكن لـ(كمال وعرمان) أن يصلا لاتفاق سلام رغم الصورة الذهنية المرسومة عنهما؟ هذه تعتمد في المقام الأول على مؤسسية الشخص، وكمال رجل مؤسسي جداً، لايتجاوز مايقرر في إطار المؤسسة ، ولو تأثر بآرائه الشخصية ضد رأي المؤسسة يصوب في ذلك، وأرجو أن يكون ذلك هو حال عرمان. وأرجو أن تكون هنالك مؤسسة تراعي مصلحة المنطقتين.
اختيار الحركة لعرمان هل وضح لكم جدية الحركة أم عدم جديتها؟ أنا شخصياً أرى أن اختيار عرمان لم يكن موفقاً، وعرمان سيحاول أن يعرج بالحوار من قضية المنطقتين إلى قضايا أخرى كما ظهر في مقترحه، وأنا أعتقد أن أبناء المنطقتين قد يجدون أنفسهم مضطرين إلى نقل الحوار حول المنطقتين إلى شخص يقود الحوار حولهما ولاينحرف منهما، لأن الحكومة قطعاً لن تتفاوض حول قضايا غير قضايا المنطقتين.
هل تعتقد أن اختيار عرمان كانت له دلالة؟
أعتقد أن له دلالة، وأقول بكثير من الثقة أن عرمان سعى لأن يقود الوفد، وعرمان يسعى ليس لحل قضية المنطقتين بقدر ما يسعى لتأكيد الاعتراف بوجود الحركة الشعبية قطاع الشمال، فضلاً عن توصيل رسالة بأن قطاع الشمال ليس هو المنطقتين فحسب بل هو مناطق أخرى، وهذه هي الدلالة التي أراد عرمان إثباتها ،وأتمنى أن تكون ليس هذه قناعة أبناء المنطقتين حتى لا يكونوا وقوداً لطموحات عرمان غير المبررة.
ماهو سقف الحكومة في تقديم تنازلات لصالح قطاع الشمال، وهل يمكن أن نرى عقاراً نائباً أول لرئيس الجمهورية؟ أولاً نحن لانتحدث عن قطاع الشمال وإنما حول المنطقتين، ووفد الحكومة يحكم التفاوض حول البروتكول الخاص بالمنطقتين، الذي يتحدث عن الفترة الانتقالية التي من المفترض كان أن تتم فيها الترتيبات الأمنية والمشورة الشعبية و.. .
-مقاطعة-
لكن أنتم تديرون الحوار مع قطاع الشمال وليس أبناء المنطقتين ؟ الحوار الآن عن المنطقتين
مقاطعة: لكن عبر الحوار مع قطاع الشمال؟
بغض النظر عن التيم المفاوض سوى كان يسمي نفسه قطاع شمال أو غيره الحوار حول المنطقتين.
نافع: في هذه الحالة فقط يمكن أن يعود عقار والياً على النيل الأزرق(...)!!
هل نتوقع عقار نائباً أول لرئيس الجمهورية ؟ أي سوداني ليست له إشكالات يفتح له المجال لأن يكون رئيساً للجمهورية، أونائباً للرئيس بقدر مايثق فيه أهل السودان.
طيب هل من المتوقع إعادته عبر مرسوم جمهوري والياً للنيل الأزرق؟ هذه قضية معروضة للنقاش، ولكن رأيي الشخصي أنه ليس هناك مجال لذلك، عقار أعفي بمرسوم دستوري، والولاة لايعينون بمرسوم دستوري ولا أعتقد أنه سيعين والياً إلا في حال إقامة انتخابات، وحينها إذا اختاره أبناء النيل الأزرق هذا شأن آخر.
لكن عقار تم اختياره عبر الانتخابات؟
لكنه خرج وتمرد عليها ونسفها وتحدث عن عدم شرعيتها.
ما صحة مايقال أن الحكومة لاتثبت على لاءاتها، فهي تطلق لاءات كثيرة ولكنها سرعان ماتنهار تحت الضغط؟
قال: (اعطيني أمثلة على ما تقول)!!
رفضها القاطع للحوار مع قطاع الشمال، والأمثلة كثيرة؟!
أول حاجة إذا اعتبرنا هذا تنازلاً في بداية حديثي قلت لك إنه ليس تحت الضغط وإنما تقدير المصلحة، وأنا أفتكر الحزب الذي يحاول الالتزام بقرار اتخذ من قبل ضارباً بالمصلحة عرض الحائط هذه ليست ميزة.
إذاًَ أنتم تقدمون المصالح على المبادئ؟
أنا أفتكر أن المصالح لايمكن أن تتعارض مع المبادئ، والمبدأ في الأصل هو السلام وحفظ البلد ووحدته، ولا يمكن أن تكون للسلام قيمة إذا لم تحقق تلك المبادئ.
الحركة الشعبية هل خدعت المؤتمر الوطني؟!!!
دكتور نافع الحكومة لم تكن تتحسب للانفصال بشكل كبير لذلك كانت تداعياته كثيرة ومؤثرة، وفي ذات الوقت لاتملك استراتيجية واضحة للتعامل مع الجنوب؟ هذا ليس صحيحاً، هنالك كثيرون جداً في المؤتمر الوطني وأنا واحد منهم كنا ندرك أن الحركة الشعبية تعمل للانفصال، لكن التحدي الذي كان أمامنا كأناس مؤمنين بوحدة البلاد أن نحاول تغيير رأي الحركة وأن نحاول أن نهزم رأي الحركة بالرأي الجنوبي العام من خلال الانتخابات حتى لو أصرت على الانفصال.
مقاطعة: لكنكم فشلتم في المهمة ؟
لم نوفق في ذلك لأسباب كثيرة، وممكن أن أقول إن أهل السودان جميعاً ربما لم يكن تقديرهم موفقاً في رغبة الجنوبيين في الانفصال، فالمواطن الجنوبي ولأسباب كثيرة جداً كان مع الانفصال.
هناك فرق دكتور نافع بين التوقع والتحسب،أنتم لم تكونوا على استعداد للتعامل مع خيار الانفصال؟ التحسب كان موجوداً في صلب اتفاقية السلام ذاتها و كان هناك حديث بأن التفاهم على القضايا الخلافية وعدم التشدد من جانبنا سيساعد في دعم خيار الوحدة و....
..
مقاطعة
هل نستطيع القول بأن الحركة خدعتكم ؟
لايمكن أن أقول خدعتنا ولكن كنا نتوقع تياراً عريضاً من الحركة يقوم بتقويم مسيرة ومواقف القيادة الانفصالية.
كان بإمكان للحكومة أن تضع ورقة إجراء الاستفتاء مقابل حل القضايا العالقة؟ هذا التفكير منطقي لكن الذي يتحدث عن مثل هذه المقايضات يتحدث عن كيان سياسي له خياراته الذاتية، والذي يفتكر مثل هذا التفكير يظن أن الحركة بحرصها على الانفصال يمكن لها الموافقة على القضايا الأخرى، لكن الحركة ليست لها خيارات ثابتة، وقد تقودها خياراتها لعدم الموافقة على تأجيل الاستفتاء ولاتوافق على المقايضة وتقوم بإعلان دولتها من طرف واحد بمعاونة الغرب، وإذا كان قد حدث ذلك كنا سنخسر الوحدة ونستعدي الخارج.
هل كان هنالك تهديد بهذا؟
أنا شخصياً كنت مقتنعاً تماماً بأن هذا كان سيحدث.
(نيفاشا) فجأة تحولت إلى لعنة لدى الكثيرين، فصلت الجنوب وأتت بالحرب؟ في تقديري الذين يعتبرون نيفاشا لعنة فئتان من الناس، فئة سياسية معارضة للإنقاذ ولسوء حظهم ولحسن حظ الإنقاذ أنهم قد سبقونا في الموافقة على حق تقرير المصير في العام 1995 ، ونحن وقعناه بعد عشر سنوات، ولسوء حظهم أنهم ساندوا الحركة خلال الفترة الانتقالية وسكتوا على خروقاتها وتجاوزها للحريات، وهذا يدل على أنه ليس من حقهم الحديث عن انفصال الجنوب، أما الفئة الثانية نحن لانشك في وطنيتها لكننا نرى أن تقديراتها السياسية لم تكن موفقة، لأنه لو لم يكن هنالك تقرير مصير لما كان هنالك سلام، فالخيار كان واحداً وهو إما أن تستمر الحرب بين الشمال والجنوب إلى قيام الساعة أو أن نوافق على تقرير المصير.
يعني لاترى أن نيفاشا كانت خطيئة سياسية أو لعنة؟ لا أرى ذلك.