تأمُلات
kamalalhidai@hotmail.com
• قلت في المقال الأخير الذي حمل نفس العنوان أعلاه أن اللجوء للمدارس السنية أمر مطلوب ومفيد لكرة القدم السودانية.
• لكنه لا يمثل كل الحل، وذلك لأننا نعاني من مشاكل أخرى عديدة.
• أهم هذه المشاكل هو أننا نعادي النظام والانضباط والتخطيط.
• ولذلك فحتى إن عدنا للمدارس السنية، لن تنطلق كرة القدم السودانية كما يجب.
• وما لم يصاحب ذلك تغييرات جذرية في الإدارات والإعلام وطريقة عمل المدربين ونظرة الجماهير للكرة وما يجب أن تكون عليه، لن ينصلح الحال.
• لدينا الآن اتحاد كرة يتصف أفراده بالعشوائية والتخبط والهرجلة.
• ودونكم الفضائح العديدة التي شهدناها هذا العام من خروج مذل وفقدان للنقاط إدارياً.
• ورغماً عن كل ذلك سمعت أحد أعضاء هذا الاتحاد يتحدث للمذيعة إيمان بركية على قناة الشروق قائلاً أنه لم يمر على السودان اتحاد أكثر انضباطاً أو اتحاد ينفق على المنتخبات ويحقق نتائج جيدة أفضل من هذا الاتحاد!!
• ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف يمكن تربية النشء وصقل مهاراتهم بغرض صناعة كرة قدم متطورة في ظل هكذا إدارات!
• منتخبان يخرجان على أيدي منتخبات يفترض أن تكون أضعف منا بكثير، وثالثهما يعجز عن تقديم أي شيء في الألعاب العربية، وثلاث نقاط تضيع كنتيجة لخطأ غبي تمثل في إشراك لاعب مطرود وبعد كل ذلك يحدثنا محمد سيد أحمد عن انضباط ومنهجية وانجازات اتحادهم!
• المذيعة إيمان بركية نفسها ورغم احترامنا لها كمقدمة برامج محترمة، لكن يمكننا أن نتناولها ضمن هذا السياق كنموذج للإعلام الرياضي الهزيل.
• هي بالطبع ليست إعلامية رياضية، لكن طالما أنها قررت أن تفرد من برنامجها حلقة أو حلقات لكرة القدم كنا نتوقع أن تعد نفسها لذلك جيداً وإلا فليس هناك داع لحكاية ( سلق البيض) دي لتقديم برنامج فقط من أجل أن أن تقول أن قناتها أو برنامجها واكب الحدث.
• فقد كانت تقاطع ضيفها أثناء الحديث عن موضوع الشغب الذي شهدته مباراة هلال مريخ الأولى بالقول " انتو لمن تستشعروا إنه في مشكلة ليه ما بتوقفوا الكورة؟"
• ده كلام يا ناس؟!
• هي أصلاً ما عارفة إنه المباراة التي تكلمت عنها كانت في الكونفدرالية ولا في دورينا المحلي، عشان الجماعة يوقفوها.
• وحتى إن كانت المباراة ضمن منافستنا المحلية، هل هكذا يكون السؤال؟ وهل حدث أن أوقفت مباراة كرة قدم بعد بدايتها بسبب أن المنظمين استشعروا أن مشكلة ما ستحدث؟!
• وقفت أيضاً خلال الأيام الفائتة على نموذج إعلامي آخر يؤكد على سطحية من يتعاملون مع هذا الشأن.
• فقد استضاف مذيع قناة الشروق هشام مدير الكرة بنادي الهلال خالد بخيت وسأله عن المشهد غير الحضاري للاعبي الهلال في المطار قبل مغادرتهم لمالي.
• وقال له أن الناس كلها تكلمت عن اللبس غير الموحد للاعبي الهلال.
• وقد أكد له خالد أن الزي كان في غاية البهاء وأعجب كل من تواجد بالمطار حينها.
• الغريب في الموضوع أننا فهمنا من الحوار الذي سبق ذلك السؤال أن المذيع هشام كان حضوراً يومها في المطار.
• لكنه لا أكد على كلام خالد ولا كذبه!
• ولكم أن تقفوا على إصرار بعضنا على عدم توصل المشاهد أو القارئ للحقيقة.
• مذيع يسأل عن حالة محددة كان شاهداً عليها، وفي النهاية لا يقول لينا هل سافر لاعبو الهلال بزي ( مبهدل) كما قال الناس، أم بزي أنيق كما ذكر ضيفه!
• هذان مجرد نموذجان والأمثلة على قفا من يشيل في هذا الصدد.
• إدارات الأندية نفسها ليست ذات كفاءة يُعتمد عليها في تربية النشء كما يجب.
• ولو كانت كذلك لعرفت الأندية الكبيرة أن تستفيد من صغارها الذين تواجدوا في كشوفاتها خلال السنوات الفائتة وحتى يومنا هذا.
• فبعد تشكيل فرق الشباب سمعنا حديثاً عن تحفيز رئيس المريخ لشباب المريخ وعن عزم مجلس الهلال لتطوير فريق الشباب.
• لكن ما هي إلا أيام تلت مباراة شباب الناديين،قبل أن ينسى الجميع هؤلاء الشباب وواصل الناديان الكبيران لهثهما المستمر وراء المحترفين الذين يلهفون الدولارات العزيزة دون أن يحدثوا النقلة النوعية المطلوبة في أداء هذه الأندية.
• كيف نتوقع من مثل هذه الإدارات أن تصقل مهارات النشء وتربيهم، إذا كان جمال الوالي يسعى بنفسه لإقناع أكرم بالبقاء على الدكة لكي يشجع الحضري المشارك الدائم رغم كل الأهداف التي دخلت مرماه!
• وفي الهلال لن نقول أن الوضع أفضل حالاً، ففي مرات عديدة كانوا يجلسون لاعبين موهوبين صغار السن على الدكة بحجة أنهم صغاروعودهم غض.
• ولا أعرف كيف سيقوى عود أي لاعب كرة دون أن يشارك ويلعب.
• وفي هذه الجزئية لابد من إشادة بغارزيتو لكونه أتاح الفرصة للعديد من اللاعبين الشباب في الهلال في الفترة الأخيرة.
• لكن بصورة عامة أقول أن الإدارات الحالية غير مؤهلة لتقديم ما يفيد في ملف النشء إن أعيد تأسيس المدارس السنية.
• دعكم من الدولة العاجزة عن تقديم الغذاء والكساء والعلاج لمواطنيها، وخلونا مع الناديين الكبيرين فهما ينفقان الكثير من الأموال في محترفين أجانب أي كلام.
• ماذا لو سعت مجالس الأندية الكبيرة لإرسال عدد من اللاعبين الصغار إلى البرازيل مثلاً كل عام لتعلم كرة القدم على أصولها.
• هذا الاقتراح قدمته عبر مقال لي قبل أكثر من خمس سنوات، لكن لا أحد يعبأ بمثل هذا الكلام.
• يعني لو الهلال أو المريخ أرسل كل سنة خمسة لاعبين فقط لهذا البلد، كم سيصرف عليهم بالله؟
• وهل يضاهي المال المنفق في عمل مفيد كهذا ما يصرف على واحد فقط من المحترفين الذين لم يعينوا هذين الناديين في نيل أي بطولة خارجية طوال السنوات الماضية؟!
• لما تقدم أرى أننا في حاجة قبل الحديث عن تأسيس المدارس السنية إلى تغيير الكثير من المفاهيم حتى تتم الاستفادة من أي مدراس يمكن أن تنشأ.
////////////////