الى سعادة المشير عمر حسن احمد البشير

 


 

 



waladasia@hotmail.com
أخاطبكم اليوم بصفتكم العسكريه لأنكم من صلب هذه المؤسسة أتيتم وفى صبيحة 30 يونيو 89 استلمتم زمام امر الحكم فى السودان تحت مسمى الانقاذ ، وزاغ من تحمل المسئولية من فضل ان يحتمى بالسجن وترككم تذهبوا الى القصر .
نعم كانت احوال السودان مترديه من كل النواحى بحساب ذلك الزمن . وباعتبار ان من اهم مسئوليات المؤسسة العسكرية هى الحفاظ على امن وسلامة الوطن من كل المهددات قمتم بهذا الانقلاب .
مرت السنين ، وتبدلت كثير من الاحوال ، وصار حال البلاد والعباد بما لايسر صديق ولكنه يبهج العدو تكاثرت الحروب بين بنى الوطن الواحد ، وآثر إخوتنا فى الجنوب أن يقيموا دولتهم بعد إتفاق عقدتموه معهم وافقت عليه كل مكونات الطيف والمجتمع السودانى ، وأتت الرياح بما لا تشتهى الانفس
سيدى المشير ، أنا هنا لا أخاطبكم الا بصفتكم العسكريه التى اتت بكم لمقاعد السلطه بمسمى الإنقاذ ، لا اريد ان اتحدث عن احداث جرت ، ولكنى اتحدث عن واقع يشير الى مستقبل مظلم بكل ما تعنى الكلمة من معنى ، والحقيقة انه فى نهاية الامر ان المسئولية الاولى والاخيره هى مسئوليتكم المباشرة امام التاريخ وامام الله والوطن ، لأنكم على سنام هذه السلطه ، واعتقد صادقا انكم تتحملون مسئوليه هى فوق طاقتكم وواثقا من شديد معاناتكم فى ذلك ، لقد اطلعت من قبل على كتاب بعنوان كيف يصدر الرئيس الامريكى قراره . واتضح لى مدى ما يعانيه رئيس اقوى دوله فى العالم عندما يضطر لاصدار قرار او يجبر على اصداره وهو غير مقتنع به اطلاقا نتيجة ظروف وضغوط لا يستطيع مقاومتها حيث يكون خاضعا لضغوط لوبيات معينه ذات مصالح محدده فى قرار بعينه ، ومع تشابك المصالح والعلاقات الممتده فى مجتمعنا الذى يمكن وصفه بالعشائرى واثر الاسر الممتده بجانب ما افرزته سنين الانقاذ من مراكز قوى ذات مصالح ضيقه واثريا حرب...الخ تجعل من وضعكم ما يثير الشفقة عليكم من عظم ما حملكم له البعض من مسئولية يحتمون اليوم بشخصك لتستمر فى قيادة المسيره حتى لا تنهار مصالحهم بغض النظر عن من هم حتى لو كانوا من اولى القربه
سيدى المشير اخاطبكم بصفتكم العسكريه لان حال البلاد يحتم ذلك واقول لكم انها اللحظة التاريخيه حقا لتصحيح كثير جدا من الاخطاء التى حدثت متجاوزا احداثياتها لان ما نواجهه اليوم لا يتيح زمن محاسبه حيث يعتبر هذا الان نوع من الترف واشبهها بحالة شخص صدمته سياره مسرعه وهو مضرج بدمائه والناس تتحدث عن من المخطىء بدلا من نقله سريعا لاسعافه ومحاولة انقاذ حياته
حال ما آل له الوضع يحتم عليكم وبدون ان يخادع احد بسجن او قصر ان تقودوا انقاذا بحق وحقيقه او ما يسمى فى نظمكم العسكريه الانسحاب التكتيكى . نعم لقد بذلتم الجهد حسب ما اعتقدتم ما فيه خدمة للبلاد والعباد غض النظر عن كل شىء فهو جهد حاولت انت ان تخدم به بلادك وشعبك يرى البعض انك ضليت الطريق واضعت البلاد والعباد ويرى آخرون انه لم يحالفك التوفيق لظروف خارجه عن ارادتك وفئة ترى انك اجدت وهذه الفئة يراها البعض انها التى دفعتك والبلاد لما نحن فيه اليوم
انا على يقين وثقة انك تعانى كثيرا وكثيرا جدا كما اعتقد ايضا انك تملك نفس الشجاعة التى جعلتك تضع عنقك تحت المقصلة حال فشل انقلابكم بينما كان سيعود الشيخ لينام هانئا وسط اهله وهذا ليس ادعاء فيكفى انه بعد ان كان مأزون الشباب لحور الجنه نعتهم دون ان يرمش له جفن بالفطائيس. وربما كان نعتك بما هو اقبح حال فشل انقلابكم تلك الليله نحن لا ندعى ولكنها دلائل الاحداث
الوضع الان تحددت مسئوليته بصفة قاطعه بل واضحت واضحة بما فيه الكفاية وهو انك انت الان ولا أحد غيرك هو المسئول الأول عن تصحيح المسار وانقاذ ما يمكن انقاذه لذا ارى وهى نصيحة خالصه لوجه الله ان تقوموا بقيادة انقاذ البلاد مما هى فيه حيث وصلت الامور حافة الهاوية وذلك باتخاذ الاتى مع الاحترام ، ومن واقع ما افصحتم عنه بعدم رغبتكم فى الاستمرار فى الحكم ، وافساح المجال لوجوه جديده . ففى هذه الحاله ارى انه من الطبيعى جدا خاصة وان الجميع اتفقوا على انه لابد من ايجاد وسيلة آمنه للخروج مما تعانيه البلاد حاليا ، وهذه الآليه لن تتم الا بإقدامكم على :-
اولا انسحابكم من اى مهام تخص التنظيم السياسى الذى يسمى التنظيم الحاكم المؤتمر الوطنى وذلك حتى يوجد هذا التنظيم مساحة لنفسه للكسب السياسى فى المرحلة القادمه والشعب هو حكمها خاصة وانه يحتمى تماما الآن وراء بزتكم العسكريه
ثانيا حل كافة المكونات العسكريه واعادة هيبة القوات المسلحة والشرطه الى عهدها القديم من الانضباط والمهنيه باعتبارهما الجهات الوحيده المخول لها حمل السلاح وضبط الامن والحفاظ على النظام
ثالثا اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والعسكريين من كافة السجون والمعتقلات
تكوين حكومة انتقاليه تحت قيادتكم بالصفة العسكريه وليست السياسيه يتراضى عليها غالبية ان لم يكن جميع الوان الطيف السياسى لسد الفراغ لحين انتهاء فترتكم الحاليه
رابعا اعلان العفو العام لكل حملة السلاح
خامسا تتولى الحكومة الانتقاليه الاعلان عن
الدعوة للجنة لصياغة الدستور
اعادة صياغة القوانين الحاليه كافة
اعادة هيكلة الدوله وفض القبضه الحزبيه من براثنها
الدعوة لمؤتمرات فى كيفية معالجة ازمات السودان الحاليه من كافة المناحى كلجان متخصصه كل فى ما يليه من اختصاص
الدعوة للإستفتاء على الدستور ليتم على ضوءه بدء العمل به على ان تجيزه شكليا كما هو نتيجة الاستفتاء الذى جرى الهيئة البرلمانيه المنتخبه بموجبه
سعادة المشير
تكون حقا خدمت بلدك واديت المهام الموكوله لكم فى تامين البلاد مما يهدد وحدهتها وامنها وسلامتها وتكون حققت مستحقات مسمى الانقاذ  مما لحق البلاد طيلة هذه السنين التى ارهقت الجميع دون استثناء عدا اصحاب المصالح الضيقة واثرياء الحرب وستنال رضا شعبك انك خرجت بالبلاد باقل الخسائر مما هو حادث الان والمتوقع حال استمرار الوضع كما هو عليه ويكفى فقط ما يدور حتى داخل الحزب الذى تتولى رئاسته . انه ليس هروبا من المعركه كما سيصورها اصحاب المصالح الذاتيه بقدر ما هو انقاذ حقيقى لما سيأتى من دمار كامل يشمل الجميع
سيدى المشير انها قراءة متانية وهادئة من مواطن رمت به الاحداث فى بلاد لم يتخيل يوما ان يزورها سائحا ناهيك ان يقيم فيها ويعشم ان تجد استجابة منكم لانها ايضا ستنقذ اجيالا تائهة فى المنافى تتوق للعودة الى ديارها تقدم خبراتها وتعود آمنه لحضن وطنها ومراتع صباها ، وهناك من هم فى الخيام ومعسكرات النزوح  طفولة مشرده وامومه منتهكه ممن لا ذنب لهم فى ذلك . لقد انتهى زمن التنابذ والتحارب وجاء زمن سداد ما على الوطن الذى ارهق كثيرا لان يسترد عافيته ويحضن كل بنيه بسماحته المعهوده
انها الفرصة الاخيره فهلا غنمتها سعادة المشير بارادتك لا بارادت غيرك احتراما للشرف والعهد والقسم العسكرى الذى ولجت به مدارج العسكريه السودانيه
والله من وراء القصد  
كندا  تورنتو 22/4/2013

 

آراء