قضاة وطنيون وعدول

 


 

 



هم رجال احبوا الوطن حبا ملا حياتهم ولو كانوا احبوا المال بمثل مااحبوا الوطن لكانوا الآن من اثرى الاثرياء ولكنهم عند الاختيار بين مصالحهم ومصلحة الوطن اختاروا الوطن فضحوا بمصالحهم من اجله بل ضحوا بحياتهم نفسها فذهبوا بلا ضجيج وفى صمت ..... اندمجت ارواحهم بروح الوطن فكان المه المهم ومعاناته معاناتهم كانوا ينزفون وهم يرون الوطن مثخن بالجراح ........ قدموا فى سبيل الوطن الوظيفه مصدر رزقهم قربانا له ووقتهم وجهدهم واخيرا حياتهم .....
كان آخرهم مولانا سورج ولن يكون الاخير فهناك فرسانا يتسابقون فى تقديم الروح فداءا للوطن  ...... سورج كان من القضاة الذين شرفوا المهنه بذلا وشرف الوطن بتضحيته من اجله وقد حمل سورج الوطن فى حدقات عيونه لم يكن له هم غير هم الوطن كان الوطن عروسه وكل اهل السودان اهله وابناؤه لم يبحث عن مجد غير مجد الوطن ولم يكن له هم غير هم الوطن وكان رفيقه القراى صنوه فى الوطنيه التقيا فى طريق الوطن واسلما الروح وهم ولهان بالوطن
كان سورج اول من نازل الانقاذ واول الضحايا فبعد ان جندلت الانقاذ الدستور واشهرت سيوف محاكم الطوارىء خرج من صفوف القضاه الفارس سورج شاهرا فى وجهها مذكرة القضاه فى سبتمبر 89والانقاذ فى عنفوانها لم ينتظر سورج ورفيقه القراى من الانقاذ ان تاتيه فى موقعه فالانقاذ حتى ذلك الحين لم تتعرض للقضاه وكان لسورج ورفاقه ان ينعموا بالمنصب والجاه ويغمضوا عيونهم ولكن هيهات لفرسان من امثال القراى وسورج فهم يعرفون مهمتهم تماما فمن اول مهام القاضى حماية الدستور الدستور الذى يؤمن المواطن ويحمى حقوقه وماالقاضى فى دوله تنتهك فيها حقوق المواطن ؟؟ وهل القضاء هو محاكمة مجرمى الاموال فقط ان القضاء اكبر من ذلك كثير لو كان كذلك لما كان القضاه فى مقدمة ثوار اكتوبر ومن قيادات انتفاضة ابريل من هذا المنطلق كانت مذكرة القضاه التى انطلق بها سورج ورفيقه بشير معاذ مبشرين بها وللتوقيع عليها غير هيابين وكان اجتماعهم بقضاة امدرمان فى دار احد مناضلى الاستقلال محمد حسن سوار الدهب فى دار  يفوح منها عبق ايام خوالى وتعطرها رائحة الوطنيه التى تضمخت بها واجتمعنا فى ذلك الصالون العتيق كان الباب فى الخارج مشرعا رغم ان الانقاذ كانت فى قمة هوجتها فالقاضى لايخشى فى الحق لومة لائم فهو الذى ياتى بالحقوق لاصحابها فكيف يخاف من قول كلمة الحق ؟!  تنادت هذه المجموعه من القضاه للذود عن العداله التى سالت دماؤها ووقعنا على المذكره التى رفضت الغاء الدستور وطالبت بالغاء محاكم الطوارىء وان يحاكم المواطن امام قاضيه الطبيعى ورفضت كل التجاوزات التى حدثت وطالبت بدولة القانون وليت الانقاذ عملت بالنصيحه فى ضحى ذلك اليوم لتفادى الوطن جراحات كثيره ولكن الانقاذ ردت على المذكره بفصل اكثر من 50 قاضيا من اكفأ وانزه القضاه واكثرهم وطنيه ويكفيهم انهم قدموا وظائفهم قربانا فى محراب العداله وكان القراى وسورج فى مقدمة المفصولين  .......... لم يتراجع الفارس سورج وانما واصل النضال من اجل قضاء مستقل ووطن معافى فالقى عليه القبض مع رفيقه محمد الحافظ وشرفوا بيوت الاشباح فى عام 96 فلم يهابوا التعذيب وصمدوا صمود القاضى الذى لايعرف الوجل الى قلبه سبيلا ولاترهبه السجون ...... ولم يتراجع سورج انما ظل يذود عن العداله وينظم الصفوف ويعقد الاجتماعات مع رفاق دربه من اجل هدف سامى هو ان ينعم الوطن بظل العداله الوارف واصاب الوهن هذا الجسد النحيل الذى اعياه البذل فى سبيل وطن معافى واصاب المرض جسمه ولم يصب عزيمته اوروحه وظل حبه للوطن متقدا وكان فى مرضه يسال عن حال الوطن اكثر من سواله عن حالة قلبه الذى كان دائم الخفقان بحب الوطن واسلم الروح وكان قد حجز فى الطائره المغادره للخرطوم ساعيا للقاء دائم مع حبيبه الوطن بعد ان قرر رفض كل العروض بعقود عمل مغريه فالوطن كان عند سورج اقيم من كل عرض
محمد الحسن محمد عثمان
قاض سابق
Omdurman13@msn.com

 

آراء