تغطية الصحف لهجوم الجبهة الثورية على أم روابه

 


 

 



يتفق  خبراء الصحافة  والإعلام  علي ان التغطية المتوازنة  للأحداث هي التي تعطي هذه الأحداث صدقية وتوصل الي قارئ الصحف ,او  مشاهد  للتلفزيون ,او  مستمع  للراديو الحقيقة كاملة  من كل جوانبها  دون إنحياز لوجهة نظر دون اخري , وعلي ذلك توصف الصحف المستقلة بأنها التي تعطي الرأي والرأي والاخرالحيز نفسه من  مساحة النشر ومكانها,ولكن في الصحافة السودانية  الراهنة  الأمر مختلف جدا حيث لا يعمل المسئولون عن سياسات تحريرها بهذه  الثوابت , وذلك اما لجهلهم بابجديات العمل الصحفي ,او ان  معظمهم كانوا اخوانا سابقون  يؤيدون  النظام  منذ بداياته وهو الذي اختارهم  ليكونوا رؤساء لتحرير هذه الصحف ,وعندما اختلفوا معه لم يكن خلافهم  خلافا ايديولوجيا علي فلسفة الحكم ,وإنما كان خلاف مصالح  في ظل صراعات السلطة ,ومع ذلك هم شديدو التمسكك بمواقعهم التي تتيح لهم بعض فتات الموائد الكبيرة. بالطبع لا ينفي ذلك وجود صحفيين وطنيين معارضين لهذا النظام ويعملون ما في وسعهم لفضحه يوميا وإظهار ممارساته للناس ,وبعض هؤلاء داخل هذه الصحف وفي اجهزة الإعلام ولكن حيلتهم الصحفية قليلة ,فهم  منفذون فقط لسياسات من هم اعلي منهم مرتبة , واذا اجلت البصر الي قيادات هذه الصحف  تجد عددا كبيرا منهم  كانوا  كادرا في النظام أو انتهازيون مدربون علي تأييد الأنظمة العسكرية  كنموذجي البلال الطيب ,ومحي الدين تيتاوي وغيرهم   .
ونظرة الي الشروط  الصعبة  التي تصاحب  اختيار رئيس تحرير ما, وكيف ان جهاز الامن  وقصر الرئاسة  هما  اللذان يستمزجان  هذا  الصحافي من ذاك , لعرفنا  كم  من الصعب علي الصحف التي نعنيها  ان تغرد  خارج  عش النظام, اما الفئة الثانية التي لاتعاف الأكل علي كل الموائد , ونعني الإنتهازيون وهو ما تزخر بهم الساحة الصحافية حاليا  ,  فهي تنتظر تلقي الاشارة , ومستعدة للركوع  حتي بروز العجيزة اليس المال هو عصا النظام السحرية؟  إن تتبع الخط  البياني التحريري  لهذه  الصحف  صعودا ونزولا  يقودنا  الي ان  حركتها تبدا من  المعارضة  "الرحيمة" لممارسات النظام , وتنتهي  بالمعارضة نفسها في الشكل وليس المضمون, اي ليس في مقدور اي صحيفة مثلا  ان تتحدث عن عدم شرعية  هذا النظام  صراحة لأنه  اتي  عن طريق إنقلاب عسكري بعد مضي مايقارب نصف قرن من الزمان,او إن الانتخابات  المزورة  لا تضفي عليه  شرعية مهما  تبجح  وادعي  ذلك,  قد يقول قائل  يكفي  تدخل الأمن في عملية تحرير الصحف عبر الرقابتين  القبلية  والبعدية  , ويكفي  ان  جبروته يصل  الي  د رجة  منع  الصحفيين من الكتابة  ,بل خلعهم عن وظائفهم. ولكن في المقابل ايضا يكفي  ان الأمن نفسه  هو الذي ينشىء هذه الصحف ويرسملها ويختار رؤساء تحريرها , ويرسم  لها خطها  السياسي الذي هو خطه  وهو ايضا الذي ينقذ  الصحف الفاشلة  بضخ  الأموال في ماكيناتها  مموها  ذلك  بشركات  تنسب الي رجال اعمال غامضون يديرون اعماله ويظهرون  في مجالس اداراتها كأنهم مستقلون ,ولطالما فوجئنا  بصحف تظهر كالفطر لا يقرؤها  احد ومع ذلك  فهي لا تغيب عن الصدور .
كانت هذه المقدمة  ضرورية  للموضوع  الذي نحن بصدده  وهو تغطية  هذه الصحف  لهجوم  الجبهه الثورية علي مدينة ام روابة , ومن قبل ذلك  إحتلال الجيش الشعبي لأبار النفط  في هجليج كأثبات لعدم استقلاليتها ووقوعها في خانة وجهة نظر النظام , ولن يقتنع المرء  بحجة ان  من المستحيل  تسجيل  رأي المعارضة  المسلحة في  وجود الرقابة المشددة  التي يفرضها النظام علي كل الصحف , وتبني وجهة نظر السلطة  في مثل هذه الاحداث  يجعلها  شريكة  في جرائمه عندما  تقدم للقراء  أكاذيب  الصوارمي بكونها  الحقيقة الوحيدة  لماحدث في  مدينتي ام روابة  وابو كرشولا اوغيرهما, وفي الوقت نفسه تهمل تماما  وجهة نظر الجبهة الثورية حول ماجري  , وخلال  متابعتي للتغطية الصحفية لهذا الحدث  لم اعثر علي مفردات  مثل ,زعم ,أو ادعي او ما أسماه  تلك المفردات التي تبقي الصحيفة  محايدة  تجاه   هذا الحدث.
وكنماذج  لهذا السقوط  الصحفي  نبدأ   بجزء  من تغطية  صحيفة  المجهر السياسي  15 /4/2013 والذي كان كالأتي
و"استبسلت قوات الإحتياطي المركزي رغم العدد الكبير من المتمردين إلا أن المتمردين تسللوا من الشرق بعدد (10) عربات داخل المدينة ليبسطوا سيطرتهم عليها، متخذين المواطنين دروعاً بشرية للحيلولة دون التعامل معهم بالطيران، وتمت تصفية قيادات من مواطني المدينة بالانتقاء حيث قتل المتمردون (35) شهيداً من أعيان المدينة (3) منهم ذبحوا أمام الأهالي مما أثار الرعب في أوساطهم وخرجت مجموعات كبيرة من الأهالي هروباً من التمرد حيث وصلت مساء أمس نحو (75) أسرة لقرية "الرحمانية". وأفاد شهود عيان في اتصال بـ(المجهر) أن (7) نساء لقين مصرعهن و(10) أطفال ماتوا عطشاً ولا يزال (150) في عداد المفقودين من الرجال والنساء."او اؤلئك الذين قضوا
شهود عيان  لينقلوا ماجري  وهو ذبح  35 شهيداً من أعيان المدينة  والصق الخبر صفة الشهداء عليهم مما يبعد  الصحيفة عن الحيادية المطلوبة, وربما يكون كل ذلك صحيحا  ولكن كان من واجب الصحيفة مهنيا  ان تحمل كل هذه  المعلومات  وتطرحها  علي قيادات الجبهه ليردوا عليها   حتي تكتمل الصورة بالنسبة للقارىء والذي تقع  عليه  حرية  إختيار اي من الرواتين صائبة وايهما كاذبة,؟ اما ان يمضي الخبر حتي نهايته  يحمل رأي الحكومة دون  ان نسمع رأي الطرف الاخر  فذلك  إنحياز واضح  لرواية واحدة دون ا ن تقابلها  الرواية الأخري,  كما وصفت الصحيفة الذين قاموا بالهجوم بالمتمردين ولم تقل الثوار ,وهناك فرق بين المتمرد والثائر , وكذا كان يفعل نظام الفريق ابرهيم عبود حينما كان  يسمي  الثوار  الجنوبيين الخوارج ,وهل  ثمة ما يدعو الصحفي ان يوصف من مات من جنود الحكومة بالشهيد , ويمنع ا لصفة نفسها عن الثائر الذي يموت من اجل قضية, إن استخدام صفة الشهيد  كانت تمنح طوال تاريخ الحركة الوطنية  للذين ماتوا في  سبيل استقلال السودان ,اوسجون  الانظمة الديكتاتورية , ولكنها    في نظام الانقاذ  تسبغ كتمييز ديني بأعتبار ان من يموت من الطرف الاخر هو كافر لايؤمن بالله  وليس بالنظام ,ومن يموت من المجاهدين مكانه الجنة والحسان الحور.
ولنقرا صحيفة الوطن  "المستقلة"  15 /4/2013  ماذا كتبت
"اعلنت القوات المسلحة سيطرتها على الأوضاع بمدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعد الاعتداء الآثم الذي تعرضت له المدينة من فلول مايسمى بالجبهة الثورية ،وتمكنت القوات المسلحة من احتواء الموقف وترتيب الأوضاع الأمنية بعد أن تراجعت فلول المتمردين المنهزمين. "
ان استخدام مفردات ك "الآثم ", و"الفلول ",و"المنهزمين "في الخبر يوضح بجلاء تأييد  الصحيفة للحكومة , بل هو تبرع منها  دون ان يطلب منها احد ذلك ,كان من  المتاح  الإتصال بأي مسئول في الجبهة الثورية  لسماع روايته  عما  جري  في المنطقتين ولكن الصحيفة  اختارت جانب الحكومة  مما يؤكد  ماذهبنا اليه من   السلطة وراء تمويل هذه الصحف  ان بالمساعدات المالية المباشرة او الإعلان ذلك السلاح  الذي يروض الصحف  التي تحاول الخروج  عن النص , صحيفة الإنتباهة خاضت في الموضوع  بدورها وان كان خوضها  معهودا عندما تتناول  موضوعات  متعلقة بالمعارضة والعمل المسلح , فهي  تخالف الصحف الأخري  في تناولها   بزيادة جرعات التطرف  والتهويل  و لنظر كيف عالجت    الموضوع
" عاد الهدوء يوم أمس إلى مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان بعد الاعتداء عليها من قِبل الجبهة الثورية وبسطت القوات المسلحة سيطرتها على المنطقة بعد أن دحرت المعتدين جنوبًا، وتم القبض على بعض "الطابور الخامس بالمدينة،" فيما سرت شائعة قوية نهار أمس عن اقتراب المتمردين من مدينة الأبيض، لكن سرعان ما تم نفيها من قبل حكومة شمال كردفان، في وقت شنَّت فيه مجموعة من الجبهة الثورية اعتداء فجر أمس على مدينة المجلد بولاية جنوب كردفان، وتصدَّت لهم الأجهزة الأمنية دون حدوث خسائر كبيرة وسط المواطنين بالمدينة، وفي ذات الأثناء اتهمت الحكومة إسرائيل بالتورط في الاعتداء على أم روابة، لإجهاض ما تم من سلام."لم تكتف الإنتباهة  بنقل الصورة المشوهة للحادث  بل ركزت علي اتهامات الحكومة  بأن إسرائيل كانت وراء الهجوم
اما اخر لحظة  فقد سارت بدورها علي خطي  إعلام السلطة  وكانت سباقة دائما  في نشر هذا النوع من الأخبار المضللة  مكملة للشحن  النفسي الذي استهدفت به الحكومة الموطنين
وقد تخللت  تغطية كل الصحف  ماعدا صحيفتي الايام والميدان حمولات عنصرية  كادت  ان تقول ان مثل هذه الهجمات  لايقوم بها  الإ ذوي البشرة السودا,ء والخطاب نفسه استخدمته  السلطة  حينما اشاعت  بين  الناس ان الغّرابة يريدون حكم  اولاد  العرب.
كتبت  اخر لحظة الاتي
"هاجم متمردو الجبهة الثورية، أمس عدة مدن بولاية شمال كردفان، وقتلوا تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة مواطنين بأم روابة وأحرقوا محطتي الكهرباء والمياه وبرج الاتصالات ونهبوا المصارف والمتاجر قبل أن يفروا منها، حيث طاردتهم القوات المسلحة وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.وشهد القصر الجمهوري اجتماعاً طارئاً برئاسة الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بحث فيه المجتمعون تداعيات الهجوم الغادر للجبهة الثورية.وأدانت رئاسة الجمهورية الاعتداء على على الولاية، وقال   د  . أحمد بلال عثمان وزير الإعلام للصحفيين إن المعتدين روعوا الأبرياء ونهبوا ممتلكات المواطنين وقاموا بتخريب المنشآت والمشروعات التنموية، مشيراً إلى استشهاد تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة من المواطنين، وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس قدرة القوات المسلحة على التصدي لكافة المؤامرات التي تحاول النيل من كرامة الأمة السودانية وسيادة الوطن، ودعا البيان المواطنين للوقوف خلف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لحسم الاعتداءات.  وتستمر الصحيفة  في تضليلها
»   وتصدت لهم القوات المسلحة وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد، غير أنهم واصلوا تقدمهم من أجل إحداث أقصى ما يستطيعون من تخريب فنهبوا قرية «الله كريم» ومن ثم انطلقوا نحو مدينة «أم روابة» التي دخلوها فجر أمس، وأوضحت مصادر عليمة أنهم دخلوا المدينة عبر ثلاثة محاور يمتطون عدد من العربات ذات دفع رباعي وأطلقوا نيراناً كثيفة ودمروا برج الاتصالات وبرج القضاء ومحطتي المياه والكهرباء ونهبوا البنوك وممتلكات المواطنين والمتاجر واستشهد تسعة من أفراد الشرطة وثلاثة من المواطنين، واغلقوا طريق «الأبيض- كوستي» قبل أن يفروا من المدينة عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، حيث طاردتهم القوات المسلحة والحقت بهم خسائر فادحة. ووصل ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان مساء أمس إلى أم روابة ووقف على حجم العدوان والخسائر التي لحقت بالمواطنين، وقال الوالي الذي خاطب مجاهدي الدفاع الشعبي بالأبيض إن ولايته ظلت ترصد وتتابع تحركات متمردي الجبهة الثورية في مناطق أبوكرشولا وجبل الداير، مؤكداً استعداد المجاهدين لحسم متمردي الجبهة الثورية. وقال زاكي الدين إن المتمردين دخلوا حدود الولاية بغرض قطع الطريق القومي وهاجموا إدارية السميح واعتدوا على خلاوى الشيخ محمد عبد الله وأصابوا عدداً من طلاب الخلاوى، موضحاً أن المتمردين تلقوا معلومات من الطابور الخامس بخلو أم روابة من الجيش والشرطة، إذ تحركوا نحو المدينة واستهدفوا محطة الكهرباء وتصدت لهم قوات الاحتياطي المركزي واحتسبت «4» شهداء من أفرادها وانسحبت القوة المهاجمة إلى منطقة العباسية   الحكومي هو  اعادة   للشعارات القديمة التي رفعتها  السلطة عندما  اتهمت معارضيها بالعلمانية التي اضيفت  لمشجب الشيوعية والموقف هنا يصبح  هنا اشبه بمثل التاجر  المفلس الذي يراجع دفاتره القديمة  علها تنقذه  مما هو فيه.
وتمضي الصحافة  في إنحيازها  فتنقل لنا  ما أسمته استنكار مواطني  شمال كردفان للهجوم انظر كل مواطني كردفان وليس بعضهم ,غير ان الصحيفة لم تقل لنا  واين التقت هؤلاء المواطنين ,وكان من الممكن ان نصدقها  اذا  كانت نشرت بيانات  لمنظمات  تمثل هؤلاء المواطنين الأشباح.

(واستنكر مواطنو شمال كردفان الهجوم الغادر للجبهة الثورية وقالوا إن الاعتداء يهدف لإيقاف عجلة التنمية وفرض واقع جديد لهذه القوة المتمردة، مشيرين إلى أن فلول المعتدين فروا هاربين يجر جون أذيال الهزيمة، وأكدوا عودة الحياة إلى طبيعتها بأم روابة، وأن القوات المسلحة وقوات الشرطة تطارد المعتدين في مناطق جبل الداير.)
اما جريدة الصحافة  الذي خلعت  سلطات الامن رئيس تحريرها  جاء فيها  الاتي                 
أعلنت القوات المسلحة سيطرتها علي الاوضاع بمدينة ام روابة بولاية شمال كردفان بعد الاعتداء الذي تعرضت له المدينة من قوات الجبهة الثورية، وأكدت احتواء موقف وترتيب الأوضاع الأمنية بعد أن تراجعت فلول المتمردين المنهزمين  
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان ان الجيش تمكن من حسم الموقف بمدينة أم روابة ،والتي عاث فيها مرتزقة ومتمردو ما يسمى بالجبهة الثورية فساداً تمثل في تدمير بعض المنشآت الحيوية في المدينة ونهب ممتلكات المواطنين  
في تصرفات لا تمت للأخلاق السودانية الفاضلة بصلة
وأكد الصوارمي ان القوات المسلحة تمكنت من احتواء الموقف وترتيب الأوضاع الأمنية، وما زالت تواصل مطاردتها لفلول المتمردين الذين تفرقوا في اتجاهات مختلفة، وستعمل القوات المسلحة على نظافة وتمشيط المنطقة لإخراج المتمردين وإشاعة الأمن والإستقرار في كل المناطق وحتي نستمر في استعراض التغطية  المنحازة للحكومة
تكتب السوداني صحيفة حزب المؤتمر غير الرسمية فتقول
" وصف النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه الهجوم الذي نفذه متمردو الجبهة الثورية على مدينة أم روبة بولاية شمال كردفان يوم السبت بالبائس، وأدان نهب ممتلكات المواطنين وتعرض القوات المتمردة للمدنيين العزل والأبرياء.وقال طه لدى مخاطبته المؤتمر العام الرابع لهيئة علماء السودان "مهما بدرت من امحاولات كالتي حدثت اليوم فإنهم لن ينالوا منا إلا مزيداً من الثبات والإصرار والإيمان بالله والتمسك بدينه ونهجه حتى ترتد هجماتهم".ودعا العلماء للعمل على جمع الكلمة ووحدة الصف بين أبناء الأمة، مؤكداً أن ما يخطه العلماء من اجتهادات وفقه سياسات شرعية سيكون دليلاً نُقوم به أجهزة الدولة مهما طال المسير على دين الله ونهجه وتحكيم شرائعه.
وكعادة النظام  تم تحويل  الهجوم الي قضية  دينية عندما استعين  بعلماء السلطة الذين قرروا ان المهاجمين هم عناصر خارجة عن الملة, انظر تعبيرهم " ان  ماحدث  لن يزيدنا  إلا تمسكا بدين الله "كأنما المهاجمين هدفوا من هجومهم  دين الله ولم يكن هدفهم سلطة حزب المؤتمر الوطني
تجاهلت كل الصحف البيانات والتصريحات التي صدرت من  قادة الجبهة الثورية  تشرح فيها طبيعة الهجوم  وتنفي كل ماذهب  اليه  اعلام السلطة < وعليه اصبحت  شريكا في تضليل الراي العام الذي عاني من هذه الافة  مايقارب الربع قرن من الزمان هو عمر النظام.
وكما كتب الباحث عمر القراي
لماذا يريد إعلام الحكومة المنافق، ان يصور ضرب أم روابة كجريمة، ولا يذكر ضرب مدن وقرى جبال النوبة، والنيل الأزرق بالطائرات، والقضاء على ما بها من البشر والحيوانات، على انه جريمة ؟! لماذا صمت مؤيدو الحكومة عن قتل الآلاف من أهالي دارفور، وتشريدهم في معسكرات اللجوء والنزوح، وملاحقتهم بالاعتداء، واغتصاب النساء، داخل المعسكرات، وصاحوا الآن حين دخلت الجبهة الثورية أم روابة ؟!  ونحن بدورنا نحيل هذه الاسئلة الي صحف  السلطة التي لم نطالع فيها  في اي وقت مضي اخبارا عن جرائم النظام  في درافور وجنوبي كردفان والنيل الأزرق عجبي  !

sedig meheasi [s.meheasi@hotmail.com]
//////////////

 

آراء