أصل الحكاية
كنت من أشد المناصرين للمدرب الالماني كروجر في فترته مع فريق المريخ ، وكتبت أبان توليه الاول والثاني لتدريب الفريق أن المريخ كسب مدربا علي مستوي عال من الكفاءة إستطاع تقديم نفسه بقوة عبر الفريق كمجموعة وأفراد بالإرتقاء بمستويات عدد من اللاعبين وتوظيف الامكانيات والقدرات لصالح المجموعة ، لتظهر للمريخ مع الالماني هيبة وشخصية فريق البطولات ، بجانب قوة الشخصية والصرامة التي لاتقبل التدخل في الشأن الفني ، ليحقق الرجل مع المريخ نجاحات ملحوظة ، ولكن مسيرته في الفترتين توقفت في محطة كان الفريق يقدم نفسه في أفضل صورة ، بدرجة أدخلت الإطمئنان في نفوس معظم أهل المريخ ، بقناعة أن الألماني كروجر يسير مع الفريق في الطريق الصحيح
لكن العقلية الادارية في النادي ترفض هذه النوعية من المدربين ( قوي الشخصية معتد بنفسه لايسمح بالتدخل في عمله) ، وتفضل عليهم الباحثين عن ( أكل العيش) مقابل التنازل عن القرار الفني ، وحتي هؤلاء لايعمرون طويلا وفي الغالب يتحولوا إلي (كبش) فداء لإخفاقات مجلس الإدارة ، مع ملاحظة أنه طوال فترة وجود جمال الوالي في رئاسة نادي المريخ ( عشرة أعوام) لم يشرف مدرب علي الفريق مومسمين متتالين ، بل شهدت مواسم تغيير أكثر من مدرب في موسم واحد ، وهي سياسة يتعمدها جمال الوالي لأسباب بعضها ظاهر وبعضها غامض، الظاهر منها السيطرة علي ملف التسجيلات كما يحدث هذه الايام ( جمال الوالي رئيسا للجنة التسجيلات) والكوكي آخر من يعلم أو يوافق كما حدث في التسجيلات الرئيسية ، وهذه السياسة لايقبلها مدرب قوي الشخصية مثل كروجر ، أما الغامض في هذه السياسة فيتعلق بالجانب المالي ، فالحركة المالية تتم بعيدا عن القناة المالية الرسمية ، ولا أتوقع إختلاف في سياسة أمانة مال نادي المريخ الحالية عن أمانة مال خالد شرف ، وعن كل أمانات المال التي مرت في العشر سنوات الماضية ( رئاسة جمال الوالي) بما فيها فترات حسن عبدالسلام ، لا أحد يملك أجابة عن هذا الملف ، ويكفي ماقاله الحضري عن الاتفاق المالي الخاص بينه والرئيس جمال .
غادر كروجر المريخ لأنه مدرب كفء ، وهي من الاشياء الغريبة ، بل إن عدد كبير من أهل المريخ بمافيهم عدد من الصحفيين المحسوبين علي النادي مازالوا يفضلونه علي كل المدربين الذين تعاقبوا علي تدريب الفريق بعد مغادرته ، و بعضهم يتمني كل موسم عودته لتدريب الفريق .
لذا أعتبر التعاقد معه ضربة معلم من مجلس إدارة نادي الهلال في حال تم الإتفاق النهائي معه ، من واقع السياسة التي إتبعها المجلس مع المدرب الفرنسي غارزيتو ( أعطي الخبز لخبازه) ، لم يتدخل في عملية الاحلال والابدال إلا في بعض الحالات والتي تم تبريرها تبريرا غير مقنع ، ولكن معظم العملية تم بإشراف المدرب غارزيتو .
وأري أن كروجر يمكن أن يحقق نجاحات أفضل مع الهلال لإختلاف العقلية الادارية هنا وهناك في التعامل مع الملف الفني ، ومع ذلك لايخلو الامر من مخاوف ، خاصة بعد سيناريو مغادرة المدرب الشاطر غارزيتو ، فالبطولات لايتم تحقيقها بين يوم وليلة بمعني لا موسم ولا اثنين وأعني البطولات الافريقية ، لذا مجلس مطالب بالاستفادة من فشله في ملف غارزيتو ، بإستيعاب مرحلة الألماني كروجر جيدا ، وعدم إستعجال النتائج ، فلايعقل مثلا أن نطالبه بتحقيق الدوري الممتاز في الدورة الثانية فقط ، أو تحقيق البطولة الافريقية في الموسم القادم ، فالضغوط علي علي المدرب بمثل هذه المطالب تعجل بفشله ، لذا المجلس مطالب أولا ببناء فريق بطولات وهذه تحتاج الي وقت ، فهل سيصبر ؟
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]