الحكومة والحركة: شلل الأطفال أولى

 


 

 


كفى بك داءً

قالت السيدة فاليري آموس، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في تقرير لها الخميس لمجلس الأمن عن نتائج زيارتها للسودان في مايو الماضي، أن محادثات جديدة قد تنعقد في أديس أبابا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) آخر هذا الشهر بخصوص القضايا الإنسانية، تتصدرها حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تنوي الأمم المتحدة القيام بها في المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي الحركة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. بحسب آموس، وافقت الحكومة على أن تقوم المنظمة الدولية بعملياتها الإنسانية عبر "الخط"، أي عبر خطوط القتال بين القوات الحكومية وقوات الحركة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بينما طالبت الحركة بعمليات عبر "الحدود" أي من داخل أراضي جنوب السودان إلى المناطق تحت سيطرة الحركة. كان ياسر عرمان، أمين عام الحركة وكبير مفاوضيها، رفض أن يشترك الموظفين السودانيين في مفوضية العون الإنساني التابعة للحكومة في حملة التطعيم بحسبانهم كوادر أمن واقترح بدلا عن ذلك أن تقوم بالمهمة فرق انسانية من الحركة الشعبية. وافقت الحركة، وفقا لآموس، على حضور الاجتماع الخاص بحملة التطعيم التي تستهدف 150 ألف طفل لكن الحكومة لم تعلن موقفها بعد. أضافت آموس أن الموقف الإنساني في المناطق تحت سيطرة الحكومة تحسن منذ استئناف الرحلات الجوية لبرناج الغذاء العالمي بين الخرطوم وكادقلي.
فوق ذلك كشفت آموس أنها تلقت اقتراحا من الجبهة الثورية بوقف إطلاق نار مؤقت حتى يتسنى إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب لكن لم تفصل إن كان الاقتراح يجري على جنوب كردفان والنيل الأزرق أم يشمل كذلك مسارح القتال في دارفور. لم تصبر حركة تحرير السودان لعبد الواحد محمد نور على حديث آموس طويلا وأعلنت الجمعة أنها حل من أي اقتراح لوقف إطلاق النار ولا توافق عليه، لكن قالت في بيانها أنها على استعداد لفتح وتآمين مسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالحرب في السودان. احتج عبد الواحد بالقول أن الحكومة تنكرت لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينها وحركته في العاصمة التشادية انجمينا عام 2004، ومثله اتفاقين آخرين في 2005 و2006، وعليها تنفيذ هذه أولا. انتهى بيان عبد الواحد بتجديد القول أن شعب السودان لن ينعم بالسلام إلا إذا اجتث نظام المؤتمر الوطني من الجذور.
في دعايته ضد الحرب العالمية الأولي شجع لينين الجنود الروس والألمان في الجبهة الشرقية على "المخاواة" عبر خطوط القتال، واستجاب لذلك كثيرون في موجات بلغت ذورتها في مناسبة عيد العمال أول مايو 1917 ثم في عيد الفصح للكنائس الشرقية 15 أبريل. جعل لينين العائد من سويسرا إلى روسيا في أبريل خوة الجند هذه سلاحا ثوريا ودشن في برافدا الناطقة باسم حزبه في 28 أبريل أيام بعد وصوله إلى بتروغراد شعار الثورة الروسية "عاش الإخاء بين الجنود، وعاشت ثورة الشعوب الاشتراكية". لجنود الحركة الشعبية وجنود الحكومة "عاش الإخاء، طعموا أولادكم ضد شلل الأطفال"، اللهم آمين.
Magdi El Gizouli [m.elgizouli@gmail.com]

 

آراء