العميد بحري (م) صلاح الدين محمد احمد كرار عضو مجلس قيادة الإنقاذ السابق: الإنقاذ اليوم تتعرض لأعظم خطر في تاريخها

 


 

 

(1  - 2 )
المشهد الآن:


حوار / منى البشير

 

أهل الإنقاذ الذين يتحدثون عن البقاء 100 سنة عليهم معالجة الصراع الداخلي

الإنقاذ تتحمل وزر التردي الاقتصادي ، وأنا من استخرج البترول وليس اى شخص آخر

لو أدخلنا عائدات البترول في مشروع الجزيرة لما وصل الدولار إلى 7 ألف جنيه

المعارضة ضعيفة وستمضى ال100 يوم دون إحداث أي شيء وستصدق نبوءة نقد


تمهيد :-
العميد بحرى(م) صلاح الدين محمد أحمد كرار عضو مجلس قيادة الثورة السابق رجل ملأ الدنيا وشغل الناس وقتئذ ابان تفجر الثورة ، واشتهر بعبارته (لو ماجينا كان الدولار بق بى 20 ج ، وبين 20 ج صلاح كرار و7الف ج الدولار اليوم مرت مياه كثيرة تحت جسر الانقاذ جرفت فى وجهها الرجل خارج منظومة اعضاء الثورة لاتهامه مع آخرين جرفتهم ذات المياه بتلميع أنفسهم ، وأنهم خطيرون جداً مماحدا به الى القول : المجموعة التي حكمت أكثر من عشرين عاماً، هي المجموعة التي حلّت مجلس قيادة الثورة، وقدّمت الضُعفاء.
العميد صلاح كرار من مواليد الجزيرة (مُقرات) بمحلية أبو حمد ولاية نهر النيل في العام 1949م، بدأ تعليمه في (مُقرات)، حصل على بكالريوس الهندسة الكهربائية في يوغسلافيا، وماجستير في الإدارة العامة من جامعة الخرطوم، عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني 1989، عمل وزيراً للنقل والمواصلات في الفترة من 1991 وحتى 1993م، ثم وزيراً للطاقة والتعدين 1993 – 1995م، وفي 1995 – 1998م عمل وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء، وسفيراً للسودان في البحرين في الفترة من 1998 وحتى 2003م.
تمحورت مهمته ليلة الانقلاب فى اعتقال شخصية مُهمة، ومن ثم كلف بقيادة منطقة الخرطوم التي تبدأ من جسور القوات المُسلحة، والنيل الأزرق، وأمدرمان جهة الخرطوم، إلى مصنع الذخيرة والمدرعات بمنطقة الشجرة، وسوبا مقر الحرس الجمهوري ، نجح الرجل فى مهمته واصبح رقما فى الانقاذ تم تجاوزه لاحقا ، المشهد الآن التقت العميد بحرى كرار بمناسبة الذكرى 24 لقيام الانقاذ فالى مضابط الحوار : -
* اشتهر العميد صلاح كرار بعبارته (لو ماجينا كان الدولاروصل 20ج) الآن الدولار وصل الى 7الف ج اذن هل نحتاج لانقاذ اخرى حتى لايصل الدولار 10 الف ج ؟
-  انا كواحد من صناع الانقاذ اقول ان الانقاذ تتحمل وزر التردى فى الاقتصاد ، لاننا فى فترة البترول وانا كنت وزير للطاقة وانا من استخرج البترول وليس اى شخص آخر والذى يقول غير ذلك عليه ان ياتى ويكتب ذلك فى هذه الصحيفة ويقول صلاح كرار لم يستخرج البترول ، وهنالك اناس نالوا شرف تصديره ، لذلك اذا كنا فى فترة تصدير البترول وحتى الانفصال فى 2011 كل هذه السنوات لو جلبنا هذه العائدات وادخلناها فقط فى مشروع الجزيرة وهى 2.2 مليون فدان تروى برى انسيابى لاتصرف فيه اى طاقة لماوصل الدولار الى 7 الف وكان سيبقى عند 2-3 الف على الارجح ، ولكن الاولويات غير مرتبة عند الدولة ، الاولويات للصرف البذخى وعلى العمارات الشاهقة والمبانى التى لاجدوى منها ولا عائد اقتصادى منها ولذلك تردى الدولار فى فترة توفرت لنا فيها موارد ضخمة جداً وعودى الى اتفاقيات بنك السودان لتعرفى كم كان نصيب السودان فى فترة ماقبل انفصال الجنوب من عائدات النفط كم مليار .
* السؤال لازال قائما هل نحتاج الى انقاذ اخرى حتى لايصل الدولار الى 10 الف ج ؟
- والله انقاذ اخرى من مين ؟ من الانقاذ ؟ والله لا انصحكم بذلك ، واذا كانت فى جهات خارجية تريد ذلك ده ماشغلى ، لكن اذا قالوا لى انا يا بتاع الانقاذ اعمل لينا انقاذ تانى بقول والله كفاكم انقاذ .
* سعادة العميد قلت فى حوار سابق ان الانقاذ ولدت فى مرحلة فشل الديمقراطية الثالثة ، الآن السودان يعانى ذات المتلازمة مع فشل اكبر هو انفصال الجنوب واشتعال الحرب فى 3 جبهات قتالية كيف تقرأون الانقاذ اليوم بعد 24 عاما ؟
- انا عندى مقولة اقولها بشجاعة بان كل المبررات التى ادت الى قيام الانقاذ وسقناها فى بيانا الاول هى الآن حاضرة وماثلة للعيان وهذا لايقلل من قيمة انجازات الانقاذ فى ال24 عاما الماضية لأن الفارق الوحيد بين عهد الديمقراطية الثالثة والانقاذ الآن ان الاخيرة انجزت انجازات ضخمة وكثيرة جداً ، ولكن رغم ذلك اوصلت السودان الى نفس الظروف التى كان يعانيها ليلة 30 يونيو .
* هذه فزورة تحتاج الى توضيح انجازات والعودة الى المربع الاول كيف ؟
- حسناً اذا اخذنا الفترة من (1985- 1989) لم تقدم حكومة الديمقراطية الثالثة اى انجاز يشار اليه بالبنان حتى اعادة تاهيل مصنع لم يكن ، ومصنع كنانة تدهور ، الانقاذ انجزت انجازات كبيرة اذا اخذنا فقط قطاع السكر حيث كان ماينتجه السودان عندما جاءت الانقاذ لايتجاوز 300-350 الف طن ، الآن السودان ينتج اكثر من مليون طن من ذات المصانع ، اضافة الى البنية التحتية عموما والجسور التى قامت عندما قامت الانقاذ كانت الطاقة المولدة فى كل السودان اقل من 300 ميغاوات ، والآن اعتقد اننا نمتلك مايقارب ال2الف ميغاوات من التوليد المائى والحرارى ، بمايعنى انها زادت 3 اضعاف ، واقول ان الانجازات التى تحققت فى عهد الانقاذ هى التى حفظت لها شرعية البقاء حتى اليوم 24 عاماً ولو لم تنجز الانقاذ هذه الانجازات لما عاشت حتى الآن ولذهبت مثلما ذهبت بقية الانظمة التى سبقتها وهذه الانجازات ليست منة للشعب السودانى لان الشعب تحمل وهذه الانجازات تمت باموال الشعب السودانى وليست من جيوب اعضاء الانقاذ ولكن الانقاذ استطاعت توظيف وتوجيه هذه الاموال فى اشياء باقية ، ولو سارت على هذا النهج من تطور الانتاج وقامت بصرف اموال البترول فى سنوات الوحدة على التنمية لكان السودان الآن فى وضع افضل ، ولكان الاقتصاد فى وضع افضل ، ولكن هذه الاموال ضاعت فى اشياء غير منتجة لافائدة منها .   
* سعادة العميد ... مقترح المعارضة (ال100 يوم لاسقاط النظام ) هل يشبه التحركات الاولى للأنقاذ عندما توجهت لقلب الحكم لفشل الديمقراطية الثالثة ، وهل المعارضة الآن مؤهلة لذلك ؟  
- انا خارج الانقاذ ولست متحيزا لها ولكنى قارىء جيد للساحة السياسية ، واتحدث عن راى الشارع والشارع مقتنع ان الانقاذ هى افضل بديل وحتى الذين يعارضون الانقاذ يقولون انها افضل السيئين ، لكن للأسف الشديد لم تستطع الانقاذ ان تستفيد من ذلك بان تتقرب الى الشعب السودانى فى حل قضاياه المعاشية وقضاياه فى حرية التعبير ، وانا اندهشت كثيرا عندما اعلنت المعارضة مشروع ال100 يوم لاسقاط النظام بان قابل ذلك تصريح لقيادى فى المؤتمر الوطنى بانهم لن يسمحوا للأحزاب ولا لأى قوى ان تقيم ندوات او ليالى سياسية ، وهذا من وجهة نظرى امر معيب جداً جداً فأنت حاكم وتتمتع بالقوة والتمكن فلماذا تخشى اراى الآخر دع الناس يتحدثوا وعندما يتحدثوا مرة واثنتين وثلاثة سيصبح حديثهم ممجوجا وسينصرف الناس عنهم ، ولكن كلما كممت الافواه اشتاق الناس لسماع تلك الاصوات ولو فى تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعى ، ولذلك انا اعتقد ان على الانقاذ ان تعلم انها البديل المتاح للشعب السودانى وليس البديل الافضل وعليها ان تستفيد من هذا الوضع بتقريب الشعب اليها وتزيد من قناعاته بها وهذا مافشلت به ومن ذلك الاصوات التى تتحدث بلغة غير سياسية ، فليس هنالك سياسى يقف امام الناس ويقوم يشتم المعارضة والراى الآخر لاننا شركاء فى هذا الوطن وهذا الوطن ليس ملكاً لأحد مهما أوتى من قوة ، وكل شواهد التاريخ القديم والحديث والمعاصر تدل على انه ليس هنالك نظام سياسى يبقى بقوته الأمنية والبطشية واياً كانت انواع هذه القوة ، لكن يبقى اذا شارك الآخرين فى الوطن اذا شعر كل مواطن انه شريك حتى فى المعاناة ، عند ذلك هذا الحاكم مرشح للبقاء اطول فترة ممكنة . 
* التاريخ يعيد نفسه فمذكرة الجيش فبراير 1988 وواقع الجيش فى ذلك الوقت يشبه الى حد كبير واقعه اليوم ، اضافة الى تفتق 3 جبهات قتالية انهكت الجيش واقالات وتبادل اتهامات بين الجيش والساسة ماذا تتوقع من مثل هكذا وضع ؟
- انا اعتقد ان الفرق كبير بين مذكرة الجيش والتحركات الماثلة الآن ، لأن مذكرة الجيش وقتها كانت مسيسة ولأول مرة يصدر الجيش مذكرة فى تاريخه لأنها كانت تدعو لاقصاء حزب الجبهة الاسلامية القومية من الائتلاف القائم بينها وحزب الامة والاتحادى الديمقراطى ، وكان اليسار فى المعارضة واثر الحزب الشيوعى كثيرا فى الجمعية التاسيسية ، ولذلك اتهمت جهات خارجية بالوقوف خلف المذكرة وهى ذات القوى التى كانت فى 1985 عندما انقلب النميرى على الاسلاميين جاء جورج بوش الاب وكان نائب الرئيس الى السودان وطلب من النميرى بان يضرب الاسلاميين ضربة قاضية مثلما ضرب الشيوعيين فى بدايات الثورة لانهما اكبر قوتين لهما حراك وسط الشعب ولكن هذا لم يحدث ، فالاسلاميين اعتقدوا ان هذه المذكرة موجهة ضدهم ولذلك آن الاوان لضرب كل من يتربص بهم ، اما المذكرات الحالية سوى كانت من مجموعة السائحون ، او من تيار الاصلاح بقيادة غازى صلاح الدين وللعلم غازى صلاح الدين يقف خلفه تيار ضخم جداً وانا جزء من هذا التيار ، انا اعتقد ان هذا الصراع لازال محصور بين الاسلاميين حكام السودان الحاليين ولاتستطيع ان تخرج منه وهذا الصراع عراك داخلى بين الاسلاميين وتبادل لوجهات النظر لان الاسلاميين الآن متمكنين من الجيش والشرطة وجهاز الامن وهذا ليس سراً فكل الناس يعلمون ان هذه الاجهزة هى اجهزة نظام الانقاذ ولذلك هذه المذكرات لاتعتبر خارجية وانما صراع داخلى ، ولذلك الفرق كبير بين مذكرة الجيش وبين هذه المذكرات التى تتداول الآن بين الاسلاميين بعضهم البعض لكن فى النهاية هذا الصراع الداخلى نفسه يعبر عن أزمة حقيقية يعيشها النظام ولم يتعود عليها ، حتى عندما انفصل القصر والمنشية كان العدد الذى ذهب مع الرئيس كان العدد الغالب ولم تؤثر تلك المفاصلة على مسيرة الانقاذ بل كانت قوية ، ولذلك مايحدث الآن يجب ان يسترعى انتباه اهل الانقاذ الذين يتحدثون عن البقاء 100 سنة والذى يود ان يبقى 100 سنة اخرى عليه معالجة هذا الصراع الداخلى لان هذا الصراع يعتبر اخطر المخاطر التى تتعرض لها الانقاذ الآن سواء كان فى النيل الازرق او جبال النوبة او دارفور ، او حتى من الدول المجاورة ، لان هذا الصراع سيجعل الانقاذ تتآكل من الداخل وانا اعتقد مثلما قال الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعى رحمه الله :(ان الانقاذ لن يسقطها انقلاب ولا ثورات ولا اضرابات ولا اى شىء ولاحتى عدوان خارجى وانما ننتظر حتى تتآكل من الداخل) وانا اعتقد ان هذا اخر مايواجه الانقاذ وانا انصح القائمين على امر الانقاذ اذا ارادوا ان يبقوا ل100 عام عليهم الانتباه للتآكل الداخلى الذى تعانيه الانقاذ الآن وسيودى بها قبل اعداءها اينما كانوا  .
* اذا لم تنتبه القيادات كيف ترى مستقبل صراع هذه التيارات ؟
- المستقبل خطير لماذا ؟ لان الانقاذ الآن تسيطر على مفاصل الدولة بغض النظر عن هذه القبضة التى تضعف احيانا وتقوى احيانا اخرى ولذلك هناك قوة ستؤدى الى رد فعل ، ثانيا هناك قوى مسلحة لم نعهدها فى التغييرات التى شهدها السودان فى السابق ، لان الجنوب كان بعيداً ، وحتى الصراع فى دارفور كان صراعاً قبليا يتمحور حول الموارد وليس ابعد من ذلك ولم نسمع بصراع غير ذلك ، الآن دارفور مسلحة وباهداف سياسية وقبلية وعرقية ، كذلك الحال فى جنوب كردفان والنيل الازرق ، ولذلك قوة الانقاذ والسلاح الموجود فى ايدى القوى التى تريد اسقاط الانقاذ سيجعل الصراع اكثر دموية واكثر تاثيرا على وحدة السودان وتفتيته الى جزئيات وهذا مايجب ان يوضع فى حسبان من يحكم السودان الآن والمؤتمرالوطنى يجب ان يعلم ان الخيار هو تفكيك السودان وصوملة وافغنة السودان التى لن تؤدى الا الى خراب هذا البلد وذهابه فى رحلة اللاعودة .
* أذن الحكمة تقتضى ؟
- الحكمة تقتضى من الحزب الحاكم والاحزاب المشاركة ان يتداول السلطة مع الآخرين وان يقبل بهم شركاء فى هذا الوطن لهم ماله وعليهم ماعليه والا ينفرد بالسلطة لان الانفراد بالسلطة مآلاته اصبحت معروفة فى العراق وسوريا وامثلة كثيرة دفعت فيها اجيال ثمن هذا الانفراد ولذلك الحكمة تقتضى ان يقيسوا ويعتبروا من التاريخ المعاصر والحديث والا ان هذا السودان سيتفتت ويضيع ويكتب فى التاريخ ان الانقاذ هى التى فصلت الجنوب وهى التى فتتت السودان الى دويلات بسبب الحروب القبلية والعرقية وغيرها .
* لماذا اغفلت معارضة الداخل ؟
- هذه المعارضة ضعيفة جداً جداً ولا تستطيع التحرك وهى عندما تتحدث تعنى القوى الحاملة للسلاح ، وانا لو كنت مكان هذه القوى لن اقوم بعمل لاقتسمه مع حزب الامة والاتحادى الديمقراطى او الشيوعى او غيره المنطق والعقل يقول ذلك ولذلك المعارضة عبارة عن قوى ضعيفة وغير مؤثرة وستمضى ال100 يوم ولن يحدث شىء وان حدث سيكون بفضل القوى الآخرى ولكن حتى تلك فى اعتقادى لاتمتلك الامكانيات والوسائل خلال ال100 يوم ، والدليل على ضعف المعارضة وتفتتها ان اى من هذه الاحزاب لم يستطع ان يعقد مؤتمره العام لمرتين على التوالى وهنالك اخرى لم تستطع عقد هذا المؤتمر منذ سنوات طويلة ، ولذلك حتى قواعد هذه الاحزاب غير متفاعلة معها . 
*اذن حسب حديثك انك لاترى بديل للأنقاذ سوى البديل الاسلامى ؟
- انا لم اقل بديل اسلامى ، لكن انا قناعة تامة ان (المكنكشين ) لن يقبلوا باصلاح من داخل القوى الاسلامية ولن يلتفتوا الى كل هذه التحركات والحراك الذى يحدث داخل الاسلاميين لن يعيروه اهتمام وعندك تصريحات قادة المؤتمر الوطنى ، كما انهم ايضا لن يلتفتوا للقوى حاملة السلاح ، وهذا سيؤدى الى مآلات خطيرة وسيظل المكنكشين فى الكنكشة حتى تقع الطامة الكبرى .
نواصل فى الحلقة القادمة :
الفرق بين انقلاب قوش وود ابراهيم
اخطر مطب وضعت فيه الانقاذ نفسها كان هذا .......

 

آراء