المجلس القومي وتدريب الأطباء
د.سيد عبد القادر قنات
8 July, 2013
8 July, 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأيام نستقبل نفحات شهر عظيم نتمني أن تكون أعمالنا فيه خالصة لله والوطن والمواطن .
دعي إتحاد أطباء السودان إلي عقد ندوة تحت مسمي : تدريب نواب الإختصاصيين في مجلس التخصصات الطبية بين الحاضر والمستقبل ، وقد تم توجيه الدعوة لجميع الأطباء والمهتمين بالتدريب . بدأً كان الحضور ضعيفا لدرجة مُحزنة ونعزي ذلك شخصيا لنظرة الأطباء للإتحاد ومناشطه وأنه جسم لم يتم إنتخابه من قواعد الأطباء، ولم يُقدم أي شيء يُذكر للطبيب أو المهنة أو المريض أو الوطن مقارنة بنقابات أطباء السودان السابقة والتي كانت ذات وزن وشأن في المهنة والوطن.
تحدث بروف مامون وزير صحة ولاية الخرطوم بعد أن قدمه بروف كبلو رئيس الإتحاد ، وقد كان حديثه مُغايرا تماما ب180 درجة عن خطابه لوزير تنمية الموارد البشرية وهذا يدل علي أنه قد قرأ أفكار الأطباء وما تناولته الصحف منذ ذلك الخطاب القنبلة، وعليه فقد حاول تلطيف الأجواء والوقوف مع نواب الإختصاصيين والمجلس وأنه يُقدم خدمات جليلة للوطن والمواطن وتدريب الأطباء.
كثير من المتحدثين أشادوا بالدور الوطني لمجلس التخصصات وقوميته ورفده للسودان منذ إنشائه بحوالي 2800 إختصاصي يحملون الراية الآن في معظم ولايات السودان ، بل وبعض مخرجات هذا المجلس هم أساتذة في جامعة مامون حميدة وهنا تنتفي صفة أن مخرجاته ضعيفة .
إن التدريب يرتبط إرتباطا وثيقا بالخدمات الصحية فحيثما كانت هنالك خدمة تُقدّم علي أعلي المستويات فإن التدريب هو جزء منها ، ولهذا فإن ما يُقدم من خدمات اليوم في كثير من المستشفياتلا يرقي لما يصبو إليه الأطباء ، بل هو دون طموحاتهم لأن الصحة والصرف عليها ليس من أولويات الدولة.
ثمن المتحدثون دور الولايات وما تقوم به من تسهيل وتوفير بيئة ومناخ مراكز التدريب لنواب الأطباء ودور المُدربين في ما يقومون به تجاه زملائهم النواب ردا للجميل لهذا الشعب.
تحدث الكثيرون عن قومية المجلس وشهادته التي وجدت الإعتراف من جميع الدول العربية والأوربية لإن مخرجات المجلس كانت ذات مستوي مشهود له بالكفاءة والمقدرة من جميع الممتحنين الخارجين، بل تساءل الكثيرون لابد أن تكون هنالك ملاحظات سالبة من هذا الممتحن الخارجي أو ذلك فهذه تحتاج للإصلاح دون أدني شك ولا يعُعقل أن لاتكون هنالك ملاحيظ فالكمال لله وحده ، ولكن المجلس إدارة ومناهج ومراكز تدريب ومُدربين ومُتدربين كانت علي مستوي عالي من الكفاءة والمقدرة.
تحدث البعض عن قانون المجلس منذ 1994 وحتي تاريخه ولم يختلفوا في أنه لابد من إعادة صياغة القانون ليتواكب مع المتطلبات التي تفي بإستحقاقات المجلس ووضع لوائح بحسب القانون وأن تكون تبعية هذا المجلس لرئاسة الجمهورية مباشرة لما له من أهمية في الإستراتيجية القومية للصحة ومخرجات المجلس والتي كلها جزء من الأمن القومي الصحي.
الولايات كلها لها دور فاعل في تدريب نواب الإختصاصيين ويتساوون جميعا في الحقوق والواجبات بغض النظر عن أن ولاية الخرطوم ربما تأوي كثيرا من المستشفيات ولكن إذا أعدنا النظر فإن مستشفيات ولاية الخرطوم تعتمد في تقديم الخدمة بنسبة كبيرة علي أساتذة الجامعات وهؤلاء بدورهم المدربين الذين يؤدون تلك الخدمة للنواب ومجانا أو برسوم رمزية جدا وهذا هو رد الجميل لهذا الشعب ،في الوقت الذي يحاول فيه بعض المتنفذين أن يستغلوا تلك العملية التدريبة ومراكز التدريب من أجل العائد المادي ونسوا قول المصطفي صلوات الله وسلامه عليه :
( من أخون الخيانة أن يُتجِر الوالي علي رعيته ).
تطرق الإتحاد إلي معهد معتمد(المعهد العربي للتنمية المستدامة) والذي سيتم إفتتاحه في نهاية أغسطس الجاري وإحتدم النقاش في أن بروف مامون وافق علي أن يتم تدريب الأطباء في مستشفيات الولاية و أصدر توجيهاته بهذا الخصوص ، ولكنه أتي تاني يوم ونقض هذا الوعد لإتحاد أطباء السودان والذي يعرف أين يتم تدريب هؤلاء الأطباء فمستشفيات ولاية الخرطوم هي ملك للشعب السوداني وبروف مامون هو وزير مُكلف ربما يذهب اليوم أوغدا فالأيام دول ولا يملك هذه المستشفيات ولا ديمومة كرسي الإستوزار وإن كان خطا أحمر في نظر السيد الوالي، بل هو يستغل مستشفيات الشعب السوداني من أجل تدريب طلاب جامعته في الوقت الذي يبني مستشفي الزيتونه الإستثماري علي أرض وقفية وأيضا ربما يذهب هذا المستشفي اليوم أو غدا ، فالشباب غدا سيحملون الراية رضي بروف مامون وبروف كبلو أو لم يرضوا فإن سنة الله في أرضه هي التبديل والتحويل.
سيبقي المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية منارة علمية سامقة ترفد المهنة بأطباء علي مستوي عالي من الكفاءة ويحملون إسم الوطن السودان عاليا بين الأمم، أما القانون فإن قيادة المجلس الحالية لها من المقدرة والحصافة والكياسة ما تجعلها أقدر علي العمل علي تعديله وتنقيحه خدمة للوطن وقد فعلوا ذلك سلفا وتم تسليمه للجهات ذات الإختصاص والتي ليس من بينها وزير صحة ولاية الخرطوم وإن إدعي بأن 85% من النواب يتدربون في مستشفيات الولاية ، ونقول له إنها الأقدار والتنظيم التي جعلت تلك المستشفيات تحت قيادة وزارة الصحة ولاية الخرطوم وهي مِلك للشعب السوداني وليست ضيعة خاصة به ويمكن للأطباء أن يتدربوا أينما ومتي وكيفما شاءوا طالما كان الهدف هو الوطن والمواطن، ونقول : عزيز أنت ياوطني برغم قساوة المشوار، عزيز أنت ياوطني برغم صعوبة التيار، وبلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام، إذا الوطن فوق حدقات العيون ومن أجله المهج والأرواح،
أستاذنا بروف مامون هلا تكرمتم وأفصحتم متي تقومون بإنشاء مستشفي تعليمي خاص بجامعتكم بدلا من إستغلال مستشفيات الشعب السوداني الذي دفع لكم حتي وصلتم لهذه الدرجة الرفيعة، وبغض النظر عن كم تدفع إيجارة ومن الذي حدد المبلغ ، ألا تعتقد أن هذا إستغلال وعيب بل حرام شرعا؟؟ أخبار المستشفي الأكاديمي الخيري شنو؟ ماذا تبقي من الخارطة الصحية لولاية الخرطوم؟ كم عدد الأطباء والكوادر المساعدة العاملين بوزارة الصحة ولاية الخرطوم في جميع مستشفياتها ومراكزها والذين يصرفون مرتباتهم من كشف المرتبات؟
ملحوظة: علينا أن نُشيد بكلمة بروف عبد الغفار إنابة عن رئيس مجلس التخصصات لحكمته وحنكته وتجرده في كيفية توضيح موقف المجلس وكلمة دكتور عبد الخالق نائب النفسية ، وبقية الأساتذة والزملاء
يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية
sayed gannat [sayedgannat7@hotmail.com]