هزيمة الطرف الثالث

 


 

حسن فاروق
23 July, 2013

 


اصل الحكاية

حدد رئيس الجمهورية في تصريحات صحفية أمس وجود (عنصر ثالث) يثير النعرات العنصرية بين قبائل دارفور ، ظهرت كلمة العنصر الثالث أو ( الطرف الثالث) بقوة في الساحة السياسة بعد ثورة 25 يناير المصرية ، عندما ظهرت أحداث الشغب والتحرش الجنسي والإغتيالات فأشارت أصابع الإتهام من بعض الفئات السياسية لوجود (طرف ثالث) وراء هذه الأحداث .
شكل هذا المصطلح حضور قوي في الوسط الرياضي ، بعد وصول خطاب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس الأول والذي جاء قويا وواضحا بالتحذير من التدخل السياسي في الشأن الرياضي بناء علي الشكوي التي تقدم بها مجلس إدارة نادي الهلال بعد إعلان عدم شرعيته من الوزير الولائي إستنادا علي قرار المفوضية الولائية والذي أيدته لجنة الإستئنافات الولائية ، فقد إعتبر خطاب الفيفا الوزير طرف ثالث وجسم غريب ، حدد أيضا المفوضية ووضعها طرف ثالث وجسم غريب .
أول رد فعل بعد الوقوف علي تفاصيل القرار ، الحركة في شكل وردة التي قام بها مجموعة من كبارات نادي الهلال هكذا عرفهم الخبر ، الإسراع بالإجتماع مع بدوي الوزير في نادي الشرطة ببري ، متي؟ في ذات اليوم الذي وصل فيه الخطاب من الفيفا ، مسرحية بايخة أرادت حفظ ماء وجه الحكومة الذي أراقه الوزير وهو يصر علي وأد أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية بتدخل سياسي يلغي شرعية مجلس إدارة منتخب .
المفارقة هنا أن بدوي الوزير في فترة الأزمة المريخية ،سارع في إتجاه أهل المريخ بحثا عن حلول للأزمة ، لتنقلب الآية والأزمة الهلالية تزداد إشتعالا فيسارع بعض كبار أهل الهلال للإجتماع ببدوي الوزير في يوم وصول خطاب الفيفا المنحاز لشرعية مجلس إدارة نادي الهلال ، والقصد من الإجتماع واضح لإنقاذ الطرف الثالث والجسم الغريب عن الرياضة ( الوزير) ، لأن مجلس الهلال لايحتاج لإنقاذ فقد أنقذته الفيفا بتدخلها لحمايته ، لتخرج مسرحية كبار الهلال كما ذكرت بهذه الصورة البايخة ، وليطرح سؤال نفسه بقوة أين كان كبار أهل الهلال والوزير يذبح أهلية وديقراطية الحركة الرياضي علي رؤوس الأشهاد ؟ عموما وحتي لانستبق الاحداث لغياب التفاصيل عن الإجتماع المذكور ، فإن كان الهدف منه إقناع بدوي الوزير بالإستقالة يمكن في هذه الحالة مساندة الإجتماع ، أما أي إتجاه خلاف ذلك يعني محاولة إيجاد مخارجات تخدم بدوي الوزير ، وهذا مرفوض في تقديري ويجب أن يتصدي له مجلس الهلال وأهل الهلال الحقيقيون ، بإستثمار هذا المكسب الكبير لخدمة الكرة السودانية بصفة عامة وحمايتها من التدخل السياسي إلي الأبد .
لذا علي الباحثون عن أنصاف الحلول الإبتعاد ، فقد ظل المهدد كبير والخطر عظيم طوال الفترة التي صاحبت هذه الأزمة ولايوجد سوي حل واحد فقط هو إعلان الحكومة إنحيازها لإستقلال الرياضة ، وتأكيدها علي عدم التدخل في الشأن الرياضي ، وعليها التعامل مع الواقع الجديد بجدية أكثر ، لأن أي محاولة لتمييع القضايا والإلتفاف حولها سيكون الضربة القاضية للكرة السودانية في حال تصاعدت القضية ، بإصدار قرارات أكثر صرامة تصل حد التجميد والإيقاف .
من حق كل الرياضين الإحتفال بهزيمة الطرف الثالث شر هزيمة ، من حقهم الإحتفال بهذا المكسب الكبير الذي ستترتب عليه مكاسب أخري تدعم وترسخ أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ، وتعيد الثقة المفقودة وسط الرياضيين بأن الرياضة للرياضيين فقط .
بدوي الوزير إتهزم يارجالة ، الطرف الثالث في وضع حرج ، فقد أدخل الكرة السودانية في ورطة حقيقية ، ويبحث الآن عن حل ، إستقيل يابدوي ( جبت ضقلها يكركب) .
أواصل
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء