أسئلة للدكتور كمال شداد
حسن فاروق
27 July, 2013
27 July, 2013
اصل الحكاية
كتبت هذا العمود بتاريخ 18 يوليو 2013 ، لم اعلق بعدها علي تفاصيل ما يجري في إنتخابات الاتحاد العام واكتفيت بهذه التحليل الذي أكدته نتائج انتخابات امس والتي انتهت بخسارة شداد وفوز معتصم ، أعيد نشر العمود في هذه المساحة واعلق عليه : (قبل الدخول في تفاصيل إعلان الدكتور كمال شداد ترشحه لرئاسة الاتحاد العام لكرة القدم ، والتي تعتبر في تقديري مفاجأة من واقع قراءتي لتركيبة الاتحاد العام بعد الانتخابات الاخيرة ، والتي ظهر فيها تدخل السلطة السياسية بصورة مباشرة ، بإختراقها لمجموعة الدكتور شداد التي ظلت مستعصية عليها عن طريق الدكتور معتصم جعفر وأسامة عطا المنان وبقية المجموعة التي صالحت وهادنت وسلمت نفسها للتوجه الجديد ، لذا قبل الدخول في تفاصيل إعلان شداد الترشيح لرئاسة الاتحاد العام ، أري أن هناك أسئلة هامة لن يجيب علي بعضها سوي الدكتور ، علي رأس هذه الاسئلة ، ماهي الضمانات التي توفرت لشداد حتي يعلن ترشحه للرئاسة ؟ خاصة أن تقاليد الدكتور في الترشح للإنتخابات تعتمد علي رغبة القاعدة في ترشيحه ، وإن لم تتوفر هذه الرغبة يرفض مجرد التفكير في خوضها فهل بني الرجل ضماناته هذه المرة من القاعدة بمعني أن عدد من الاتحادات والاندية إتصل به وأبدي الرغبة في تقديمه للرئاسة ؟ أم أن الضمانات هذه المرة لها علاقة بالسلطة السياسية ؟ خاصة وأن المشهد في مجمله مربك فعندما تقرأ أن شخصية مثل سيف الكاملين أعلنت إنضمامها لمجموعة الدكتور ، وإذا دققت أكثر ستجد شخصيات لها علاقة بالسلطة السياسية ، ظلت تعمل ضد الدكتور طوال الفترات الإنتخابية السابقة ، أعلنت ولو بطريقة غير رسمية وقوفها مع شداد ، فماذا حدث ، ولماذا أصبح شداد فجأة خيار السلطة السياسية أو عناصر نافذة فيها ؟ وقبل كل هذا كيف يري شداد موقف السلطة السياسية الجديد منه ؟ خاصة وأن ذات الشخصيات حاربته كثيرا وأصابت مجموعته السابقة في مقتل بالإختراق الذي تم .
لأن الرؤية لها جانب آخر ، وهو هل إستنفذت العناصر المذكورة بالسلطة السياسية أغراضها من الدكتور معتصم جعفر فقررت حرقه رياضيا ؟ لأننا إذا فكرنا للحظة ان تمدد الحكومة ومحاولتها السيطرةعلي مفاصل الحركة الرياضية عن طريق تحركات دائرة الشباب والرياضة في المؤتمر الوطني تفكر أبعد من سياسة (التمكين) ، تكون الحسبة مغلوطة ، فهي لم تساند معتصم جعفر لقناعتها بقدرته علي التطوير ، أو لأنها مؤمنة بفلسفة إدارة كرة القدم وفق موجهات ولوائح وقوانين الاتحاد الدولي ، ولكن لأن لديها هدف السيطرة علي القرار وتسييس العمل الرياضي.
ليظل السؤال طارحا نفسه بقوة ، هل باعت دائرة الشباب والرياضة بالمؤتمر الوطني معتصم جعفر ؟ وهل تسعي في المقابل لكسب شداد ؟ وماذا تتوقع من وقوفها في صف دكتور شداد أو بمعني آخر ماهو الثمن؟ أم أن الرؤية داخل الحزب الحاكم رأت عودة شداد مرة أخري وهو قرار أعلي من دائرة الشباب والرياضة ، وبالتالي لاتوجد صفقة مباشرة مع شداد ، وتركت الامر يمر للدكتور عن طريق الرياضيين الموثوق فيهم لديه من عناصر الحزب الحاكم .
كلها أسئلة تحتاج إلي إجابة بعضها من الدكتور كمال شداد ، والبعض الآخر ستجيب عليه الايام القليلة القادمة ، بعد أن تتضح الرؤية الكاملة في إتجاهات الانتخابات التي بدأ عدها التنازلي .
وإن كان السؤال الاهم في تقديري هل مايجري الآن مجرد مسرحية يشارك فيها سيف الكاملين وغيره القصد منها توجيه ضربة قاضية لدكتور شداد تبعده نهائيا عن المشهد الكروي بخسارة مذلة في الانتخابات القادمة؟ سؤال لشداد هل قرأت المشهد صاح ؟) .. إنتهي إنتهت انتخابات الاتحاد العام امس وخسر شداد لانه لم يقرأ المشهد صاح ، ولكن هل انتصر معتصم جعفر ومجموعته؟ اكتب غدا عن مجموعة الفشل وعودتها من جديد لتدمير ماتبقي من الكرة السودانية .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]