معتصم يخسر أمام شداد
حسن فاروق
28 July, 2013
28 July, 2013
اصل الحكاية
سألت في ختام عمود الأمس ( ولكن هل فاز معتصم جعفر ومجموعته؟) ، وهذا السؤال يحمل أبعاد مختلفة منها الذي إستند علي الارقام ، ومنها الذي إستند علي عودة مجموعة الفشل من جديد لتدمير ماتبقي من الكرة السودانية ، فالارقام تؤكد أن معتصم خسر اهم المعاقل التي ظلت تشكل سنده الرئيسي في الانتخابات طوال فترات مشاركته في إنتخابات الإتحاد العام وتحدث له الفارق ، ومن إشهر تصريحاته في إنتخابات سابقة أنه إبن شرعي لإتحادات الولايات ، إلا أن الولايات رفضت في جولة الانتخابات الحالية الوقوف معه أسقطته بتفوق واضح للدكتور شداد الذي صوتت له 24 إتحادا بينما نال معتصم جعفر 20 صوتا من الإتحادات الولائية ، وهذا يعني أن معتصم فقد الشرعية التي ظل يفاخر بها أنه وصل الاتحاد محمولا علي أعناق الولايات .
ملاحظة أخري تؤكد إرتباط رئيس الاتحاد الحالي بتدخل السلطة السياسية في العملية الانتخابية ، هي وصوله لرئاسة الإتحاد العام بأصوات إتحاد الخرطوم المحلي ( 11 صوت) زائدا العيلفون وجبل أولياء ليصبح مجموع الاصوات التي خرج بها من الخرطوم (13 صوتا) ، ومعروف في تاريخ إنتخابات الاتحاد العام الحديث أن إتحاد الخرطوم ظل رأس الرمح في قيادة مجموعة التجديد التي خاضت ضد مجموعة شداد ومعتصم ومجدي ( عندما كانوا مجموعة
واحدة) أشرس المعارك ، ومعروف ايضا أن هذه المجموعة مسنودة بشكل مباشر من السلطة السياسية ، ورغم هذا السند إلا أن شداد ومجموعته في ذلك الوقت نجحوا في هزيمتها مرة تلو الاخري بأصوات إتحادات الولايات السند القوي لشداد وهو ماأكدته الانتخابات الأخيرة بذهاب غالبية الأصوات إليه ، وهذا يعني أن علي معتصم مراجعة حساباته في الولايات ، لأن الاصوات التي ظل يراهن عليها في فترة المعارك السابقة ضد مجموعة التجديد ، وضح أنها من نصيب شداد .
سيطرة السلطة السياسية علي أصوات إتحاد الخرطوم تاريخيا وإلي الآن ، هي التي صنعت الفارق لصالح معتصم جعفر ، وهذا مؤشر خطير يعكس الكيفية التي سيدار بها الاتحاد العام في الدورة الجديدة ، وسيكون إمتداد للدورة السابقة التي شهدت أوسع عملية تسييس للحركة الرياضية السودانية في تاريخها منذ تأسيسها ، ويعتبر معتصم جعفر ومجموعته هم قادة هذه العملية التي ضربت أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية في مقتل .
ولعل المتابع لحركة الارقام في الانتخابات يلحظ أن الاصوات التي إرتبطت باللعبة ذهبت أيضا للدكتور كمال شداد والذي صوت له خمسة من أندية الممتاز من سبعة أندية تمثل ( 50%) النسبة المسموح لها بالتصويت ، وبالتالي خسر معتصم الأصوات التي تمارس اللعبة مثلما خسر إتحادات الولايات التي ظل يفاخر كما ذكرت أنها التي أوصلته إلي الاتحاد العام ، وفي المقابل كسب شداد القوتين الأهم والاقوي من حيث الارتباط باللعبة .
موقف إتحاد الخرطوم هو موقف من لايملك قراره ، ووجوده تاريخيا كما ذكرت من اللحظة التي ظهرت فيها مجموعة التجديد ، إرتبط بتنفيذ رؤية لعناصر نافذة في السلطة السياسية للسيطرة علي مفاصل الرياضة ، والبداية كانت من إتحاد الخرطوم ، إلي أن وصلت الاتحاد العام عن طريق الاختراق الذي تم لمجموعة شداد من اقرب الاقربين إليه معتصم جعفر ، وإذا توقفنا عند الاختراق السياسي لهذه المجموعة التي كانت تعادي اتحاد الخرطوم ( المخترق
الاول) ، سنصل بسهولة للتحالف بين معتصم وإتحاد الخرطوم والقاسم المشترك بينهما وهي السلطة السياسية .
وبالتالي فإن موقف حسن عبدالسلام رئيس إتحاد الخرطوم وبقية الاعضاء ليس مستغربا عندي ، فحسن نفسه إرتبط وجوده في الوسط الرياضي بهذه الصفقة السياسية فلم يعرف عنه أنه صاحب فكر إداري ، أو تميز في العمل الاداري ، وأينما وجد حسن عبدالسلام وجدت الاجندة والمخططات والمؤامرات ، لذا هو يشبه المجموعةالحالية ، وهو وهم نموذج يدرس في الفشل الاداري .
اواصل
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]