فريق الشرطة يهين الرياضة
حسن فاروق
23 August, 2013
23 August, 2013
اصل الحكاية
الإهانة البليغة التي تعرض لها حكم مباراة أهلي شندي والنسور (عماد الدين عبدالله) ، وإتهامه (بالسكر) من إداريي فريق النسور ، وماترتب علي ذلك من تطورات وصلت إلي إيقاف المباراة ، وإخضاعه للكشف الطبي لإثبات حالة (السكر) من عدمها ، هي إهانة للرياضة والرياضيين لأن الحكم جزء لايتجزأ من هذه المنظومة ، وماحدث من نادي النسور المنتمي للشرطة سابقة خطيرة بكل المقاييس لم تحدث في تاريخ الكرة بالعالم .
والقضية بالتالي لم تعد قضية الحكم والحكام أو لجنة التحكيم المركزية ، بل هي قضية كل الرياضيين للوقوف صفا واحدا لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة بقوة وشراسة ، وقد سبق للدكتور العالم كمال شداد أن رفض تواجد فرق محسوبة علي القوات النظامية ضمن منظومة كرة القدم خوفا من الذي شهده إستاد شندي ، من إستغلال للسلطة في عمل رياضي لايحتمل التدخل السياسي فمابالك بتدخل قوات نظامية الكارثة بكل تأكيد ستكون أكبر ، وقد كانت بالفعل أكبر من التوقعات ولا حتي علي مستوي الإتحاد الدولي يمكن أن يستوعب أحد ماحدث بأستاد شندي ، لذا أري أن العقوبات التي أوقعها الإتحاد العام لكرة القدم جاءت مخففة للغاية ، ولاتوازي حجم التجاوز الذي حدث .
فإيقاف 11 إداري لفترة ثلاث أعوام وخصم نقاط المباراة وثلاث نقاط أخري لا تعتبر عقوبة ، وأري أن أقل عقوبة يجب أن توقع علي هذا الفريق هي تجميد نشاطه لفترة لاتقل عن ثلاثة مواسم بجانب عقوبات رادعة تمنع الإداريين المشاركين في الحدث من العمل الرياضي مدي الحياة .
حتي يفهم من يتوهم أن عمله في الشرطة يعطيه الحق في أن يفعل مايريد وقت مايريد، فطالما إنه إرتضي ، الإنتماء للمنظومة الرياضية فهو يخضع لقوانينها ولوائحها ولامكان لوضعه الوظيفي أو رتبته العسكرية ، والاستادات تحديدا تخضع بالكامل للإتحاد ، وأي شخص يتواجد بداخلها يتواجد بصفته ، إما إداري أو مشجع أو لاعب أو حكم ، ولايشفع له أي وضع وظيفي آخر وهو ماتأكد عمليا من خلال العقوبات التي أوقعتها لجنة الحالات الطارئة علي من تسببوا في حادثة أستاد شندي ، فقد تم معاقبتهم رياضيا وفق القوانين واللوائح الرياضية ويمكن أن تتضاعف في حال حاولوا عدم الإلتزام بها أو كرروا فعلتهم في مباراة أخري ، ولم ولن يشفع لهم الإنتماء للشرطة .
ماحدث يجب أن يواجه من كل الرياضيين بالحزم والصرامة المطلوبين ، فالمؤشر كما ذكرت خطير للغاية ، وأخطر من كل التوقعات ، وعلينا جميعا دعم الحكام ومساندتهم ، والعمل علي تخفيف الجرح البليغ الذي تسبب فيه فريق النسور المنتمي للشرطة ، فالحكم هو قاضي اللعبة وحكمه نهائي داخل الملعب ، ماعدا بعض الحالات الدقيقة والتي يندر حدوثها .
وأري أن الإنفعال القوي من الرياضيين والتضامن العريض مع الحكم عماد عبدالله تأكيد لقدرة الرياضيين علي الدفاع عن إستقلالية الرياضة . وفي المقابل يحتاج القائمين علي فريق النسور إلي وقفة طويلة ، يراجعون فيها وضعهم ضمن المنظومة الرياضية ، ومدي قدرتهم علي التفاعل معها وفق الطريقة التي تدار بها ، خاصة وأن الشرطة والجيش والأمن قدموا للأندية الأخري إداريين ناجحين عبر التاريخ ، ونجاحهم بدأ بالفصل الكامل بين الرتبة العسكرية ومتطلبات العمل الإداري . فإن وصلت إدارة النسور بعد درس أستاد شندي إلي هذا المفهوم يمكن الإستمرارية ، وإن فشلوا عليهم سحب الفريق والابتعاد عن الوسط الرياضي اليوم قبل الغد .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]